وداعا والي جنات الخلد ( الزعيم السيد زين العابدين الهندي)

وماكان لنفس ان تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا» صدق الله العظيم

انتقل الى جوار ربه راضيا مرضيا الشيخ الزاهد والسياسي السامق سليل الدوحة الشريفة الاديب العف اليد واللسان الشريف زين العابدين الهندي رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي.

اللهم ان كان عبدك مسيئا فتجاوز عن سيئاته
وان كان محسنا فزد في حسناته...

نحمد الله حمدا كثيرا ان قبض الله سبحانه وتعالي روحك الطاهره العفيفه في شهر كريم ويوم عظيم..
اننا فقدنا الاب الحنون العطوف ولم نفقد الزعيم والرئيس والحكيم فقط...لان كل ما دعوت له سيكون راسخا في اذهاننا ..ونسأل الله ان يوفقنا لخدمة ما دعوت اليه...ونساله تعالي ان يجعل خلفك خير من خلف الحزب...وان يجعل ذريتك.. صالحه لك بالدعاء وحافظه لحق وطنها السودان..

وداعا ايها العفيف... نصير المحتاجين...وكاتم اسرار الجميع....
في اخر لقاء كان حبك واملك في شباب الحزب كبيرا ...وكان لك حب خاص لرابطة الحزب بالهند..
عرفت انهم عرفوا كل ما تقول ...
قاموا بالدعوة الي كل ما حلمت به ان يكون بين الحزب...والان هم قاده ومفجري طاقات في الحزب.
باسم رابطة الطلاب الاتحاديين الهند وخريجيها ...اتقدم باحر التعازي لال الهندي ببري
ولقادة الحزب الاتحادي الديمقراطي...وللشعب السوداني... ولاهلي بالجزيرة خاصة لحبهم الكبير له.
لم نعرف احد قام بتحليل الوضع السياسي مثلك منذ 17 عاما...وكل ما قلته قد حصل..
نسأل الله ان يرشد قادتنا الي وضع مصلحة السودان اولا... قبل كل شئ...كما وضعتها انت ووصفوك باشياء انت بعيد عنها...
اللهم تقبله عندك يا كريم
اللهم اجمعه بمن يحب في جنات الخلد
وتقبل دعاءه الذي كان يدعوك به دائما...
وإنا لله وإنا اليه راجعون

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴿ 1 ﴾
اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ﴿ 2 ﴾ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴿ 3 ﴾
مالِکِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿ 4 ﴾ إِيِّاکَ نَعْبُدُ وَإِيَّاکَ نَسْتَعِينُ ﴿ 5 ﴾
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿ 6 ﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّآلِّينَ ﴿ 7 ﴾
آآآآآآآآآآآآآآمين

ان لله وانا اليه راجعون
آللهم أرحمه وأسكنه فسيح جناتك
آللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب
اللهم نقه من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم اغسله بالثلج والماء والبرد
اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله
اللهم اجمعنا وإياه في مستقر رحمتك
اللهم انا نسالك بأسمك الاعظم ان توسع مدخله
اللهم آنس في القبر وحشته
اللهم ثبته عند السؤال
اللهم لقنه حجته
اللهم باعد القبر عن جنباته
اللهم اكفه فتنة القبر
اللهم اكفه ضمة القبر
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار
اللهم إن كان محسنًا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيئاته
اللهم ألحقه بالشهداء
اللهم اجعل هذا اليوم أسعد أيامه
اللهم افتح عليه نافذة من الجنة00 واجعل قبره روضة من رياضها
آآآآمين

ان لله وانا اليه راجعون
آللهم أرحمه وأسكنه فسيح جناتك
آللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب
اللهم نقه من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم اغسله بالثلج والماء والبرد
اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله
اللهم اجمعنا وإياه في مستقر رحمتك
اللهم انا نسالك بأسمك الاعظم ان توسع مدخله
اللهم آنس في القبر وحشته
اللهم ثبته عند السؤال
اللهم لقنه حجته
اللهم باعد القبر عن جنباته
اللهم اكفه فتنة القبر
اللهم اكفه ضمة القبر
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار
اللهم إن كان محسنًا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيئاته
اللهم ألحقه بالشهداء
اللهم اجعل هذا اليوم أسعد أيامه
اللهم افتح عليه نافذة من الجنة00 واجعل قبره روضة من رياضها
آآآآمين

Quote: ان لله وانا اليه راجعون آللهم أرحمه وأسكنه فسيح جناتك آللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقه من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسله بالثلج والماء والبرد اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله اللهم اجمعنا وإياه في مستقر رحمتك اللهم انا نسالك بأسمك الاعظم ان توسع مدخله اللهم آنس في القبر وحشته اللهم ثبته عند السؤال اللهم لقنه حجته اللهم باعد القبر عن جنباته اللهم اكفه فتنة القبر اللهم اكفه ضمة القبر اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار اللهم إن كان محسنًا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيئاته اللهم ألحقه بالشهداء اللهم اجعل هذا اليوم أسعد أيامه اللهم افتح عليه نافذة من الجنة00 واجعل قبره روضة من رياضها آآآآمين

ربنا يتقبل اخي ناصر موسي
جوزيت خيرا اخي

Quote: بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴿ 1 ﴾ اَلْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ ﴿ 2 ﴾ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ﴿ 3 ﴾ مالِکِ يَوْمِ الدِّينِ ﴿ 4 ﴾ إِيِّاکَ نَعْبُدُ وَإِيَّاکَ نَسْتَعِينُ ﴿ 5 ﴾ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴿ 6 ﴾ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّآلِّينَ ﴿ 7 ﴾ آآآآآآآآآآآآآآمين ان لله وانا اليه راجعون آللهم أرحمه وأسكنه فسيح جناتك آللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب اللهم نقه من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس اللهم اغسله بالثلج والماء والبرد اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله اللهم اجمعنا وإياه في مستقر رحمتك اللهم انا نسالك بأسمك الاعظم ان توسع مدخله اللهم آنس في القبر وحشته اللهم ثبته عند السؤال اللهم لقنه حجته اللهم باعد القبر عن جنباته اللهم اكفه فتنة القبر اللهم اكفه ضمة القبر اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار اللهم إن كان محسنًا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيئاته اللهم ألحقه بالشهداء اللهم اجعل هذا اليوم أسعد أيامه اللهم افتح عليه نافذة من الجنة00 واجعل قبره روضة من رياضها آآآآمين

جزاك الله خيرا
اخي هشام
فالفاجعه عظيمه في فقده
نسأل الله له الرحمه والمغفره

كمال حسن بخيت يكتب عن الراحل الشريف زين العابدين الهندي

ورحل الشريف زين الشباب والشيوخ


قبل عشرين عاماً تقريباً.. رحل الشريف حسين الهندي.. ذلك الرجل الأسطورة الذي لا يتكرر.. ونعيته في صحيفة الثورة العراقية في صفحة كاملة.. ووقتها كنت رئيساً لقسم الأخبار العربية والدولية.

ولم أكن أتوقع أن أنعي شقيقه وتوأم روحه الشريف زين العابدين، فارس الكلمة الأنيقة.. وصاحب اللسان الذرب.. والكف النظيف العفيف والصدر الرحب والمرونة في العمل السياسي.

عرفت الشريف زين مبكراً.. ولكن بعد معرفتي لشقيقه الراحل الشريف حسين توطدت علاقتي به..

الشقيقان يحملان كثيراً من الصفات المشتركة في الأدب.. واحترام الآخر وفي المفردات التي يتعاملان بها يومياً مع الحياة والناس والسياسة.

الشريف زين الذي غيبه الموت أمس الأول في ألمانيا التي ذهب إليها للعلاج، رجل من طراز ونسيج خاصين، رجل استثنائي بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وهو منجم الإبداع الفني والشعري والسياسي والإنساني.

رجل أهم صفاته البساطة والتواضع.. والأدب الجم.. ولم أر في حياتي رجلاً يتسم بحياء استثنائي مثل الشريف زين.

أجريت معه حواراً لمجلة (الوطن العربي) التي كنت أراسلها وكانت تصدر من باريس ونشر في الأسبوع الأخير من يونيو .1989 تنبأ فيه بزوال الديمقراطية الثالثة مشيراً الى ضعف الحكومة وعدم قدراتها على الحسم أو إصدار القرارات القوية وقال الكثير لي.. ولكن أضاع لي بعض من السبق الصحفي عندما فجر ما قاله لي في ندوة بنادي الخريجين بأمدرمان.

في ذلك اللقاء الذي تم بمزرعته بحلة كوكو.. كان معي أخي طلحة الشفيع. الذي يحبه الشريف زين حباً استثنائياً.. وكان معه هناك صديقنا وابن عمنا محمد علي حامد.. أحد أقطاب حزب الأمة المستنيرين.. لكنه يحب الشريف زين حباً جنونياً لايفارقه لحظة واحدة.. وكنت أقول إن محمد علي حامد حزب أمة جناح الشريف زين العابدين وعندما يأتون بالحليب للشريف يبدأ محمدعلي حامد شربه أولاً ثم يقدمه للشريف.. وعندما دخلت وصديقي طلحة الشفيع المزرعة وجدت الشريف يجلس على عنقريب (هبابي) دون فرش سوى (مخدة) وممسكاً بكتاب ومندمجاً فيه.. ويرتدي (عراقي وسروال طويل).. ذكرني منظره بالزعيم غاندي.. زهد وتقشف لم أر مثلهما.. نهض الرجل ورحب بنا ترحيباً عميقاً.. وعانق طلحة عناقاً حاراً.. وكان هناك العم بشير أرتولي أحد أحباب الشريف والاتحادي المعروف.

وجدناه يقرأ في مسودة قصيدة.. وسألنا أنا وطلحة.. عن رأينا في أحد أبيات القصيدة وقرأ لنا بيت الشعر الأول والثاني.. وكلاهما يحملان معنى واحداً.. وإن اختلفت بعض المفردات حيث تقدمت في واحد وتأخرت في واحد.. والقصيدة كانت قد شدا بها أحد الفنانين الكبار وكانت حديثة شغلت عشاق الغناء حتى الآن لكلماتها الأنيقة. وحروفها التي لم يسمع بها الناس وسألناه.. هل أنت شاعر هذه القصيدة؟ فاجأه السؤال ونفى سريعاً.. لا.. لا.. لا. ولكن إيماءة من العم بشيرأرتولي ومحمد علي حامد أكدت لنا أنه شاعرها.. لأن تلك الكلمات لا يكتبها إلا شاعر عظيم مثل الشريف طيب الله ثراه.

وبدأنا الحوار.. وقال عندما سألته عن مستقبل النظام الديمقراطي في ذلك الوقت قال.. إن أزماته كثيرة.. ولن يجد من يلتف حوله.. ولو جاء (كلب) يخطف الديمقراطية لا أحد يقول له (جر)! لأن النظام «كره» الناس في الديمقراطية وسماها ديمقراطية اللا إنجاز.. واللا قرار.. وكانت مذكرة الجيش الشهيرة قد قدمت الى قيادة النظام الحزبي (الديمقراطي) في ذلك الوقت وقلت له كيف ترى هذه المذكرة...؟

وأجاب على الفور.. المطلوب من الجيش أن يعبر عن رأيه في هذا النظام المنهار بأشياء لها دوي.. وليس بالمذكرات. وتحدث كثيراً عن أخطاء النظام وتجربة الديمقراطية الثالثة (الخائبة) كما كان يطلق عليها والتي لم تقدم أي إنجاز للشعب السوداني.

وسألته لماذا قدمت استقالتك من وزارة الخارجية. أجابني.. يا أخي كمال.. كيف أكون وزيراً لخارجية نظام لم يستطع أن يوفر المياه والوقود للمواطنين.. إنني لم أستطع رؤية مواطني بري وأنا ذاهب الى مكتبي صباحاً وعائد منه مساءً وهم يقفون صفوفاً طويلة أمام محطات البنزين.. ويحملون (الجركانات) المليئة بالمياه من نهر النيل.. لم أستطع أن أتخيل رؤية هذا المنظر.

قلت له لماذا لم تعمل على تحسين الأوضاع. قال لي إن هذا النظام عاجز.. ويعيش في غرفة الإنعاش.. بل هو ميت سريرياً..

المهم بعدها بيومين غادر الى الصومال، ونُشر الحديث في عدد مجلة الوطن العربي الذي صدر يوم 30 يونيو .1989 وعندما هبطت الطائرة من باريس فجر ذلك اليوم صودرت المجلة التي حمل غلافها صورة للشريف زين العابدين وخطوطاً مثيرة من حديثه.. وفوجئت بالعقيد يونس محمود (آنذاك) يقرأ في بعض تعليقاته الشهيرة الصباحية بعضاً من آراء الشريف التي قالها لي ونشرتها المجلة.

في شهر سبتمبر ذهبت الى القاهرة.. وفور وصولي اتصلت هاتفياً بالشريف زين العابدين في منزله بالقاهرة.. وهلل بوجودي.. وتواعدنا أن نلتقي في مقهى (ريش) وسط القاهرة.. وهو مقهى كل رواده من المشاهير من أهل الشعر والفن الرفيع والسياسيين القدامى.. وصاحبه رجل فنان. وذهبت الى مقهى (ريش) وجلسنا طويلاً.. وجاء يحمل معه نسخة من عدد المجلة التي صودرت وتحمل حديثه الخطير. ورفعها إلى وقال لي: أنا أشكرك كثيراً على هذا الحوار وتلك الأمانة التي نشر بها واعتبر هذا العدد شهادة تبرئة ذمة لي.. لأنني حذرت من زوال الديمقراطية ولم يسمع أحد كلامي. وجاء الفيتوري الشاعر العظيم الذي تربطه علاقة قوية بالشريف زين العابدين وظللنا نلتقي في (ريش) الى أن غادرت القاهرة.

درجة الوطنية والإحساس العميق بمشاكل الوطن وضرورة حلها.. شديدة الاهتمام عند الراحل الشريف زين وعندما قدم مبادرته الشهيرة التي أعتقد جازماً.. أنها سبباً أساسياً لشق الطريق نحو إنهاء النظام الحالي قبضته الحديدية. لأنها مبادرة فتحت الطريق لأن يتعامل النظام بانفتاح كامل مع القوى السياسية.. كما أنها قصمت ظهر المعارضة المسلحة وغير المسلحة. بل كانت تلك المبادرة أول مسمار في نعش تلك المعارضة. والتي مشت على طريق مبادرة الشريف بعد سنوات طويلة.. أضاعت فيها الكثير من الوقت والكثير من المكاسب والكثير من الفرص الضائعة من الشعب السوداني العظيم.

ووقف مع الشريف زين أخلص أبناء شقيقه الشريف حسين الذين كان يثق فيهم ثقة عمياء.. وعلى رأسهم الدكتور جلال الدقير والسماني الوسيلة والدكتور مضوي الترابي وآخرون.. وهذه المجموعة تعرفت عليها أثناء حياة الراحل الشريف حسين.. عندما كانوا يزورون بغداد بشكل متواصل.. حيث أقام الشريف حسين أول تحالف بين الاتحادي الديمقراطي وحزب البعث العربي الإشتراكي (القيادة القطرية بالسودان) وأصدرا مجلة الدستور الشهيرة من لندن.. حيث أشرف على تحريرها صحافي مهني وكاتب سوري شهير الأستاذ خلدون الشمعة والراحل محمد عبد الجواد والدكتور جلال الدقير.

عندما فجر الشريف زين مبادرته التي أحدثت دوياً هائلاً وسط التجمع الوطني الديمقراطي عامة والحزب الاتحادي الديمقراطي خاصة.. لم تصدرمنه كلمة نابية لأي من القيادات ولم يسئ لأحد منهم رغم الهجوم الذي شنه عليه البعض.. فقد كان مؤمناً برؤيته وبضرورة إنهاء أزمة الوطن من خلال توسيع المواعين السياسية بالمشاركة الفاعلة لكل القوى السياسية في الحكم تتحمل المسؤولية الوطنية الكبرى ولإخراج الوطن من أزماته كافة. وقد سانده في ذلك مجموعته الشابة الحالية ولكنه فقد الباقر أحمد عبد الله الذي كان أقرب المقربين له ولكن الباقر عاد بعد سنوات وبنفس رؤية الشريف الذي عارضها في ذلك الوقت.

هذا هو الشريف السياسي.. صاحب رؤية مستقلة.. وصدر رحب وبصيرة سياسية نافذة، ونظافة كف مدهشة وعفة لسان أكثر إدهاشاً.

والشريف الشاعر.. شخصية أخرى متفردة. شاعر مجيد. يكتب الكلمة الأنيقة.. كتب كثيراً من الشعر بكل ضروبه وألوانه وأنواعه.. وله تجارب عميقة في الشعر الغنائي.. ويدور همس بصوت مرتفع عن كتابته لكثير من الأغنيات الشهيرة.. ويكتبها بأسماء أصدقائه الخلص من الشعراء.. لأسباب لم يفصح عنها .لكن يبدو أن الصوفية المتعمقة والمتجذرة فيه والسياسة التي اختارها طريقاً له سبباً أساسياً في عدم ذكر اسمه في تلك القصائد الغنائية الشهيرة.. خاصة أن الشريف له قاموس شعري خاص.. ومفردات متميزة لا تشبه الآخرين.

والشريف كان يجيد كتابة المرثيات.. بشكل مدهش وتربطه علاقات قوية بمعظم الشعراء السودانيين وعلى رأسهم محمد الفيتوري والسر أحمد قدور وعدد من شعراء مصر الكبار.. وعلاقاته في مصر مع الكتاب والمفكرين والشعراء أقوى من علاقاته بأهل السياسة.

والشريف زين زاهد بشكل غير عادي وحقيقي وغير مصطنع.. وبسيط للغاية بساطة أهل السودان الطيبين.. وأنه طيب مثل الحقول والمطر.. ومتصالح مع نفسه. وما في قلبه على لسانه.. وكان عميق الفهم في السياسة. ولكن عندما تجلس إليه يحاول أن يسمع منك أكثر مما يتحدث.

والراحل الشريف زين كان يعشق التأمل والإنزواء كل ما أحس أنه محتاج لذلك.. ولا يعرف مكانه أحد إلا د. جلال الدقير والسماني الوسيلة..

والشريف زين فقد جلل.. وبفقده فقد السودان فارساً من فرسانه الذين لايتكررون.. وفقد سياسياً محنكاً مسلحاً بالأخلاق الرفيعة والأدب الجم والإخلاص الوطني المدهش.

هذه الصفات التي أفقدتها لعبة السياسة القذرة لكثير من أهلها في بلادنا.

الشريف زين كان يحلق فوق الصغائر.. وعندما تجده وسط مجموعة يناقشون أي أمر من الأمور يظل صامتاً يستمع لكل الحضور ويقول كلامه كآخر المتحدثين. حتى لايؤثر على آرائهم.

وهناك أمر آخر.. عندما اشتكى علي محمود حسنين الذي اتهمه بعلمه بإنقلاب الإنقاذ واجتماعه بالرئيس البشير في كوستي قدم الأستاذ علي محمود نسخة من مجلة الوطن العربي التي نشرت له الحديث الشهير. وفي المحكمة اختلط عليه الأمر بيني وبين صحفي آخر أجرى حديثاً معه.. وبعد خروجه من المحكمة اتصل بي الصديق العزيز الزاكي التجاني محمد ابراهيم وقال لي عمك التجاني يريدك.. وفي الهاتف قال لي العم التجاني وهو من الرجال الذين احترمهم وأحبهم قال لي تعال لتناول طعام الغداء معنا في المنزل الآن فوراً.. وإن كانت ليست معك سيارة سأرسل لك سيارة.. فقلت له الشريف معاك.. ضحك وقال لي (يا ولد) اسمع الكلام وتعال فوراً.. ذهبت وحملت معي نسخة من المجلة ووجدت الشريف كعادته جالساً على الأرض في الغرفة الباردة.. وعندما رآني نهض وسلم علي في رأسي قلت له هذه هي المجلة. التي ذكرت أنها براءة ذمة بالنسبة لك.. تصفحها وقال لي: «بالحيل».. قلت له اقرأ هذا الحديث.. ثم قرأ الحديث وقال لي أرجو إعادة نشره مرة ثانية وفي اليوم الثاني نشرته في صحيفة (الأضواء) هذا هو الشريف زين الرجل المتسامح ابن البلد.

نسأل الله له الرحمة.. بأكثر مما قدم لوطنه ولشعبه وأن يسكنه الجنة مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا..

والتعازي للإخوة جلال ومحمد يوسف الدقير الذي كان أول من أبلغني الخبر بعد رحيل الشريف وللسماني الوسيلة ولمضوي الترابي وكل أبناء الشريفين.. حسين وزين

الأخ العزيز عباس..

أحر التعازي لك و للسودان..

ان لله وانا اليه راجعون
آللهم أرحمه وأسكنه فسيح جناتك
آللهم باعد بينه وبين خطاياه كما باعدت بين المشرق والمغرب
اللهم نقه من الخطايا والذنوب كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس
اللهم اغسله بالثلج والماء والبرد
اللهم أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله
اللهم اجمعنا وإياه في مستقر رحمتك
اللهم انا نسالك بأسمك الاعظم ان توسع مدخله
اللهم آنس في القبر وحشته
اللهم ثبته عند السؤال
اللهم لقنه حجته
اللهم باعد القبر عن جنباته
اللهم اكفه فتنة القبر
اللهم اكفه ضمة القبر
اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة ولا تجعله حفرة من حفر النار
اللهم إن كان محسنًا فزد في إحسانه، وإن كان مسيئًا فتجاوز عن سيئاته
اللهم ألحقه بالشهداء
اللهم اجعل هذا اليوم أسعد أيامه
اللهم افتح عليه نافذة من الجنة00 واجعل قبره روضة من رياضها
آمين

الشقيق مهاجر قدر الحركه الاتحاديه ان تفقد رموزها
مع كل تغيير اتي ....
فقدنا الشريف حسين والديمقراطيه علي الابواب
واليوم الحركه الاتحاديه تفقد زين....
رغم اختلافنا مع الشريف في الموقف السياسي يظل
احد رموز حزب الحركه الوطنيه زاهدا عفيفا
الهم اغفر له وارحمه وادخله فسيح جناتك
خالص التعازي عبرك للاشقاء

Quote: رغم اختلافنا مع الشريف في الموقف السياسي يظل احد رموز حزب الحركه الوطنيه زاهدا عفيفا

انا لله وانا اليه راجعون


اللهم ارحمه واغفر له وتقبله واسكنه فسيح من جناتك


خالص التعازي لك يا شقيقي

والبركة في الجميع

رحم الله الفقيد عفيف اليد واللسان والهم اله وأتباعه وتلاميذه
والحركة الاتحادية المكلومة- الصبر وحسن ا لعزاء ....