الديمقراطية تحت المجهر

الديمقراطية تحت المجهر


07-05-2004, 02:49 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1089035359&rn=0


Post: #1
Title: الديمقراطية تحت المجهر
Author: يحيى إسماعيل
Date: 07-05-2004, 02:49 PM

لاخوة الاجلاء
ارجو ان تسمحوا لى عبر دوحتكم ان ادلى بدلوى .عسى ان
نفتح حوارا فى امهات القضايا المسكوت عنها او تلك التى
نهمس فيها همسا بعد ان استفحلت واصبحت تهدد نسيجنا
الاجتماعى .كما لا يفوتنى ان اشكركم على الجهد المبذول
منكم والذى تحولتم على اثرة الى منبر من لا منبر له .كما
ان التثاقف امر لابد منه .فى امور عامة .لانها تهمنا
جميعا وختاما لكم الشكر اجزلة

الديمقراطية تحت المجهر
الديمقراطية بمفهومها العالمي قولا وممارسة ظلت هدفا
ومسعى لأهل السودان يناضلون من اجله ضد الأنظمة الشمولية
وعبرا لمسيرة النضالية لجماهير شعبنا تحققت أعظم
انتفاضتين شعبيتين في أكتوبر 1964 وابريل 1985 أجبرتا
نظامي عبود وجعفر نميرى على التنحي والتنازل عن السلطة
تحت ضغط شعبي كانت وسائلة الإضراب عن العمل والاعتصامات
. ومن خلال التجارب السياسية نلاحظ ان الحكومات المدنية
قصيرة العمر ولا تكتمل دورتها مما يدفعنا مباشرة للتساؤل
عن الأسباب والمسببات . ولا نقصد أن لنا سبقا علميا في
طرح هذا التساؤل المشروع .ولكن طرح السؤال وتكرارة من
الأهمية بمكان لان كل أهل السودان قد اكتووا بنيران
الأنظمة ونالوا حظهم من التشرد والهيام فى بلاد الله
الواسعة حتى وصل بهم الأمر البحث عن الدفء والأمان في
الدول الاسكندنافية أو بلاد الصقيع نطرح السؤال على كل
أهل قبيلة السياسة ولا نستثنى منهم احد . ثم نردف السؤال
بتساؤلات أخرى هل العيب فينا أم في الديمقراطية التي
عالجت كل أمراض وبلاوى الأمم الأخرى والتى على شاكلتنا
من التنوع والتعدد الديني والعرقي الخ أو كما يحلو
لأهلنا عندما يعبروا بطريقتهم الخاصة عن شيء متنوع وصفه
بلحم الرأس .من المؤكد ان هنالك خلالا ما ولابد ان نبحث
عنه .ولكي يكون بحثنا علميا نلحق الأسئلة السابقة بأخرى
لاحقة .هل أحزابنا وتنظيماتنا السياسية تشبة الأحزاب
العالمية والتنظيمات العالمية مثلا على شاكلة حزب لعمال
او المحافظين مثلا في بريطانيا .هل تشبه أحزابنا أحزاب
المؤسسات التي يكون الولاء فيها للبرنامج وليس لشيء أخر
كما ان الصلاحيات تحددها اللوائح والقوانين التى تصدرها
جماهير الحزب من خلال المؤتمرات والملتقيات .اضافةالى ان
البرامج توضع لغرض معالجة مشاكل الناس الحياتية . هل
يشبه نوابنا النواب فى الدول الديمقراطية .هل القضايا
التى تطرح فى برلماناتنا لها علاقة مباشرة بحياة الناس .
هل ساستنا يتعاطون مع أمهات القضايا على شاكلة ر صفائهم
في الدول الديمقراطية او بالعربى الفصيح يعتبرون أنفسهم
مسؤلون مسؤولية قانونية وأخلاقية من الشعب ومن المفترض
والواجب عليهم السعي لتلبية حاجياتة و رغباته واذا حدث
اخفاق فى ذلك يعنى بالعربى الفصيح ان الحكومة فاشلة ويجب
ان تذهب . وان الشعب هو الرقيب والقاضي
وسؤال اخر هل تشبة معارضتنا معارضة الدول المتحضرة والتي
تعتمد النقد البناء والحوار العقلاني وصولا إلى الحلول
الناجعة وان العلاقة بين الحكومة والمعارضة هى علاقة
تعاون .وان المعارضة هى بمثابة المرآة للحكومة لتتعرف
على عيوبها وإخفاقاتها .يعنى مافيش لزوم للعنف
والبندقية والحديث عن برامج وكشف أسرار تمس الأمن القومي
للدولة . او كما يقال ان خلاف الرأى لا يفسد للود قضية
.
بعد الأسئلة المضنية والمضبات الوعرة التي مرت بها
تجاربنا السياسية .والأزمات المتلاحقة والمتراكمة وخاصة
تلك التى أقعدتنا عن اللحاق بركب الأمم مثل قضية الحرب
والسلام والاتفاق حول أسلوب امثل للتعايش فيما بيننا
واعتماد قاعدة نتفق عليها جميعا فى التداول السلمي
للسلطة وعدم اللجؤ للعنف وسيلة لبلوغ الأهداف .الى جانب
اعتماد دولة المؤسسات التي يتساوى فيها كل الناس. منطقيا
لا يوجد شخص فى هذه الدنيا خير فى اختيار والدية او لونه
او جنسة . كما ان الإصرار والعناد على ان التجارب
الحزبية السابقة لم تجد فرصتها الكافية كلام مردود عليه
اذ ان القائمين على أمر الأحزاب جعلوا منها مسخا مشوها
لا يحمل من مفهوم الحزب غير تلك اللافتة لان الممارسات
لا علاقة لها بالمؤسسية .كما ان الصلاحيات المطلقة
لشخصية الزعيم الراعي تجعل منه دكتاتورا أكثر من
الدكتاتورية نفسها لا ينقد--قراراته لا تراجع لأنه يمثل
المرجعية السياسية إلى جانب مرجعيته الدينية
فى خلط يضر بالعملية السياسية .لان مجرد النقد البناء
يضع الناقد فى وضع لا يحسد عليه .وقد يصل إلى حد اتهامة
بالكفر والإلحاد .كما أن هنالك عيوب أخرى وهى تلك الرؤى
الصمدية والفكر الاقصائى إذا بدر خلاف منطقي حول الرؤى
والمفاهيم .والتي يتم حسمها عبر آلية التنظيم والذي يملك
لوحدة الحق في إصدار العقوبات والا تحولت الأحزاب إلى
ضيعات خاصة
اننى لا اقصد شخص بعينه او تنظيم بعينه ولكنني قصدت فقط
تلمس الجرح والسعي إلى إصلاح الحال لأننا مقبلون على
واقع جديد نتطلع جميعا الى تجاوز عقبات الماضي لبناء غد
مشرق في وطن نحس به جميعا ولا يتحقق ذلك الا عبر مصارحة
ومكاشفة .كما ان العمل بعقلية تصفية الحسابات ومراجعة
الدفاتر القديمة حتما ستصرفنا عن بلوغ الأهداف العليا .
وهذه دعوة جادة لتجاوز الماضي وعثراته والتى دون شك ان
للمواعين دور كبير فيها
ولنا لقاء اخر
يحيى إسماعيل