صلاح الدين عووضة : يتداولون رسائل موبايل لمحاربة صحيفة السوداني

بالمنطق
وعلى (السوداني) بدأت الحرب من أجل (السودان)!!

صلاح الدين عووضه

[email protected]


*وبدأت المعركة.. أو بالأحرى بدأ التمهيد للمعركة.. فالمعركة التي نعنيها هي المعركة من أجل (السودان).. ولكن الطريق إلى المعركة تلك يمر عبر (السوداني).. وبالأمس حين غزا صدام حسين دولة الكويت قال إن احتلال الكويت هو الخطوة الأولى للانتصار على إسرائيل.. قال إن الانتصار الـ (كبير) على اليهود يمر عبر الانتصار الـ (صغير) على الكوايتة.. وأثبتت الأيام بعد ذلك أنه كان فعلاً انتصاراً (صغيراً) في معانيه وأهدافه ودلالاته.. ثم انه فوق ذلك مهد الطريق للانتصار الـ (كبير)؛ ليس على إسرائيل وإنما على صدام حسين ونظامه والعراقيين أجمعين...
*والآن تنطلق الدعوات هنا في السودان لتحقيق نصر (صغير) على صحيفة (السوداني) يُمهد الطريق للنصر الـ (كبير) على القوات الأممية ومن يقف خلفها من أجل (السودان).. أي لا بد من التضحية بـ (السوداني) من أجل أن يبقى (السودان).. هذا هو مضمون الرسائل الـ (موبايلية) التي انتشرت بالأمس على نطاق واسع.. رسائل يقول نصها: (أخي/ أختي... أعلم أنك تشتري بمالك الفوضى وانهيار الوطن.. أنك تدعم في كل صباح أقلام الوهم السياسي وتربي بـ (50) ديناراً كلاب أمريكا وإسرائيل.. قاطع صحيفة (السوداني) يقل التوزيع.. قاطع: تمنع الإعلان.. قاطع: تموت الفتنة ويسلم السودان.. المعركة بدأت فلنتكاتف)...
*والرسالة هذه تجئ عقب (إشارات!!) وصلت إلى (السوداني) تحذر من عواقب السير في سكة الخيانة والعمالة والارتزاق.. ثم ان بعض الصحف المحسوبة على النظام لا يكاد يخلو عدد منها هذه الأيام من هجوم (مدروس) على هذا الكاتب أو ذاك من كُتاب (السوداني)..
*هي الحرب إذاً.. ولكنها الحرب الـ (صغرى) ضد (السوداني) ليتم التفرغ بعدها للحرب الـ (كبرى) ضد القوات الدولية والذين يقفون وراء فكرة إرسالها إلى السودان... ليتم التفرغ للحرب الكبرى من أجل (السودان).. وحروب الحكومة ضد الصحف التي لا تسير في ركبها هي دائماً تبدأ بـ (مناوشات!!) مثل هذه.. هكذا علمتنا التجارب.. ثم علمتنا التجارب كذلك أن الحكومة لا (تخسر!!) حرباً أبداً ضد صحيفة من الصحف التي (تختها في راسها!!)..
*هي دائماً (تنتصر) عليها انتصاراً ساحقاً ثم تخسر المعارك الـ (كبرى) التي من أجلها (سحقت) هذه الصحيفة أو تلك.. هي دائماً ما تخسر (أمهات معاركها) بمثلما خسر صدام حسين (أم المعارك) عقب (سحقه) للكويت... فهي قد خسرت حرب الجنوب بعد أن عادت تصف جون قرنق وقادة الحركة الشعبية الآخرين بأكثر مما منعت الصحف من وصفها لهم في السابق بعد أن أدت أخطاؤها المتكررة إلى تدويل القضية.. وكذلك حدث الشئ نفسه في حرب دارفور.. فبعد أن كانت تعاقب الصحف التي لا تنظر إلى أركو مناوي كـ (قاطع طريق) وكـ (خارج عن القانون) وكـ (عميل لإسرائيل) صارت الصحف التي تتجرأ على فعل الشئ ذاك الآن تُعاقب بعد أن أصبح قاطع الطريق كبير مساعدي الرئيس.. وكذلك الشئ نفسه حدث في حرب الشمال ضد التجمع.. والآن يحدث الشئ نفسه في حرب الشرق..
*في الحروب تلك كلها كان شعار الحكومة المرفوع هو (لا صوت يعلو على صوت المعركة... سيما صوت الصحف!!!).. ثم تلف الأيام وتكتشف الحكومة أنها خاضت معركة ضد هذه الصحيفة أو تلك في غير معترك.. بل وتكتشف -دون أن تعلن عن ذلك- إن الصحيفة الـ (مهزومة) بمنطق الـ (قوة) كانت في حقيقة الأمر (منتصرة) بمنطق الـ (عقل)...
*والآن.. وإذ يبدأ التمهيد لإعلان الحرب على (السوداني).. يقول أرشيف الصحيفة إن قلماً واحداً فيها لم يُشر -ولو بالغلط- إلى استحسان فكرة خضوع (السودان) لقوة (أممية).. ولكن ها هو قلم من أقلامها يشير الآن في هذه المساحة إلى خطل فكرة خضوع (السوداني) لقوة(أمية).

Quote: ولكن ها هو قلم من أقلامها يشير الآن في هذه المساحة إلى خطل فكرة خضوع (السوداني) لقوة(أمية).