الاتحاديون والطائفية الميرغنية: طريقان متوازيان لن يلتقيا أبدا[ 1 ] أسامة خلف الله مصطفى نيويورك

الاتحاديون والطائفية الميرغنية: طريقان متوازيان لن يلتقيا أبدا[ 1 ] أسامة خلف الله مصطفى نيويورك


12-02-2013, 05:53 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1385960036&rn=1


Post: #1
Title: الاتحاديون والطائفية الميرغنية: طريقان متوازيان لن يلتقيا أبدا[ 1 ] أسامة خلف الله مصطفى نيويورك
Author: أسامة خلف الله مصطفى
Date: 12-02-2013, 05:53 AM
Parent: #0



الاتحاديون والطائفية الميرغنية: طريقان متوازيان لن يلتقيا أبدا[ 1 ]
أسامة خلف الله مصطفى نيويورك
كثيرا ما يلفت انتباهي هو الجلوس بالقرب من اتحادي صادق فى تغيير الواقع ورافض لمبدأ التقليد الأعمى، ثم يزداد حزنك عليه حينما تعلم أنه يخر صما وعميانا عن واقع حزبه المزرى. كيف يستطيع الاتحادي أن يكون داعى ديمقراطية وهو يعلم أن إرادته مستلبة داخل حزبه وأنه مُسير داخل حزب من المفترض أن يكون حزب التخيير. هل سمع الاتحاديون من ينعتوهم ب "درق سيدهم"؟؟. هل فطن الاتحاديون حينما يسمعون هذا النعت أن الغضب يجب أن لا يوجه تجاه الناعت، وأن النعت هو هدية من خلق الله ودعوة صريحة للنظر في من حولك ورحم الله إمري أهدى للاتحاديين عيوب أنفسهم.
هل يُعقل أن يكون بحزب ديمقراطي أن يكون هنالك وصى؟؟ ، وهل يمكن أن يكون بالحزب الديمقراطي المفتوح قيادة دينية تدعى قداستها ولا أدميتها وارتباطها بالسماء بحكم القرابة من نبئ يتبرأ يوم القيامة ممن يأتوا يوم الحساب بأنسابهم وقربهم منه؟؟؟. فمن المعروف أن الأحزاب الديمقراطية والأنظمة الديمقراطية يكون التنافس فيها بما ينفع الناس في حياتهم المعيشية وعلى أساس من يصلح لتنفيذ ذلك الغرض. لذلك تكون الفرصة مفتوحة لأبناء وبنات الشعوب الديمقراطية لقيادة أحزاب وقيادة البلد بحالها. وهكذا أصبح بيل كلينتون القادم من قرية صغيرة تسمى "أمل" رئيسا لأعظم دولة في العالم . وحقق براك أوباوما حلم القسيس مارتن لوثر كنج بالمساواة للأمريكان من أصول أفريقية وأصبح رئيسا لبلد كانت قبل ما يقارب الخمسون عاما تمنعه من الشرب من نفس الماسورة التي يشرب منها البيض الأسياد أنداك.
فهل يمكن أن يحلم أي اتحادي بالصعود الى قمة الهرم الحزبي الأن وقمة الدولة من غير أن ينال رضى أل الميرغني أو يكون من أفراد العائلة المقدسة؟؟. والمظاهر الخداعة التي توهم بأن هنالك ديمقراطية لا تخفى على أحد ، فإنك تسمع بمؤتمر المقطم ومؤتمر المرجعيات ورفض مشاركة الحزب في حكومة الهلاك واحتداد مخاطبة بعض الشخصيات للميرغني ومواجهتها له. حتى من الناطق الرسمي بالحزب الميرغني الذى جلس في مقابلة تلفزيونية في الشهر المنصرم يجاهر برأيه ورأى كل مؤسسات الحزب المزعومة برفض المشاركة فى حكومة الهلاك الوطني. فحالة الحزب لم يكن هنالك أبلغ من وصفها من نزار قباني:
هـذي البـلاد شـقـةٌ مفـروشـةٌ ، يملكها شخصٌ يسمى عنترة …
يسـهر طوال الليل عنـد بابهـا ، و يجمع الإيجـار من سكـانهـا .. ...
هـذي البـلاد كلهـا مزرعـةٌ شخصيـةٌ لعنترة
هذا حزبُ يمنح المثقفون – فيها – صوتهم ،لسـيد المثقفين عنترة …
يجملون قـبحه ، يؤرخون عصره ، و ينشرون فكره …
و يقـرعون الطبـل فـي حـروبـه المظفرة …
لا نجـم – في شـاشـة التلفـاز – إلا عنترة …
بقـده الميـاس ، أو ضحكـته المعبرة
فكيف يكون هنالك أمل ولو بصيص بأن حزب بداخله طائفية مرغنية بفكر العصور الوسطى الظلامية الأوربية حينما كان رجال الدين يستخدمونه لأغراضهم الخاصة ويتبارى الحكام والعامة لنيل رضائهم كما فعل الملك هنرى حينما جلس حاف القدمين وسط الثلوج أمام باب البابا جريجورى لينال رضائه.
والولاء داخل الاحزاب الديمقراطية قائم على الولاء للحزب وبرامجه وأفكاره والوطن ، بينما يقوم الولاء داخل الطائفة لزعيم الطائفة وهو ولاء أعمى يحول المواليين الى تُبع ويكون تنافسهم على ما يرضى زعيم الطائفة. وهكذا الحال فى الطائفة الميرغنية حيث يكون التقرب ونيل رضائها هو ما يتنافس فيه المنتسبون. ولقد كان هذا واضحا فى الاختيار الوزاري للمشاركة في حكومة الهلاك، فبعد أن أمن الميرغني إيحاءات الخلافة بختيار ابنه فى مكتب مساعد الرئيس، قام باختيار مساعَد الذى وهب نفسه ومنذ زمن بعيد لخدمة الطائفية بصورة شخصية.
وتنتشر الوشاية والنميمة لانهما الوسيلتين الوحيدتين للتقرب ولإبعاد الخصوم. ولذلك تجد من خاصية المتقربين من الميرغني إجادة تامة للعبة الركض حول الكراسي الشاغرة.
مع خالص تحياتى
اخوكم
اسامه خلف الله

اسامة خلف