صــريـر القلم بقلم: مصعب طه

صــريـر القلم بقلم: مصعب طه


09-02-2013, 04:11 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1378134675&rn=0


Post: #1
Title: صــريـر القلم بقلم: مصعب طه
Author: مصعب طه
Date: 09-02-2013, 04:11 PM

((الجامعات ليست ابراجاً عاجية لكنها بالضرورة طلائع مستنيرة تستكشف للشعب طريق الحياة))
جــمال عبدالناصر سارت بها الربان لكن يبدوا ان ربان ثورة التعليم العالي لم يسمع بها تلك مقولة تاريخية للرئيس
من قبل او (تطارشها)عن قصد
الاصل في التعليم العالي هو اخراج انسان مثقف ناضج واعي بكل ماحوله من مستجدات الحياة
يساعد بقدر مقدر في تقدم بلاده ورفعتها والسير بها قدماً نحو ركب التقدم والتـــــطور والرفاهية
والارتقاء بالبلاد من مصاف الدول المتخلفة الي مصاف الدول المتحضر ة المشاركة بفاعلية في قيادة ركب الانسانية
اما ماهو موجود عندنا او مايعرف بالتعليم العالي والذي تفننت الحكومة في
تميئعه وافراغه من محتواه فأبتدعت مايعرف بالتعليم العالي
او (( التعليق العالي)) الذي اخرج لنا هجيناً من البغال لايفرق بين قاف الاستقلال والانعتاق وغ الاستغلالية الانتهازية
هذا الهجين الكثير الكم كغثاء السيل والقليل ان لم اقل العديم النوع
هو كالمنبت الذي لااصل له فلا ارضاً قطع ولاظهراً ابقي فهو لا اجاد في العلم
والاخذ باسباب الثقافة ولا تفرغ للاعمال الهامشية التي تفرق لها اقرانه
فأضاع عمره في رداهات وسلالم المباني المنيفة لتلك الجامعات اوالبقالات
التي اصبح شغلها الشاغل تحصيل المال
ان التعليم العالي اصبح دعائي اكثر منه تعليم يعطي اسباب التقدم والثقافة
ونتيجة لهذه الدعائية اصبحت الدولة تتوسع في التعليم العالي كماً دون النظر الي الكيف فتغير الحال حتي اضحي التعليق بديلاً للتعليم والـــــواطي بديلاً للعالي
وللبيئة الجامعية التي اهملتها (كبوة التعليم) دور مهم في التحصيل الاكاديمي فأين البيئة الجامعية؟
قاعات لاتتسع للطلاب
ومجموع بشري هائل مكتظين ومكدسين في قاعة صغيرة
يصعب فيها التنفس
ولك ان تتخيل عزيزي القارئ ان هذه القاعات في عز الشتاء القارص تكون درجة الحرارة فيها مرتفعة
فأذا دخلت لأول وهلة ظننت ان هناك مدفئة
لكن ان بعض الظن اثم فقد خاب ظنك
انها مدفئة الاكتظاظ والتنفس مما يجعل هذه القاعات بيئة خصبة للامراض والاوبئة
وبرغم حال هذه القاعات فالمحظوظ من الطلاب من يجد له موطئ قدم ليقف شماعة من خلف النافذة !
ومن صنوف المعاناة ايضاً الغياب الاكامل للاصحاح البيئي في الجامعات فأغلب الجامعات عبارة عن برك من القذارة بفعل الانفجارات المتكررة للصرف الصحي وقيام تلال من الاوساخ وغياب كامل للنظافة
اضف الي هذا حالة الطلاب المادية فمنظروا (كبوة التعليم العالي) واساطينها الذين درسوا علي حساب الشعب السوداني ونالوا الدرجات العلمية الرفيعة كذلك علي حساب شعبنا الذي ازاقته عصابتهم الويل والثبور وعظائم الامور لم يستطيعوا ان ينزلو من ابراجهم العاجية ليراعوا الحالة المادية للطالب الذي احالو نهاره الي ليل قاتم السواد بسبب الجبايات المفروضة عليه من قبل تجار ثورة التعليم العالي
اما
هذه هي البيئة الجامعية بربكم ماذا ننتظر من خريج هكذا جامعات؟

ان الاساس الذي ابتدعته الحكومة- من تعريب للمناهج ومن ادخال
مواد الغرض منها الحشو ليس الا وطريقة التدريس التلقينية التي تجاوزها
العالم بسنين ضوئية - لم يكن في يوماً من الايام يوافق حالة الركب المتقدم من حولنا
ماجعل بنياننا الجامعي علي شفا حفرة
فجامعة الخرطوم من المرتبة الثالثة تتدحرج الي ابعد من ذلك الرقم بالالاف
حتي ان جامعة مغمورة في الصومال تسمي (جامعة جاماكادة ) قد تجاوزتها بأكثر من درجة في التصنيف الافريقي للجامعات وليس التصنيف العالمي
واما بقية الجامعات الكثيرة الوفيرة فلاذكر لها الا علي تلفاز السودان
او اليافطات الدعائية وصحف الحكومة الصادرة
فنظرة العصابة الحاكمة المجرمة في الاصل للتعليم نظرة تنطوي علي كثير من الحقد فالعصابة تعلم علم اليقين ان نشر العلم والوعي الحقيقي يعني زوال سلتطتهم المبنية علي تجهيل الشعب وافراغه وجعله اكثر انصرافية ليحلو لهم نهب ماتبقي من ارض السودان
والمؤسف حقاً ان قضايا التعليم ينظر لها علي انها قضايا حزبية خاصة بحزب البشير ومن هذا المنظور افرغت الجامعات والمؤسسات العلمية من الكفاءات ذات الوزن العلمي فما كان من العالم الا ان تلغف تلك الكفاءات ومنحها من الامتيازات ما يفوق الخيال واغدقت عليهم الاموال والمنح تقديراً لدورهم وكفأتهم التي لو استغلت الاستغلال الامثل في بلادنا لتغير وجه السودان البئيس!
اما الموتمرات العلمية فلايوجد في هذه الجامعات علي كثرتها مؤتمر علمي
لتقييم التجارب السابقة والاستفادة من عثرات الماضي واحداث نقلات في
التدريس والمواد المدرسة ومواكبة العالم المتحضر والذي يوما ما سنصحو لنجده قد ترك لنا هذه الارض لننشر فيها ماتبقي من جهل ((التعليق العال))
وغـــــداً نلتقي