عبدالعزيز عبدالرحمن حضارة الحمير..الويقود..وصاج العواسة...تعود بقوة من

عبدالعزيز عبدالرحمن حضارة الحمير..الويقود..وصاج العواسة...تعود بقوة من


09-12-2013, 05:21 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1379002891&rn=0


Post: #1
Title: عبدالعزيز عبدالرحمن حضارة الحمير..الويقود..وصاج العواسة...تعود بقوة من
Author: مقالات سودانيزاونلاين
Date: 09-12-2013, 05:21 PM

عبدالعزيز عبدالرحمن حضارة الحمير..الويقود..وصاج العواسة...تعود بقوة من جديد
مرحي، هاهي ازمنة الحمير الزاهية تعود من جديد،هاهي مكاديها،دبزاويها،وروثمانها،تنفض عنها ازمنة الهوان والمزلة،وتعلن عن استعادة المجد ،زمان شهد دولتها كاملة الدسم،حضارتها التليدة التي شهدت ازمنة سحيقة،منذ ان باركها المسيح عليه السلام،مرورا باكرام بن الخطاب لها داخلا بها الارض المقدسة،حتي اتخاذ الخليفة التعايشي لها رمز فخر يوصله لسدرة اشواقه بطيبة القرشي ملتقيا بمهديه محمد احمد.
لم تعرف البراحات عندنا نعيما مثل ذلك الذي ادرك الحمير، رغم بعض اللؤم والقسوة التي حاقت ببعض مكادييها من بعض الحمقي والشريرين،الا انها عاشت مدللة،مبجلة،مكرمة،مطهمة،معلقة بذرة وقصب وغضار،عليها سرج مشنشن صناعة ودالريف،او البسطاوي،من فخيم الاخشاب،مصقول الصنعة،معكوف بجمال اخاذ،مبطن بلبد باردة،عليها بردعة،مكسوة بفراء ناعم بارد،مؤمن كرسيها هذا الفخيم بلباب من الجلد الفاخر،وبذناب من الحبال الامنة،ثم ان الرقبة لتزدان بغلالة وزينة ،يرتبط بها الحبل المصقول الرابض بكبرياء خلف معكفة السرج الامامية،كل ذلك ويزين الفم والوجه الخطام بديع الصنعة لجاما،زينة وامانا.
لا اعرف من مخلوقات الله من شهد احتفاء بيننا كالحمير،في كل طقوسها تفرد،اكلها،شدها،تطويعها،ركوبها وتحميلها،دنيا مكتملة،تمشي خببا جماعة ومفرد،في زهو لم تضارعه التايوتا and#1639;and#1640; في ايام امجادها العظيمة.
لقد شهدت مملكة الحمير مجدا ورفعة في ايام مجد مشروع الجزيرة وايامه الزاهيات،مشت مع الاباء دروب الجد والحياة،حملتهم رفقة امينة في الافراح والاتراح ،الحقول والاسواق.
ثم ان السنين تبدلت،انهار المشروع،عبر ياجوج وماجوج به،وتركوه بلقعا وصريم،وجاء الاغتراب ببرنساته،فقضي علي المملكة العظيمة،وصارت الحمير اسية،تحوم في الفلوات،وتبرطع في الثري،ضجرة ومنسية,
في ذات اوان مجد حضارة الحمار،كانت هناك،ثقافة اخري موازية،الصاج ورحلات الويقود،العواسة اليومية المقدسة،التكل الخمارة،الطايوق ،العجين والطرقة،انهزمت هذه الحضارة امام دعة مخادعة،جاءتنا المدنية بكل جديد،بدلت ماتعودنا عليه،غيرت نظام الحياة والثقافة الغذائية الاغرب للواقع،ودخلت حضارة جديدة.
وهاهو الزمان يستدير مرة اخري،دورة جديدة،تغير كل شئ،تجعل وجود الحمار ضرورة حياة،وعودة التكل والويقود شرط وجوب،فلن يكون متاحا علي غالب اهل بلادي تحمل اجرة عربة،ولا رغيفة خبز،ولا انبوبة غاز،فالتحية للحمار يعود بمجده من جديد،ولاماتنا يحزمن وقودهن،ولنار العواسة المقدسة تملا دخاخينها الفجاج،هذا اذا سهل الله للخمارة دقيق في هذا الوطن الممحوق.