زهير السراج: الواهمون!

الواهمون!

زهير السراج
كُتب في: 2006-09-08

[email protected]


*الإدانة الواسعة من كل قطاعات الشعب السوداني لجريمة اغتيال الشهيد محمد طه محمد احمد.. تدل بوضوح شديد على أن الهدف الذي تسعى اليد الآثمة التي اغتالت الشهيد محمد طه، لتحقيقه.. لن يتحقق ابدا!
* فالسودان ليس مثل أي وطن آخر يمكن نشر الفوضى فيه بالسهولة التي حدثت في اوطان أخرى.. بارتكاب جرائم مشابهة لجريمة اغتيال الشهيد محمد طه.
* والشعب السوداني ليس مثل أي شعب يمكن بذر الفتنة في صفوفه، واستثارته لسفك الدماء، مثلما حدث لشعوب أخرى.. وذلك لسبب في غاية البساطة.. هو التماسك الفريد بين ابناء هذا الشعب مهما اختلفوا في الفكر والرأي والدين والثقافة والتقاليد والعادات.. ويزداد هذا التماسك قوة في المحن والملمات.. تماما مثل أي معدن نفيس.. يزداد لمعاناً وتوهجا كلما تعرض لدرجات حرارة أعلى!!
*أكبر دليل على ذلك.. الجموع التي شيّعت المرحوم الى مثواه الأخير، وضمّت كل ألوان الطيف السياسي من أقصى اليمين الى أقصى اليسار.. وجمعت كل الأحزاب.. الحاكمة والمعارضة، وكل الأديان.. وكل العقائد وكل الثقافات.. وكل الألوان.. وكل القبائل!!
*كلهم كانوا يشعرون بفداحة الخطب وعظم المصيبة.. ومرارة الفقد.. ويذرفون الدموع!!
* جاءوا الى المقابر.. لا لتشييع الكاتب الصحفي ورئيس تحرير صحيفة (الوفاق) فقط.. ولكنّ كلا منهم جاء يعزي ويشيع وكأن المرحوم كان ابنا له، أو اخا، أو صديقا، ومنهم من لم يره أو يسمعه في حياته.. وربما لم يقرأ له.. ولكن فداحة الخطب، وعظيم المصيبة، ومرارة الفقد، وحدت مشاعرهم، وجمعت صفوفهم، وجعلتهم يشعرون بأن (الفقيد).. فقيدهم على المستوى الشخصي، لا على المستوى العام.. فجاءوا من هذا المنطلق.. (الأعمى يحمل المكسر، والمكسر يدل الأعمى على الطريق)!
* هذا هو التماسك الذي يتميز به الشعب (السوداني)، وهو الذي سيحمي هذا الشعب النبيل من محاولات نشر الفوضى والشتات بين صفوفه وإسالة دمائه انهارا كما حدث في بلاد اخرى.. عانت ما عانت من نتائج وتداعيات مثل هذه الجريمة البشعة التي وقعت في بلادنا.. واختارت صاحب القلم الشجاع، والإنسان البسيط محمد طه محمد أحمد!
*الذين يحلمون بعراق آخر، او جزائر اخرى، او افغانستان اخرى في السودان واهمون، ولا يعرفون ما هو السودان، ومن هو الشعب السوداني!
*وقريبا جدا سيقع الذين خططوا ونفذوا هذه الجريمة البشعة في يد العدالة لتقتص منهم وتعاقبهم على ما ارتكبوه في حق شعب نبيل قبل ان تقتص منهم وتعاقبهم على ما ارتكبوه في حق انسان أصيل، وقلم جرئ.. لن ينكسر ابدا.. مهما ارتكبوا من جرائم!!.

www.alsudani.info