زهير السراج: وأمرهم شورى...!!

وأمرهم شورى...!!

زهير السراج
كُتب في: 2006-09-28

[email protected]


*تزمع ولاية الخرطوم إنشاء شبكة لتصريف مياه المجاري بمدينة أم درمان وقد اختارت منطقة (القماير) لتكون محطة لتجميع المياه قبل نقلها إلى محطتها الأخيرة!!.
*المشروع في حد ذاته مهم وحيوي، ولا تخلو مدينة في العالم المتحضر من وجود شبكات لتصريف مياه المجاري، ومحطات للتجميع، وأخرى للتنقية.. الخ وإلا فأين تذهب مياه المجاري ان لم توجد مثل هذه المشروعات المهمة... ولكن هل منطقة (القماير) التي تكتظ بالسكان، وتجاور نهر النيل، وبها صهريج المياه الرئيسي الذي يغذي مدينة أم درمان بالمياه العذبة... هي المكان المناسب لإنشاء محطة التجميع؟!!.. وهل أجريت الدراسة المناسبة لتحديد صلاحية المنطقة، والآثار البيئية والصحية المترتبة على إنشاء المحطة بالمنطقة وأثرها على صحة وحياة الناس، وعلى صلاحية المياه العذبة التي يتم تجميعها وتنقيتها بمحطة مياه القماير؟!!.. وهل استشير أهل المنطقة قبل إتخاذ القرار باختيارها موقعاً للمحطة التي يراد إنشاؤها؟!... واجابة السؤال الأخير... (لا) للأسف الشديد!!.
*في أية دولة متحضرة لا يتخذ أي قرار له علاقة بالسكان، أو بمصالحهم أو بالمكان الذي يقيمون به، أو حتى تربطهم به علاقة عابرة.... ما لم تتم استشارة السكان وأخذ رأيهم فرداً فرداً.... وإذا كان هناك شخص واحد معترض، يؤخذ رأيه في الاعتبار، وتتم دراسته بشكل علمي وموضوعي.... وقد تستغرق الدراسة وقتاً مقدراً قبل الوصول إلى القرار النهائي!!.
*العلاقة بين الحكومة أو السلطة المحلية والشعب ليست علاقة سيد آمر بخادم مطيع.. بل العكس تماماً، فالحكومة، أو السلطة المحلية هي التي تستمع إلى الأوامر وتقوم بتنفيذها.. وقد أثبتت التجارب العديدة في الأنظمة المتقدمة ان هذا النوع من العلاقة هو الذي يحقق الأهداف التي تنشدها الدول أو الحكومات .. وليس العكس!!.
*ماذا كان يضير ولاية الخرطوم لو أشركت مواطني (القماير) في التحضير لإنشاء هذا المشروع، وعرض الدراسات المختلفة التي أجريت لإنشائه عليهم.. قبل ان تخطرهم بأنها قررت إنشاء المشروع، وتنتظر منهم الموافقة والمباركة ؟!.
* متى تنتهي هذه (الفوقية) التي تتعامل بها الحكومة مع الشعب لقد أزيلت من قبل منطقة (دباغة الجلود) من المنطقة قبل إنشاء محطة المياه لضمان مياه صحية وصالحة لاستخدام البشر، فكيف تأتي الولاية لتقيم مكانها محطة لتجميع مياه المجاري تجاور محطة المياه العذبة.

www.alsudani.info