الذكرى التاسعة عشرة لانتفاضة مارس ابريل المجيدة

الذكرى التاسعة عشرة لانتفاضة مارس ابريل المجيدة


04-04-2004, 07:13 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1081059229&rn=0


Post: #1
Title: الذكرى التاسعة عشرة لانتفاضة مارس ابريل المجيدة
Author: الطيب الزين-السويد
Date: 04-04-2004, 07:13 AM

الذكرى التاسعة عشرة لانتفاضة مارس ابريل المجيدة
تحل علينا انتفاضة مارس/ ابريل المجيدة هذه الايام والبلاد مازالت ترزح تحت
نظام حكم دكتاتوري قبلي رجعي
وان رفع شعارات الوطن والاسلام ولعل مسيرة الاعوام الماضية قد كشفت طبيعته
الخاوية من الفكر والمنهج وسماحة الدين بل والمليئة بالحقد والكراهية لكل من
يحمل فكر ومنهج وعشق ,وايمان بالوطن والخالق لذا ليس غربيا على مخيلتهم الشريرة
ان تطالعنا هذه الايام بواحدة من بنات افكارها السمجة في محاولة يائسة القصد من
ورائها اشاعت مزيد من الفتنة بين ابناء الوطن الواحد باذن الله تعالى وارادة
شعبنا المعلم في محيطيه الافريقي والاسيوي الذي فجر ثورة اكتوبر وانتفاضة
مارس/ابريل الخالدتين بان هناك ثمة محاولة انقلابية عنصرية يقودها ابناء الغرب
في كردفان ودارفور تم على اثرها تسريح واعتقال مجموعة من ضباط الجيش
والمدنيين وان كنت لا اعرف تفاصيل الاحداث الا اني على قناعة لا يدانيها الشك
بان هذه المحاولة المزعومة ان كانت صحيحة فهي ذات طبيعة وطنية سامية لاسيما
اذا ما اخذنا في الحسبان الواقع المرير الذي يعانيه المواطن والافق المسدود
والمستقبل المظلم الذي ينتظر البلاد وكذلك الذكرى التاسعة عشرة لانتفاضة
مارس/ابريل المجيدة التي اطاحت بنظام مايو بعد ستة عشرة عاما من البطش والتنكيل
وذلك لقطع الطريق على حالة الانحدار والتفكك الذي تسير اليه البلاد في ظل وجود
هذه الطغمة العنصرية وكما يقول المثل( الفيك بدر بيهو)
التحية لهؤلاء الرجال المعتقلون ونقولها بالفم الملآن ان تعرض هؤلاء الابطال لا
قدر الله لمصير ثوار 30 رمضان ستتحول الخرطوم الى حمام من الدماء وسيكون
الطوفان وليس من بعده حياة للاباء والابناء والاحفاد ان كان لجماعة الانقاذ
ابناء او احفاد لذلك اقول للطغمة الحاكمة ان الافيد لكم ولابناءكم واحفادكم
وحتى تتمتعوا وتتنعموا بماجنتموه من عرق الغلابة باسم الدين بادروا باعادة
السلطة للشعب قبل فوات الاوان
التحية للشهداء الذين هم اكرم منا جميعا والتحية للمناضلين الذين يتصدون لهذه
الطغمة الظالمة
التحية لشعبنا الصابر البطل الذي يكابد مفردات حياة الفقر والجوع والتشرد
والضياع وارادته مشرئبة لانتفاضة وخلاص هو قادم باذن الله الذي سيضع حدا
لتقزيم هذا العملاق الذي اسمه السودان وما يجري الان في الغرب ,وبالاخص دارفور
التي امتطت سهوة التحدي والتي يتعرض انسانها للقتل والابادة والتشريد
وقبله كان الجنوب الذي عرى النظام من اسماله البالية في مفاوضات نيفاشا و لو
كنت مكان قرنق لمارست معه ابتزازا اكثر لتمريغ انفه في وحل الذل والعار
والخيانة الذي غاص فيه هذه الايام بعد ان اذاق ومازال يذيق الشعب السوداني
البرئي شتى انواع المعاناة تحقيقا لاحلام زلوط التي جاءت بثورة الاحباط
والمعاناة التي اكلت اباءها الذي علمها سحر السياسة وهي الان تعلمه سحر
العنصرية حيث اودعته السجن تحت دعاواى وقوفه وراء محاولة وصمتها بالعنصرية
انها سخرية القدر ان تجعل من الذين لا ذرة شرف لهم في تاريخ البلاد ونضالات
تحريرها من المستعمر يتحدثون اليوم عن الشرف والوطنية ويتهمون احفاد صناع المجد
والشرف في هذا الزمن الاسود بالخيانة والعنصرية في وقت يمارسون فيه ابشع
انواع العنصرية بعد ان انفردوا بحكم البلاد عن طريق التامر والخيانة
والانتهازية التي جعلتهم يقطعون الطريق على التجربة الديقراطية الوليدة مستغلين
اوجه القصور في بعض مؤسسات الديقراطية وليس الديمقراطية كخيار لا سبيل غيره
لاي بلد في العالم راغب في التطور والتقدم لاسيما بلد مثل السودان مترامي
الاطراف ويزخر بتعددية تاريخية وثقافية وحضارية وفوارق اقتصادية كبيرة فبدلا من
ان يكونوا الى جانب خيار الشعب الذي ناضل من اجله عشرات السنين بل فعلوا العكس
من ذلك حيث استبدت بهم انانيهم المفرطة لينفذوا انقلابهم العسكري المشؤم 30/6
/89 الذي اضاع الكثير من وثروات ووقت وجهد البلاد التي هي في امس حاجة اليه
للحاق بركب الحضارة والتطوروذلك من خلال التاكيد المطلق على خيار الديمقراطية
التي تفتح مجال المنافسة الشريفة بين الافراد والاحزاب في العمل السياسي وسيادة
القانون وحرية الصحافة ودورها في تمليك الشعب الحقائق وكشف الفساد وتاكيد
احترام حقوق الانسان والاعتراف بدور منظمات المجتمع المدني الفاعل في تحقيق
العدالة ومحاربة الفقر والجوع والجهل من خلال مشاركة المواطن في صنع حاضره
ومستقبله
لكن ما يعيشه السودان اليوم يناقض ذلك تماما اذ ان هناك تكريس بشع للسلطة في
يد حفنة تنتمي لحوش بناقا تعبيرا عن الانانية وسلكوهم طريق التامر والخيانة
والانتهازية مستغلين المامهم بالشفرة العسكرية منذ وقت طويل تلك الانتهازية
التي جعلتهم يدوسون على الشعب و الاخلاق والشرف باسم الوطن والدين انها
الانانية والنرجسية لذلك على ابناء الوطن التصدي لهذه الطغمة بكل جراءة وامانة
وشرف لان تركها السير على هذا المنوال يعمق الازمة وبالتالي يدخل الوطن نفق لا
خروج منه الا بتشظي يولد تشظي اخطر

الطيب الزين

السويد