رسالة حب الى مدينة

رسالة حب الى مدينة


12-18-2006, 03:01 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1166407309&rn=3


Post: #1
Title: رسالة حب الى مدينة
Author: عادل عبدالرحمن
Date: 12-18-2006, 03:01 AM
Parent: #0

رسالة حُب الى مدينة :

أنا أعشق المدن . التاريخيّ منها والحديث ؛ الموغلة في القدم المشيّدة بالسواعد العارية منتزعةً الحجر والمرمر من جبل رابض في الجوار ، وتلك التي رُسمت على صحراء عراء عملت فيها ريشة الآلات السحريّة التكنلوجيّة التي تسير وتعمل بإمرة الأنسان تصنع له ما يشاء .

أنا عشقت فيلادلفيا إذن . تاريخيّتها وحداثتها . أعجبتُ "بزنوجها" الذين تغلّبوا على ذاكرة تاريخ مدينتهم الذميم بالأنتماء الى "الديمقراطي" ؛ بسعيّهم الحثيث والحديث في شوارعها ، في جامعاتها ، في مسارحها وتجمعاتها الأحتجاجيّة !
اُعجبتُ بالمهاجرين اليها من أبناء وبنات وطني ، بإنتمائهم الصادق والخلاّق اليها . فهم ، وهنّ من تلك الزمر الكونيّة المعاصرة التي تجوب الأرض ، تمخر العباب وتحلّق في السموات بحثاً عن رقعة أرض بها بعض سلام – فتفخر بهم المنافي في سلام !
وهم وهنّ بسماحتهم أخذوني على الخروج من صمتي الذي دام على ما يزيد على عقد من الزمان : فقرأت الشعر ، وفقرةً وجملةً وشولةً عادت لي تلك الرغبة المجنونة للكتابة . تلك الرغبة التي أطفأت جزوتها برودة خيال ومشاعر "ساستنا" الذين جلست بينهم ذات تجربة في القاهرة . ( كما يقول صديقي المشّاء )

كنت قد قدمت الى "فيلا" ذات دعوة من دائرة أصدقائي ذات الثلاث أضلاع : لطيف / خواض / مريم . رغبتان أخذتا بتلابيبي – رؤيتهم وحبي للسفر – وقذفتا بي اليها من على بعد ثلاثة آلاف ميل . وأنا هنا لا أشأ الحديث عن الحفاوة التي لقيتها من أصدقائي وأصدقائهم ، ولسبب بسيط : فأنا لا أتوافق والمثل القائل بعدم شكر الأنسان في حضوره ؛ فإذا أردت شكر أحد يطيب لي أن أجلس قبالته رجلا على رجل – العين في العين والأكف على الأكتاف . وإلاّ فما فائدة أن نحمل حقائبنا ونبحر ، ما فائدة أن نقول ذلك لغرباء –أو- أقرباء دون أن نلمح حمرة حياء وخجل على الوجنات ؟!!
إذن ، دعوة أصدقائي تلك التي قذفت بي من على بعد ثلاثة آلاف ميل هي ما أوقعني في حبّها / "فيلا" ، وحبّ أهلها . وبما أنّ مهاجريّ من أبناء وفتيات بلدي صاروا من أهلها فرحت أيّما فرح حين تناهى الى عينيّ خبر منبرهم المسمّى باسمها فهُرعتُ إليه ووقفت أمام بوّاباته مترددا : فهو حقل سياسة ( وهو أمر لا أشكّ في جدواه ) صرت أخشى السير عليه ولئن توافر لي دليل وخرائط موثّقة ، خاصّة وأن الأنتخابات على الأبواب .

لك الحب أيّتها المدينة المتأرجحة بين الجدّة والقدم ، بين نيويورك وواشنطن ، بين قصائد والت ويتمان وعلي أحمد سعيد . لك المجد وأنت لا تتأرجحين بين العبوديّة والتحرّر ، بين "الجمهوري" و "الديمقراطي" / لك المجد بنسبة ال 85% التي ستوصلك – حتماً – الى غرف بيتك الأبيض لتجللينه بالسواد .

عادل عبدالرحمن بخيت
هيوستن – 18 ديسمبر 2006

Post: #2
Title: Re: رسالة حب الى مدينة
Author: osama elkhawad
Date: 12-18-2006, 06:24 PM
Parent: #1


صورة لمدينة فيلادلفيا

Quote: لك الحب أيّتها المدينة المتأرجحة بين الجدّة والقدم ، بين نيويورك وواشنطن ، بين قصائد والت ويتمان وعلي أحمد سعيد . لك المجد وأنت لا تتأرجحين بين العبوديّة والتحرّر ، بين "الجمهوري" و "الديمقراطي" / لك المجد بنسبة ال 85% التي ستوصلك – حتماً – الى غرف بيتك الأبيض لتجللينه بالسواد .

Post: #3
Title: Re: رسالة حب الى مدينة
Author: osama elkhawad
Date: 12-19-2006, 06:52 AM
Parent: #2

الصديق عادل
لعلك عافية
اعتقد ان هذه بداية موفقة لكي تكتب عن علاقتك بالمكان او قل بالأمكنة.
اتذكر حواراتنا الطويلة بهذا الصدد.
سيحظى القارئ بالتأكيد على نصوص مدهشة هي مزيج من الشعر و السيرة الذاتية و مواضيع أخرى.
نأمل في المزيد.
ارقد عافية
المشاء