مدني .. مدينة من تراب. بقلم/ محمد قسم الله محمد إبراهيم

مدني .. مدينة من تراب. بقلم/ محمد قسم الله محمد إبراهيم


11-08-2013, 05:40 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1383885641&rn=0


Post: #1
Title: مدني .. مدينة من تراب. بقلم/ محمد قسم الله محمد إبراهيم
Author: محمد قسم الله محمد إبراهيم
Date: 11-08-2013, 05:40 AM

مدني .. مدينة من تراب.
بقلم/ محمد قسم الله محمد إبراهيم
[email protected]
(1)
ذهب مع الريح
مدني .. مدينة من تِبْر صارت من تراب .. تلك المدينة التي كانت قبلة الانظار يوم أن كانت تحاذي الخرطوم العاصمة حذو المنكب .. تخطو الخرطوم خطوتين فتخطو مدني خطوة.. الآن صارت الخرطوم تهرول _معمارياً علي الاقل دعك من الإهتمام الرسمي_ بينما تقف مدني تعتليها البلادة حتي صارت مثل (كمبو كبير) مقارنةً بالخرطوم.
(2)
بين الترييف والتزييف
ومدني كانت مدينة ذات طابع ريفي لارتباطها بمشروع الجزيرة وكانت قبلة لكل قري المشروع الممتدة طولاً وعرضاً وكان المواطن يجد حاجياته الشخصية والزراعية وغيرها من المطلوبات متوفرة في أسواق المدينة التي كانت تضجُّ بالحركة.
حتي جاء أوان التزييف فصارت مدني مثل عملة قديمة مزيفة (مكرفسه)، فلا شوارع ولا جماليات في المدينة حتي شوارعها التي تنفق فيها الحكومة أموالها تأتي دون طموح الناس مثل (لسان الضب) شوارع ضيقة وبدائية كأنّ من ينفذها درس الهندسة في كلية التربية.
لا يحلم الناس في مدينة مدني بكباري طائرة ولا تنمية شرق النيل بكباري جديدة (كفانا كبري حنتوب) ولا يحلم الناس هنا بكورنيش النيل الذي يمتد بمساحات طويلة مثل بورتسودان مثلاً ولا شارع النيل في الخرطوم الذي احسنتْ حكومة الخرطوم تجميله وإستثماره. دائماً أنظر لشارع النيل في مدني كثروة كبيرة مهدرة لا تستفيد منها الحكومة في استثمارات ذات قيمة تُلقي بملمح جمالي عالي القيمة علي المدينة وعائدات مجزية للخزينة العامة.
(3)
أكشاك لله يا محسنين
مدني المدينة الوحيدة التي تحترم (التمباك) أكثر من إحترامها للصحافة .. (فالتمباك) يجد مكانه علي أكشاك (ناصية) وسط أسواق المدينة بينما تجد (الجرائد) مفروشة تحت الشمس مثلها مثل أكوام (التبش والبامبي).
تُري ما الذي يمنع المحلية من إنشاء أكشاك صغيرة في مناطق متفرقة من المدينة لبيع الصحف بطريقة حضارية تُضيف أبعاداً جمالياً تبحث عنها المدينة بدلاً من لهاث المحلية الدائم خلف أصحاب (الدرداقات).
ستكسب المحلية مرتين مرة بعملها عملاً نافعاً كقيمة مضافة ومرة بضمان مواعين إيرادية جديدة تضمن لها إيراداتها الموقوتة ليس كمطاردة أصحاب (الأمجاد) في مداخل ومخارج (موقف أمجاد) آناء الليل وأطراف النهار بتلك الصورة القبيحة.
(4)
مدني .. مدينة من تراب
عشرات الشعراء والفنانين غنوا لمدني ، خليل فرح غني لها (ليت حظي يسمح ويسعدني .. طوفة فد يوم في ربوع مدني) فربوع مدني اليوم سعيدٌ من لا يراها ، الشوارع مكتظة بالأوساخ والخيران. تنعدم فيها ملامح التنمية العمرانية المجتمعية التي ينتفع بها عامة الناس ، مستشفي مدني هو ذاته بكل ترهلاته وبؤسه وقبح ملامحه ولا أدري ماذا تنتظر به الحكومة بدلاً عن تكسيره وبنائه بصورة جديدة ومستشفي التوليد يعاني الإكتظاظ وبنايات عشوائية تنمو هنا وهناك كان يمكن الإستعاضة عنها بمبني واحد ضخم.
حتي سوق المدينة الذي نشأ في مكان حي الموظفين أكثر موقع إستراتيجي في قلب مدينة مدني لم يتم التخطيط له بصورة مستقبلية حيث لا شوارع واسعة تراعي المستقبل والنمو البشري فقد كانت عين الحكومة علي بيع القطع الحكومية ولم تكن مستعدة للتنازل عن متر واحد لأجل التخطيط الذي يحفظ جماليات المدينة ومستقبلها وكانت النتيجة عمارات مرصوصة وكأنها تقف (في صف الرغيف).
كنا نتوقع تنفيذ مخطط جميل جداً بمحلات تجارية ومخططات سكنية في وسط المدينة ولكن .. تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن.
(5)
إبتسم .. أنت في ودمدني
شعار عجيب وخادع يطالعك في مدخل المدينة وثمة ملاحظة علي مداخل المدينة من جهاتها الأربع حيث إنها تبدو بائسة جداً رغم أنّ هذه المداخل تذخر بمساحات واسعة ومفتوحة يمكن تنفيذ مشروعات جمالية وإستثمارية كبيرة ليس أقلها إنشاء ميناء بري علي مدخل المدينة الغربي في مكان مقر شركة مواصلات الجزيرة.
المشروعات الكبيرة تحتاج لتمويلات كبيرة هذه حقيقة، والحقيقة الأخري كذلك إنّ أنظمة التمويل ناهيك عن المنح والوفورات المحلية والشراكات المحلية والإقليمية والدولية تسمح بالحصول علي الأموال اللازمة للتنفيذ والعمل في صمت ولكن ......(أشوفك بُكره في الموعد).
أخيراً جداً .. إبتسم أنت في ودمدني.