"الســورا كلســتا" من هي؟؟

"الســورا كلســتا" من هي؟؟


11-10-2006, 06:09 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1163135384&rn=0


Post: #1
Title: "الســورا كلســتا" من هي؟؟
Author: إسماعيل حميم
Date: 11-10-2006, 06:09 AM






تقديم:

عندما وقعت الإصدارة التي ستذكر لاحقاً في يدي شد انتباهي لحد كبير هذا الموضوع وظللت أتابع هذه السيرة إلي اكتمال الحكاية .... وعند ذلك تزاحمت الأفكار والتساؤلات الملحة من كل صوب وحدب!!!!!!

أين يكون الانتماء .. وكيف؟ ... وما هي موجهاته؟
وهل هو حيث يكون السلام والأمان وتبادل العطاء حساً ومادةً؟؟

ولمن تكون الأرض والأوطان؟ ... وما هي المقاييس لحمل الجنسية؟
أليس هو الحب والإخلاص فناءً مقابل تلك القيمة؟؟

وما هي دوافع العطاء ومحركاته؟؟؟
أهي القيم الإنسانية المحمية بالمقابل في العقائد الإيمانية والديانات؟؟
أم فقط فطرة الخالق التي أختص البعض منا بها؟؟

و و و وغيرها


إسماعيل حميم



(معناً إلي سرد الحكاية ... ولأمانة النقل من المصدر تم النقل بذات اللغة كما هي في الإصدارة)


المقدمة:

هنالك أناس اختصاهم الله لخدمة الناس ولقضاء حوائجهم وهؤلاء النفر الكريم يهبون أنفسهم لخدمة العباد ولا يريدون من وراء جلائل أعمالهم تلك مقابل سوى رضا الله وعباده ومن بعد.
ومن تلك التضحيات الجسام ترك الأهل والوطن من أجل إسداء الخدمة للغير ببلاد غير بلادهم يضمدون الجراح ويمسحون الدمع عن المفجوع واصلين خدمتهم الجلية للكل بغض النظر عن لون أو سحنة شخص غاضين الطرف عن الدين أو العقيدة وصولاً لخدمة الإنسانية جميعاً .. فمنهم من قضي نحبه ومنهم من يواصل خط المسيرة النبيلة .. إنهم "الراهبات" ملائكة البشر صاحبات الجلباب الأبيض الناصع كقلوبهم اللائي هجرن ملذات الدنيا ووهبن أنفسهن لخدمة الناس ليس إلا .. فجاء اسمهن علي ذات المسمي .. ومن خلال تلك المساحة نأخذ إحداهن لتصبح صرحاً شامخاً ومعلماً من معالم "الدايات" إنها السورا "كلستا".

المولد والنشـأة:

إيطالية الجنسية اسمها علي حسب شهادة الميلاد "اميليا كوزي" اشتهرت بـ "سورا كلستا" ولدت بمدينة ميلان بضاحية "نيرقيان" في أغسطس من عام 1921م.
أكملت دراستها كممرضة و سستر في كمبوني بمدينة "فيرينا" في عام 1945م.

السودان كان طموحها بعد التخرج:

بعد تخرج "سورا كلستا" من دراستها الطبية بايطاليا اختارت بمحض إرادتها السودان من أجل تقديم أعمال الخير و بالفعل كان لها ذلك فحضرت إلي البلاد في العام التالي بعد تخرجها في يناير عام 1946م ... وفور وصول "سورا كلستا" إلي أرض الخرطوم التحقت بمجموعة كمبوني – سستر بالخرطوم ... و ما لبثت أن مكثت بها حتى نقلت إلي مدينة عطبرة التي عملت بها حتى عام 1954م حيث قدمت الكثير من الأعمال الخيرة بالمدينة.

د. عتباني و سورا كلستا " لقاء السحاب وبداية المسيرة"!:

بعد ارتحال"سورا كلستا" من مدينة "الحديد و النار" حط بها الرحال بمدينة أم درمان للالتحاق بمدرسة الدايات حيث قامت بمعاونة "سورا ماريا" بإنشاء عنبرين بمدرسة الدايات و ذلك لاستقبال حالات الولادة وتدريب القابلات علي ذلك ... وكانت من محاسن القدر في تلك الحقبة الزمنية تزامن وجود "سورا كلتا و سورا ماريا" مع ثورة د. عتباني وتشجعه في إنشاء مستشفي "الدايات" الذي ابتدره بإنشاء العنبرين الذكورين الذين كانا قصب السبق و حجر الزاوية في إنشاء المستشفي ... حيث قامت "سورا كلستا" بمعاونة د. العتباني بعدة اتصالات بالمسئولين بالداخل والخارج لإنجاح إنشاء المستشفي فكان لهم المراد فقد تم إنشاء "الدايات" وتطورت في عهدهم و منذ ذلك التاريخ وحتى الآن تواصل المسيرة بامتياز العباقرة وقوة الجبابرة.

خدماتها النبيلة عمت الكل:

ومما يذكر عن "سورا كلستا" بساطتها في التعامل وطيب خاطرها الذي يصب عطراً علي نفوس الأمهات عند ساعات المخاض فتقول لهم ببساطة لغتها الركيكة المخارج القوية المعاني "كلاس .... كلاس .. أسي تتهلي إن شاء الله" ومن بعد ذلك أصبحت من جهابذة اللغة العامية السودانية!! وليس اهتمامها يكون قاصراً عند ذاك في لحظات المخاض إنما يتواصل حتى بعد الولادة فتقوم بالاعتناء بالأم والطفل معاً وتقديم مستلزمات لهما وملابس وتتواصل موجة الاهتمام حتى خروج الأم والطفل معافين من المستشفي ولم يضيق حيز عملها علي رواد المستشفي فقط بل كانت تقوم بتدريب الأطباء في فترة الامتياز و القابلات بقسم الأطفال حديثي الولادة إضافة لتأهيلهم للعمل بقسم التوليد ... حيث تخرج علي يدها الكثير من الأطباء الذين صاروا اليوم من أكبر اختصاصي أمراض النساء والتوليد.
كذلك لم تغلق "سورا كلستا إمكانياتها في النواحي الطبية فقط بل وصل عطاءها للنواحي الإدارية للمستشفي من إشراف علي أعمال النظافة كذلك اهتمامها بتشجير و تنجيل المستشفي حتى يدخل البهجة في و الاطمئنان علي رواده ... كذلك إشرافها المباشر علي "السورات" العملات بالمستشفي ...
ومن مآثر "سورا كلستا" وقوفها مع الضعفاء حيث كانت تقوم بمد يد المساعدة لرواد عنبر "3" الذي يستقبل الأمهات في حالات ولادة ولم يكن لهم حجز سابق كذلك من لا يقدرن علي دفع الرسوم حيث تقدم لهن الخدمة الطبية والغذاء والكساء دون فرز.

علاقتها الواسعة يسرت استقطاب الدعم للمستشفي:

كانت "سورا كلستا" تتمتع بعلاقات اجتماعية واسعة برجال الأعمال وبعض البيوتات التجارية بداخل البلاد حيث كانوا جميعاً يكنون لها وافر الاحترام وكامل التجلة حيث قدمت للمستشفي عن طريق علاقاتها تلك الكثير من الخدمات عن طرق استقطاب الدعم للمباني والعمران والمعدات الطبية ... كذلك واصلت علاقتها الطبية من خارج البلاد حيث استجلبت من ايطاليا وحدة غسيل الملبوسات التي قام مهندس إيطالي بتركيبها خصيصاً للمستشفي وهي تعمل بامتياز حتى الآن.

سورا كلستا و الرئيس نميري:

ومما يذكر عن "سورا كلستا" سعيها الجاد اختراقها لكل الصعاب من أجل تنمية المستشفي فيحكي أنه إبان عهد الرئيس السابق المشير جعفر نميري إنها كانت تحضر فعاليات افتتاح عنبر جديد بالسلاح الطبي أم درمان فكان حينذاك عقلها يدور "بالدايات" وبصرها يتحين فرصة لملاقاة الرئيس نميري لتدعوه بالتكرم علي المستشفي بمولد كهربائي لحل ضائقة انقطاع التيار الكهربائي الذي أثر علي الكثير من العمليات فكان لها ذلك وعند قدوم الرئيس نميري وأثناء تدشين العنبر اخترقت الصفوف وصاحت باسم "سيادة الرئيس" وعندها حاول رجال البرتوكول والأمن منعها وصاح فيهم الرئيس نميري بأن يتركوها تحادثه فشرحت له طلبها باحتياج المستشفي لذلك المولد الكهربائي فاستجاب الرئيس النميري علي الفور لطلب "سورا كلستا" بل استدعي فاطمة خليل مسئولة جمعية ود نميري الخيرية للنظر في طلب "سورا كلستا" وتنفيذه فكان لها ذلك فتم تقديم مولد ضخم يعمل حتى الآن ... ومن جلائل أعمالها التي لا تحصي ولا تعد تقديم عربة إسعاف حديثة للمستشفي آنذاك وسيارة للترحيل ومستلزمات للعنابر ظلت تقدمها حتى موتها.

كرمتها الدولة بوسام الجدارة:
ونسبة لما قدمته "سورا كلستا" للسودان يفوق ما يقدمه حتى مواطنيه كرمتها الدولة بأرفع الأوسمة حيث لدها المشير عمر حسن أحمد البشير وسام الجدارة من الطبقة الأولي إكراماً لما قدمته من عظيم أعمال لأمهات وأطفال السودان بمستشفي الولادة بأم درمان.

وارتحلت سورا الرحمة إلي الأبد

في النصف الأول من العام 2003م وعلي حين غرة تم استدعاء "سورا كلستا" من قبل الفاتيكان معلنين انتهاء فترة عملها بالبلد الذي أحبته فكانت فاجعتها وبكائية من أحبوها بالمستشفي وخارجها لفترة نصف قرن من الزمان فحدث الانصياع القهري وغادرت أرض البلاد لوطنها الأم ... وعند مطار الخرطوم كانت الأعين تتحدث بعد أن خرست الألسن وفاضت الدموع واكفهرت القلوب بألم الفراق وغادر الطائر الميمون كسير الجناح محدب الظهر بعد أن ظهرت أمراض الشيخوخة لأول مرة علي "سورا كلستا" عند مغادرتها للبلاد التي كانت أبدية وما لبست بـالفاتيكان عام ونصف حتى فاضت روحها بعد أن فقدت ثلاث أرباع عمرها بالسودان فكان خبر الرحيل في يوم 2/أكتوبر 2005م لتنطوي صفحة ناصعة وربما نادرة تمثل أحد كبار معالم الدايات.


منقول عن:
الدايــــــــــــات – من هنا تبدأ الحياة
إصدارة تعني بصحة الأمومة والطفولة
عن/ إدارة العلاقات العامة بمستشفي الولادة – أم درمان
مارس 2006م





Post: #2
Title: Re: "الســورا كلســتا" من هي؟؟
Author: إسماعيل حميم
Date: 11-13-2006, 10:02 AM
Parent: #1



أرجوا أن تكون هذه الصورة واضحة