خدعة «القوات الدولية» غطاء للأجندة السياسية الأميركية .....احمد العمرابى

خدعة «القوات الدولية» غطاء للأجندة السياسية الأميركية .....احمد العمرابى


12-05-2006, 04:32 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1165332766&rn=0


Post: #1
Title: خدعة «القوات الدولية» غطاء للأجندة السياسية الأميركية .....احمد العمرابى
Author: هجو الأقرع
Date: 12-05-2006, 04:32 PM

خدعة «القوات الدولية» غطاء للأجندة السياسية الأميركية

قوة دولية في لبنان.

وقوة دولية في الكونغو.

والان تدفع الولايات المتحدة مجلس الامن الدولي في اتجاه ارسال قوة دولية الى السودان.. واخرى الى الصومال.

لكن في الوقت نفسه تقمع واشنطن بشراسة اي مسعى لمجرد اقتراح فكرة ارسال قوة دولية الى الاراضي الفلسطينية المحتلة لكبح جماح اسرائيل.

ارسال قوة دولية الى بلد ما ليس امرا بريئا كما يبدو على ظاهره فالهدف ينطلق دائما من اجندة سياسية على ارض الجنوب اللبناني قوة دولية تحت قيادة فرنسية ورغم ان اللافتة المرفوعة هي «حفظ السلام» الا ان الهدف المفضوح هو لجم القوة القتالية للمقاومة اللبنانية المسلحة المتمثلة في «حزب الله» من اجل ضمان حماية اسرائيل ولذا فان ما يراد للقوات الدولية هو البقاء لاجل غير مسمى.

في الكونغو ايضا قوة دولية ولكن لهدف مختلف فهي لا ترابط على خط حدودي بين بلدين كما هو حال القوة التي يتجول جنودها ودباباتها على الاراضي اللبنانية المتاخمة للحدود الاسرائيلية فالهدف من ارسال قوة دولية الى الكونغو هو حماية نظام حاكم موالٍ للولايات المتحدة والغرب من معارضة داخلية مسلحة.

ذلك ان بقاء نظام الرئيس الكونغولي جوزيف كابيلا يمثل افضل ضمان للشركات الاميركية والفرنسية والبلجيكية العاملة في صناعة وتجارة المعادن النفيسة في البلاد (اليورانيوم والماس والذهب والنحاس). فالنظام الحاكم يضمن لهذه الشركات امتيازات غير مشروعة كتحويل الارباح الى الخارج نظير فتح حسابات مصرفية سرية لاسرة الرئيس كابيلا وشريحة المساعدين الملتفة حول الرئيس.

وهكذا تلعب القوة الدولية دور الضامن الاعظم للنظام ومنذ بداية الصيف الماضي وحتى اليوم تناضل الولايات المتحدة بشتى الوسائل لارسال قوة دولية الى اقليم دارفور السوداني ورغم ان الهدف المعلن هو ضمان وصول الاغاثات الانسانية الى معسكرات النازحين واللاجئين الا ان التصور الاميركي للمهام العسكرية للقوة المقترحة وطبيعة ومدى التفويض الذي يمنح لها يجعل منها قوة قتالية هجومية بما يوحي ان الهدف الحقيقي هو التحالف مع الحركات المتمردة المسلحة لشن حرب على القوات الحكومية في الاقليم وميليشيات القبائل العربية.

هناك هدف مماثل من وراء السعي الاميركي المحموم لحمل مجلس الامن الدولي على ارسال قوة دولية قتالية الى الصومال.. ولولا ان الولايات المتحدة لديها ما يكفي من الانتكاسات في كل من العراق وافغانستان لبادرت الى ارسال قوة اميركية من وراء ظهر مجلس الامن.

في الصومال تتعاظم قوة التنظيم الاسلامي الذي يطلق عليه «المحاكم الاسلامية» فبعد ان نجحت القوات الاسلامية في القضاء على عصابات امراء الحرب وفرضت سيطرة شاملة على وسط البلاد وجنوبها فان مصير «الحكومة الانتقالية» التي انشأتها وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية في مدينة بيدوا اصبح الآن في حالة عد تنازلي.

وكما في دارفور فان الهدف الاميركي من وراء القوة الدولية المقترحة هو ان تتولى هذه القوة مهمة القتال ضد القوات الاسلامية.

مع هذا كله ظلت الولايات المتحدة تعارض بشدة فكرة ارسال قوة دولية الى الاراضي الفلسطينية لحماية الشعب الفلسطيني من الهجمات والتوغلات الاسرائيلية، هذه السياسة الانتقائية المفضوحة هي التي تثير الريبة كلما اقترحت واشنطن ارسال قوة دولية الى بلد ما.