ماذا يفعل الشيخ حسن الترابي والأستاذ كمال عمر في كرمة النزل ؟

ماذا يفعل الشيخ حسن الترابي والأستاذ كمال عمر في كرمة النزل ؟


09-11-2013, 08:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1378926697&rn=1


Post: #1
Title: ماذا يفعل الشيخ حسن الترابي والأستاذ كمال عمر في كرمة النزل ؟
Author: ثروت قاسم
Date: 09-11-2013, 08:11 PM
Parent: #0



ماذا يفعل الشيخ حسن الترابي والأستاذ كمال عمر في كرمة النزل ؟
ثروت قاسم
Facebook.com/tharwat.gasim
[email protected]

1- الإنذار المصري وتداعياته ؟

+ في يوم الاحد 18 أغسطس 2013 ، وكما ذكرنا في مقالة سابقة ، زار السيد نبيل فهمى وزير الخارجية المصري الخرطوم ، ليذكر الخرطوم بأن القاهرة سوف تتعامل معها ، فيما يخص المعارضة في البلدين ، وفق مبدأ ( المعاملة بالمثل ) ، الأمر الذي سماه المراقبون بإسمه ... ( الإنذار المصري ) المغتغت ؟

نستعرض في هذه المقالة بعض تداعيات ( الإنذار المصري ) ، وبالأخص محاولة توحيد الحركة الإسلامية ، وجو المصالحة الذي أطلقه في سموات الخرطوم .

2 - الجو جو مصالحات ؟

+ في فجر يوم الأربعاء 21 أغسطس 2013، صلى الرئيس البشير خلف الشيخ الترابي في منزله في المنشية ، وإتفقا على بداية حوار حول توحيد الحركة الإسلامية ودمج حزبي الوطني والشعبي في حزب واحد ، لمواجهة العجاجة المصرية ، وتحويل التحديات المصرية إلى فرص للوحدة والمصالحة .

نستعرض في النقاط التالية الآيات الدالة على روائح هذه المصالحة بين الشقيقين اللدودين ، والتي إنداحت وغمرت بقية الكيانات السياسية المعارضة .

+ في مساء الأحد 8 سبتمبر 2013 ، أفرج الرئيس البشير عن القيادي في حزب المؤتمر الشعبي يوسف محمد صالح ( لبس ) ، بعد نحو 9 سنوات في السجن إثر محاولة انقلابية في العام 2004 ، في محاولة لبناء الثقة ، ولتوكيد حسن النية والجدية في المصالحة مع المؤتمر الشعبي لمواجهة العجاجة المصرية !

الجو جو مصالحات ؟

+ في يوم الأحد 8 سبتمبر 2013 دشنت شركة طيران ساوث سوبريم إيرلاينز في دولة جنوب السودان اول رحلة لها بين الخرطوم وجوبا عبر واو ، مما يؤكد بدء تطبيع العلاقات بين دولتي السودان ؛ الأمر الذي سوف يحفز الشيخ الترابي للمضي قدماً في عملية المصالحة مع حزب المؤتمر الوطني حتي لا يجد نفسه وحزبه في ( الصقيعة ) بعد تصالح الوطني مع الحركة الشعبية الجنوبية !

كما لاحظ الشيخ الترابي موافقة المؤتمر الوطني على بدء المفاوضات الثنائية في أديس ابابا مع الحركة الشعبية الشمالية ، بعد توقف منذ يونيو 2011 ، بعد حرق الرئيس البشير لإتفاقية نافع – عقار الإطارية .

بدأت حركات دارفور الحاملة السلاح ( ناقص حركة عبدالواحد ) مفاوضات تمهيدية في أروشا للوصول إلى تسوية سياسية مع حكومة الخرطوم .

كما إستمر بترول الجنوب في الإنسياب داخل أنابيب الشمال دون أن يخاف ، هذه المرة ، من قفل بلف عشوائي ؟ وزار مبيكي الخرطوم وجوبا ، في إسبوع يوم الأحد 8 سبتمبر 2013 ، مبشراً الجميع بإستدامة التطبيع بين دولتي السودان هذه المرة .

الجو جو مصالحات ؟

+ مر يوم الجمعة 6 سبتمبر 2013 ، اليوم الأخير في خطة ال ( 100 يوم ) للإطاحة بنظام الإنقاذ ، دون أن ينجح تحالف قوى الإجماع الوطني في مخططه ، ولاذ بصمت العاجز الذي يطلق التهديدات الهوائية . كما لم يُفعل المؤتمر الشعبي خطته ( السرية ؟ ) للإطاحة بنظام الإنقاذ التي هدد بها في الأسبوع الأخير من شهر أغسطس الماضي .

الجو جو مصالحات ؟

+ في يوم الأحد 8 سبتمبر 2013 جدد السيد الإمام دعوته لتفعيل أجندة الخلاص الوطني الداعية لنهج قومي حول إدارة الحكم وملف السلام والاقتصاد على أساس جامع لا يستثني أحداً ولا يهيمن عليه أحدٌ ، كمقدمة لمصالحة وطنية شاملة ، تقود تلقائياً لحل جذري للأزمة الإقتصادية ، دون حاجة لفك الدعم عن المحروقات .

ذلك إن الحروب الأهلية المستمرة ، سيما في دارفور وفي جنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق تكلف الخزينة السودانية في اليوم الواحد ما يساوي دخل الخزينة في شهر كامل ... الكترابة ؟

وعليه فللسيد الإمام الف حق من السخرية من التعلق بجزئية فك الدعم عن المحروقات كعلاج للأزمة الإقتصادية . متلازمة الفيل ( التسوية السياسية ) وضل الفيل ( فك الدعم عن المحروقات ) .

ولكن نية حكومة الخرطوم فك الدعم عن المحروقات في هذه الظروف الإقتصادية الصعبة برهان أخر على شعور الحكومة بالقوة الشعبية نتيجة المصالحات التي بدأتها مع كافة كيانات المعارضة ، وبالأخص المؤتمر الشعبي إستعداداً للعجاجة المصرية ؟

الجو جو مصالحات ؟

+ في يوم الثلاثاء 10 سبتمبر 2013 ، طالب السيد الإمام الحركات الدارفورية الموقعة على إتفاقية الدوحة الخروج من الطابع الفوقي إلى القاعدي، ثم إختيار ما يناسبها من ثلاثة خيارات :

• التحالف بشروط مع المؤتمر الوطني ،

• أو التحالف مع القوى الدارفورية غير الموقعة إن هي دخلت في اتفاق سلام جديد،

• أو التحالف مع حزب الأمة في دعوته لنظام جديد بالوسائل المدنية المبرأة من الاستنصار بالخارج.

الجو جو مصالحات ؟

3- بعض إجراءت هدم الثقة ؟

في هذا الجو الربيعي ( جو فول ) المُختصر أعلاه ، تطل علينا بعض إجراءات عدم الثقة التي إبتدرتها حكومة الخرطوم ، والتي ربما عكرت جو المصالحات الربيعي ، وحولت هذا الربيع الذي أتانا يختال ضاحكاً إلى صيف غائظ . في بعض المواقف الغريبة يحلو لحكومة الخرطوم قطع أنفها ، للإنتقام من وجهها ، أو كما يقول المثل الشكسبيري المعروف .

نلخص أدناه بعض المعوقات في طريق المصالحة الوطنية الشاملة ؛ المصالحة التي مُبرمجُ لها أن تعمل كواقي من العجاجة المصرية التي تنذر بالهبوب على الخرطوم :

+ في يوم السبت 7 سبتمبر 2013 ، وبعد لقاء البشير – سلفاكير في الخرطوم ، القت طائرة ميج حربية تابعة للجيش السوداني قنبلتين عويرتين على منطقة جاو في ولاية الوحدة داخل دولة جنوب السودان ، الأمر الذي إعتبره المراقبون عملية عشوائية ليس لها أي خلفيات سياسية ؛ وقد تم إحتوائها ؟ والأهم لن تؤثر في عملية المصالحة بين حكومتي دولتي السودان وبالتالي بين حزبي المؤتمر الوطني والشعبي .

+ في يوم السبت 6 أبريل 2013 ، وقعت حكومة الخرطوم في الدوحة إتفاقية سلام مع حركة دبجو ( بخيت عبدالله عبدالكريم ) المنشقة من حركة العدل والمساواة . ومن المنتظر وصول دبجو الخرطوم هذه الأيام مردوفاً في بسكليت الرئيس التشادي أدريس دبي للحصول على بعض الوظائف له ولصحبه الكرام . إرتهان حركة دبجو للخارج القريب يخصم من مصداقيتها ويشكك في إهدافها ويدمغ قادتها بالعمالة والإرتهان للخارج . كما إن محاولات حكومة الخرطوم تفتيت حركات دارفور الحاملة السلاح بشراء ضعاف النفوس بثلاثين قطعة فضة وعدة وظائف ، يعطل المصالحة الوطنية في المدي البعيد ، ويخصم من مصداقية حكومة الخرطوم ، التي تصالح بيد وتفتت باليد الأخرى . وإن كان هكذا تفتيت يبدو خلاباً في المدى الآني ؛ ولكنه معوق على المدى الأطول ؟
وعدت حكومة الخرطوم حركة دبجو برفع حالة الطواري في دارفور بحلول أبريل 2014 ، ولكنها تناست هذا الوعد ، وعلى العكس صبت الزيت على نار المشاحنات القبلية ، حتى في القتال بين بعض القبائل العربية كما حدث من تحرشات حكومية ( المديدة حرقتني ) بين المعاليا والرزيقات ، وإصطفاف الحكومة إلى جانب الرزيقات وضد المعاليا ، كون والي ولاية شرق دارفور من الرزيقات .

+ أغوت الحكومة العميد عبد الله علي فضل قائد الفرقة العاشرة ( النيل الأزرق ) بجيش الحركة الشعبية الشمالية الإنشقاق من الحركة والإنضمام للحكومة . وعاد العميد عبدالله وبصحبته بعض الضباط والجنود إلى الدمازين ( حيث تنتظرهم بعض الوظائف ) في تحد للقائد مالك عقار .

هكذا إجراءات تفتيتية لا تفيد الحكومة في المدي الطويل ، بل تخصم من مصداقيتها في الوصول إلى تسوية سياسية شاملة مع الحركة الشعبية الشمالية .

+ في يوم الثلاثاء 17 سبتمبر 2013 ، سوف تبدأ في لاهاي ، أمام محكمة الجنايات الدولية ، محاكمة السيد وليم روتو ، نائب رئيس الجمهورية في كينيا ، وبحضوره ، بتهم متعلقة بالتحريض على القتل وإثارة الشغب في إنتخابات 2007 في كينيا . ومن المقرر مثول رئيس الجمهورية أوهورو كينياتا أمام المحكمة في لاهاي في نوفمبر القادم بنفس تهم نائبه .

فشلت محاولات حكومة كينيا في تحويل الملف إلى مجلس الأمن ، وأعتبار الملف قضية سياسية بدلاً من قضية جنائية أمام المحكمة .

هل هذا نذير شوم أم بشير خير لنا في السودان ؟ إذ سوف يتسآل مجلس الأمن والمحكمة والرأي العام العالمي أشمعنى كينيا وليس السودان ؟ وربما بدأت المحاولات ( الجادة ) للقبض على الرئيس البشير وصحبه الكرام ومحاكمتهم في لاهاي أسوة برئيس جمهورية كينيا ونائبه ؟

للسودان البنين ولكينيا البنات ؟ هذه قسمة ضيزى ؟

ويبدأ نحاس المحكمة في الدققان إنتظاراً لحضور الرئيس البشير وصحبه الكرام إلى لاهاي ، مما سوف ينسف محاولات المصالحة الوطنية في السودان لمحورية الرئيس البشير في عملية المصالحة .

هل توفر محاكم الهجين التي إبتدعها السيد الإمام محاولة لتجاوزهذا المأزق ، الذي أوقعت كينيا فيه السودان ؟

+ أعلنت إدارة اوباما أن مبعوثها الرئاسي الخاص لدولتي السودان ( السفير دونالد بووث ) سوف يركز على تطبيع العلاقة بين دولتي السودان وحلحلة مشكلة أبيي ، وسوف يضع دارفور وولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان على نار هادئة ، ويضع مشكلة التحول الديمقراطي في دولة السودان في الدييييب فريزر .

تنظر حكومة الخرطوم للسفير بووث ولا تري غير أمرين لا ثالث لهما :

الأمر الأول مساعدة السفير بووث في شطب اسم السودان من قائمة وزارة الخارجية الأمريكية المحتوية على الدول الداعمة للإرهاب ( 1993 ) .

الأمر الثاني وقف ادارة اوباما مقاطعتها للسودان وتطبيع علاقاتها معه ( 1998 ) .

ولكن ربما تأتي رياح السفير بووث بما لا تشتهي سفن الخرطوم ، خصوصا بما لا يساعد في المصالحة الوطنية الشاملة لصد العجاجة المصرية . ذلك إن سياسة إدارة أوباما في السودان هي ( التجزئة ) وتفتيت المشاكل إلى مكوناتها الأولية التي دعا لها مبدأ القس فرانكلين جراهام .

تري دارفور موزعة بين الدوحة واروشا بتخطيط أمريكي .

تري الحركة الشعبية الشمالية منزوعة من الجبهة الثورية ومركزة في أديس ابابا بمخطط أمريكي .
تري تجاهل تام وكامل لتحالف قوى الإجماع الوطني والتحول الديمقراطي في السودان بمخطط أمريكي .
تجزئة تخدم المصالح الأمريكية وتهدم المصالح السودانية في الوصول إلى تسوية سياسية شاملة .


4- كرمة النزل ؟




+ في يوم الأربعاء 11 سبتمبر 2013 ، تبدو الإمور مبشرة بالمضي قدماً في المصالحة ، اللهم إلا إذا وسوس أبليس للشيخ الترابي وللأستاذ كمال عمر وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين . فدلاهما بغرور ، فلما ذاقا الشجرة ، فنجطا ( من الفنجيط ) وفرنبا ( من الفرنبة ) ورفضا المصالحة ، وطفقا يخصفان عليهما من ورق ( جنة ) المصالحة ، حتي قال أهبطوا من ( الجنة ) ، بعضكم لبعض عدو ولكم في ( كرمة النزل ) مستقر ومتاع إلى حين .

هل يجد الشيخ الترابي والأستاذ كمال عمر نفسيهما في ( كرمة النزل ) مع الدكتور المناضل ابراهيم الأمين ، أم سوف يستمران في ( جنة ) المصالحة الشكلية والحوار العبثي مع نبلاء المؤتمر الوطني ؟

سوف نرى ما تقول به العصفورة في مقالة قادمة .

نواصل ....