23أغـسطـس - 2ســبتمبر1898:أسـوأ عشـرة أيام فـي تاريخ السودان المعاصـر.

23أغـسطـس - 2ســبتمبر1898:أسـوأ عشـرة أيام فـي تاريخ السودان المعاصـر.
تحـدثنا كتـب التاريـخ الـحديث عـن الأيـام الـتي سـبقت دخـول القـوات الـبريـطانيـة والأنجـليزية مـدينة امـدرمان ونشـوب واقـعة (كـرري) فـي اليـوم الثـاني مـن سـبتـمبـر 1898، فـتقـول:

" كـانت الـخـرطـوم وبـدء من يـوم 22 أغسـطس 1898، عـبارة عـن خـليـة نـحـل تـموج بألآف مـن الضـباط الأنجـليـز الـكبار والـصـغـار وعـشـرات اللآف من الـجـنـود الأنـجلـيز والـمصـرييـن كـلـهـم ويعملون مباشـرة تـحـت قيـادة الـفيلد مارشـال اللـورد كـتـشــنـر الانـجـليـزي. انتشـرت الـفرق العسـكرية الضـاربة عـلي طـول شــاطئ النـيـل بدء مـن مـنطـقة
(بـري) شــرقآ وحــتي منطـقة ( الـمقـرن) وبكـثافة عـسكريـة شـديدة فـي منـطقة( الشـجـرة) غـرب الـخرطوم وتـحسـبآ مـن اي هجــوم مفاجـئ قـد تشـنة احـدي الفـصـائـل التابعـة لـقوات عبداللة التعايـشـي ويجـي من الطـرف الاخـر مـن الـخرطوم وعـبـر قـوارب تتســلل الـي الخـطوط الـخلفيـة للـتواجـد الانـجليـزى.

تقـول احـداث ذلك الـزمان من التاريـخ، ان اللـورد كـتشـنر قـد إعـترتة الـدهـشة الـعارمة والاسـتغراب الشـديد فـي عـدم وجـود أي نـوع مـن الـمقاومة الشـعبيـة، وهـو (اللـورد) الذي كـان ويحـسـب ان الـرصاص سـينهـمر عـلي الـجنـود واثـناء عـبور البارجـة البـريطانيـة وسـط النيل، وان ضــفتي الـنيـل سـتكون مـواقـع عسـكرية للـمدافعيـن السـودانيين ومن هـناك ويـمطـرون الـدخلاء بـوابل من الاعيرة النارية والقـنابل.

عـندما حـل كـتشـنـر بجـنـودة فـي الخـرطوم،كـانت المدينة شـبة فـاضـية ينعـق الـبوم فـي اغـلب مناطقـها الـتي كـانت آهـلة بالعـمران والاخـضـرار، ورحــل الكـبار والصـغار عـنهـا خـوفـآ ومن انتقـام كـتشـنـر عـلي مصــرع الـجنـرال غـردون،والـذي هـو إنتقـامآ (بـحـسـب اعتـقاد اهـل خـرطـوم ذلـك الـوقـت) سـيطال الصـغيـر قـبل الكـبيـر والنـساء قـبل الـمسـنين،وجــد كـتشـنر فـي الـخرطوم قـلة من الـمواطنيـن تعاون بعـضـهم مع القـوات الانجـليـزيـة كـمرشـديـن، وفضـلت الاغـلبيـة وان تمـارس التـجارة مع الـجنود( خـضروات،فـواكة، شـاي،مـرطبات باردة). ورغـم الـهـدوء الشـديـد في الـخـرطوم وعـدم قـابليـة سكانها اللـجـؤ للسـلاح والانتـفاضـة ضــد الـدخيـل الاجـنبي الـذي ـم يـخـفي اسـباب مـجيئـة للـسودان بغـرض انـاء نظـام عـبداللـة التعـايـشـي نـهائـيآ والقـضـاء عـليـة واقـامة نـظـام عـسكري انجـليزي جـديـد،الا ان كـتشـنـر لـم يكـن واثقآ مـن هـذا الـهـدوء الغـريـب وعـدم اكـتـراث الناس كـثيـرآ بقـدوم الانجـليـز، لـهـذا اصـدر اللـورد كـتشـنر اوامـرة لـمجـموعة كبـيرة من الضـباطـ والـجنود المـصرييـن بالانـدساس وسـط السـكان والاهـالي فـي كـل الـمناطـق الـمأهـولة بالسـكان لـمعرفـة مـايدور فـي الخـفاء ونقـل كـل الـمعلمومات للـرئاســة بالقـصــر، والاتتـهاون الـمجموعات المـصرية الـمندسـة بصـغائـر الـمعلومات والاخـبار.

تقـول كتـب التاريـخ، ان كـتشـنر وقـبل الـزحـف عـلي امـدرمان إراد وان يطـمئـن تمـامآ وانـة لـن تكـون هـناك اي طـوابيـر سـودانيـة تـوجة لـة ضــربات مـوجـعة مـن الـخلـف،وكـان كـتشـنر قـد درس وإطـلع عـلي اسـاليـب ومـراوغات حـروب الـمهـدي،فـوجـد ان السـودانييـن يجـيدون فـن الـحـروب والاغـارات الـمـفاجئـة عـلي الـقوات الغـازية،ون عـمليات الـمباغتة مـن الخـلف قـد حـفلـت ووجـدت مـكانها فـي كـثيـر من الـمعارك السـودانية زمـان الامـام الـمهـدى، لـهـذا ماإن جــاء الاسـبوع الاخــيـر مـن أغـسطس 1898،حـتي وجــة اوامـرة باخـلاء الـخـرطوم تـمامآ من السـكان، وعـيـن عـلي الخـرطوم الخـاوية من عـروشـها قـائـد مـصـري ممـعن فـي العـسكرية وتنفـيذ الاوامــر بصـورة لـم تعـرفهـا الخـرطوم في ذلك الـوقـت، حــتي وان راحـــوا ويتـبرمون من الـجـنرال الـمصـري ويقـولـون ان نظـامة اســوأ الـف مـرة مـن حــكـم التعـايـشــي فـي امـدرمان!!!.


.....فـي مثـل هـذة الايـام من اغـسـطس عـام 1898،عـاشـت الـخـرطوم اسـوآ ايـامها وليـاليـها تحـت حـكم انجـليـزي وجـنـرال عـرف وكـيف يـحكـم البــلاد بقـبضــة حـديدية قـويـة،

وهــاهــو التـاريـخ يعيـد نفسـة بـعـد 108 عـامآ ويقـع السـودان تحـت قـبضـة جـنـرال جــاء فـي غفــلة من التـاريـخ ليـحــكـم ويبـقـي....رئيـسـآ!!!!!!.