حول مشكلة دارفور

ان مشكلة دارفور فى الاصل جزء مناشكالية السودان الكبرى التى تقوم فى اساسها
وبدايتها على ان السودان منذ تاسيسه لم يتم تاسيسه على عقد اجتماعى متفق عليه
بين مكوناته فالرواد الاوائل الذى قام على اكتافهم تحرير السودان رغم ان
التحرير جهد يذكر لهم ويشكرون عليه، الا انهم لم ينتبهو الى المساله الثقافيه
ومحاولة صياغة عقد اجتماعى مستوعب لهذا التنوع ومعبرعنه فى نفس الوقت، عقد يحمل
منهج واضح لادارة التنوع ولتوزيع الحقوق والواجبات مما ادى الى وقوع السودان فى
الدائره الشريره من انقلاب الى ديمقراطيه الى انقلاب وهكذا دواليك ، فلم يتفرغ
ابناؤه الى التنميه والبناء لان الاسئله الرئيسيه لم يجاب عليها ولم تتوافر
للسودان محدد واحد من محددات الدوله الحديثه، التى من محدداتها المركذيه ان
تكون هناك اجابات واضحه متفق عليها ويتشكل حولها عقل جمعى حامل لهذه المقولات
ومعبر عنها.
لذلك الحديث عن اشكال هنا او هناك اوالحديث عن تؤاطو مجموعات قبليه هنا اوهناك
واستفرادها بالسلطه ، عبارة عن تبسيط للمسالة وتناول سياسوى ،لظاهره شديدة
التعقيد، وهذا لايعنى نفى واقعة ان هناك مناطق تعانى من تهميش لكن هذا عرض من
اعراض المرض الاصلى وليس هو المرض .
ان كثير من السياسين ينطلق فى تناول هذه المشكلات منواقع الحراك السياسى بين
القوى الموجوده وبمنطق كسب نقاط فى هذا الحراك وتحقيق انتصارات سياسيه جزئيه ،
فتتحول القضايا من قضايا حقيقيه الى كروت لعب لدى بعض السياسين وهذه واحده من
افات الحركه السياسيه فى السودان يقل فيها التجرد والنظر الكلى لمصالح البلاد
فالاوعيه الاجتماعيه التى تمارس من خلالها السياسه لاتتجاوز القبيله وان علت
الى المدنيه ماتجاوزت الحزب والتنظيم.
الراسل فتح العليم عبدالحى