أسلوب اخر من الإبادة الجماعية/عبدالدائم يعقوب ادم

أسلوب اخر من الإبادة الجماعية
ان ما قامت به إدارة جامعة عطبرة من تعذيب وإهانة وتشريد وفصل تعسفي لطلاب دارفور ،ما هي الا امتداد طبيعي لسياسات الحكومة المبنية على التهميش والإزدراء والاستخفاف بأبناء دارفور، فنظرة التهكم والدونية وهوس وجنون الحكم والكبرياء جعلت حكومة البشير لا تضع الرأفة والخلق والرحمة في إتخاذ أي قرار من شأنه يمس المواطن البسيط،ففي الزمن الغابر الضاغط إجتماعيا وإقتصاديا وبدنو ثمرة ابناء الكالحين المزارعين المكلومين الذين فتكتهم ويلات الحروب الأهلية تفاجئ وتفجع إدارة جامعة عطبرة أهلنا بدارفور بفصل ابناءهم من الجامعة بدون وجه حق بعد صبرهم على الوان من العذاب التي تعرضو لها طيلة السنوات الماضية،إذا كانت سياسة القتل والتشريد والتجويع والتهجير القسري الي معسكرات النازحين التي انتهجتها الحكومة تعد جريمة في حق الإنسانية وتستحق بموجبها تقديم الضالعين فيها الي محكمة الجنايات الدولية ،فأن فصل طلاب الجامعة هو الأضحى والامر لتأثيره البالغ في الحاضر والمستقبل ولإرتباطه الوثيق بمصير حياة أسر بذلو الغالي والنفيس من أجل مستقبل فلذات اكبادهم الذين يأملون فيهم قيادة سفينة النجاة ،ولعل الفارق يكمن في من يجمع الدريهمات بعرق جبينه وينفقها في سبيل تعليم ابنائه ومن يلتقطها من سحت ،فالأول يستحق الرعاية من الراعي الذي نراه اليوم ينساق وراء الجهوية والعنصرية ،ويتبناها منهجا ويفسر البيعة المزعومة المفقودة في الأصل، الإتباع والطاعة والتسليم لمحور شخصي واحد،والامر كله إشارة منه وتقسيم الرعية الي اتباع ومتبوعين ، فمدير الجامعة الذي يعد من اتباعه لا يرى الرئيس شذوذ في قراره في إطار محيط السياسة الكلية تجاه أبناء دارفور بل يجب ان يمر قراره من غير نقاش أو إعتراض.
وسط هذا المحيط الهادر بعواصف العداء التاريخي والأمواج المتلاطمة التي تهدأ أحيانا بلقاءات الرئيس عمر البشير مع ابناء دارفور في موائد العشاء والإعترافات السطحية التي لا تمت الي الفؤاد ،فقط نسمعها ثم تتناثر وتتطاير وتترك مع فضلات الأكل،المتأمل الحصيف والناظر البصير يفسر قرار مدير الجامعة يأتي استجابة لذلك المحيط ،والمقصود منه تعطيل مسيرة الثورة التعليمية الدارفورية التي بدأت منذ الثلاثة العقود الماضية،وقتل الهمم الدارفورية،وإفشاء البطالة والأمية ليتيح لهم إستدامة الحكم وإيثار المناصب الدستورية والسيادية حاضرا ومستقبلا لأنفسهم.
من هنا نناشد فئات ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب والهيئات والمنظمات الدولية أن تدين وتشجب هذا العمل الإجرامي والضغط على إدارة الجامعة لإعادة المفصولين وتعويضهم ماديا لما لاقوه من تعذيب وضغوطات نفسية،والحصول على ضمانات بعدم تعرضهم مستقبلا لماضيقات إدارية كما فعلت إدارة الجامعة من قبل،ونطالب حكومة المركز بإجراء تحقيق عاجل وعادل وتقديم متخذي القرار الي العدالة ،كما نطالب ابناء دارفور بالبرلمان الدعوة الي اجتماع طارئ لمناقشة الأمر والخروج بتوصيات لضمان عدم تعرض بقية ابناء دارفور بالجامعات الأخرى لمثل هذا القرار الااخلاقي ،كما نطالب ايضا ابناء دارفور المنضوين تحت لواء الحزب الحاكم الذين عركو معه السياسة وخبرو قصوره وسجونه ونفيه ومؤمراته ومكائده ضد انسان دارفور أن يتخذوا مواقف الشجاعة والكرامة والنضال والنأي عن الجبن ومسح العار والرزيلة التي تلبسو بها لأكثر من ثلاثة وعشرون عاما ،والوقوف مع الغبش الغلابه لنيل حقوقهم المشروعة .
عبدالدائم يعقوب ادم
23-10-2013م
Abdoudaim Yagoub Adam