شتان ما بين الكيزان والأمريكان

شتان ما بين الكيزان والأمريكان


05-09-2004, 09:10 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1084090227&rn=0


Post: #1
Title: شتان ما بين الكيزان والأمريكان
Author: فيصل دوسة – الأحساء
Date: 05-09-2004, 09:10 AM

شتان ما بين الكيزان والأمريكان
فوجىء العالم بالصور المريعة التي أشارت لعمليات التعذيب والممارسات الغير أخلاقية المرتكبة من قبل الجنود الأمريكان في حق السجناء العراقيين بسجن أبو غريب بالعراق، وإنها لأفعال جبانة يندى لها الجبين وما إن اكتشفت هذه الفجيعة والأمر الجلل أقام الأمريكان الدنيا ولم يقعدوها على ما أصابهم من هذه الكارثة في صميم مبادئهم والتي جلبها لهم بعض جنودهم الذين ذهبوا إلي العراق من أجل الحرية كما زعموا لنا.
فأثارت الصحافة الأمر أمام الرأي العام وأقصد هنا الصحافة الأمريكية دون غيرها فقامت القيامة واعتذر الرئيس واستدعي وزير الدفاع رامسفليد للمثول أمام لجنتي الشيوخ و الكونجرس وكنت أتابع الاستجواب الذي بث مباشرة عبر التلفاز،فكان يدلي الوزير بإفادته أمام العالم على الملأ و كنت مذهولا بما يجري ويدور في قاعة المجلس ولكن لا أدري لما كان ذلك الذهول ولكن سريعا ما أدركت نفسي أنني أنتمي إلي حضارة أخرى ذات(( توجه حضاري ))!!! وما استخلصته أجمله في الآتي:
· اعتراف من أعلى القمة في السلطة بوجود جريمة.
· محاسبة مرتكبي الجريمة من قبل مؤسسات الدولة.
· تحمل المسئولية على الجريمة المرتكبة.
· الاعتذار- و رد المظالم لمن ظلموا.
وقد أثلج صدري فرحا بعدما ضاق ذرعا بتلك الصور الفظيعة ذلك بأننا بشراً لسنا كلنا ملائكة بل فينا الصالح والطالح ولكن العبرة فيمن رأى مكامن الخطأ وبدأ بتصحيحه ولهذا فأمريكا كدولة مؤسسية تجبرك على أن تحترمها لأنها تحترم مبادئها وقانونها ودستورها و مواطنيها وتستجيب لمطالبيهم دون أي تسلط عليهم فأين الكيزان بتوجهم الحضارى من ذلك.
فحكومة الكيزان في السودان وما اقترفته من جرائم ضد مواطنيها وانتهاك حقوقهم في داخل بيوت الأشباح أبشع وأفظع من تك الصور في سجن أبو غريب وما ترتكبه الآن بدارفور من إبادة وتطهير واغتصاب يدل على بشاعتهم وفظاعتهم, وأغرب من هذا كله أن يظل أركان السلطة من الكيزان ينفون ما يجري هناك ويقول وزير الخارجية: "أن هناك انتهاكات طفيفة"، إنه لأمر عجيب يا سعادة الوزير أن الحقوق لا تتجزأ لكي تأتي بمصطلح معياري ((طفيف))، وفي برنامج(( في الواجهة)) الذي يقدمه(( أحمد بلال الطيب)) في تلفزيون السودان وكان الضيف وزير العدل كانت المفارقة الزمنية بين ما أدلى به وزير الدفاع أمام مجلسي الشيوخ والكونجرس وما قاله وزير العدل في البرنامج أقل من ساعتين ولكن شتان ما بين هذا وذاك، فوزير العدل أنكر وجود اغتصاب في أحداث دارفور بل ادعى سماعه من قبل الأجانب فإذا كان سعادة الوزير صادقا في قوله وهذه مصيبة كبرى أن يكون في موقع منوط به إقامة العدل بين مواطنيه أن لا يعلم بالجريمة المتركبة فيهم رغم أنها حقيقة ماثلة بأدلة وبراهين من قبل جهات محايدة مثل منظمة هيومان رايتس ووتش ومنظمات أخرى تابعة للأمم المتحدة وأكثر من ذلك فان هناك أكثر من (15) فتاة تقل أعمارهن عن 17 ربيعا حُبلى من جراء الاغتصاب اللاتي تعرضن له في تلك الأحداث والآن هن يتواجدن بمقربة من مقر عمله وإقامته في معسكر النازحين بأم درمان, وأما إذا كان الوزير غير صادقا في قوله فإذا فهو كذاب وهذا بالنسبة لي لم يكن أمراً مستغربا لكي أعتبره مصيبة لأن ببساطة هذه الصفة وصفات أخرى ذميمة ملازمة لهؤلاء الكيزان ومن والهم .
فإن الكيزان يدعون إقامة دولة ذات توجه حضاري بينما أفعالهم تخالف أقوالهم حيث أن من المفترض أن ينطبق ذلك على سلوكهم ولكن يالا الحسرة فإنهم أفرغوا توجههم المزعوم من كل القيم الدينية والمفاهيم الإنسانية بينما الآخرون كالأمريكان يستميتون فى الحفاظ على قيمهم ومبادئهم وشتان شتان بين الأمريكان والكيزان .
فيصل عبد الله دوسة – الأحساء - السعودية

000