تعقبياً على مقال السيد فضل الله برمة ناصر "مشكلة قديمة الهبها نظام الانقاذ

تعقبياً على مقال السيد فضل الله برمة ناصر "مشكلة قديمة الهبها نظام الانقاذ


09-03-2004, 03:14 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1094220867&rn=1


Post: #1
Title: تعقبياً على مقال السيد فضل الله برمة ناصر "مشكلة قديمة الهبها نظام الانقاذ
Author: علاء الدين صلاح محمد
Date: 09-03-2004, 03:14 PM
Parent: #0

ارجو منك نشر مقالي هذا في جريدتكم الغراء
تعقبياً على مقال السيد فضل الله برمة ناصر "مشكلة قديمة الهبها نظام الانقاذ
بسياسات حمقاء " بتاريخ 30/08/2004م أقول أن ليست الانقاذ وحدها فقط هي التي
مارست وتمارس ما أسماها كاتبنا بالسياسات الحمقاء بل أن معظم الانظمة التي
تعاقبت على حكم السودان خاصة ما عُرف في تاريخنا السياسى المعاصر بحكومات العهد
الديمقراطي بما فيها الحكومة التى كان فيها الكاتب وزيراً للدفاع مارستها عن
جدارة واستحقاق حيث يعلم القاصي والداني أن ظهور ما يُسمى بالتجمع العربى كان في
فترة الديمقراطية الثانية وذلك عندما بدات بعض القبائل العربية تعتدى وبصورة
متزايدة على الفور خاصة في منطقة جبل مرة و زادت من حدتها عدم التصدى الحاسم من
قبل حكومة اللواء برمة ناصر و تطور الامر الى حد أن طالب هذا التجمع العنصري
بتغير اسم إقليم دارفور لانه يدل على تمييز عرقي كما ادعى ذلك في بيانه في عام
1988م.
في المقابل أدى قيام هذا التجمع الى قيام كيان مناهض عُرف بالتجمع الافريقى.
ولأن الممارسة السياسية لمعظم أحزابنا مصابة بفقدان البصر والبصيرة ولأن
الانتماء الحزبي في سوادننا الحبيب فدائه النفوس فوق الانتماء الوطني أُدرج مثل
هذا العمل في اجندة المنافسة الحزبية الشرعية حيث تبنى حزب الاتحاد الديمقراطي
التجمع الافريقي بينما تبنى حزب اللواء برمة التجمع العربى مع العلم أن
الانتماءات الجهوية والقبلية تأتي دائماً في ظل ظروف تراجع الدولة المركزية بل و
يعكس قيام مثل هذه الكيانات فشل الاحزاب السياسية في تحقيق آمال وتطلعات الجماهير
وإنعدام الممارسة الديمقراطية المتعافية فى داخل الاحزاب .
نتفق مع الكاتب أن حكومة السيد الصادق كانت بمثابة مراة للسودان من حيث تمثيل
معظم التنوع الاثنى والجهوى لكن السوال الذى يطرح نفسه ماذا قدمت تلك الحكومة
للشعب السوداني عامة ولدارفور خاصة ماذا قدموا لطريق الانقاذ الغربي خاصة إذا
علمنا أن منطقة دافور هي القاعدة الانتخابية الرئيسية لحزبه منذا ان نال السودان
استقلاله حيث حصل حزب الامة في منطقة دارفور في أخر انتخابات ديمقراطية على عدد
34 مقعداً أي حوالي ثلث مقاعده في البرلمان .لماذا ظلت منطقة دارفور تفتقر الى
اساسيات التنمية الاقتصادية والبشرية .
ماذا قدمت هذه الحكومة التى لم تستطيع حتى المحافظة على نفسها الى أن أنقضت
عليها بليل جبهة صهر السيد الصادق ورفيقه في حكومة الوفاق و كان ما عُرف فيما
بعد بسفينة الأنقاذ والتى سارت وتسير لا تبالي بالرياح.
لم يتسطيع الوزير السابق الأعتراف بأن الهاجس الأول والأخير لحكومته وكل حكومات
العهد الديمقراطي كان الصراعات الحزبية الضيقة. كان الأحرى بالكاتب ان يمارس
النقد الذاتي بشجاعة ويوضح لنا كيف كانت الممارسة الحزبية تدور في افق ضيق لا
يتجاوز دائرة الحزب بل ويذكرنا بعبارة السيد الشريف الهندى في البرلمان "
الديمقراطة دي لو بكرة اخدتها كلب ما بقول جر" ليس هذه فحسب بالله عليك لما رفض
حزبك مبادرة قرنق - الميرغنى للسلام ومن قبل لماذا أعتقل وزير داخلية حزبك
مفاوضي السلام حين عودتهم للخرطوم . ؟ ومن المفارقات السياسية التي لا تحدث إلا
في عاصمة اللآت الثلاثة وسلة غذاء العالم أن الزمن جار على الوزير الهمام وفقد
بريق السلطة والجاه بفضل جحافل الانقاذ الأشاوس ولان السلطة لأمثال هولاء كالماء
للأسماك قرر الإلتحاق بالمناضل!!! الدكتور قرنق وأسسا تجمعاً للمعارضة
السودانية المسلحة عُرف فيما بعد بالتجمع الوطني الديمقراطي وهنالك مارس المعارضة
بطريقة الاحزاب السودانية حيث أطلق عبر القنوات الفضائية نداءه المشهور مستجدياً
الاسطول السادس الاميريكي بأن لا يكتفوا بتدمير مصنع الشفاء للادوية بل عليهم
بدك حصون مصنع جياد مدعيا أن لأرهابي الانقاذ مصنعيين لأنتاج أسلحة الدمار الشامل
الاول تم تدميره و الحمد الله والثاني يجب تدميره عاجلاً ولكن عناية الله أنقذ
شعبنا عند ما لم يستجب الامريكان الكفار لتراهاته .
ولان ساقيتنا لسة مدورة عاد وزيرنا الى حضن الانقاذ مستشاراً للرئيس واليوم
يتصحب ضيوف البلاد الى ذاك المصنع الذى كان يدعو لتدميره ليشهد معهم معجزات
الشعب السوداني في ظل الحصار الأميركي والعدوان الثلاثي ويعد نفسه ليكون رئيس
وزراء السودان القادم.
الواء برمة الا متى سوف يكون تقييم ساستنا لعمل غيرهم مبنياً على المبدء
الاميركي (معنا او ضدنا) أما كان من الأجدر للوزير السابق اللواء برمة ناصر أن
يثنى على اجتهاد الأنقاذ في إنشاء هذا الطريق ومن بعد يذكر لنا فساد الانقاذ
والانقاذين .
يدين الكاتب ضمنيا كل النظم التى تعاقبت على حكم السودان بما فيه تلك الحكومة
التى كان فيها وزيراً للدفاع وذلك عند ما يعترف "بأن المرارات كانت قد ترسبت
وتصاعدت بعد الاستقلال ......." دون ان يوضح لنا ماذا فعل هو وحزبه لازالة هذه
المرارات .
فى الختام و لأحقاق الحق لابد من الإعتراف أن اداء حزب الامة أي حزب اللواء برمة
"تحت قيادة السيد الصادق المهدى" و بالمقارنة مع الاحزاب الكبيرة الاخرى
يُعتبر الأفضل مما يعنى أن الاداء السياسي لكل الاحزاب مجتمعة دون تطلعات الشعب
السوداني عليه أدعوا هذه الاحزاب الى تكون في مستوى هذه المرحلة والمرحلة القادمة
والتي نرى فيها بأم أعيننا محاولات تفتيت السودان وذلك بأن ننأى بخلفاتنا الى
جنب ويكون همنا الاول والاخير السودان الوطن الواحد .


علاء الدين صلاح محمد
جدة المملكة العربية السعودية
[email protected]