لم يبق لنا إلا أن نحوقل

لم يبق لنا إلا أن نحوقل


10-27-2006, 08:07 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1161932845&rn=0


Post: #1
Title: لم يبق لنا إلا أن نحوقل
Author: منصور شاشاتي
Date: 10-27-2006, 08:07 AM

قرأت في الأخبار عن الجائزة العالمية التي رصدها " المليادير السوداني “محمد فتحي ابراهيم" المقيم في لندن ومؤسس شركة "سيلتل انترناشيونال" والتي تبلغ قيمتها خمسة ملايين دولار بالتمام والكمال ، وتسلم للفائز بليلة القدر السودانية هذه مع ضمان مبلغ 200 ألف دولا ر ، معاشا شهريا مدى الحياة في حالة أن يسرف الفائز في الانفاق وتنتهي الملايين الخمسة قبل أن تنتهي لحظات حياته في هذه الفانية.
قرأت الخبر فاندهشت ليس لكون أنني اكتشفت وجود ملياردير سوداني فهناك ملياديرات كثر ظهروا في السودان منذ أن جاء الانقاذيون إلى الحكم بل - حتى أكون أكثر دقة - بدأ المال يتراكم لدى قلة من الناس ( سواء حصلوا عليه بصورة مشروعة أو غير مشروعة ، لا أخوص في مثل هذه التفاصيل) ويتسرب من جيوب الأغلبية الساحقة لتصبح جيوب الناس خاوية كفؤاد أم موسى منذ أن جاءنا البلاء العظيم مع جعفر نميري ومنطق (الغنى غنى واللي ما غنى . . . هنا) ، .
ليست هذه هي المسألة إذن التي أثارت دهشتي.
الذي أثار دهشتي وربما غيظي هو المنطق الذي اعتمده صاحب الجائزة:
فهو لا يرصدها لعالم أو مفكر أو فنان أو مناضل ساهم في الدفع باتجاه عالم أكثر تسامحا وعدلا وأمنا وإنما يرصدها لحاكم افريقي يشترط فيه أولا (أن يكون منتخبا!!) تصوروا مدى جدية صاحبنا في أن يدفع. وثانيا أن يكون حاكما رشيدا يسلك اسلوبا رشيدا ويحقق مكتسبات لشعبه على طريق التنمية المستدامة والديمقراطية !!
الله الله تصوروا مثل هذا الحاكم الرشيد ذي الرأي السديد إذا ظهر ، وهو لا يظهر ولن يظهر ما لم يحدث حراك سياسي اجتماعي يفرز من احشائه مثل ذلك الحاكم . . هل يدور بذهن صاحب الجائزة أن حاكما كهذا افرزه مجتمع بهذا المستوى يرضى أن يقف امامه ليتسلم ملايينه الخمسة!! .
وليت الأمر يبقى عند هذا الحد ، فنقول في النهاية هو اجتهاد من مليادير في محاولة منه لايجاد مخرج من هذا الواقع المزري الذي تعيشه افريقا ودول العالم الثالث عموما حتى لا نقول العالم أجمع. ما أثار حنقي حقا هو أن شخصيات مثل الامين العام للأمم المتحدة وبيل كلينتون ، رحبوا بالفكرة . . ولا أعرف بعد ما هو رأي سيد العالم بوش ووزيرة خارجيتة كوندوليزا في هذه الفكرة الألمعية.
الذي أعرفه بعد هذا الذي قرأت انه لم يبق لنا إلا أن نحوقل من المحوقلين.,
(الضفتان/ من شهر إلى شهر)