الإصلاح على طريقة "علي الزيبق"مؤتمرات الاستحمار .. وولاءات للإيجار

الإصلاح على طريقة "علي الزيبق"مؤتمرات الاستحمار .. وولاءات للإيجار


03-15-2004, 05:45 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=7&msg=1079325938&rn=0


Post: #1
Title: الإصلاح على طريقة "علي الزيبق"مؤتمرات الاستحمار .. وولاءات للإيجار
Author: نبيل شـرف الدين
Date: 03-15-2004, 05:45 AM

نبيل شـرف الدين
رغم عدم حماسي للغة النصائح، ونفوري الفطري من المواعظ، لكن لا مفر منها أحياناً، خاصة حين يتعلق الأمر بشأن لابد للمرء أن يسجل فيه كلمة لوجه الله والتاريخ والإنسانية، لهذا أبدأ بتقديم نصيحة مجانية للرئيس الأميركي جورج دبليو بوش وفريقه، مع أن قاموسهم يخلو من مفردة "المجانية" تلك، لكن لا بأس هنا بممارسة بعض الكرم الشرقي، وإحالتهم على أهم كتاب يمكن من خلاله فهم الذهنية "الشرق أوسطية" جيداً.
فكل كائنات ألف ليلة لم تزل حتى يومنا هذا نابضة بالحياة، حتى وإن خلعت الزنار وارتدت "الكرافتة"، واستبدلت حمامات القاهرة وبغداد والشام بالساونا والجاكوزي، لكن تبقى تحت الجلد شخصيات "شهريار"، و"شهرزاد" و"الشاطر حسن" و"علي الزيبق" و"السندباد البري والبحري"، و"علي بابا والأربعين حرامي"، تسكننا جميعاً، كل بحسب الشخصية التي تراود خياله، وتشبع طموحه، وتداعب أحلامه.
وإذا كان "الشاطر حسن" نموذجاً للفتى الذي يجوب الأرض طولاً وعرضاً، ويتغلب على كل الأهوال، ويصمد في وجه الساحرات الشريرات، ويقاتل اللصوص في أسواق بغداد، من أجل "ست الحسن والجمال"، فإن "علي الزيبق" هو نموذج المحتال الذي يمارس "ملاعيبه" ليس من باب إشباع الهواية فحسب، بل أصبحت بالنسبة له أسلوب حياة، ومنطقاً يدير به شؤون الحياة، وهو دائماً قادر على إبهار الجميع بما فيهم ضحاياه أنفسهم، الذين غالباً ما يغفرون له احتياله عليهم إعجاباً بقدراته في ابتكار الجديد والمثير من الحيل و"الملاعيب"، ودقته في تنفيذها بشكل محكم، ولعل هذا هو الفارق بين "علي الزيبق"، والكرام "أولي الأمر منا" في هذه الحقبة، فلا هم يتمتعون بخيال الزيبق الخصب، وخفة ظله البارعة، ومع ذلك يصرون على القيام بدوره، ربما اعتماداً على صورة ذهنية راسخة لديهم، أو ما اصطلح على تسميته "ستريو تيب" للمواطنين أو الرعية، مفادها أنهم أغبيياء، جهلة، سذج تحكمهم غرائزهم، "تجمعهم الطبلة وتفرقهم العصا"، كما قال ابن العاص في وصف المصريين ذات أيام كالحة كأيامنا.
لهذا، ولأسباب أخرى، يشدد السادة "أولو الأمر منا" على مسألة "خصوصيتنا" دائماً، باعتبار أن هذه الشعوب لم تفطم بعد، وأن المشوار لم يزل بعيداً، ويجدون من فقهاء السوء من ينظّر لهم، ويؤصّل رؤيتهم، وليس المقصود هنا بالفقهاء علماء الدين، بل البديل العصري لهؤلاء ممثلاً بمن يطلق عليهم "المفكرين" تارة، والخبراء الاستراتيجيين تارة أخرى، والمحللين تارات، وهؤلاء السادة باختصار يقومون بدور تسويغ الاحتيال وتمريره، ولعل ما يجري الآن في مكتبة الاسكندرية أكثر ما يعبر بدقة عن واقع الاحتيال السياسي، فالسادة المدعوون لهذا المؤتمر "السري" الذي صارت جلساته مغلقة ولم يسمح للصحافيين بحضورها، هم أنفسهم الذين تدعوهم وزارة الثقافة المصرية في معرض الكتاب، وفي مؤتمرات الرواية والشعر والفكر والتراث وهلم جرا، وهم أيضاً ذات الضيوف على مؤسسة الفكر العربي، ومهرجانات جرش والجنادرية وقبلهم المربد وبعدهم "هلا فبراير" ومهرجان دبي للتسوق واحتفالات الجماهيرية التي لا تنتهي وغيرها، مع تنويعات محلية تتفاوت بين هذه الفعالية وتلك، لكنها لا تخل بالجوهر العام، ولا اللحن الأساسي لنفس سيمفونية الاحتيال والتربح بهموم الأمم والشعوب، وللحق فإن هذه "البارتيته" من الضيوف المزمنين والمؤبدين من المرونة إلى درجة لا تجعلهم يعترضون على العائد، فهم لا يقولون للرزق .. أي رزق (لا) أبداً، سواء كان هذا الرزق مجرد ساعة ذهبية عليها صورة المهيب الركن، أو كوبونات نفط مهرب، أو "شرهات" حاتمية من نوع الحقائب المتخمة بالأوراق المالية، أو حتى اقتصر الأمر على مجرد قضاء ليلتين في فندق خمس نجوم على النيل، أو "شط اسكندرية"، فهم يؤمنون بنطرية تاجر الغلال في قريتنا بصعيد مصر القائلة إن "دي تشيل دي"، بمعنى أن الصفقة أو السفرة تعوض الأخرى، المهم أن تظل العجلة دائرة، وشركات الطيران نشطة، وإشغالات الفنادق جيدة، والأخ "المفكر الاستراتيجي" ملء السمع والبصر، وهم مقابل ذلك يمارسون مهمة وحيدة في ميادين متنوعة، تستهدف محصلتها النهائية ابتذال أي معنى جميل، أو قيمة نبيلة، بأن يلوكونها إلى حد يصبح معه الحديث عنها مملاً ومثيراً للسخرية، كما يحدث الآن على قدم وساق مع قيم رفيعة لا وجود حقيقياً لها في أي من مجتمعات الشرق الأوسط، كالمجتمع المدني، والإصلاح، وقبل هذا تم ابتذال معنى التنوير والتقدمية، وعلى الدرب تنتظر قيم ومعان أخرى دورها في الابتذال والترخص بطرق يبدو ظاهرها الرحمة، وتعشش في باطنها المأساة، وأساليب تبدو كما لو كانت محترمة كونها تحمل تارة مسمى "ورقة بحثية" بعناوين من نوع "نحن والآخر"، "الإصلاح التداولي وجدلية الاستباق"، أو تارة أخرى في صورة منازلات فضائية عن "قوى التقدم" و"ضمير الأمة" و"منظمات المجتمع المدني"، بينما هم أول من يعلم أنه لا توجد منظمات ولا مجتمع مدني، ولا تقدم ولا ضمير ولا حتى أمة بالأساس، لكن القافلة لابد أن تمضي، مهما نبحت الكلاب، فهؤلاء السادة لن يفرطوا في مكتسباتهم، ومقاعدهم في حضرة السلاطين، ومع ذلك يطلون علينا في الفضائيات والصحف مؤكدين استقلاليتهم، بل ويزايدون على الجميع بتقديم دروس ـ غير مجانية ـ في أصول الاستقلال وشجب الاستعمار والغزو والاختراق، والحفاظ على الهوية ولو من باب التنوع البيئي، وعلى طريقة "المحميات الطبيعية"، كأن شعوباً وأمماً مثل اليابان ليست لديها "خصوصية" ثقافية وحضارية، لم تقف يوماً عائقاً في سبيل أن تصبح اليابان واحدة من أهم التجارب الديموقراطية والتنموية في التاريخ المعاصر، أو أن الفوضى لم تضرب أسبانيا حين أعادت العسكر إلى ثكناتهم، وتجذرت الديموقراطية في عقدين على الأكثر، أو أن أمة كالهند التي لا تنافسها أمة أخرى في مسألة الخصوصية الثقافية والتنوع الحضاري، ورغم هذا أصبحت أكبر ديموقراطية في العالم.
.............
وفي المشهد الثقافي المصري، وقبل سنوات كان أقسى ما يمكن توجيهه من اتهامات لأي من هؤلاء "المفكرين المحترفين" أنه "بتاع الحكومة"، إذ كان هناك نفر منهم لم يزل يراهن على "اليسار" أو "اليمين"، على الدين أو الاشتراكية أو القومية، حيث كانت الولاءات حينئذ محلية الطابع، حتى ظهر وزير الثقافة المصري القابض على مقعده منذ نحو عقدين، ليفاخر في كل مناسبة بأنه استطاع أن يعيدهم جميعاً إلى "حظيرة الدولة".
وبعد "الحظيرة" تعولمت الولاءات، فهذا على لائحة "البترودولار"، وذاك ضمن قوائم كوبونات النفط، وأولئك في معية الدولارات من دون نفط ولا بترول، وهؤلاء من محميات الاتحاد الأوروبي، والبعض من الميممين وجوههم شطر الدوحة في طبعتها الراهنة، وهي بالمناسبة حالة خاصة جداً.
الجديد والمثير في ماراثون "ولاءات للايجار" هو أن البعض اكتشف لديه قدرات خاصة بإرضاء عدة أطراف في آنٍ واحد، فهو يهتف ضد أميركا عبر شاشة "الجزيرة"، ويكيل الاتهامات للحكومات العربية لدورها في صناعة أسامة بن لادن على شاشة "فوكس نيوز"، ويشيد بحكمة الأمراء في "الجنادرية"، ويستفيض في سرد مأساة "أسرانا" عبر صحف الكويت، وقد وصل بأحدهم الحماس مرة إلى حد استخدام ألفاظ السباب البذيئة في معرض حديثه عن صدام، بدلاً من أن يقدم ما ننتظره منه بصفته مفكراً ومحللا ونذيرا، رغم أن صاحبنا المتحمس هذا، كان من الزبائن الدائمين في رحلات النفط مقابل الهتاف، في زمن كان موقناً فيه أن "الساعةَ آتيةٌ لا ريب فيها"، أما وقد سقط صاحبنا "المهيب الركن" في الحفرة فلم يعد الرهان عليه مجدياً، ولو رجع القراء وموظفو وزارات الإعلام والثقافة لأرشيف الصحف ليطالعوا ما كتبه المفكرون في أثناء عهد حكم صدام لطالعوا ما تشيب لهوله الغربان، في وقت التزم فيه الصمت معظم الذين عارضوا صدام بالفعل والقول ورفض مهزلة الجسر الجوي بين مختلف العواصم وبغداد، حين كان سماسرة صدام يستخدمون شباب الصحافيين والمثقفين كدروع بشرية، وأرقام في رحلات خرق الحصار إياها، بينما يحصل السماسرة على "الريع"، ويتقاسمونه مع المفلسين من الفنانين، والفاسدين في أجهزة الأنظمة الذين يتسترون عليهم حتى اليوم، لكن ومع بزوغ زمن إنترنت، وتكاثر الفضائيات، وجد السادة المفكرون العابرون للحدود أنفسهم في مأزق، فرغم أن تعدد الأقنيات الإعلامية يشكل بادرة خير لأنها ستشعل المنافسة، لكنها أيضاً ألتزمتهم أجندة كاملة، لم تعد مقصورة على زبون واحد بل تستهدف رضا "منظومة العمل العربي المشترك"، فهو لم يعد قادراً على التفوه بلفظ يغضب الإخوة في عرب المشرق، أو يتطوع بتفسير يؤلب عليه إخواننا في عرب المغرب، كما أنه لم يعد ما يحدث سراً في ندوة، حتى يقسم بعدها أنه لم يقل هذا، وأن الوشاة يريدون الوقيعة بينه وبين أحب بلاد الله إلى قلبه، وصار الآن كل شئ يجري "على عينك يا تاجر"، ولأن هذا يهدد بخسائر ذات اليمين أو ذات اليسار، ولأن السادة المفكرين لا يريدون تذوق طعم الخسارة خاصة بعد سنوات من الفقر ويتحسس سبيله وسط غابة من الاعتبارات المرعية، لدرجة طالب معها المفكرون في مؤتمر الاسكندرية بتحويل الجلسات إلى سرية، وكأنه اجتماع لوزراء الداخلية العرب، سيتداولون فيه شؤون الأمن القومي، وليسو "مفكرين" يتحدثون في شؤون عامة تهم الكافة، والحاصل أنهم أول من يدرك حقيقة بسيطة هي أن هذه الأنظمة التي يلعبون دور "المحلل" لصالح بقائها، ترفض الاصلاح سواء بجرعات كبيرة أو محدودة، وبغض النظر عما إذا كانت نابعة من الداخل، أو حملتها ريح التغيير من وراء البحار، لأن قبول الإصلاح يعني ببساطة زوال تلك الأنظمة من الوجود.
.............
ببساطة ما يجري الآن، أو ما يريده "أولو الأمر منا"، وما تروج له فرق الانكشارية من المفكرين المؤتمرين هو "الاستحمار"، أي معاملة البشر باعتبارهم "حميراً"، أعزكم الله، وحتى لا يبدو الأمر مجرد تلاعب لفظي بمصطلح "الاستعمار" علينا أن نتوقف لنتأمل الفارق بين ما فعله بنا ذلك المستعمر "الكولونيالي" الأوروبي، وما يفعله بنا وكيله المحلي "المستحمر العربي الثوري النوري الكلمنجي"، فالأوروبي رغم كل مساوئه لكنه شيد جسوراً وشق طرقاً وبنى سكك حديد، وأسس مستشفيات ومطابع ومرافق وبنية تحتية لا يمكن انكارها، لأنها ببساطة مازالت قائمة حتى اليوم، أما "المستحمر" من أبناء جلدتنا، فبنى سجوناً ومعتقلات، وكرس حالة "عسكرة المجتمع"، ونقل ثقل المجتمع من الجامعة إلى "القشلاق" أي الثكنة العسكرية، فرأينا العقيد مدير الإذاعة والتلفزيون، والمقدم مدير المستشفى، وصارت "التربية العسكرية" ضمن مناهج التعليم، وارتدى وزراء الصحة والشؤون الاجتماعية بزات عسكرية، واخترعوا شعارات "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، بينما ليس هناك معارك ولا من هم يحزنون، إذ أن كل معاركنا كانت من طراز "النكبة" و"النكسة" و"أم المعارك"، بل ولم يكتف "المستحمر" العربي بهذا، فراح يستعدي عصابات المهووسين والغوغائيين على أي صوت يتحدث عن موبقات مثل حرية التعبير أو الديموقراطية أو حقوق الإنسان، حتى يجد المواطن المسكين نفسه في نهاية المطاف محاصراً بين شارع غوغائي يستمتع بالجعجعة، بفعل "العلف اليومي" الذي تضخه آلات الإعلام الحكومية، أو جماعات الإرهاب الديني، التي لم تكن يوماً في صف البسطاء ولم تقف لحظة مع العمال أو الفلاحين أو الفقراء، بل كان ـ ولم يزل ـ همها هو ملاحقة شاب محبط يستعين على تعاسته بحلم عاطفي مبتور مع محبطة أخرى، يسيران في الطريق، فيستوقفهما أشاوس "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" ليوسعاهما ضرباً بالجنازير، كما حدث في عدة دول، بينما الفساد والخراب يضربان كل مفاصل البلاد والعباد، لكن هذا لم يكن يعني المتأسلمين يوماً
......
وكما تبنؤنا حوادث التاريخ البعيد والقريب، فإنه ما اجتمع العسكر والفقهاء إلا وكان "الاستحمار" ثالثهما، ويمكن للمرء هنا أن يسوق من الأمثلة ما ينافس دائرة المعارف البريطانية حجماً، ففي السودان مثلاً دفع البسطاء ثمن تحالف الترابي والبشير، وفي مصر دفعوا ثمن تحالف السادات مع الإخوان، وفي السعودية يدفعون ثمن تحالف الوهابيين مع الأمراء، وحتى في أفغانستان، دفع بسطاء القوم ثمن تحالف طلاب الشريعة "الطالبان" وقاعدة ابن لادن، وفي إيران وفي كل "ستان"، تحالف فيه العسكر والفقهاء، فكلاهما بحاجة للآخر، العسكر يريدون مبررا سماوياً لقمع الناس لا يملك مخلوق التصدي له أو معارضته، في ما يحتاج الفقهاء إلى حماية العسكر وأموالهم التي نهبوها من قوت الفقراء، الذين يدفعون الثمن دائماً، حتى من ذائقتهم العامة التي نجح "الاستحمار" في تشويهها أيضاً، فترى المواطن العربي بفعل سنوات من القمع والخوف من اتهامه بالخيانة أو الكفر وغير ذلك من الأسباب، تراه الآن يتبنى طروحات تنظيمات الإرهاب الديني، رغم انه لم يكن يوماً عضواً فيها، كما تراه مدافعاً منافحاً عن نظم مستبدة لدرجة أنه يعلنها صراحة ان اختيار القمع المحلي المنشأ خير وأحب إلى نفسه من إصلاح قد يأتي على يد أجنبي، وهنا بالطبع لا ندعو لا للتدخل الأجنبي ولا للرضوخ ولا لأي من هذه المفردات والاتهامات المتأهبة دوماً للانطلاق من غمدها في وجه أي محاولة لحوار جاد، بل لا ندعو لأي شئ اللهم إلا فهم حقيقة ما يجري، وكشف الزيف الذي بات يستأسد ويتبجح، وهنا نحب أن نطمئن إخواننا المناضلين من "جنرالات المقاهي" أنه حتى لو افترضنا اتفاق الشعوب العربية مع نفسها وحكامها ونخبها، وقدموا طلباً للمستعمرين القدامى والجدد بأن يأتوا لاستعمارنا فلا أظنهم سيوافقون، مادام هناك وكيل محلي هو "المستحمر" يقدم له كل ما يريد، من دون أن تترتب على ذلك أي مسؤوليات، بل وليأت الأبناء والأحفاد ماداموا سيلتزمون نفس النهج، إذن ليطمئن "أولو الأمر منا" جميعاً بأن شيئاً ذا بال لن يحدث، وأن ما يلوح به الغرب من مبادرات ليست أكثر من بالونات اختبار، هدفها التلويح بـ "عصا العز" قبل أن تضطر لاستخدامها، لا أكثر بل ربما أقل.
قصارى القول يا سادة، وليس إفراطاً في اليأس، أن "استحمار" الشعوب الشرق أوسطية ماضٍ في طريقه بكل ثقة وازدهار، إلى الدرجة التي بات يشعر معها المواطن برغبة عارمة لبذل كل غال ونفيس في سبيل الحصول على جرعته اليومية من كبسولات "الاستحمار"، وهو مستعد للهتاف بقوة، والتظاهر بشراسة، بل والقتال حتى آخر نقطة من دمه فداء لهذه الجرعة المقدسة، ولعل هذا هو ما يدركه جيداً أصحابنا المفكرون، فأقلعوا عن الرهان على هكذا شعوب باتت تستمتع بحيل "علي الزيبق"، وملاعيبه، وليس بوسعها أكثر من ابتسامة بلهاء.
والله المستعان