ثورة دارفور من اجل الحقوق والحريات

ثورة دارفور من اجل الحقوق والحريات


03-27-2004, 01:42 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1080348157&rn=0


Post: #1
Title: ثورة دارفور من اجل الحقوق والحريات
Author: د. بشارة صقر
Date: 03-27-2004, 01:42 AM

ثورة دارفور من اجل الحقوق والحريات

قراءة سريعة لتاريخ المآسي القبلية في دارفور بدا من صراع المعاليا والرزيقات, وفور وبعض القبائل العربية ومساليت وبعد القبائل العربية وفلاتة وقمر ........الخ تؤكد بان مستنقع الاحتراب القبلي مؤسف ومحزن وسئ. اذا السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يصر البعض كل الاصرار(ضد اماني ورغبات اهل دارفور) علي تحويل الصراع السياسي المشتعل في دارفور الي صراع قبلي؟! . من المستفيد من وراء ذلك غير النظام المفطوم بدماء الابرياء والغارق في سفك الدماء. لماذا الاصرار علي تحويل أي (حبة) عرضية نتيجة الحرب الي (قبة) قبلية تحشر فيها القبائل حشرا وتكتب الاقلام المتشدقة لتقول بان الثورة في دارفور قبلية.

ان الثورة التي نازلت جيش الحكومة ومليشياتها (الجنجويد) في معارك مشهودة وسجلت الانتصارات المتتالية ووضعت قضية دارفور السياسية في الفضاء الدولي لا يمكن لها باي شكل من الاشكال ان تسقط في وحل الصراع القبلي . رغم استماتة النظام منذ بدء الحرب وانكسار جنده في استغلال أي (شكلة) حتي لو كانت بين (شخصين) وتلوينها بصبغة قبلية واصراره علي تجنيد الجنجويد وهي فئة ضالة مرتزقة لا تمثل القبائل العربية في دارفور وانما تضم بعض الافراد منها وهي مسوؤلة عن جرائمها(لاتزر وازرة وزر أخري), اقول رغم استماتة النظام فان الحركة الثورية افشلت (المشروع الحكومي لقبلنة الصراع) بحنكة واقتدار وبعد نظر وثبات لتؤكد نضج الثورة ولتدحض افتراءت الجهلة واماني المرتزقة .

لقد احرقت النظام ومليشياته المدن (طويلة, كبكابية وكتم) ومئات القري وقتلت وشردت الالاف وارتكبت الجرائم اللاانسانية بالجملة (انظر التقرير المترجم لمنظمة العفو الدولية بعنوان "كثيرون قتلوا من غير سبب"), رغم كل ذلك لم تسقط الحركة في شرك النظام الذي يريد جرها الي مستنقع الاحتراب القبلي , ثم ياتي بعد ذلك من يقول بان الاحداث العسكرية والتي نتجت عنها بعض الوفيات في اسرة الغالي استهداف للقبائل العربية محاولين بذلك الصيد من وراء الماساة بصورة دنيئة بجر الهبانية الي صف النظام المنهزم ولكن هيهات لهم ذلك فالهبانية مشهود لهم بالعقلانية والتدبر وهم بصفاتهم تلك اقدر الناس علي قراءة الاحداث من زواياها الحقيقية وليست من زوايا الاهواء. لقد دخل الثوار مدينة برام من قبل لكنهم لم يستهدفوا المدنيين , ثم انسحبوا منها ولكن النظام ارسلت الجيش والجنجويد لتعقبهم حتي اذا ما التحموا وحمي الوطيس (افرنقعت) جحافل الجيش والجنجويد فطاردهم الثوار حتي دخلوا الي برام وحدث بعض الوفيات العرضيةاثناء المعارك, ثم تمت المطاردة لباقي الفلول حتي مشارف نيالا . تلك هي حقيقة احداث برام وهي نتيجة لفعل لم تكن مقصود لذاته وشتّان مابين حرق القري واغتصاب النساء وضرب المدنين بطائرات وبين الحوادث العرضية اثناء المعارك.ان الهبانية مشهود لهم في تاريخهم بالحكمة والحنكة ولا احسب ان النظام ينجح في استخدامهم كما نجح مع غيرهم في ضرب المصالح والمطالب الحقّة لاهل دارفور. كما ان اخواننا الزيادية المشهود لهم بالبعد عن مزالق الصراعات القبلية لا احسبهم يعتقدون بانهم مستهدفون من الثوار , لعمري تلك فرية اخري من نسج المخيال الانتهازي للنظام.

ان أي محاولة لقبلنة مطالب اهل دارفور والتي تدفقت من اجلها الكثير من الدماء وقدمت العديد من التضحيات الجسام لا تجدي لان هكذا محاولة سوف تسقط عندما تصتدم بجدار الحنكة الثورية وبحقائق التاريخ .

في الختام نقول لبعض اخواننا في دارفور الذين مازالوا (حذرين) واولئك الذين يحاول النظام اغراءهم واستغلالهم بشتي الطرق بضرورة تفويت الفرصة علي النظام و الالتفات الي القضايا الحقيقية التي اشتعلت من اجلها الثورة حتي تتحقق.

د. بشارة صقر