يا حكومة الأنقاذ ما لكم كيف تحكمون

قال تعالى وجعلنا من الماء كل شئ حي) صدق الله العظيم
إن الماء نعمة ولكنه قد يتحول إلى نغمة في بعض الأحيان عندما لا يجد من يدرك أهميته فمن المفارقة أن يتحول مصدر الحياة إلى مسبب للموت والمعاناة، ففي منطقة تمساح جنوب المجلد جاءت سيول المياة لتقضي على كل شئ وكانت سبباً رئيسياً في إنقطاع سبل المواصلات بين مدينة المجلد و أبيي لمدة عشرة أيام كاملة وتشردت أسر بعد أن فقدت المأوى وسبل العيش فقد أتلفت المياة المحاصيل الزراعية في هذه المنطقة ومنطقة مكينيس التي تقع في حقول دفرة الغنية بالبترول ومن المفارقة أن لا يجد إنسان المنطقة من يحس بمعاناته وحتى كتابة هذه السطور لم تحرك الجهات المسئولة ساكناً وكأن هذا يحدث في عالم آخر .
يا ولاة الأمر ما هذا الذي يجري ؟ ألم تكونوا مسئولون عن هؤلاء الرعية أم أن حدود ولايتكم هي في الخرطوم وعواصم الولايات التي يتزاحم فيها الولاة والمعتمدين بحثاً عن الراحة والمكاسب بعيداً عن مناطق عملهم فهذه المنطقة تقع في محلية أبيي وما زال المعتمد لم يحرك شيئاً وأظن أنه لم يعلم أن هناك فيضانات وسيول قطعت سبل المواصلات في محليته وقضت على نفر من دافعي مرتبه ومرتبات معلميه ،أنقذوا أهل تمساح ومكينيس فمن العيب أن يتشرد المواطن وشعلة البترول تضي ساحة بيته المهدم ومحاصيله التالفة وعربات الشركات الناهبة للبترول تملأ عيون أطفاله بغبارها وهي تعبر عشته التي أقامها من المشمعات وعيدان الشجر لتغيه وأطفاله هجير الشمس فالماء من فوقه ومن تحته لذلك لا يبالي به، اللهم نسألك أن تأخذ لنا حقنا من الذين ظلمونا ونحن ندرك أنك لا ترد دعوة المظلوم، فهؤلاء عبادك وأبناء عبادك وهم صيام في هذا الشهر الفضيل فخفف عنهم العذاب وأرسل عليهم رحمتك ومودتك .