مساهماتي في عصرنة اللغة بقلم عمر بادي

مساهماتي في عصرنة اللغة بقلم عمر بادي


11-21-2013, 01:45 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1384994728&rn=0


Post: #1
Title: مساهماتي في عصرنة اللغة بقلم عمر بادي
Author: د. عمر بادي
Date: 11-21-2013, 01:45 AM

مساهماتي في عصرنة اللغة
بقلم :
[email protected] د. عمر بادي

عمود : محور اللقيا
أثناء إطلاعي على قصاصات مقالاتي القديمة , عثرت على مقالة بعنوان ( مساهماتي في عصرنة اللغة ) كنت قد نشرتها في صحيفة ( الخرطوم ) في يوم 10/4/2004 و هي متفردة في محتواها , و لذلك فسوف أعيد نشرها , و سوف أعدد على منوالها عند نهايتها ما جدّ لي من مساهمات بعد تاريخ نشرها و إلى الآن , فإليكم بها :
أراني قد ورطت نفسي في مقالتي السابقة حينما وعدت القاريء الكريم أن أورد بعضا من مساهماتي في عصرنة اللغة من خلال المفردات و المصطلحات و التعابير الجديدة . أقول ورطت نفسي لأن الأمر ربما يقودني إلى مزالق أربأ بنفسي عنها , و أراها بين قوسي الإدعاء و الإعتداد , بمعنى ربما ينعتني البعض بالإدعاء أو ربما تقودني إلى الإعتداد بالنفس ! الناس تتناقل لغويا كل جديد يلقى صدى طيبا عندهم كنوع من المثاقفة و المواكبة و الإطلاع , و بذلك تجد أحيانا أن الأمر قد صار كالموضة أو ( التقليعة ) تظهر فجأة بموجبه مفردة أو يظهر تعبير يملأ الساحة الإعلامية بمكوناتها المختلفة , بينما لا يعرف أحد من أين أتت تلك المفردة أو ذلك التعبير و من هو الذي أتى به ؟ مثلا مفردة ( المصداقية ) ظهرت بكثافة قبل عقد من الزمان أو أكثر , و خلال رصدي الخاص علمت أنه قد أتى بها رئيس وزراء الأردن آنذاك و ذكرها أول مرة في أحد خطاباته . لقد ظهرت قبل ذلك مفردة ( الصفوة ) ثم نافستها مفردة ( النخبة ) و لا أدري هما لمن , لكن ربما كانت الأولى للدكتور منصور خالد و قد أوردها في كتابه ( حوار مع الصفوة ) , و ظهر قبل ذلك مصطلح ( المتشائل ) و قد أتى به الروائي إميل حبيبي في كتابه الذي يحمل نفس إسم المصطلح و يعني به الشخص المتشائم و المتفائل في آن واحد , و ظهرت قبل سنوات مفردتي ( الشفافية ) و ( المرونة ) و صارتا على لسان و قلم كل مثقف يعيش واقعه و أظنهما منقولتين عن طريق الترجمة من الإنجليزية من (flexibility ) and ( transparency ) و قبل ذلك بكثير ظهرت مفردة ( كاريزما ) و هي كلمة إنجليزية ليست لها ترجمة و تعني الشخصية الجاذبة و قد ظهرت مع ظهور الرئيس الأمريكي كلينتون .
الأمر في غاية التعقيد حقا , لأن معرفة صاحب فكرة المفردة أو المصطلح أو التعبير الجديد لا تكون إلا للناقد الحصيف الذي يرصد كل الكتابات و الخطب ليلتقط ما يراه جديدا و يرده إلى صاحبه , و تلك مهمة في غاية الصعوبة أو في مرتبة الإستحالة , فأي ناقد ذاك الذي يطلع على كل الإصدارات العربية في كل العالم و يستمع إلى كل البرامج و الندوات ليرصد الجديد ؟ لذلك فالأمر يعود إلى صاحب الفكرة نفسه فهو الأدرى بالحقيقة من غيره , و لكي لا ينسب إلى نفسه ما ليس له , عليه أن يتحلى بصفات الأمانة و المصداقية و الشفافية و الجدية , و أن يمتلك الدليل المادي ليدحض به أي إفتراءات أخرى .
لقد تعودت أن أحتفظ بكتاباتي في الصحف خلال العشرين عاما الماضية حتى تكونت لدي الآن أكوام من الأوراق الصحفية , بجانب كتبي المطبوعة , و أرى ورطتي الآن في ذلك , لأن الأمر يتطلب مني وقتا و جهدا لكي أعيد قراءة كل ذلك الكم الهائل حتى أحصر الجديد الذي أضفته , و إن شاء الله سوف أفعل ذلك ( بالتقسيط ) متى أسعفني الوقت . لذلك أراني الآن سوف أعتمد على الذاكرة و على المراجعات السريعة لأستخلص لكم بعضا من مساهماتي في تجديد اللغة . في البدء أعود إلى ما ذكرته في مقالتي السابقة من أن أمر المفردات و المصطلحات و التعابير الجديدة يتطلب الجرأة و الشجاعة مع الإلمام باللغة . اللغة كائن حي ينمو , و هي تنمو من خلال الإشتقاقات و المصطلحات , و المصطلح حسب فهمي له هو مفردة أو تعبير ذو صبغة علمية أكاديمية . إن مجامع اللغة العربية في البلدان العربية هي التي تقوم بذلك , فهي إما أن تضع المصطلح أو المفردة الجديدة أو تجيز ما تجده قد ظهر في أجهزة الإعلام , و أرى هنا أنه لا بد من أن يكون لجامعة الدول العربية دور في التنسيق أو الجمع بين مجامع اللغة العربية القطرية حتى تتوحد المصطلحات في كل الدول العربية .
أقول بسم الله و أنا أخطو بكم في حديقة مساهماتي في عصرنة اللغة , فأنا و ( أستغفر الله من قولة أنا ) كما كانت تقول والدتي يرحمها الله , أمتلك فاكهة و أزاهير عدة .. في الثمانينات كانت كتاباتي الأدبية و التحليلية في صحيفة ( الخليج ) الأماراتية , و في تلك الفترة ظهرت المفردات و التعابير التالية في كتاباتي و التي لاقت صدىً و انتشارا واسعا حتى داخل السودان بدون أن يعرف غالبية الناس عن حقيقة مصدرها .. تعبير ( تحول 180 درجة ) أخذته من اللغة الروسية و هو تعبير شائع عندهم و معناه واضح لكل من له علم بمباديء الهندسة و هو يعني التحول إلى العكس أو النقيض .. تعبير ( شريحة من المجتمع ) أخذت مفردة شريحة من علم المعادن و الفحص المجهري و هي العينة الدالة على خصائص النوع .. تعبير ( الأغلبية الميكانيكية ) و هي الأغلبية التي يتم تحريكها لاإراديا كأجزاء الماكينة المتحركة بقوة دفع خارجية مسيطرة عليها بولاء أو نفوذ .. مفردة ( التشرذم ) أتيت بها كإشتقاق من كلمة شرذمة و تدل على التكتل في كيانات صغيرة .. تعبير ( إسترد الجنيه عافيته ) أتيت به و في ذاكرتي مقولة كوامي نكروما قديما بأن السودان هو رجل أفريقيا المريض .. تعبير ( إلجام فرس الديموقراطية ) و عنيت به حال الديموقراطية الذي لا يخفى آنذاك و ضرورة كبح الفوضى .. مفردة ( التخبط ) و عنيت بها التحرك على غير هدى كخبط العشواء أو كتخبط الشيطان .. تعبير ( الأرض و العرض ) أوردته في إحدى قصائدي مدللا به إلى أغلى ما لدينا .. في التسعينات و الألفية الثالثة و خلال كتاباتي في صحيفة ( أخبار اليوم ) ثم صحيفة ( الخرطوم ) في الخارج و الداخل , ظهرت مفردات و تعابير عدة مثل تعبير ( الثوابت و المتغيرات ) و قد أخذته من حساب تكلفة إنتاج الكهرباء و فيه الثابت و المتغير .. تعبير ( متسع للجميع ) أخذته بعد أن ترجمته من التعبير الإنجليزي there is enough room for all .. تعبير ( أشياء محفورة في الذاكرة ) أخذته من الكتابة بالحفر على المعادن و الخشب لتبقى طويلا .. تعبير ( أصابني بالإحباط ) أخذته من كثرة حالات الإخفاقات المثبطة بين الناس .. تعبير ( القضايا العالقة ) أخذته من حالة غازات المداخن أو من حالة المياه العكرة و ما بهما من عوالق كربونية أو طينية .. توجد أيضا مفردات عدة لا أدعي أنني أوجدتها , بل أنني قد أعدتها إلى ذاكرة الناس فصاروا يتداولونها . امثلة لذلك مفردات ( ذريعة ) و ( داكن ) و ( مصاحب ) و ( راشد ) و ( قابع ) و ( يتوغل ) .. لا أنكر أحيانا أنني لا أوفق في ذيوع مفردتي و تتغلب عليها مفردة أخرى , مثال لذلك مفردتي ( المناطقية ) قد فازت عليها مفردة ( الجهوية ) و لا أدري هي لمن . أخيرا , ما رأيكم دام فضلكم؟ سبع و الا ضبع ؟
إلى هنا انتهت مقالتي القديمة و التي كنت قد نشرتها في صحيفة ( الخرطوم ) في يوم 10/4/2004 . الآن سوف أضيف ما جدّ عندي من مساهمات في عصرنة اللغة منذ نشر تلك المقالة و إلى الآن , فإنني و الحمد لله لم أتوقف عن الكتابة طيلة هذه المدة , فإليكم بالإضافات الجديدة :
تعبير ( أنا و أستغفر الله من قولة أنا ) التي أوردتها في نفس مقالتي أعلاه كتذكرة لما كانت تقوله والدتي يرحمها الله و يحسن مثواها و قد بارحت دنيانا منذ خمسة و عشرين عاما , فقد انتشر هذا التعبير عند الكتاب و في الإعلام المرئي و المسموع .. أيضا مفردة ( حصيف ) قد وردت في مقالتي أعلاه و تعني الشخص المتبصر في عواقب الأمور و لم تكن متداولة و لكنها أضحت متداولة بكثرة .. مصطلح ( طائرة بدون طيار ) أطلقت على هذا النوع من الطائرات هذا الإسم في إحدى مقالاتي و كان يطلق عليها في الإعلام طائرة ذات تحكم على البعد فانتشر هذا الإسم .. تعبير ( النسيج الإجتماعي ) عنيت به العينة الدالة للتركيبة الإجتماعية و النسيج هو تعبير بيولوجي مختبري .. تعبير ( الصورة الذهنية ) و قد أخذته من الكلمة الإنجليزية ) prospect ) .. تعبير ( أبلى بلاء حسنا ) بمعنى بذل جهدا مقدرا , و لم يكن مطروقا .. تعبير ( يلقي الكلام على عواهنه ) وتعبير ( يلقي الكلام جزافا ) بمعنى دون تريث أو إعتبار لعواقبه , و لم يكونا مطروقين .. تعبير ( يسبر غور الشيء ) بمعنى يختبر عمقه , و لم يكن مطروقا .. تعبير ( رشح الخبر ) بمعنى التسريب كما تفعل السوائل بالمرشحات .. تعبير ( ردحا من الزمان ) بمعنى مدة طويلة , و لم يكن مطروقا .. و تعبير ( إستشاط غضبا ) بمعنى هاج و تمادى في غضبه , و لم يكن مطروقا .. أما المفردات التي أعدت تداولها و لم تكن مطروقة فإليكم أمثلة منها كمفردات ( البحبوحة ) و ( التحرش ) و ( الكالح ) و ( تكالب ) و ( يضاهي ) و ( يدحض ) .