شكراً جيشنا يا عالي الهامة فقد أسكت (الخشامة) وقمحت (النهابة) بقلم/أحمد محمدخير حقاني - الخرطوم

شكراً جيشنا يا عالي الهامة فقد أسكت (الخشامة) وقمحت (النهابة) بقلم/أحمد محمدخير حقاني - الخرطوم


12-07-2013, 00:04 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1386371040&rn=0


Post: #1
Title: شكراً جيشنا يا عالي الهامة فقد أسكت (الخشامة) وقمحت (النهابة) بقلم/أحمد محمدخير حقاني - الخرطوم
Author: أحمد محمدخير حقاني
Date: 12-07-2013, 00:04 AM

شكراً جيشنا يا عالي الهامة فقد أسكت (الخشامة) وقمحت (النهابة)
بقلم/أحمد محمدخير حقاني - الخرطوم
[email protected]


خفتت أصوات (النهابة) الجدد وتلاشت تحت وطأة ضربات القوات المسلحة الباسلة ، لم نعد نسمع عنتريات مالك عقار من شاكلة يا النجمة يا الهجمة ولم نعد نسمع خزعبلات الصعلوك عرمان من شاكلة إزاحة النظام بالقوة .. لم نعد نسمع هتاف موتوري العدل والمساواة (كل القوة الخرطوم جوه) ولم نعد نرى تشدقات عبد الواحد نور وانتفاخ أوداجه في الفضائيات.. لم نعد نرى مناوي وهو يهزئ مخمورا في تصريحاته لصحيفة الشرق الأوسط ومراسلها المأفون سري .. أما الحلو فلا حس ولا خبر عنه وهل هو ميت أم حي... كل تلك البالونات فرقعت بعد بدء حملة القوات المسلحة السودانية لإجتثاث التمرد من السودان وطي صفحته للأبد.. لقد تلقت تلكم الحركات المصنوعة وقادتها من النهابين الجدد ضربة قاصمة وتهاوت معاقلهم واحداً بعد الآخر وربما يشهد الأسبوع القادم إن شاء الله إعلان السودان خالياً من التمرد.
لذا صرنا نسمع منهم تصريحات من شاكلة (الجبهة الثورية ستأتي للسلطة عبر صناديق الإنتخابات لا صناديق الزخيرة) والذي صرح به المنبرش عرمان..أيضا تصريح مناوي المنهار (الحرب عطلت التنمية).. الآن فقط عاد وعيكم بأن الحرب مدمرة .. الآن فقط صحي ضميركم بعد أن قتلتم وشردتم ونهبتم أهلنا في أم روابة وكادوقلي والسميح واب كرشولا وغيرها .. الآن فقط !! بعد أن أذهلتكم القوات المسلحة وهي تكسح معاقلكم المنهارة أمامهم كقصور من رمل.. الآن فقط صرتم بهذه الوطنية وهذه النخوة!!!
كنت قد كتبت قبلا في موقع سودانيزاونلاين بتاريخ 16 سبتمبر 2012م مقالا بعنوان:

(نهب منظم ليوم خير من منصب لمدة عام)..ذكرت فيه أن هذه الحركات المتمردة ماهي إلا إمتداد لحركات النهب المسلح التقليدية التي كانت معروفة في دارفور منذ أمد بعيد ، والحركات الجديدة ماهي إلا مجموعة (نهابة) بشكل حديث وتنظيم جديد.. واليوم بعد أن تهاوت عروشهم ثبت تماما ماكنا نقوله عنها من أنها ليست سوى شراذم لا قضية لها ولا ينفع معها إلا الحسم العسكري.. وقد فعلت الآن القوات المسلحة فاحسنت الفعل.. شكرا جيشنا البطل..وإليكم نص المقال:

هناك مقولة شائعة في دارفور تقول : (نهب يوم ولا إغتراب سنة) ، هذه المقولة تلخص العقلية التجارية للعدوان ، بمعني توظيف العدوان لجني الأموال هذه القاعدة هي التي إتخذتها حركات دارفور المتمردة في بداياتها الأولى ، نهب العربات التجارية وسلب ركابها ... أسلوب النهب هذا قديم جديد ، فمعروف تاريخياً أن القبائل في دارفور تغير بعضها على بعض من أجل السيادة على الأرض أو لإكتساب المال فهم قوم جبلوا على ذلك ... بتطور الزمن تطورت آليات النهب فمن البندقية ماركة خمسة وأب عشرة تطور الأمر إلى الجيم3 والكلاشنكوف ثم الأسلحة الرشاشة وغيرها وقد إستفاد (نهابي دارفور) من الحرب الليبية التشادية إبان حكم القذافي للأولى وحسين هبري للثانية في ثمانينات القرن الماضي ، هذه الحرب هي التي كانت السبب في تسرب الأسلحة الحديثة لنهابي دارفور، وفي السنوات الأخيرة وبعد التطور التقني لوسائل الإتصال من إنترنت وهاتف فضائي ، إنتقل النهب نقلة نوعية تمثلت في دخول البعد السياسي بإنشاء المنظمات في الدول الغربية بواسطة النخب الدارفورية الموجودة في أوروبا و أمريكا لتدعيم النقلة النوعية في التسليح والإتصال لنهابي الميدان بجانب آخر من الدعم هو الدعم السياسي والدبلوماسي وهنا إنتقل النهب من القواعد الفاعلة ميدانياً إلى النخب التي دخلت بثقلها بعد نجاح نهابي الميدان ، فكان التيجاني سيسي خبير المنظمات وكان عبد الواحد وكان خليل إبراهيم الوزير السابق.
عندما وقع مني مناوي إتفاقية أبوجا منح أكثر من 300 مليون دولار ووعد بدفعات أخرى وتمتع بإمتيازات مساعد رئيس الجمهورية وأتاحت له إستراحة سنوات أبوجا التي قضاها في الخرطوم ، أتاحت له تنظيم صفوفه وإعداد قواته التي ظل محتفظاً بها مولياً لها جل إهتمامه أكثر من إهتمامه بمهام منصبه الحكومي ، حتى حانت له الفرصة للتمرد مرة أخرى بعد أن وجد مجالاً أوسع للنهب يغنيه عن إضاعة يوم واحد في القصر الجمهوري ، وهذا ما ظهر اليوم عقب ظهوره بهذه الإمكانات المادية من سلاح وتشوين ، بالتأكيد هي ليست من الثلاثمائة مليون دولار سابقة الذكر فهي في الحفظ والصون ولكن من الأموال التي تلقاها بعد تكوين مايسمى بالجبهة الثورية ... من المعروف عالمياً هناك ما يسمى (بالجنود المحترفين) ، يقاتلون مع من يدفع أكثر وهذا ما ينطبق على المتمرد خليل إبراهيم وهو يقاتل إلى جانب القذافي ضد شعبه وقد خرج بغنيمة ضخمة من هذه المشاركة ظهرت في إمكانات متحركه الذي دمر في شمال كردفان التي قتل فيها أيضاً ، هكذا هم المقاتلون المحترفون إما غنيمة ضخمة أو موتة أضخم وهذا ما حدث لخليل.
سادتي نحن في عصر العولمة التي تسعى لهدم كل ماهو تقليدي إبتداءاً من الأسرة حتى أنظمة الحكم بهرميتها المعتادة ، هذه العولمة هي التي حولت نهابي الطرق التقليديين إلى تنظيمات وشبكات يشترك فيها الأمي والنخبوي لذلك لا تعجب إن وجدت حركة فيها خليل إبراهيم الطبيب وجاموس الأمي الذي لا يعرف إلا القتل ، إنه تكامل الأدوار بين النخب والقواعد في إطار التطور للنهب المنظم ، هذا النهب الذي يقف وراءه جيوش من المخططين المستنيرين وكذلك المنفذين أهل الميدان يساعدهم مهنيون يعملون في الصحافة والإعلام وكذلك هتيفة ومصفقين ولا ننسى مصممي الأزياء الذي يبرعون في إلباس نهابي الطرق آخر صيحات الموضة للبدل والكرفتات ، لقد صار النهب إخوتي عمل منظم يدار لتحقيق أكبر قدر من الثروة بعيداً عن الأيدلوجيات والشعارات البراقة والأخيرة هي أيضاً جزء من المنظومة لتكون ستاراً للأهداف الحقيقية ، لتتبدل المقولة إلى (نهب منظم ليوم خير من منصب لمدةعام).