قصة من جنوب السودان في نادي القصة بالشارقة

قصة من جنوب السودان في نادي القصة بالشارقة


05-28-2004, 07:28 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1085725716&rn=0


Post: #1
Title: قصة من جنوب السودان في نادي القصة بالشارقة
Author: ناجي محمد نوراني/الشارقة
Date: 05-28-2004, 07:28 AM

القصة بعنوان ليلة ممطرة كما اسمتها القاصة استيلا قتيانو والقصة منشورة ضمن مجموعة قصص ومن اصدار نادي القصة السوداني .
مع ايماننا بان القصة لايمكن تلخيصها ولكن من باب الاشارة الحافزة والدافعة للاطلاع علي الادب المكتوب بايدي جنوبية ( ان صح تقسيم الادب بين الاتجاهات الجغرافية )او بتعبير ادق الادب السوداني المستوحي للطبيعة الاستوائية .

تدور احداث القصة في قرية في الجنوب وتبدأ بأصدقاء ثلاث يموت اثنان منهم بصاعقة اثناء عاصفة ممطرة , فتدعوا الجدة لحفيدها الذي بقي على قيد الحياة بأن ينام كلما هطل المطر حماية له من مصير صديقيه , تمضي هذه اللعنه مع الصبي فينام كلما هطل المطر حتي اليوم الذي يسبق الذهاب به الى الكجور ( الساحر الشعبي ) لفك هذه اللعنه , ولكن في هذه اليلة والتي تسبق فك اللعنة وأثناء رحلة مع اصدقاءه يعبرون نهر وبينما الصبي يعبر تهطل الاطار فينام بين يدي النهر .

تبدو المشهدية و الوصف القوي للطبيعة والمكان هما ابرز سمات القصة وموطن قوتها بالاضافة الى استخدام المؤروث المحلي من قصص و اساطير وتوظيفها ضمن داخل القصة .
كان هذا الرأي هو تقريبا ما اتفقت عليه اراء المستمعين للقصة بنادي القصة , أحد الدكاترة وهو من النقاد النتخصصين في القصة انتبه الى أن السمة الاساسية للقصة تعبر عن انسحاق الفرد العادي امام قوي الطبيعة .... النهر ..... المطر .

في رأيي أن طول القصة ربما وقف بعض الشئ عائقا أمام وصولها الى الحضور , بالاضافة الى أن الاجواء الاستوائية من صواعق وامطار ولعنات جدات وسحر وكجور كل هذا بالاضافة الى استخدام السرد الوصفي تقنية مهيمنه على النص ربما ادخل شئ من الملل على بعض الحضور .
نلاحظ باجابية تخلص هذه القصة من سمة غالبة في رأيي على القصة في السودان وهي البوح الداخلي فكثير من القصص السودانية تعتمد على البوح الداخلي كدافع وشكل للقصة مرجعة الاحداث ورسم الشخصيات والحوار والمكان و الزمان وهي أدوات اساسية في القص الحديث الى مرتبة أدنى في سلم الاهتمام .

همسة في أذن القاصة أستيلا :
على سبيل المثال اعتمدت القاصة في قصتها الجميلة ليلة ممطرة تصاعد الزمن الخطي منذ الطفولة ... الصبا ... الى الموت بين يدي النهر , ومع الكثير من الحذر تجاة املاء ما يمكن ان يفعلة الكاتب فهو حر , مع هذا الحذر ماذا لو وهي هنا تفتح عمل الكاتب على افاق جديدة ماذا لو استخدمت القاصة تقنية الفلاش باك وذلك بأن تبدأ القصة بالبطل وهو ينام و يغرق في النهر ثم تعود الى طفولته كان يمكن لهذه البداية أن تكسب القصة تشويقا منذ البداية فيتساءل القراء ويندهشوا كيف ينام انسان وهو يصارع الموت غرقا .

كان غرضي من قراءة هذه القصة في نادي القصة هو اثراء النادي بأجواء القصة الافريقية مبتعدا كثيرا عن أجواء المدينة التى اراها الاعلى صوتا في القصة العربية و من جهة أخرى تسليط نوع من الضوء على أقلام وأجواء غير معروفة من الاداب السوداني للقارئ غير السوداني .

الغرض من العودة الى هذه الليلة مستعرضا اياها في هذا المقال هو حق للكاتبة المبدعة وجمهور القصة السوداني في متابعة صدى الابداع السوداني في الخارج والغرض الاخر هو التركيزعلى تجربة نادي القصة بالشارقة ونقلها الى المهتمين بالقصة في السودان .
يتميز نادي القصة بالاستمرارية فقد مضى علية سنوات طوال وهو يقدم الاقلام الجديدة والكتاب الاقدم بالاضافة الى امر شديد الاهمية واساسي وهو مواكبة النقد لكتابة القصة فدوما من بين الحضور هناك دكاترة في الادب متخصصين في النقد , وهناك كتاب متمرسون لهم تجربة تمتد الى عشرات السنين يوجهون ويقدمون أراءهم النقدية , بالاضافة الى اقلا م جديدة تجرب نفسها , سؤالي هنا لحركة القصة في السودان عن مواكبة النقد لكتابة القصة .
وأخر هذه المميزات هو تنويع الانشطة من قراءات مفتوحة لاعضاء النادي ومناقشتها الى تقديم أوراق نقدية متخصصة عن مجموعات قصصية او رواية الى قراءات لقصص عالمية الى محاضرات عن فنيات القصة الحديثة وادواتها .
واخيرا الشكر للكاتبة التي اهتدنا ليلة ثرية في نادي القصة .

م.ناجي محمد نوراني
[email protected]
احد اعضاء نادي القصة بالشارقة