ازمة الضمير لدى الطبقة السياسية الحاكمة

ازمة الضمير لدى الطبقة السياسية الحاكمة


03-18-2004, 05:09 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1079582961&rn=0


Post: #1
Title: ازمة الضمير لدى الطبقة السياسية الحاكمة
Author: عبدالعظيم عبدالله-بيروت
Date: 03-18-2004, 05:09 AM

بسم الله الرحمن الرحيم

: ازمة الضمير لدى الطبقة السياسية الحاكمة:

في مجــالس منـقاشاتنا والكل يشرح المشـكلة التي هوت بـوطننا الى هذا الحـد الذي نحن فـيه الان كـنـت دائما
اصر الى القول بان هناك ازمة ضمير لدى سياسيونا ودائما اتسائل هل ان لساسـيينا ضمير يحسابون به انفسهم؟؟؟
وقبل لن اجيب على هذا السؤال لابد لي اولا ان اعرف الضميرومما يتكون.
بالنسبة لتعريف الضمير كما يراه علماء علم الاخلاق فـله عدة تعريفات فهوبالمعنى اللغوي يعني السر داخل الخاطر
وبالمعنى الاخلاقي فهو يعني ملكة التميز بين الخير والشر وايضا يعني ملكة الاقرار والاستهجان وان الضمير هـو
معرفة وتقدير للذات وانه العقل العملي في استعماله التطبيقي والعـيـني. والضـمير الاخلاقي يدل اذن على الشعور
بالمباديء لذلك فان الفضيلة او الرذيلة هما عوامل تؤدي تدقـيق او تشويه الضمير وكما قال افلاطون :
(من ليس طاهرا فلن يفهم ما هو طاهر) وان الضمير ايضا في جوهره هو العقل.
بالاستناد الى مجمل هذه التعريفات يتعمق التساؤل لـدينا اين تلك الملكة التي يمـيـز بها سـياسيونا الخير عن الشر؟
واين ملكة الاقرار و الاستهجان ؟ واين معرفة وتقديـر الذات ؟واين الحس والشعور بالمبادئ ؟ واخيرا اين العقل
في جوهره ؟؟؟؟ .
واما اذا تكلمنا عن تكوين الضمير فيـمكـنك ايها القارئ ان تتساءل اكثر فاكـثر فالضمير هـو حصيـلة الضغوط
الاجتماعية التي يتعرض لها الفرد بدءا من الاسرة ثم الـمدرسة فالمؤسسات والنـظم الاجتماعــية والاعراف والتقالـيد
والاحتذاء وسلطان البيئة والحضارة والدين كل هذه العوامل تتضافـر مجتمعة لتكون ضمـير اـلفرد وان ضمير الفرد
هو انعكاس للضمير الجماعي الذي ولد فيه ونشأ وتكون.
فأين سياسيينا الذين حملناهم المسؤولية او بالاحرى حملوها هم عنا دون تفويض حتى في كثير من الاوقات فيما يتعلق
برعاية مصالحنا ومصالح الوطن من تلك القيم والعوامل التي تكونو تساعد توجيه الضمير ولكن للاسف لم نجد اي من
تلك اخذت بعين الاعتبار لذلك استطيع القول باننا اخطانا وهم ايضا وتكن علينا محاسبة انفسنا اولا ثم محاسبتهم ثانيا
ومحاسبة انفسنا تتم عبر زيادة الوعي وتعميق المعـرفة والتدقـيق في اختيار من يمثلـنا في المستقـبل بالاعتماد على
البرامج التي يأمل مـن يـود تمثـيلنا ان يحققها لنا وللوطن وليـس بالاعتماد على الـقـبلية والمعرفة الشخصية وبعض
العواطف غير المنضبـطة واعتقــد ان المواطن السـوداني في الوقـت الراهن تمـكن مـن الوصول الى تلك المرحلة
مـن الوعي والادراك.
اما فيما يتعلق بمحاسبة سياسـيينا فـنعود الى الضمير مرة اخرى لان الضمير الحي هو الذي يحاسب صاحبه لان
الضمير الحي يشعر صاحبه بالتأنيــب و الشعور بالعار وينجم هذا من جبن الانسان امام الواجبات وشعوره بالخجل
من نفسه على انتهاكه لقاعدة اخلاقـية اقر بها والمحاسبة تتم ايضا عبر الندم والتوبة عن طريققبول العقاب عن الذنب
الذي ارتكبه والتصميم على تجنب فعل الشر في المستقبل .
بهذا نناشد جميع السياسين التكرم بالنقد الذاتي ومحاسبة انفسهم حتى نتمكن نحن المواطنين من العفو عنهم عماارتكبوه
بحقـنا وان يـفـسحوا في المجال لقــيادات اخرى شابة احست بالم الطن المواطن ومعاناته و كفاية خمسون عاما من
العـناء والتعب والتشرد الم يحن لـنا الوقت في ان نعيش كما الاخرين ؟ اما آن لـنا ان نكون مترفهين في وطننا آمنين
في بلدنا كباقي شعوب العالم.
ان السـودان هـذا الـوطـن الذي مزقــته الحروب المسلحة مـنها وغـير المـسلحة واعني ـبالحروب غـير المسلحة
تلك الحروب بين العسكـر والسياسـيـين الذين ساهموا مجتمعـين في خراب الوطـن مـنذ الاستقلال الى تاريخ اللحظة
وذلك من خلال انعدام الضميرالحي والوعي السياسي الكاف الذي يجعلهم يفكرون بمصلحة المواطن بل على العكس
انغمسوا في حياكة الفتـن والدسائس والمكائـد وزرع وتعـميـق الروح القـبلــية والطائـفي التي ادت تمزيق الوطن
اشتعاله بنيران جنوبا ووسطا وشرقا وغربا وكل ذلك بسـبب ظلم النخبة السياسية وانـشغـالهم بمصالحهم الشخصية
تاركين هم المواطن للاقدار تاخذه يمـنة ويـسرة وان تـحقـق له اي للمواطـن شيـئ مـا عبر القـدر والحـظ النصـيب
(الله كريم) تكالبوا وانقـضوا عليه حتى يتقاسموه فيما بينهم( حسبنا الله ونعم الوكيل)
بالرغم من كل ذلك لم نجد نحن الشعب السوداني اي اعتزار من اي منهم ولا نقـد ذاتي لاي من السياسيين
والاغرب من ذلك نجد شخص مثل الرئيس السابق النميري يترشح الى رئاسة الجمهورية فبدلا من ان تتم محاسبته
على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوداني وتبديد امواله وثرواته كوفئ باستقبال حاشـد ضمن سـيناريو اعده
وقدمه واخرجه فيـلمه الذي لم يشـاهده الا من اعدوه وهم اهل القــصر والاعضاء النافـذين في الحزب الحاكم
(الجبهة الاسلامة)التي تمزقت في مرحلة لاحقة كل ذلك نتيجة للمماحكات والمغالاة في نسيان مصالح الناس والتآمر
عليهالان وجود الحزب او السياسي واستمراريته تتوقـف على مدى احترامه لحقوق الناس ومراعاة مصالحهم.
ولكم ان تحكموا انتم ايها الشعب الابي المناضل هل كان موجودا هل كان حيا هل كان فاعلا
وهل ---وهل---وهل؟؟؟

عبدالعظيم عبدالله
[email protected]
بيروت - لبنان