مدينة بطعم الطل ونكهة الدعاش ...

فاتنتي مدني

.........................................
......................................

__________________
الناس يهيمون بمحبوباتهم
وانا اعشق مدينه..



فاتنتي مدني ..

اسمحي لي ان امارس عشقي لك علانيةً..
وأجمل العشق ما نسكنه الخبايا ..

رغم علمي ان الكتابة عن ما نحب على صدر الورق
خيانة للذاكرة والتعبير عن انفعالاتنا حروفيا خداع
لاحاسيسنا وسجنها في مواعين

حتما هي ضيقة مهما وسعت

وعاجزة مهما عبرت ...



فاتنتي مدني ...

اسمحي ان احكي عن كل تفاصيلك التي الفتها

وكم همت بها طويلا

امكنة وشخوص ..

انفعالات ومواقف ..


فاتنتي مدني

يامدينة لاتعرف الرتابة والتكرار

اسمحي لي ان اعيد اكتشافك من جديد
في حناياي وفي كل الصور الذهنية التي تعمدت
ان اختزنها اليك في ذاكرة ادري انها دوما تخونني
لكن يقيني انها دثاري في زمن الشتاء حتى التقيك في موعد
خريفي قادم .....




مدخل للخروج :

مازال لحديث العشق بقية ...

__________________
الناس يهيمون بمحبوباتهم
وانا اعشق مدينه..



فاتنتي مدني ..

اسمحي لي ان امارس عشقي لك علانيةً..
وأجمل العشق ما نسكنه الخبايا ..

رغم علمي ان الكتابة عن ما نحب على صدر الورق
خيانة للذاكرة والتعبير عن انفعالاتنا حروفيا خداع
لاحاسيسنا وسجنها في مواعين

حتما هي ضيقة مهما وسعت

وعاجزة مهما عبرت ...



فاتنتي مدني ...

اسمحي ان احكي عن كل تفاصيلك التي الفتها

وكم همت بها طويلا

امكنة وشخوص ..

انفعالات ومواقف ..


فاتنتي مدني

يامدينة لاتعرف الرتابة والتكرار

اسمحي لي ان اعيد اكتشافك من جديد
في حناياي وفي كل الصور الذهنية التي تعمدت
ان اختزنها اليك في ذاكرة ادري انها دوما تخونني
لكن يقيني انها دثاري في زمن الشتاء حتى التقيك في موعد
خريفي قادم .....




مدخل للخروج :

مازال لحديث العشق بقية ...

___________________
في حضرة عشقي ابوح جهراً ..



اتيتها بعد غياب دام طويلا .. لكنها كانت وفية ..

القول لها ..

اعذريني أن أعلنت عشقك جهاراً وأطيب العشق ما نسكنه الخبايا ..

رغم ان رحيلي منك مضى عليه ايام لكنني مازلت تتملكني دهشة الاحساس

وروعة اللقيا ....

اعذري بوحي .. لانك كبر من ان يظل عشقك سراً أو حديث اصحاب ..

فاتنتي مدني ..

ماذا اقول وعشقك في حناياي ورّد يومي اردده كل صباح والهج به عند الامسيات ..

نعم يعشق الآخرون حبيباتهم لكنني اعشق مدينة بطعم الطل ونكهة الدعاش ...

مدينة تشعرني دوماً أنها تبادلني عشقي وأنها له وفيه ..



القول لكم ...

ما أعجب ان تحتضنك مدينة .. وتزرف شوقها اليك دموعاً تمتلي بها الاودية
كم هي حبيبة الى قلبي - مدني -

ماذا احكي عن مدينة تأبى الا ان تستقبلك بدموع فرحها

مطراً يزيل عنك صخب المدائن الاخريات

ويغسل عنك رهق وغبار السفر


ماذا احكي عن مدينة تعبد الطرقات بامطار شوقها لك ..

والنسمات تداعب وجهك مثل مزاح اطفال الفوا كل تفاصيلك

ماذا احكي ... وانا الذي ما ان دخلتها حتى طفتها

بدءاً بالبحر وحتى احيائها الخلفية لكل منها طعم ومذاق خاص

كتلك الحسناء التي لم ولن تستطيع عيناك احتوائها ..

انها مدني .. رغم صخب المدائن الاخريات ..

تجدها تشدك بسحر هدوءها المتناغم مع كل تفاصيل حياتها ..

وطيبة انسانها .. حتى الذين رحلوا عنها ما ان تاخذهم في احضانك

حتى تشتم في ثناياهم عبقها ...

فاتنتي مدني ......






مازال لحديث العشق بقية ...
ومازال بوح العشق جهاراً ..

ابو عبيدة مرحب بيك ..

البوست دا ذو شجون وداير ليهو خلفية موسيقية ناعمة ...

هاك دي ومعاك نستمتع بالسرد :

عشق المدن،
شجن العواطف..

ومدني درة وغمامة وامامة واكثر!.

Quote: عشق المدن، شجن العواطف.. ومدني درة وغمامة وامامة واكثر!.

اخوي شهاب الفاتح

سلامات
وشكراً نديا للمرور

فقط تذكر ان صُيرت المدئن
عقداً حتما ستكون مدني واسطة
العقد

Quote: ابو عبيدة مرحب بيك .. البوست دا ذو شجون وداير ليهو خلفية موسيقية ناعمة ...

العزيز جدا ناذر خليفه

سلامات

بالجد عقدتني
ياخي والله قدامي مجموعه من مقطوعات
لموزارات وغلبني اختار منهن واحده
لاحساسي بان موسيقى موزارت رغم فتنتها
لاتشبه مدني
فقط لاننا نحلم بدارجيتنا ونعشق بموسيقانا

فشكراً لك على هذه الاضافة التي حتما تشبهك
تماماً
ومازال لحديث العشق في فاتنة المدائن بقية
ابقى قريب

البصاص العزيز
انت عملت بوستين بنفس الاسم عقبناك بهناك...

في اغنية اسمها يا شباب مدني مدني بعيدة على.. بمشيها بكرعي..
دي اغنية بناتية
وفي اغنية من ارض الجزيرة من ارض المحنة
شنو كدا ولا اجيك مدني واجي اسكن حداكا
سمعتها قبل مليون سنة ونسيتها..
مرحب بيك.. وتحياتي للبصاصة والحزافير

________________
مازال حديث العشق بقية ...
ومازال بوح العشق جهاراً ..

في ذلك اليوم كان موعدنا مساءاً ..
عند العاشرة وهو التوقيت الذي تذهب فيه مدائن بلادي الى ثباتها ..
أما في مدني فللعاشرة وما بعدها وقع خاص .. حيث تجدها تتزيا بأجمل ماعندها ..
وتخرج للمقاهي والنوادي وعلى ضفاف الازرق الحاني ..
لتبثه من أحلى مجالسها ..أندى شكاياتها .. وأروع حكاياتها ...

الليل في مدني .. يتحدى رهق النهار ..
فيجتمع أهاليها ليرمموا مع بعضهم البعض ..
ما إقتلعته رياح تعرية الظروف المعيشية الضاغطة ..
ورغم كل ذلك الرهق النفسي والمادي ..
من تصاريف الحياة المادية المتسارعة ..
مازالت فاتنتي تراهن على إنسانها .. ذلك الطيب الصبوح ..
كان هو دوما بها حفي حتى وان ضاقت به السبل .. وتكبدته المسالك ..
وكم هو رائع انسانك ..
حبيبتي مدني ..

ورغم كل اساليب التعرية التجريف التي طالت جميع المدائن ..
وجدتها دونهن تجدد نفسها .. بتعبيد طرقها ..وانارة شوارعها ..
وتزيين واجهات محالها ومؤسساتها ..دون عيد او حشد احتفالي ..
و مازالت فاتنتي تراهن على سحرها الخفي ..
تلك النضارة التي تستطيع ان تشده العيون ..
ولا تحرقها النظرات لتحولها الى شي مألوف ..
حتى وان طال الامد بالمتاملين لفتنتها ...

عذراً إن اطلت التوصيف .. لكنه حال المحبين ...

سادتي ..

في ذلك اليوم دعتني الى سهرة كروية ..نعم كروية ..
لمباراة هي في النصف الآخر من الدنيا..
بين المانيا وايطاليا .. في التصفيات النهائية لكاس العالم ..
ألم اقل لكم ان فاتنتي .. على عكس المدائن الاخريات ..

كل امسياتها أعياد .. وتلك الليلة كانت إحدى اعيادها الكروية ..
حتى ظننت انني في صقلية أو روما اونابولي ..
كان برود التشجيع في المدرجات هناك .. بينما كانت حرارته هنا في مدني ..
ومازالت تدوي في مسامعي تلك "التصفيقات " الموقوتة في حينها ..
عقب كل لقطة مهارية ينفذها الطليان ..

حتى خلت إنهم حقاً يتابعون إلقاءاً شعرياً ..
او عزفاً اوركسترالياً ... لا مباراة لكرة القدم ..
اقترنت في المدائن الأخريات .. بالهرج والسباب وساقط القول ..

لكن عند فاتنتي الأمر يختلف تماماً ..
فسهرتنا الكروية كانت في قصر الثقافة ..
فتخيلوا معي كيف تكون الرياضة في قصر الثقافة ..

واراني اليوم قد بلغت سدرة منتهاي ..
في بوح العشق جهاراً .. وعشق البوح حروفاً..
في حضرة فاتنتي مدني ... وأخشى ان تجاوزت حروفي مداها ..
إحترقت من سناء عشقي .. الذي مازال سراً وطلسماً ..
يفصله من عوالم البوح .. الف حجاب وحجاب ....

لكن الذي استطيع ان اختم به وصف تلك السهرة الكروية ...
في معية قصر الثقافة ذلك المبنى الذي ينبي الجميع..
ان هناك الذي مازال يهتم بالثقافة ..
وفي وصف نهايات تلك السهرة الكروية ..

انه عند انتصار الطليان وإنتهاء المباراة ..صفق كل من كان في تلك القاعة طويلا طويلا ..
الى خالجني ظناً بان لاعبي ايطاليا سيقفون ... ليبادلوا جمهورهم في مدني بتلك الانحناءة ...
التي اعتاد ان يؤديها قادة الفرق الموسيقية في تلك المجموعات الاوركستراليه ..
بعد ان انتهى من توزيع احدى المقطوعات الساحرات لموزارت ..

عفواً لحظه :
شكراً لك فاتنتي .. وانت تعيدين تركيب معنى ..
ان كرة القدم هي فن كسائر الفنون ..
وليست رياضة ضمن الرياضات الاخرى ..
فهنيئاً لايطاليا بالفوز ....
وهنيئاً لها بفرح كل تلك الحناجر التي هتفت ..
وكل تلك الاكف التي التهبت وهي ترسل الحب لايطاليا والتهاني ..

شكراً لك فاتنتي...

فالسهرة كانت رائعة بكل معنى للكلمه ...




ملحوظه :
يقودني مد الحروف وبوحها ولا اقوده
ومازال في القول ماينتظر حظه من بوح الحروف

ابقو قراااااب

البصـــــــــاص

صديق الزمن الصعب ..
في البداية .. سلامات و أشواق و مبروك الترقية ..
ثم ..
لك التحايا و انت تسرد عن مدينة من أعظم مدن بلادي ......

Quote: ابقو قراااااب

بـ إذن من الله..

Quote: البصاص العزيز انت عملت بوستين بنفس الاسم عقبناك بهناك... في اغنية اسمها يا شباب مدني مدني بعيدة على.. بمشيها بكرعي.. دي اغنية بناتية وفي اغنية من ارض الجزيرة من ارض المحنة شنو كدا ولا اجيك مدني واجي اسكن حداكا سمعتها قبل مليون سنة ونسيتها.. مرحب بيك.. وتحياتي للبصاصة والحزافير

الغاليه د بيان

سلامات نديات

لقد سعدنا كثيراًانا والبصاصه والبصابيص
كما يطيب لك تسميتنا
نعم سعدنا حقا بتحيتك التي تعني لنا الكثير

فقط اعلمي
ان مدني التي اراها تتجاوز مواعين الاغنيات


د بيان
كوني بخير

Quote: البصـــــــــاص صديق الزمن الصعب .. في البداية .. سلامات و أشواق و مبروك الترقية .. ثم .. لك التحايا و انت تسرد عن مدينة من أعظم مدن بلادي ......

نوبي اخوي

سلامات
تعرف يانوبي من ما خشيت برشلونه دي
بفتش لي على كداره اللعب بيها
ياخي ممكن تسلفي واحده

تعرف يا نوبي
مدني في رحلتي الاخيره لها
لم يستطيع ان ينتزعني منها
الا اثنين معروف حمدين والعزيز فيصل نوبي
ابقى قريب لترى مدني بعيوني

عفواً لحظه :
يانوبي
وحاتك من رمضان ده جا انا شلت همك
ياخي انت كلك 30 كيلو طيب رمضان حايخلي فيك شنو
اصبر شويه العيد مافضل عليهو كتير

كن بخير

________________
فاتنتي مدني ..

لقد اعتادت في كل مرة ان تدخلني في دوامات من الدهشة ...
لإستثارها بكل ماهو جميل .. حضورها .. حديثها .. إلفتها .. وفائها ..
كلها .. فتنة في فتنة في فتنة ...

في اليوم الذي يلي تلك السهرة الكروية الرائعة ..
تعمدت .. ان تظهر لي من الكرم .. الذي ظننت ان المدينة طمرته في البعيد ..
لكنها فاتنتي .. وإن لكرمها لون فريد لايشبه المدائن الأخريات ..
خلق لها وحدها .. وعن كرمها أحكي لكم ماذا وماذا اقول ..

في كرم يختصم رجاله ويختلفون .. الى حد يقرب للعراك ..
وانت تقف بينهم مشدوها ..
والحيرة تاخذك الى البعيد .. وانت تقلب وجهك بينهم..
من منهم تستجيب دعوته ...
وكيف وقع الخيبة لدى الذين لم تحظى بتلبية دعوتهم ..
ألم اقل لكم ان فاتنتي تتفرد بكرمها عن بقية المدائن ...
فهل رايتم كرماً يؤدي الى إرباك المستضاف...
ويدخله في دوامات من الحيره ..
بكل بساطة انه كرمها مدني ..

وحتى الذي تستجيب لدعوته فهو قصة أخرى ..
في اريحيته .. في حفاوته .. في فرحه بقبولك دعوته ..
بل انك تلتمس كانه يتحدى كرم شخص غير موجود ..
وأظنه يفوق حاتم الطائي ..
شخص اسطوري يسكن ادبيات انسان مدني وحده ..
وليس عجباً لانها مدني الحبيبه ..

عفواً لحظه :
اسمحو لي ان اسهب في التفاصيل ..
رغم ان الكتابة كما قلت سابقاً ..خيانة للذاكرة ..
والتعبير بالمفردات ..عن من نحب.. تضليل للاحاسيس..
وسجنها في مفردات وحروف ..
وفي كرم فاتنتي مازلت تتملكني الحيرة ..

اتدرون ...
لقد وجدت في مائدتها ..
مايندر ان تجده في موائد المدائن الأخريات ..
حيث أنها ضمن صنوف طعامها ..
تقدم لك أطباق من الحب .. والحفاوة .. واستحضار طعم العيد ..
بالفرح الدفاق .. لمقدمك وقبولك دعواهم


ويتسلسيل البوح

في مد الحروف بوحاً تتواصل مفرداتي ..



كم تمنيت أن أسهب في تفاصيل الحكايات ..
فاتنتي مدني.. وأعني بذلك تلك التفاصيل الاعتيادية البسيطة..
التي تمر عليها العين دون أن تراها .. بحكم المألوف لديها..

وأحكي عن أحيائك التي ارتبطت عندي بذاكرة عشق..
تمنحني دثاراً يقيني من صقيع المدائن الأخريات.. ..

لكني سأكتفي بالقول.. شكراً ندياً ودوداً .. لك أحياء مدني..

حي الدرجة قبالة الإعدادية ستبقى حاضراً في خاطري ما حييت ..
وإن غبت عني أو تعمدنا الغياب..

حي مايو شكراً حميماً لك وأنت تمنحنا النبل في أندى الاصدقا ..
الحي السوداني تلك البقعة الوحيد في السودان التي تمنيت أن يكون لي فيها بيت..
أشيده كما هو عشقي لفاتنتي مدني..

حي البستان.. وتلك اللافتات التعريفية التي تحكي عنه.. والتي اذكر من تفاصيلها..
عدد الأشجار.. عدد الحيوانات الاليفه.. المستوى التعليمي.. وغيرها من التفاصيل..
وهل يوجد منطقة أخرى في السودان تقدم نفسها هكذا للزائرين. ببساطه إنها مدني...

وكيف لي ان أنسى حي (أم سو يقو) قبالة سوق السمك..
وسمك مدني ( خطيييير مره)..
واحياء أخرى منها.. المزاد ، الكريبه ، عتره ..
وأخريات لم أتعمد تجاوزها لكن أسقطتها ذاكرة خربة..

لكن العالق أبدا من أحياءها بركات القديمة والجديدة وامتداداتها الخلفية..
وما إن يأتي اسم بركات حتى يسطع اسم الرائع أزهري..
هو شخص لن أحكي عنه حتى لا اقصم ظهره..

لكن أوصي أن كل من لديه إجراء تعثر في جامعة الجزيرة..
فليبحث عن أزهري الزول الجعلي بره وجوه.. .
وعذراً أسوقه لأزهري فقد تعمدت عدم التسمية والتشخيص..
لكنه أكبر من أن يتجاوزه قلمي وهو روح مدني والقها الذي لا يخبو..
فله منا كل الحب.. .

وكم تمنيت أن احكي عن تلك الوجبات التي يتفنن في إعدادها أهالي مدني..
في تقديمها لنا وكيف إنهم يأبون إلا أن نصدر أحكامنا فيها سلباً أو ايجاباً..
والتي كانت دوماً إيجاباً ..

فتجدهم يرجعون منا بذلك الإحساس الذي يتملك طفل المرحلة الابتدائية ...
حين يخبره معلمه انه أتى الأول على أقرانه فيخرج مزهواً وكأنه ملك الدنيا..
ويريد أن يحكي لكل الدنيا عن نجاحاته ..

وكم تمنيت أن أحكي عن تلك اللقيمات (بكسر اللام وتشديدها)..
التي كانت تأتينا في الأمسيات.. وكيف أنها عجنت بماء البساطة والحميميه..

وكيف أن السكر الذي كان يغطيها. . ليس هو ذات السكر الذي اعتدناه..
فقد كان أكثر حلاوة ونقاء..
وطعم البراءة والتصالح النفسي فيه أصبح مفتاحياً في ذاكرة التذوق لدينا

نعم مازلت اذكره ذلك اليوم فاتنتي..
وقد كان قبل رحيلي بثلاث ليالي ..
وانا على غير عادتي وأمام دهشة من معي ..
بدات في جمع وترتيب حقائب سفري .. وهم يتسألون ..
وأنا ايضاً اتسأل ما الذي يحدث ..
وعندما فرغت من حزم حقائبي ..
جلست مع من نتشارك سوياً ذات السكن ..
وتبادلنا حديثاً عادياً .. نستهلك به الوقت في انتظار وجبة العشاء ..
نعم مازلت أذكره ذلك اليوم فاتنتي..
حين امطرت كثيراً وبلا مقدمات .. لم ترعدي ..
ولم ترسلي لنا وميض برقك .. الذي يخطف الابصار ..
فقط اكتفيتي .. هطولاً صامتا .. وغزيراً .. فاتنتي ..
لكن الرعد هدر في دواخلي ..
والبرق فرغ شحناته .. في كل خلية من جسدي ..
وانا اربط مابين الهطول الغزير الصامت .. وحزم حقائبي ..
فما كان مني الا ان امارس عشقي لك جهاراً .. وأقف تحت وابل ادمعك ..
وانت ماتزالين تمارسين .. بكاء الحبيبة التي تخشى ان يفتضح عشقها ..
لحظتها كم تمنيت ان ترسلي لي .. من عليائك برقاً يجتث كل الاشجار ..
التي تحول بيني وصدر سمائك الغالي .. ولما لم تتحقق امنيتي ..
خرجت الى الشارع كالمجنون ..وانا افرد صدري ليلاقي صدرك الحنون ..
وتشربني المطر طويلاً .. وتشبعت به كل مسام جسمي ..
وكانت اللحظة البكائية حينها .. اكبر من التوصيف ..
ومفرداتي اعجز من أن تحتويها ...
نعم مازلت اذكره ذلك اليوم فاتنتي ..

مدني لك مني كل الحب ....

ترى هل استطيع ان اكتب عن انسانك
الرائع ...
حتى ذلك السيئ فيك له نكهه خاصة ..

كذلك اللص الظريف الذي

احضر مساء قدور الازر باللبن

لمجموعة المتسولين امام الجامع الكبير

وبعد ان استمتعوا بذلك العشاء الدسم
راحو جميعاً في ثبات عميق بفعل المخدر
المدسوس لهم في دسم الازر
والذي سرى في اوصالهم

وما كان منه الا ان قام بجمع كل الخرق
والبكج والحزم المتسخه وظن الجميع انه
اراد ان يساهم في اظهار جماليات المدينه
لكن الذي اتضح من افادات اولئك المتسولين
انهم فقدوا في تلك الخرق البالية
مبلغ اثنين وثمانين مليون جنيه


عفواً لحظه :
قد ناتي يوم لنتحدث عن ذلك الانسان الجميل
الذي عرفته في كل احياء (فاتنتي مدني )

دمتم
البصاص

فوق