اي شمال تقصده هذه المجموعة الانفصالية

ورد في جريدة الحياة بتاريخ 29/ابريل /2004م عن مجموعة قريبة من الحكم يطالبون بانفصال الشمال وقالت ان تلك المجموعة تضم مسؤليين في الحكومة السودانية واعضاء بارزين في الحزب الحاكم تشكيل منبر يدعو الي فصل شمال السودان عن جنوبه وتقرير مصير الجنوب بعد عام وليس ستة سنوات كما ورد في اتفاق الحكومة و( الجبهة الشعبية لتحرير السودان ) واضاف ان المجموعة الانفصالية يتزعمة وزير المال السابق د/ عبد الوهاب عثمان ، والامين العام لهئية الاتصالات الطيب مصطفي وهو خال الرئيس عمر البشير ، ووزير الصحة السابق لولاية الخرطوم بابكر عبد السلام ....... الخ .

ان الشمال الذي نعرفه في السودان هو تلك الرمال المتحركة التي تصل منطقة الجيلي (والتي تبعد بضعة كيلو مترات شمال الخرطوم )الي الميناء النهري بوادي حلفا في الشمال الاقصي وهذه المنطقة عبارة عن امتداد طبيعي للصحراء الكبري جنوباً وتغطي حوالي 10% من مساحة القطر ومن اشهر قبائلها الجعليين والشوايقة والدناقلة ويعتر النخيل من اهم منتجات هذا الاقليم الصحراوي والذي لا يكفي حتي في الاسهتلاك الداخلي ، وهذا الاقليم يعتبر عبئ علي الاقتصاد القومي . وهذا يعتبر تعريف بسيط للشمال الذي يعرفه السودانيين، او نهر النيل ،او الشمالية ،وينتمي اليه التيار الذي يدعو الي انفصال الشمال عن الجنوب ، بل ان معظم الذين هم في مواقع صنع القرار السياسي والاقتصادي ينحدرون من نهر النيل بما فيهم رئيس الجمهورية ونائبة والذي يمكنك ان تسميهم بتكريتي السودان وهذا ! الوضع لا يختلف كثيراً عن الحكومات السابقة منذ الاستقلال الا بنسب قليله متفاوته ، ونتيجه لهذا الظلم المستديم جعل السودان ان يفقد مايفوق عن المليونين من بنيه في معارك الكفاح ضد الظلم ومن اجل الحصول علي حقوق متساويه في السلطة والثروة مماثله لابناء نهر النيل ، واذا كان هذا التيار الانفصالي يريد فصل الشمالية عن بقية السودان وبما فيه الجنوب ففي تقديري ان كل السودانيين سيوافقون بهذا الاقتراح ولايحتاج الامر الي استفتاء بل يجب ان يتم ذلك اليوم قبل الغد وعلي الاقل سيودي الي وقف انهر الدماء التي تجري حالياً باقليم دارفور .

اما اذا كانت هذه المجموعة الانفصالية تقصد شمال السودان بالمفهوم الخارجي في التقسيم الخاطي للسودان علي اساس الجنوب والشمال فانهم واهمون ونسوا انهم اقرب الي الجنوب منه الي دارفور علي سبل المثال والتاريخ يؤكد ذلك .

وفي الختام ابلغ رسالتي الي الشرفاء من ابناء السودان ان يكفوا البلاد من شر التقسيم في وقت يتجه فيه العالم نحو التكتل ، واما التيار الانفصالي من ابناء الشماليه الذي ينادي بانفصال الشمال فنرجو ان يذهبوا بشماليتهم حتي ينعم بقية السودان بالسلام الدايم والتنمية المتكافية والعدل والمساواة .



عبدالسميع عبدالرحمن_القاهرة

e-mail: [email protected]