الى أين نحن مساقون؟

الى أين نحن مساقون؟


10-01-2004, 03:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1096640368&rn=0


Post: #1
Title: الى أين نحن مساقون؟
Author: طه حسن طه – الرياض
Date: 10-01-2004, 03:19 PM

الى أين نحن مساقون؟

بقلم طه حسن طه – الرياض

أستطيع ان اقول بملء فمى وان اؤكد بأن السودان يمر بأزمة فى الحكم وفى الممارسة وفى السلوك وفى الاخلاق وان قضاياه قد صارت متشابكة ومعقدة ... لمست ذلك من أقوال الناس ومن المعليشة ولم أجد غير السخط والمعاناة وغير الشكوى وهناك كراهية وحقد مكبوتين فى الصدور. الناس فى أزمة وفى ضنك ما بعده ضنك رغم حركة السيارات وكثافتها ورغم ارتياد بعض الشرائح للاماكن العامة وللمطاعم وهى شرائح لا تمثل سوى النذر اليسير من مجموع الشعب السودانى .. هنالك تنامى لغريزة حب الذات .. هناك انتهازية ظاهرة .. هناك سلوك بين الفتيان والفتيات رغم توجهنا الحضارى وشعاراتنا الاسلامية؟ هناك انهيار بمعنى الكلمة لكن الناس صابرة ليس عن رضى ولا عن قناعة ولا تدين اذ ليس امامها خيار اخر غير الصبر واتوقع ان يحدث انفجار وانواع الانفجار كثيرة ليس بالضرورة قيام المظاهرات واحدث شغب او حدوث اضراب عام او حتى حدوث عصيان مدنى قالانفجار يمكن ان تعبر عنه حالة هلوسة وهستيريا او جنون او انحراف يطال فلذات اكبادنا .. النفجار يمكن ان يحدث فى تخبط عام يصيب الحالة الاجتماعية فيخلخل نسيجها الاجتماعى وبالتالى يصيب هذا المجتمع فى خاصرته .. الانفجار يمكن ان يتم التعبير عنه بحالة من الشكوى العارمة فى كل الاماكن وكل المواقع والمناسبات وهذا يتنامى الشعور بعدم الرضا، والصرخة المكبوتة سيكون دويها هائلاً حينما تنفجر .. لا شك ان هنالك مظاهر لحلات معاناة على كافة الاصعدة .. وهناك مظالم طالت غالبية الشب السودانى ... وهناك مغانم طالت فئة قليلة تاجرت بشعارات يصعب على مجتمع مسلم او حتى مسيحى رفضها او الوقوف ضدها لانها تضع الانسان فى مواجهة مع ربه! ماذا أقول واصبح ما يكتب لا يقرأ فالناس مشغولة بأهم من الصحف وبأهم من المقالات وبأهم من القضايا العامة لكن تبقى الحقيقة هى الحقيقة رغم هذا وذاك والناس فى واد والحكام فى واد اخر واستطيع أن أؤكد ان الناس لا تشعر بما يجرى فى الساحة السياسية لأنها تشعر بضرورات ومتطلباتها اليومية وضرورة تلبية احتياجات اسرها المسحوقة .. قال لى أحدهم خلاص شبعن وعود .. حتى الصلاة نقوم لأدائها ونحن شاردو الذهن مهدودو القوى بعد يوم شديد الحر شديد البطش .. شديد المصارعة والصراع مع الحياة لتوفير الحد الادنى من الدراهم رغم استخدام كل الوسئل بما فيها الكذب والغش والخداع والنصب والاحتيال وابتداع شتى الوسائل واختتم قائلاً: خلاص قلنا الروب كفاهم ما يمشوا يخلونا؟ هذه صورة حقيقية وغير مفتعلة والواقع يصدقها ويسندها الا ان كانت هناك مكابرة من أحدز الموقف جد عسير والحالة التى يعيشها الناس الى كل ذلك تشير وان الله يمهل ولا يهمل فاين يهرب الراعى من الله ان استطاع ان يهرب فى الدنيا من الناس واخر ما نقول لقد استنفذ كثيرون اغراضهم فليرحلوا فيريحوا ويستريحوا من قبل ان يستجيب الله لدعاء الصالحين من الشعب السودانىفيجعل الله كيدهم فى نحرهم وقد بدأت ارهاصات هذا الكيد فى النحر.