أحداث ومؤشرات...أفتحوا الحدود للتجارة

أحداث ومؤشرات...أفتحوا الحدود للتجارة


09-04-2013, 04:03 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1378307032&rn=0


Post: #1
Title: أحداث ومؤشرات...أفتحوا الحدود للتجارة
Author: أنور شمبال
Date: 09-04-2013, 04:03 PM



أحداث ومؤشرات.. د.أنور شمبال



كسرت زيارة سلفا كير ميارديت رئيس دولة الجنوب للخرطوم أمس كل الحواجز والهواجس لإعادة ترتيب علاقات البلدين وفق قاعدة المصالح الاقتصادية المشتركة، والتي يحتاج إليها كلا البلدين، والتي تكوِّن أرضية صالحة لمواصلة ضخ نفط الجنوب عبر الأنابيب الناقلة له والعابرة للسودان إلى ميناء بشائر المتخصص لصادر النفط بالبحر الأحمر، كما أن الزيارة لا تخلو من ظلال ضغط دولي لأهمية تنفيذ نصوص اتفاقية السلام التي جاءت بدولة جنوب السودان الوليدة، خاصة وأن مجلس الأمن الدولي وجَّه في وقت سابق بمواصلة ضخ نفط الجنوب وبذل المزيد من الجهود لتنفيذ الاتفاقات التسع.

كما قلت من قبل إن التعاون الاقتصادي، وفتح الحدود الممتدة على طول ألفي كيلومتر للتبادل التجاري والتداخل الرعوي، واستمرار ضخ النفط، هو مفتاح لمعالجة الملف الأمني وملف الحدود نفسه، وليس بقفلها (بالضبة والمفتاح) لحدود طويلة لم تكن بها أية حواجز طبيعية.

وأعتقد أن هذه الزيارة إن أُحسن توظيفها، مع إبداء حسن النية للخطوات الجارية، سوف تكوِّن أرضية متينة لمعالجة الديْن الخارجي والبالغ (42) مليار دولار، والذي من المقرر أن ينظر في أمر معالجته في مؤتمر خاص به بواشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية، بترتيب من البنك الدولي، كما أنها تُحدث هدنة واستقراراً ولو نسبي.

وقد بدأت تباشير الزيار بانخفاض طفيف في سعر الدولار بالسوق الموازي، ولكن ذلك لا يمكن أن نعتمده مؤشراً للقياس، بل تكون العبرة في مخرجات القمة بين سلفا كير والمشير عمر البشير في نهاية الزيارة التي تستغرق يومين كاملين. والأهم من كل ذلك أن تصدر بياناً مشتركاً فيه روح الاهتمام بمواطني البلدين، والعمل من أجلهم، ومن أجل جلب الرفاهية لهم، الأمر الذي يولي بموجبه المواطن اهتماماً بمثل هذه القمم.

لم يكن تحقيق تلك الأحلام بالسهل، مغامرة حاوي، وإنما ذلك يأتي بعد جهد جاهد من المفاوضات، والمقاربات، مع الأخذ في الاعتبار بالتجارب السابقة، إيجاباً وسلبياً، ومعالجة تلك الأمور بحكمة بالغة، وصبر وجلد، وأن توضع مصالح البلد العليا في قائمة الأولويات. ولأن ميزان السياسة ليس كميزان الذهب، فإنه في حال عدم توظيفها بالطريقة المثلى، فتكون كسابقاتها.