ناصر الحاج..أمين العلاقات الخارجية بحزب المؤتمر السوداني يكتب عن ندوة وزير المالية بالجزيرة

أعلن تلفزيون الجزيرة - مباشر - عن بثه لندوة بعنوان حيثيات رفع الدعم عن المحروقات ، وظلت مواعيد البث في تغيير مستمر صعودا وهبوطا، الأمر الذي أعاد للذاكرة مشهد البورد في المطارات وهو يعلن عن تغيير موعد مغادرة أو وصول الطائرة السودانية، والذي هو أصلا موعد بديل عن الموعد الأصلي وحقيقة لا اعرف لذلك سببا هل كانت الجزيرة تنتظر وصول المادة المسجلة على متن الطائرة سالفة الذكر أم أن للقناة حسابات أخرى.. ما علينا
أخيرا حان الوقت واطل علينا وزير المالية بوجهه ال.... تميزه عمامته التي لا يضاهيها بياضا إلا جيوب الشعب السوداني. قال الوزير لا فض فاه في معرض دفاعه عن قرارات وزارته، لقد تم الاتفاق في مجلس الوزراء على أن يتم رفع الدعم بشكل تدريجي وهذا اعتراف سقط من الوزير بان ثمة قرار من الحكومة برفع الدعم عن جميع السلع ومعلوم طبعا إن هذا ليس قرار مجلس الوزراء، بل هي سياسة التحرير المتبعة منذ عهد عبدا لرحيم حمدي،بشعاراتها لن يحكمنا البنك الدولي ولا.. لصندوق النقد الدولي، وواضح جدا إن لا.. لصندوق النقد لم تكن لتجاوز أطراف ألسنتهم ولم تصدقها الأقلام التي وقعت بنعم لكل سياسات الصندوق ونؤكد انه ليس هناك من دعم حتى يرفع كليا أو تدريجيا فلا يجتمع الدعم وسياسة التحرير. فالندوة إذن من عنوانها خطأ، ولست ادري هل يضحكون على أنفسهم بهذا الحديث أم ماذا؟ فهم يعلمون يقينا أنهم ما تركوا فرصة لأحد ليحسن الظن بهم وينخدع لهم مجددا، ولم يكتف الوزير بل كان مصمما على استكمال الاستعراض السخيف للكلام الأجوف فقال دفاعا عن القرار ( إن اتفاقية السلام نصت على أن يأخذ الجنوب حصته من العائدات البترولية بالسعر العالمي ) وهو لم يكن موفقا أبدا في محاولته للتضليل فالجنوب لا يشكل خسارة يعني ببساطة تباع حصته ويسلم نصيبه
واسمحوا لي أن انقل لكم بعضا من الدرر التي أتحف بها الوزير مستمعيه إذ قال ( زيادة المحروقات ما عندها تأثير كبير على المواطن فالأفضل أن نرفع البنزين الذي يصبه أهل المدن في سياراتهم وندعم الميزانية ) وهذا كلام لا يحتاج إلى تعليق
أن هذه الحكومة تتعامل مع البلاد كشركة تحقق الرفاهية لكل منتسبيها فترفع سعر البترول والسكر وحتى الهواء أن عاد عليها بربح فلن تتوانى عن تعليبه ، فقط هو المواطن السوداني الذي سيظل سعره في هبوط دائم ، هذا المواطن الذي وصل إلى القاع من زمن طال حتى نسيه هو نفسه ، إلا أن هذا ما كان كافيا للحكومة التي ما فتئت تبتكر اساليبا وطرقا لتسحقه أكثر ، تمزقه لقطع اصغر مما هو عليه ، وشعارها مزيدا من التنمية ، إي تنمية هذه التي لا تتم إلا عبر اضعف حلقة في الاقتصاد - الشعب السوداني - الذي دفع للحرب ويدفع للسلام فلا هو اختار الحرب ولا عاد عليه السلام بما مني به
فليكن معلوما لهذه الحكومة التي تراهن على ضعف جميع القوى السياسية المعارضة وترى أن ما يحدث الآن مجرد فورة فلتعلم إننا في حزب المؤتمر السوداني ،لن نتراجع حتى وان تراجعت هي عن قرارها فهو لم يكن كما يعتقد البعض القشة التي قصمت ظهر البعير الذي هو الشعب السوداني، فهذا الظهر لن ينقصم أبدا بل هو قوي زادته هذه الضربة تماسكا ولم يكن ذاك التجمع في ميدان عقرب للتنفيس عن الغضب الجماهيري بل كان تعبيرا عن تصميم وإرادة هذا الشعب الذي كلما ازداد عليه الجور تذكر أكتوبر وكلما اطل الظلم بوجهه البغيض تذكر ابريل ، وأننا في حزب المؤتمر السوداني لن نتراجع عن سعينا لكشف زيف وجشع هذه الحكومة الذي تشهد عليه الأرصدة المتنامية بشكل سرطاني والمنعكسة سلبا وجوعا ومرضا وجهلا وتشريدا على أي سوداني خارج نطاقها
التحية لكل الذين احتشدوا في ميدان عقرب يفضحون زيف الثعالب ويحذرون من عض الأفاعي
ناصر الحاج.

لا بد لليل أن ينجلي ولا بد للقيد أن ينكسر