خواطر زول مستاء ومحبط من حكايات التمرد والتهميش الفارغة ( الجزء الثامن )

خواطر زول مستاء ومحبط من حكايات التمرد والتهميش الفارغة ( الجزء الثامن )


09-14-2004, 04:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1095174654&rn=1


Post: #1
Title: خواطر زول مستاء ومحبط من حكايات التمرد والتهميش الفارغة ( الجزء الثامن )
Author: فيصل طه / الرياض
Date: 09-14-2004, 04:10 PM
Parent: #0

ان يستهجن عدد من منتسبى موقع المنتدى النوبى العالمى من المقال الذى كتبته فى سودانيز أونلاين بأسم : أوقفوا هذا العبث بأسم كوش أم الحضارات السودانية أمر مقبول ومتعارف علية فى إطار الرأى والرأى الأخر الذى من المفترض ان نستمسك به جميعا فى طرح وتناول كافة القضايا التى تمس الوطن لكن الشئ الغريب والمحير فى هذا الأمر هو ان يذهب بعضا منهم إلى حد التشكيك فى إنتمائي النوبى فضلا عن مطالبتى بالكشف عن المنطقة الجغرافية التى أنتمى إليها فى بلاد النوبة فقط لان تناولى لقضايا المنطقة يتعارض مع تصوراتهم وطروحاتهم وإذا كان هذا هو المفهوم الذى أسسوا له لإدارة الحوار النوبى النوبى فمن حقى ايضا أن أتشكك فى إنتمائهم لتلك المنطقة والتحقق كذلك من التفويض النوبى الممنوح لهم للتحدث بأسمنا وإطلاق حركة تحرير بالنيابة عنا ما يدخل الحوار معهم إلى ما يشبه بالحلقة المفرغة وليكن معلوما لدى الجميع بان السواد الأعظم من النوبيين قد عرفوا فقط بحركة كوش من خلال أجهزة الإعلام ما يفقدها بالتالى السند الشعبى المطلوب لان من أبجديات العمل العام ان تطرح فكرته أولا على القاعدة الجماهيرية التى يستهدفها هذا العمل أو ذاك ..

وفيما يختص بسخريتكم من الكلام الذى إشرت إلية فى مقالى باننا كنوبيين نتحمل قسطا كبيرا من مسئولية ضياع جزء عزيز من بلاد النوبة والمتمثلة فى وادى حلفا وإصراركم على التأكيد بان مناطق النوبة تعانى من تهميش متعمد فى كافة الأصعدة الإقتصادية والسياسية اقول بإننى ما زلت عند رأيى القائل بتحملنا كنوبيين جزاء كبيرا من تلك المسئولية حسب الشرح الوارد فى مقالى السابق أما بخصوص دعاويكم المتصلة بالتهميش الذى تعانية المنطقة النوبية وبرغم ان أراء كافة السودانيين قد أتفقت أخيرا بان التخلف الخدمى والتنموى قد طال كافة أرجاء البلاد بما فى ذلك مناطق النوبة إلا ان الناظر بإنصاف إلى منطقة حلفا الجديدة حيث يسكنها أكثر من 95 % من الحلفاويين يجد ان مدينة حلفا الجديدة وجميع قرى الإسكان المحيطة بها وعددها 26 قرية تتمتع بكافة الخدمات العصرية من كهرباء ومياة وصحة ومدارس ونقاط شرطة فجميع هذه القرى وصلتها إمدادات الكهرباء من خزان خشم القربة وكل قرية من تلك القرى النوبية بها مدرستان أو أكثر مع توفر خدمات المياة والشفخانات ونقاط الأمن الشرطية فضلا على توفر الإتصالات الهاتفية وشبكة الموبايل فى هذه القرى مع وجود مشاريع كبرى مثل حلفا الزراعية وسكر حلفا حيث يستوعبان أعدادا كبيرة من الأيدى العاملة النوبية فضلا عن مؤسسات ومرافق إنتاجية أخرى منتشرة فى هذه المنطقة ما يجعل هذه المدينة النوبية من أكثر المدن السودانية حظا فى التنمية فأى تخلف خدمى تتحدوث عنه فى هذه المنطقة أما إذا كنتم تتحدوث عن التدهور الحاصل فى مشروع حلفا الجديدة الزراعى فان التدنى الإنتاجى الحاصل لا يتقتصر على مشروع حلفا الزراعى فقط بل يشمل كافة المشروعات الزراعية الكبرى الموجودة فى مواقع مختلفة من السودان مثل مشروع الجزيرة والرهد والسوكى . الخ ,, أما منطقة وادى حلفا وعلاقتها بما أصطلح على تسميته بالتهميش فانه وبرغم النقص الواضح فى الخدمات المقدمة فيها مثلها مثل باقى المناطق الأخرى فى البلاد إلا إن إعادة تشغيل ميناء وادى حلفا فى السنوات القليلة الفائتة أحدث فيها نقلة نوعية كبيرة على مستوى الحركة التجارية ما ادى إلى بعض التحسن فى معايش الناس الشئ الذى جعل منها منطقة جزب لكثير من السودانيين للإرتحال والإقامة فيها . أما مناطق دنقلا والمحس فهى الأخرى تعانى من نقص كبير فى الخدمات والتنمية مثلها مثل المدن والقرى السودانية الأخرى وإذا اخذنا فى الإعتبار بان كثيرا من السودانيين لا يوافقون على إطلاق مسمى التهميش على حالة نقص الخدمات الحاصل فى السودان نظرا لان المدلول اللغوى لهذا المصطلح لا ينطبق على هذه الحالة لانه إذا كان هناك تهميش خدمى فى منطقة ما فيبقى من الضروري ان تكون هناك جهات أخرى مستأثرة بالخدمات على حساب المناطق المهمشة وأنا أتحدى مروجى التهميش ان يشيروا إلى أي مدينة سودانية أخرى غير الخرطوم تستأثر بخدمات متكاملة ودونكم مدينة شندى التى أتى منها الرئيس السودانى تشكوا لطوب الأرض من إنعدام الكهرباء وشح الخدمات وإنتشار الأوبئة وعلى رأسها الملاريا التى قرضت الناس هناك .. الحاصل فى السودان يا أخوانا لا يمكن ان نطلق علية مصطلح التهميش .. السودان يا سادة يعانى من نقص حاد فى الإنتـــــــــــــــــــــــــــاج والموارد المالية ومن الصوبة بمكان ان تفى مثل هذه الموارد المالية الشحيحة بمتطلبات الخدمات والتنمية التى تحتاج إليها دولة فى حجم قارة مثل السودان .. البلد محتاجة إلى مزيد من الإنتاج والإنتاج والشفافية ولاشئ غيرهما مع رفع الهمة الوطنية لكثير من ابنائها وعلى رأسهم المتفلتين بدعاوى التهميش وغيرة .. وحيث ان غالبية أراء السودانيين قد إتفقت بان كافة مناطق السودان تعانى من نقص الخدمات الأساسية فهل يا ترى نتوقع مستقبلا ظهور حركات تحرير مناطقية على مستوى الاحياء والقرى والفرقان كأن نرى مثلا ظهور حركات تحرير مسلحة فى حى الديوم الشرقية او فى الكلاكلات او فى الصحافة أو عد حسين تدعى التهميش وتطالب بالمساواة مع الأحياء الراقية التى لا تغرب عنها شمس الخدمات مثل حى العمارات والطائف والرياض والخرطوم 2 والمنشية الخ . نأمل ان تتوقف محاولات تسييس مصطلح التهميش وإذا كان البعض منا يستخدم التهميش كغطاء لتمرير معارضتة للحكومة القائمة فى السودان فإننا ندعو هؤلاء بان لا يكون الطريق المؤدى إلى كراسى الحكم فى الخرطوم عبر زعزعة إستقرار أهلنا فى دارفور أو الشرق أو الشمال أو الوسط فأهلنا البسطاء لا يستحقون تعميق جراحاتهم بغية وصول بعضنا إلى الخرطوم فهناك طرق ووسائل حضارية أخرى يمكن ان نسلكها للوصول إلى كراسى السلطة فى الخرطوم .



فيصل طه / الرياض