الحاكم بأمر الله .. وطرحة اميرة /خالد قمرالدين

الحاكم بأمر الله .. وطرحة اميرة /خالد قمرالدين


09-03-2013, 01:52 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1378169563&rn=0


Post: #1
Title: الحاكم بأمر الله .. وطرحة اميرة /خالد قمرالدين
Author: خالد قمرالدين
Date: 09-03-2013, 01:52 AM

خالد قمرالدين



مستجدي العهد بالسلطة .. او من تؤول إليهم مقاليد الحكم فعليا بعد ممارسة الوصاية عليهم ..و حجبهم بفعل قوة شخصية الوصي .. ووضعهم في هامش إتخاذ القرار مع قيادتهم الصورية .. غالباً ما تشهد عهودهم وإن تطاولت الإضطرابات على مستوى الدولة .. والتي تتأتى نتاج لتوترات نفسية (شخصية) .. هي في الواقع نزاع داخلي ما بين الوصاية والإرادة .. إرادة الغير ، وإرادة الذات حيث إتخاذ القرار .. وبما أن إرادة الوصاية ناضجة من حيث التفكير والتدبير والتقدير .. أو دعك من كل هذا وقُل : من حيث قوة الشخصية ، والمقدرة في إتخاذ القرار .. وإن كان الوصي ، والذي غالبا ما تنقلب عليه الطاولة .. والقائد الصوري الذي تؤول ، أو آلت إليه الامور .. سيان في كل ما سبق من صفات .. تبرز المفاضلة في التنشئة والتربية سواء كانت ليّنة أو قاسية .. التربية ليست في كل الأحوال بمعناها العمري أو السني وإنما السياسي ،، الإداري .. إذ أن الأخير وإن ركن فيما مضى إلى التسيير طائعاً ،أو مكرهاً .. إلا أن ذلك يُعمل بدواخله بعض من تمرد .. ينمو ويبلغ منتهاه عندما يقول لسان حاله مع ابو العلاء المعري الذي يعتبر أيضا مثيراً للجدل وغريب الأطوار بهجومه عقائد الدين ورفضه مبدأ أن الإسلام أو أدي دين آخر يمتلك الحقائق التي يزعمها حيث اعتبر مقال الرسل زورا

وإني وان كنت الاخير زمانه
= لآت بما لم تستطعه الاوائل

غالباً تشفياً ، أو إنتقاما على ماضي محبط .. يعلم فيه العامة من هو المسؤول الأول (الأول) ؟ .. ومن هو المسؤول الأول ( الثاني) ؟
وكذا يحدثنا التاريخ عن الحاكم بأمر الله الفاطمي الذي حكم من 996 إلى 1021. وكان عمره 11 سنة .. فكان لابد له منِِِ منَ يقوم بتسيير أٌمور الدولة .. خاصة وقد حاول بعض الطامحين استغلال صغر سنه لتحقيق أطماعهم في السلطة فكان أولهم شيخ كتامة (أبو محمد بن عمار) الذي أجبر الحاكم على توليته لشئون الدولة فأصبح هو المتصرف فيها ولُقب بـ(أمين الدولة). ومن ثم أتى من بعده (ابو الفتوح برجوان) الذي كان كبير الخدم .. والذي إنقلب على (ابو محمد بن عمار ) .. وصار وصياً ،وسرعان ما جنح للطغيان والاستبداد فكان يعتبر نفسه الخليفة الحقيقى. وصار يستصغر خليفته الحاكم .. إلا أن الحاكم إنقلب عليه وقتله ، وتمكن من السيطرة على مقاليد الحكم .. رغم بعض إيجابياته كتخفيف الإسراف ، ومحاربة الفساد ، وطوافه في الاسواق والقري للوقوف على المظالم ،وتوزيع المال على الفقراء والمساكين ... ألخ .. إلا انه كان مسرفا في القتل إلى مدى كبير .. كما يحدث لدينا .. وإن كان الحاكم شديد الحسم مع رجل دولته وكان يحاسبهم بشده إذا أخطأوا .. إلا ان لدينا التراخي والتستر على المفسدين
شهد عهده الكثير من القرارات الغريبة كمنعه أكل الملوخية على عامة الناس وذلك لحبه لها, حتى أنه قيل إنها قد أخذت منه هذه التسمية التى كان أصلها "الملوكية" ثم حرفت إلى الملوخية, وهو الذي منع النساء من الخروج من البيوت, وإمعانا في ذلك أمر الإسكافيين بعدم صنع الأحذية لهن, وهو أيضا الذي قلب ليل القاهرة إلى نهار حين أمر الناس بالعمل طوال الليل واللجوء إلى الراحة وقت النهار.
متناقضات الحاكم والتي غالباً ما رجع عنها .. وتحديداً منعه النساء من الخروج ..وإن خرجت إحداهن ألا تكشف وجهها .. هذا يقودنا إلى محاكمة الطرحة (أميرة) .. حادثة تبرهن كيل النظام بمكيالين من جانب .. إذ أن الكثيرات متبرجات على الآخر ، ومحميات .. من جانب آخر هناك حلات أولى بالمحاربة ، كإغتصاب الأطفال القصر من الجنسين .. وإغتصاب المليشيات هناك حيث جبهات القتال .. وإنتشار المخدرات وسط الشباب وتجارتها .. وتجارة السلاح ، والدواء المغشوش .. والمفسدون في الأرض
كأنما طرحة اميرة تمثل الإغراق في الجزئيات .. وإن تسقط الطرحة .. فقد سقط المشروع الحضاري من قبل .. ام هو التخبط والمتناقضات من لدن (حكامنا ) بأمر الله إلى شرطة النظام العام ؟!!