الفقه السياسي بين التنظير واتنزيل (الاحزاب خارج الشبكة - البشير ، قرنق والملك الضليل )

الفقه السياسي بين التنظير واتنزيل (الاحزاب خارج الشبكة - البشير ، قرنق والملك الضليل )


09-16-2006, 07:01 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1158386518&rn=0


Post: #1
Title: الفقه السياسي بين التنظير واتنزيل (الاحزاب خارج الشبكة - البشير ، قرنق والملك الضليل )
Author: د.محمد حسن
Date: 09-16-2006, 07:01 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
هذا الموضوع هو امتداد للموضوع السابق بعنوان ( الفقه السياسي بين التنظير واتنزيل). كما تطرقنا لنشاة الاحزاب وانها ولدت وظلت فطيرة وتشبث قياداتها بمواقعهم والتعامل معها باعتبار انها ارث عائلي فلم تقم حتى الان باستدعاء جمعياتها العمومية لمناقشة اوضاعها الداخلية وبالتالي تتاح لجماهير هذه الاحزاب االفرصة في ايصال صوتها للقيادة مما قد يساعد في امكانية تفريح قيادات جديدة برؤى جديدة تتواكب ومعطيات العصر الرقمي الذي نعيشه حاليا.ولكن واقع الحال لهذه الاحزاب اققدها الكثير من مواقعها التقليدة ومن الجماهيرية. وحتى التنظيم المتأسلم والذي كان اكثر انضباطا في عضويته تبعثر فالذين كانوا يحملون الفكرة هماوعقيدة اصابتهم حالة من الذهول ادخلتهم في فصامية ، اما الذين تعاملوا معها باعتبارها لعبه سياسية فقد انقسموا الى قسمين قسم انحاز للسلطة وارتضى قيادة علي عثمان الذي جاءته هذه القيادة دون كبير عناء ومنافسة وجزء ظل على ولائه للشيخ الذي خرج مؤخرا وهو لايدري اهو في الماء ام في السماء. القسم الذي في السلطة وعلى راسهم عمر البشير يفتقدون المنهج بعد ان تنكروا للقيادة التاريخية التي كانت بيدها مقاليد الحكم ومفاصله فاصبح الرئيس بلا مرجعية فضعفت امكانية اتخاذ القرار لديه وصار عبارة عن رئيس تشريفات. اما الحقائب الوزارية الاخرى فقد اصبحت عبارة عن جزر معزولة عن بعضها البعض والتعامل بين الوزراء داخل المجلس هو تعامل اصدقاء اكثر منه عمل برامجي خاضع للمحاسبة والمسؤلية فطغى جانب المجاملات على جانب الرقابة المباشرة والمحاسبة فضاعت وسط هذا الجو مصالح الناس وحتى اتفاقية نيفاشا كان الذي يمثل الجانب الحكومي فيها وهو نائب الريس قد قام بتغييب اعضاء المؤتمر الوطني وتعامل مع مسالة السلام بانها انجاز تاريخي شخصى يمكن ان يكسبه مجد يؤهله للقيادة السياسية ( حيث ان القيادة الفكرية اصبحت في خبركان حتى وان حدث صلح بين المؤتمرين الشعبي والوطني فلا مجال للشيخ بان يتبوأ منصب تنفيذي وعليه ان يرتضي بان يكون في الحوزة ) والاتفاقية نفسها نفسها ادخلت الحكومة والاحزاب في حالة اهتزاز عنيف عكس الجانب الاخر والذي يقوده د/ جون قرنق والذي يتميز عن القيادات الشمالية اولا بانه قليل الكلام كما انه استفاد من تناقضات القيادات الشمالية في نظرتها للحكم والدولة وتميز بمرونة الحركة لما في منهجه من مرونة الشئ الذي تعامل معه الشماليين باعتباره تنقل من اليسار الى اليمين ووصفوها بالانتهازية وهذا لعمري دليل عجز حتى عن امكانية الاستقراء . المسالة وبكل بساطة ان د. جون قرنق لم يتمترس خلف النظريات والبرامج الجامدة بل جنح الى الحركة الايجابية والتي اوصلته للقصر الجمهوري وهو منتصر
فاذا نظرنا للخطاب السياسي لكلا الرجلين البشير وقرنق نجد المفارقة واضحة فالبشير طيلة الستة عشر عاما التي قضاها رئيسا للبلاد امتازت خطاباته بتاجيج الحماسة ومخاطبة الشعور وحشدها امام الخطر القادم فتجد الخطاب ملئ بالشعور خال من المحتوى ومن الشياء التي صارت مالوفة انه بعد كل خطاب جماهيري تصدح الاناشيد الجهادية وتبدأ العرضة المعروفة ، وحتى الخطابات التي تلقى من خلال الاجهزة الاعلامية او امام المجلس او المؤتمر الوطني فهي تشتمل على عموميات وعبارات سياسية خالية من التوجيه لانها لاترتكز على برنامج واضح ذو رؤية محددة لذا تخلو من موجهات العمل والارقام او الخطط الآنية او المستقبلية انما تحس ان هناك ضبابية ما وحتى اذا افترضنا ان مبادئ المؤتمر الوطني هي التي تسير دفة الحكم فالمؤتمر الوطني نفسه يعاني من السكتة الدماغية لذا فهي خطابات خالية من القرارت الحاسمة التي تمس صميم حياة المواطن البسيط . وفي الجانب الاخر فنجد ان قرنق قليل الخطاب السياسي ( ربما يكون قد اكتفى بالسفر الذي اصدره د. منصور خالد Garang Speaks ) ولكن خطاباته القصيرة مركزة وموجهة وذات ابعاد كما انه استغل علاقاته الخارجية استغلال احترافي حتى المنابر التي كا نيخاطبها كان ينتقيها بدقة فائقة مما مكنه من تسويق افكاره بصورة علمية اثرت على مراكز القرار في القوى المهيمنة على حركة السياسة العالمية مستفيدا من الانكباب الداخلي لخصمه الشمالي الذي عزل نفسه عن العالم بالغوغائية الخطابية فلا اثمرت داخليا ولا ظللت خارجيا وحتى بعد العودة فاذا نظرت الى خطابات عمر البشير وعلي عثمان فانها تعتمد على الوعود ومحاولة كسب العواطف اكثر من كونها تحمل قرارت ( حيث انهم تنفيذيين) وذلك لان تنظيم المؤتمر الوطني هو تجمع لانتهازيين لايوجد بينهم رابط فكري فاعل اما قرنق فحالما عاد بدأ يتحدث عن برامج التنمية والتاهيل واعادة التأهيل وهذا ما أحس به كل المواطنين شماليين وجنوبيين.
اما الحزبين الكبيرين فان السيد الصادق يذكرني بالشاعر امرؤ القيس او ما يعرف بالملك الضليل والذي جاءه خبر مقتل والده وهو غارق في ملذاته فصاح صيحته المشهورة ( لاصحو اليوم ولا سكر غدا اليوم خمر وغدا امر ) ثم بدأ يجوب البلاد يحاول تجميع القبائل واتصل بالفرس والروم لنصرته وفشل لانه كان يبحث عن ثأر شخصي ومجد زال ولم تكن له رؤية في مستقبل الحكم والروم والفرس اهل حضارات وفلسفات يهمهم شكل وكيفية الحكم اكثر من اهتمام الكندي بثاراته لذا كان فشله حتميا . وهاهو السيد يجوب كل البقاع وخاطب كل الفرنجة والمتفرنجين بحثا عن مجد زال دون ان يلتفت لقاعدته فاصبح كنبات العليق. ان السند الجماهيري الواعي لهو اكبر داعم للقضايا ولجذب انتباه العالم ( قرنق كان حين يخاطب العالم يحكي عن ماساة انسان اقليم كامل وحين يخاطب الشمال كان يتحدث عن سودان جديد وهذا اسلوب تسويقي ذكي لانه يمكنه من السيطرة على تفكير العالمين الداخاي والخارجي -عكس المعارضة الشمالية التي تتحدث على مدى 16 عاما عن النظام وبطش النظام ولابد من ازالة االنظام دون ان يكون لها توجه عن كيفية رفع معاناة جماهيرهم وهناك فرق كبير في ان تنادي بازاحة نظام ما وان تنادي بمساعدة شعب . هذا ما تفهمه شعوب العاالم المتحضر وحكوماتها . فغياب القيادة في حزب الامة وانصرافها للتاليب (مثل التحالف الاخير مع الترابي) فهذا ما يجعل حال الحزب يدعو للرثاء وحتمية ان يظل على حاله من التشرذم ويظل المخلصون للحزب عطشى في صحراء التيه التي اجبرتهم القيادات الارثية للدخول فيها
مولانا محمد عثمان الميرغني فيبدو انهم تعلموا من قرنق كيفية معرفة اتجاه الريح( قصة ابو مركوب والثعلب) ولكنه يمشيها على استحياء اما القيادات الاتحادية فمنقسمة بين قيادات الداخل المكتوية بنيران التغير اليومي وقيادات الخارج المكتوية بنيران الشقق المكيفة الهواء
وحتى يقضي الله امرا كان مفعولا تكون سنوات المرحلة الانتقالية قد انتهت

Post: #2
Title: Re: الفقه السياسي بين التنظير واتنزيل (الاحزاب خارج الشبكة - البشير ، قرنق والملك الضليل )
Author: د.محمد حسن
Date: 09-17-2006, 01:24 AM
Parent: #1

up