الي متي يستمر الصراع في دارفور؟نزار عوض الكريم صالح

ما لا يدع مجال للشك ان الحرب الاهلية تؤثر علي النمو الاقتصادي من خلال تدميرها للموارد البشرية واضرارها بالبنية الاساسية ، واخلالها بالنظام الاجتماعي وتبديدها للنفقات وهروب رؤوس الاموال ، ومن ثم فان سرعة التعافي من الام ما بعد الحرب قد تبقي رهينة بالفترة التي استغرقتها الحرب نفسها .
ولأكثر من عقدين كانت الحكومة السودانية تنفق من ميزانيتها السنوية ما نسبته 1.3 %علي الصحة العامة و1.2 علي التعليم بينما كانت تنفق نسبا اكبر علي حرب دارفور .فقد بلغت كلفة هذة الحرب ارقاما كبيرة لدولة مثل السودان ،اذ كان المجهود الحربي في في دارفور يلتهم نسبا متزايدة من الناتج المحل الاجمالي .ونظرا لأهمية هذة القضية التي شغلت المجتمع الدولي لأكثر من 10 سنوات يبدو جديرا بالتأمل أن نراجع تأثير هذا النوع من النزاع علي الخسائر الاقتصادية للاقتصاد السوداني .
فقد خلفت الحرب التي شهدتها دارفور أكثر من 300 الف قتيل ونزوح أكثر من 3 مليون انسان واضرام النيران في حوالي 3 الف قرية وفقدان ما قيمتة ملايين الدولارات من المحاصيل الزراعية ،والثروة الحيوانية التي نهبتها الحكومة وجماعتها المسلحة وفق لتقريرمكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية فيما وراء ذالك لا يمكن تقدير الخسائر النفسية التي ترتبت علي تلك الحرب وما ارتبط بها من تمزيق للنسيج الاجتماعي .
وتبعا لتقرير التنمية الدولي لعام 2011 فأن نسبة ارتفاع عدد النازحين داخليا في مختلف الدول كان السودان في مقدمتهم .
فالمتابع للشأن السوداني اليوم يجد أن ما ورد في تقرير التنمية الدولي الصادر عن البنك الدولي لعام 2011 فان من يعيشون في دولة هشة متأثرين بالنزاعات المسلحة عادة ما يكونوا أكثر عرضة لمعاناه الفقر والحرمان والعجز عن الالتحاق بالتعليم المدرسي ،او الحصول علي الرعاية الاساسية ومثل هذة التحديات ذات تأثير طويل الامد علي الكسب المعيشي اليومي ، وهذا هو حالنا اليوم في السودان .الجميع اصبح يعاني من الفقر والحرمان .
فالمشهد اليوم يبين مدي فشل الحكومة في ادارة هذا القطر الممتد .لا سيما ان تردي الاوضاع الامنية في ولايات دارفور وحاله الرعب التي يعيشها المواطنين الابرياء في ولاية جنوب دارفور نيالا ونجد ان تزايد عمليات القتل والخطف من داخل المنازل والاعتداء علي المواطنين في الطرقات ،وهذا نوع جديد من الابادة فان المستهدفين من هذة العمليات هم رؤوس الاموال من ابناء دارفور الذين يدفعون بعجلة ما تبقي من اقتصاد في هذا الاقليم .ولعل الخطوة الاولي للتعافي من اثار الحرب هو ايقاف الحرب نفسها بصورة نهائية حتي يتفرغ السودان لاستثمارموارده وطاقاته.