أقتلك حتى تحترمني ... !

أقتلك حتى تحترمني ... !


09-12-2006, 12:05 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1158059134&rn=0


Post: #1
Title: أقتلك حتى تحترمني ... !
Author: أبوشيبة
Date: 09-12-2006, 12:05 PM

سألني صديقي متعجباً ... ما هذا الذي يحدث في السودان ؟
قلت له .. نحن نتطور يا صديقي ... نحن يجري علينا ما جرى لأمثالنا .. ودونك سِفر الخليقة منذ التكوين الأول ... بدأت هذه الدنيا بـ "سفك دم" حرام ... وظلت الدماء تشخب إلى يومنا هذا ... وستظل تشخب إلى أن يأتي أمر الخالق بوقف هذه المهلكة ..
:"واذ قال ربك للملائكة اني جاعل في الارض خليفة قالوا اتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك قال اني اعلم مالا تعلمون"(البقرة).
يفسد فيها ويسفك الدماء ... هي متلازمة الدنيا ... وسر البقاء ... نتقاتل لنبقى ... يفني بعضنا بعضاً لنعمر ... لن أحترمك حتى أرى الموت جهرة ... ولن تقدرني حتى تخافني ... هذه هي المعادلة ببساطة ...
الأمم التي تتمشدق الآن بحقوق الإنسان والديمقراطية ... تقاتلت حتى ملت القتال وشكى منها الموت ... تصاعدت الجثث إلى عناء السماء .. أبيدت أمم ... وحضارات على حساب أخرى ...
أوروبا اقتتلت حتى لم تجد مبررا للموت ... ثم اهتدت .
أمريكا قامت على سحق حضارة كاملة استولت على أرضها وذبحتها حد الفناء ... البقاء للأعنف يا عزيزي .. الفرق بيننا وبينهم أنهم عرفوا .. فعقلوا ... ونحن بدأنا للتو ...
نحن لسنا بدعاً من الأمم ...
سيجري علينا الناموس ..
لن تعرف الأمان يا صديقي إلا إذا عرفت الخوف ... ولن يجديك غصن زيتون وسط المعركة ...
عندما أشعر بالخوف أتراجع لأحتمي بأهلي وعشيرتي وأرضي ... ويصبح الآخر عدواً ... هو شعور غريزي يا صديقي ... أن أبحث عن انتمائي وجذري ...
كنا نظن - وهماً - أننا نعيش حالة السلم التي وصل إليها الآخرون .. ولكن ًالتجربة التي مرت بالناس يومئذ وضعت الأمور في نصابها .. كل ذلك كان محض زيف ... أُشهرت المدي وذبح الناس ... هكذا ... كان البقاء يومها للأعنف ... ! يومئذ لم تكن هناك دولة ... ولا نظام ... كنا هوتو وتوتسي ... ولم تهدأ الأمر إلا بعنف مقابل ... يومها تحسس الجميع مديهم وناموا بعين مفتوحة ...
قال لي صديقي ... أرجو أن لا يحدث ما تقول
قلت له : أرجو ذلك ..

Post: #2
Title: Re: أقتلك حتى تحترمني ... !
Author: أبوشيبة
Date: 09-13-2006, 02:58 AM
Parent: #1

البعض يناضل من أجل الحرية، والبعض من أجل البقاء عبداً... مشكلتنا في "الوطن" هو أننا لم نعد نعرف من نكون وماذا نريد لكي نعرف لماذا نناضل، وكيف نناضل .