دارفور تقول ليس السودان هو الشمال فقط يا مصر

بسم الله الرحمن الرحيم

دارفور تقول ليس السودان هو الشمال فقط يا مصر


لفت نظري وشد انتباهي البيان الذي صرحت به المجموعة الإسلامية في مصر يوم الأحد الماضي بموقع ( سودانيز اون لاين ) المتميز في الأخبار اليومية عن مشكلة دارفور وما أبدته من وجهة نظر بأنها ترى بأن الحل المرتجى يكون عبر الجامعة العربية ( كلام جميل ) مشاركتهم اخوتهم فى جنوب الوادي حيث ينص الحديث ( المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا ) وكم كان يكون اجمل إذا كان صدر ذلك البيان من الجامعة العربية نفسها ولا سيما أن رئيسها أحد الأشقاء في مصر ، وكنا نتوق أيضا أن يكون مثل هذا البيان مبكرا قبل إحدى عشر شهرا عندما كانت هذه المشكلة فى بواكيرها وعندما كانت الطائرات تقصف (أراضى دارفور الآمنة ) ومنذ أن صرح أحد قيادي الخرطوم بأن ما يحصل فى دارفور بسبب ( نقص في الوازع الديني ) وهم يعلمون بأن دار فور بلد مسلم وكان لها وما زال ( رواق بالأزهر) وكانت لها علاقات طيبه مع ارض الكنانة . وحيث أن ( نحن أولاد النهار ده ) ، نحن في دار فور نعتقد أن مثل هذا البيان رغم انه مطلوب بإلحاح إلا انه تأخر كثيرا حتى نؤكد بصدق نص شطر الحديث أعلاه ونؤكد معنى ( ابن النيل ) و ( نحن أخوات ) وان السودان هو العمق ( الإستراتيجي ) لمصر ولاسيما انه فى خضم هذه الألفية الثالثة تغيرت مفاهيم وأفكار ربما لم يلحظها الشرق الأوسط لكن هي حقيقة وواقع معاش ينبغي التعامل معها بتفهم وإدراك في رحاب سودان جديد لاحت معالمه . ونتساءل أين هي الجامعة العربية ولا حتى الإسلامية ؟ هؤلاء الذين يبدءون من النهاية ويتحركون عندما ينتهي كل شئ . نحن فى دارفور كنا نريد من الأشقاء فى مصر أن يسألوا السيد رئيس الجمهورية أبان زيارته لمصر تاركا خلفه دار فور تلتهب للتوقيع عن البرتوكولات التي تحفظ للمصري حقه في السودان بمثل حق شقيقه السوداني ، وأن يكون سؤالهم له بهذه الكيفية ( إيه البيجرى فى دارفور دوت يا ريس ) وذلك من باب حب لأخيك كما تحب لنفسك وحيث اننا ندرك ونعلم تماما ماذا قدم السودان لمصر اقله النيل المنساب وكميات من الجمال التي تتدفق تباعا عن طريق الأربعين . نتساءل ماذا قدمت مصر للسودان ؟ هل هو هذا الوفد الطبي الذي ذهب مؤخرا وطلع بتقرير مفاده انه ليس هنالك اغتصاب فى دارفور ؟ ومهما نقول ونعيد لا ننكر أهمية السودان بالنسبة لمصر لذا ينبغي أن تعاملنا مصر مثل ما نعامل الآخرين وحيث أن التحول الديموقراطي المتوقع سوف يأتى بالكثير المثير الذي ينبغي أن نتعامل معه بتفهم وعقل ، ورغم اننا ندرك بأن مصر تعرف الكثير جدا عن السودان إلا نقول لهم أن دارفور بلد مسلم مئة بالمئة وكما قال السيد عبد الرحمن المهدى من قبل ( نموت نحن ويحيا السودان ) وحيث أن العشم كبير في الأشقاء بمصر نقول ( نموت نحن والمصريون ويحيا السودان ومصر ) . ونحن فى دارفور اقل ما نطالب به الأشقاء في مصر المساواة فى التعامل ونقول لهم ليس السودان هو الشمال فقط حتى نؤكد صدق تلك العبارات لان دارفور جزء لا يتجزأ من هذا السودان العظيم وإذا كان السودان يوما جزء من مصر وكان تحت الحكم المصري فماذا يفعل الحاكم المصري في عهده إذا حصل مثل ما يحصل اليوم في دارفور ؟ ونتمنى أن يتعامل معنا الأشقاء في مصر مثل ما تعامل معهم رئيس الجمهورية الذي يسعى لحفظ حقوق المواطن المصري في السودان بالضبط مثله مثل شقيقه في جنوب الوادي لان التعالي والتعامل معنا بدونية هو ما يكرهه آهل السودان وربما ما يحدث في دارفور هذا هو أحد أسبابه . هذا الموضوع الذي يؤرق الكثير من السودانيين مطروح للنقاش فهل نجد أذن صاغية وعين تبصر لمناقشته ومداولته والتفا كر حوله حتى نستفيد ونتطلع لما هو مفيد للبلدين الجارين الشقيقين .
نعلم أن سجل العلاقة مع مصر اكبر بكثير من أن يثار في مقال بسيط مثل هذا فهو يحتاج إلي مجلدات ومراجع وبحوث لكن وجهة نظر ونقول ( small is beautiful )

آدم محمد إسماعيل الهلباوى
أمين الإعلام والاتصال رابطة
أبناء جنوب دار فور الرياض