بيـن الكسوف والخسوف

بيـن الكسوف والخسوف


05-10-2004, 07:08 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1084169280&rn=0


Post: #1
Title: بيـن الكسوف والخسوف
Author: صلاح شكوكو
Date: 05-10-2004, 07:08 AM

بيـن الكسوف والخسوف

( صلاح شكوكو )


التباين في أحوال الناس سمة من السمات المعهودة .. والناس متفاوتون في المدارك .. مختلفون في المشارب متعاكسون في الأحاسيس والميول والتوجّهات وذلك بسبب تباين التصورات في القضية الواحدة .. وكثيرا ما تتأصل الحمية في نفوسهم فلا تلبث مع إستمرار الوقت وعوامل المغالاة في التعصب أن تتحول الحمية إلى عقيدة راسخة مستحكمة في العقل والوجدان مستعصية على الحجة والبرهان لا تتزعزع ولا تتزحزح .. ولا تتحرك لمحرك ولا تنقاد لداع .


لذلك تجد الدعوات المخلصة من هنا أو هناك تشترك كلها في هدف واحد وهو تخفيف شدة هذه الحمية وجعلها متوازنة مع طبيعة الفعل المتمثل في المناصرة .. خاصة وأننا بصدد الحديث عن التعصب الرياضي مدركين أن الرياضة لا تحتاج لهذه الحدة وهذا الخروج المتطرف من دائرة الإعتدال .. وهذا الشطط والتحزب والفرقة والكيد .


لكن بعض الأفكار تظل سادرة في غيها غارقة في عماها لا تصغى إلى الحجج الصادعة بل تتوغل في العناد والشقاق وهي بين غيبوبة النصر وإعداد العدة للثأر .. حتى لتجد عند بعضهم مودة للاعداء وجفاء للأشقاء .


لقد إبتليت الأمة بالإفتراق فيما بينها في كل شيء .. حتى إنتهى الأمر بالرياضة التي خرجت من باب الإخاء لتدخل دائرة الكيد والعداء .. فقد ترك الناس الأهم خلف ظهورهم وتفرغوا لما بينهم وأخذوا يبحثون عن أسباب التشرذم والفرقة والشتات .


والعجيب أن يحدث هذا في وقت تزداد فيه هموم الأمة وإنكساراتها .. وقد تعجبُ أكثر حينما تجد الأخوة الأشقاء في البيت الواحد وقد إشتعل العداء الرياضي بينهم حتى هرب الود من بينهم يلوذ بنفسه فرارا من لهب نقاشهم المفعم بنار الغل والكيد الأعمى .. حتى أصبحت الأمة كلها مفتونة بالدوري في أقاصي الدنيا .. هنا وهناك وجراح الأمة تنزف الدم في أعز ثغورها .


وصدق من قال أننا في زمان الكسوف والخسوف والخذلان .. فالأمة قد تكالبت عليها الأمم من كل جانب وتكالبنا نحن على بعضنا من كل حدب وصوب .


وكم تفننا في أساليب المشاكسة والإختلاف وأصبح لنا فيها مذاهب وقباب .. فالرياضة كانت في حياة الناس تهذيبا للنفوس .. وترويحا عن القلوب .. فيها المدافعة بالحسنى والتنافس بالمودة .. والحب لكل الناس .


لكننا قد أوجدنا مكان التلاقي نوعا من التباغض والإفتراق .. من خلال التراشق بالتهم والتنابز بالألقاب حتى حل الإفراط و التفريط في الجوارح والملكات وغاب العقل وزاد النقل واتسعت هوة اللقاء وأصبحنا فرقاء .. وأصبح الإعلام هو (( المديدة الحارة )) التي تشعل كل عراك .. والذي شوه الممارسة وأفسد الساحة والمساحة بفاحش القول ونقل سفاسف الأمور وتوافه الأشياء من باب الكسب والإثارة الرخيصة .


إن ممارسة كل نشاط في الحياة يحتاج الي بعض إمور ضابطة ودونها تتداخل الحريات وتتصادم الرغبات وتولد الإحتكاكات وتتولد الحرارة .. فالحكمة من قانون المرور مثلاً هي المحافظة على أرواح الناس فلو ترك لكل شخص أن يقود سيارة دون ( إجازة ) لحدث ما لا تحمد عقباه . . ولو ترك الناس يسيرون وفق هواهم في الطرقات لما تمكن أحد من الوصول لأن الناس مجبولون على حب أنفسهم . ولتصادمت المصالح قبل السيارات .. والرياضة في ذلك لا تختلف عن ذلك فهي تحتاج الى أمور تستقيم بها الممارسة وهي :-

· سلامة المنزع وحسن النوايا .
· عدم التعصب والتطرف والغلو .
· المرونة والتسامح في الممارسة والنُصرة .
· الإحتكام للقانون .


فلو أشعنا هذه المبادئ في حياة الناس لما أخرج بعضنا البعض من الملة .. ولساد الاحترام بيننا .. ولشاعت المودة دنيانا .. وأصبحنا رياضيين رياديين .. لكن ذلك يجب أن لا يمنعنا من معاقبة المخطئين من خلال القانون .. حتى نشيع ممارسة قوامها القانون .. بعيدة عن الأهواء والظنون .. ولنعلم أن من أساء فكأنما أساء للناس جميعا ...


أفهــم ولا أفهـــــم :-

· أفهم تماماً أن النصر والهزيمة صنوان متلازمان في الرياضة .
· ولا أفهم أن ينسى شخص سيارته في الإستاذ بسبب الهزيمة .
· لا أفهم أن – لا - يتعشى البعض لأن فريقهم قد هُزم في مباراة ما .
· أفهم أن يتقابل اللاعبين عقب المباراة ويتجمعون في إلفة ومودة .
· لا أفهم أن نتجافى نحن بينما يضحك اللاعبون سوياً .
· أفهم أن بعض اللاعبين يخرجون من الملعب ضاحكين رغم الهزيمة .
· ولا أفهم أن نتجادل نحن حتى تنبت الشحناء بيننا .
· أفهم أن يشجع البعض منا اللاعبين حتى الخصوم .
· ولا أفهم أن نشتم لاعبينا وخصمهم والحكم وكمال شداد .
· أفهم أن يختار المريخ مدربه بحرية .
· ولا أفهم لماذا نختار من أساء لنا ؟؟؟ . إذن ما الفرق بين الإفراط والتفريط ؟؟
· لو أعجبت برأي واحد لشداد لكان هذا .
· ما الفرق بين مصطفى يونس والدفتردار ؟؟؟ هل هو السيف والقرطاس والكلمُ ؟؟؟
· أفهم أن من يهُن يسهل الهوان عليه ..




صلاح محمد عبد الدائم
( شكوكو )
[email protected]