كوستي تشكو العطش...السكان يدفعون مبالغ طائلة دون الحصول على خدمات

لم يعانوا من العطش يوماً، كان سكان الأحياء الجديدة بكوستي يحسدون الأحياء القديمة، الآن انقلبت الأوضاع تماماً، في مربع (7) والدرجة الثانية صارت مواسير المياه تعزف (سيمفوينة الشخير) الطويلة منذ الساعات الأولى من الصباح، مفارقات هي أم متناقضات، المهندس سليمان المبارك مدير مياه كوستي دافع عن موقف ادارة مياه المدن، بدوره حذر قيادي بارز بنقابة مياه المدن - رفض ذكر اسمه - من ان محطة مياه كوستي ستغلق تماماً ان استمرت عملية ادماج مياه المدن بمياه الريف، دفوعات مدير مياه كوستي كانت واضحة للغاية، وشكاوى السكان هي الأخرى كانت واضحة، وكذلك تحذيرات النقابي بمياه المدن، تداخل السياسة مع الخدمات هي ما أفسد كل شئ -على حد تعبير العاملين بمياه المدن - هي اشارات وتحذيرات التقطتها (السوداني) وعكستها كما هي:



مصدر بنقابة مياه المدن يحذر من توقف محطة كوستي عن العمل



معاناة مستمرة



يختلفون في مواقع سكنهم ولكن هنالك قاسم مشترك بينهم، حي النصر بدرجاته المختلفة، كما في حي المرابيع، ظنون وشبهات بأن حالة العطش التي يعانيها السكان هي من ابتكار البشر وليس من تعطل ماكينات، في حي النصر الدرجة الثانية أو مربع (7) هنالك قطوعات للمياه، تلك القطوعات يرفضها البعض بحجة الاقدمية في الوجود أو السكن، يقول الصادق مهدي عبد القادر وهو من سكان حي النصر الدرجة الثانية ان انقطاع الامداد المائي يبدأ منذ السابعة صباحاً ويستمر حتى وقت متأخر من الليل، ويؤكد: (صرنا نقضي الليل في انتظار قطرة ماء) من جهته يقول محمد عوض ان فاتورة المياه في كوستي هي الأعلى على مستوى السودان اذ يدفع السكان في الدرجات الثلاثة مبالغ تتراوح بين 30000 جنيه للدرجة الأولى و 25000 للدرجة الثانية و 18000 للدرجة الثالثة، كان محمد غاضباً للغاية عندما تساءل بحدة (نحنا بندفع 25000 جنيه شهرياً بتمشي وين).



ديون متراكمة



سؤال توجهت به مباشرة لمدير مياه المدن بكوستي المهندس سليمان المبارك فأجابني بسؤال آخر: (هل تعلم كم تبلغ ايراداتنا في الشهر؟) حملت سؤال المدير وتوجهت به للعمال بمياه المدن الذين أكدوا تردي الاوضاع قياساً بما يبذلونه من جهود مضنية في سبيل توفير خدمات مياه أفضل للمواطن ولكن ما الذي يحول دون ايصال تلك الخدمات بصورتها المثالية التي عكسها العمال؟ يقول المهندس سليمان المبارك ان ديون مياه المدن المتراكمة على المواطنين أو المؤسسات الحكومية يمكن في حال سدادها ان تسهم في معالجة مشاكل كثيرة، المواطن يجأر بشكواه ومياه المدن تجأر بشكواها يقول محمد عوض ساخراً!.



أوقات الأزمة



في أوقات أزمة المياه التي مرت بكوستي رصدت (السوداني) من خلال جولة قامت بها، تجول عربات الكارو التي تبيع المياه في أحياء لم تعتد العيش مع العطش، في حي النصر الدرجة الثانية والأولى يباع برميل الماء بـ 7000 جنيه أما في حي المرابيع (وهو من الأحياء القديمة) يباع برميل الماء حسب مزاج البائع، هل هي فوضى (الاقتصاد الحر) أم هو استغلال لوضع ما في ظرف ما؟!.



يقول مدير مياه كوستي المهندس سليمان المبارك ان قطوعات المياه في الفترة الأخيرة تعود لانقطاع الامداد الكهربائي الذي يؤثر على قدرة الطلمبات الرئيسة التي تضخ 750 متراً مكعباً في الساعة وهي كافية لتغطية معظم حاجة السكان للمياه ويؤكد ان الطلمبات القديمة التي يغذيها الخط الفرعي للكهرباء تبلغ (500) متر مكعب في الساعة مما يؤدي لشح في المياه، مياه المدن بذلت أقصى ما في وسعها لتوفير المياه لماذا لم تنجح تلك الجهود؟!.



رأين نجد الماء؟



في حي المرابيع حيث لم تكن هنالك مشاكل في ان يشرب المواطن مياهاً صالحة للاستخدام الآدمي بدأت الشكوى بانقطاع المياه يقول حسين عثمان ان السكان ظلوا في حالة رصد دائم لنقطة ماء، بالنسبة للمهندس سليمان المبارك مدير مياه كوستي فإن الأمر خارج نطاق طاقته، مصدر بالهيئة النقابية لعمال مياه المدن (رفض ذكر اسمه) قال إن الذي ألحق الضرر بمياه المدن جهات (سياسية) ذات (مصالح خاصة)، وعندما طلبت من المصدر ان يملكني مستنداً أبرز أمامي خطاباً وجهته الهيئة النقابية لعمال مياه المدن بالولاية للوالي، ما جاء بالخطاب كان واضحاً من جهة ان العاملين بمياه المدن يعارضون عملية دمج مياه المدن بمياه الريف، واشارت المذكرة المرفوعة لوالي النيل الأبيض الدكتور محمد نور الله التجاني الى ان ذات العناصر التي دمرت هيئة مياه الريف تسعى لتدمير مياه المدن، وشرحت المذكرة بالتفصيل كيفية انهيار مياه الريف قبل دمجها في مياه المدن إذاً لماذا حدث الدمج ولمصلحة من؟!.



ظروف صعبة



يقول المهندس سليمان المبارك ان الأحياء القديمة في مدينة كوستي تم مدها بخطوط ذات سعة ضيقة (3 بوصات) قياساً بالخطوط الجديدة التي مدتها مياه المدن للأحياء الجديدة في المربعات (41، 42، 32، ..31 الخ) ويقول سليمان المبارك ان ضخ المياه بعد توسع المدينة صار يعتمد على سعة المواسير في الخطوط القديمة مقابل الخطوط الجديدة، ادارة مياه المدن بكوستي تعيش في ظل ظروف صعبة للغاية من خلال زياراتي لمبنى مياه كوستي لاحظت علامات السخط على وجوه العاملين الذين يبذلون جهوداً قد تفوق طاقتهم على تحمل اعباء صارت مشتركة بين مياه المدن ومياه الريف تلك المؤسسة التي سقطت في عمق المجهول، مياه المدن بكوستي ظلت تقدم خدماتها للمواطنين دون ان تشعرهم بأنها في موقف (القوي) وهم في موقف (الضعيف) ولكن لماذا فقد المواطن ثقته في خدمات هيئة مياه المدن؟!.



أحاديث ليست للنشر



كشف المصدر الذي رفض ذكر اسمه النقاب عن ان نقابة العاملين بمياه المدن حذرت من ان الوضع إذا ما استمر على ماهو عليه دون تدخل من الوالي فإن اغلاق محطة مياه كوستي بصورة نهائية يظل من الأمور التي يمكن حدوثها في غضون شهور عديدة، وقال المصدر ان الفساد الاداري والمالي دمر هيئة مياه الريف وهو في طريقه لتدمير مياه المدن (اشارت المذكرة التي رفعتها النقابة للوالي ان ذات الاشخاص الذين دمروا مياه الريف سيدمرون مياه المدن ان تمت عملية الدمج) في لقاء قصير وبحضور المهندس عبد القادر حامد مدير عام مياه الشرب بالولاية رفض وزير التخطيط العمراني بولاية النيل الأبيض المهندس جعفر حسين الادلاء بأي تصريحات باعتبار ان لجنة قد كونت للفصل في أمر الدمج، كل ما قاله الوزير أرفقه بعبارة (هذا ليس للنشر) احترمت رغبة الوزير في عدم نشر ما دار بيننا خلال ذلك اللقاء الذي لم يتجاوز خمس الدقائق بالتحديد، ولكن المصدر قال (لماذا تكون لجنة إذا كانت عملية الدمج قد تمت أصلاً).



معالجة كاملة



يقول المهندس سليمان المبارك مدير مياه كوستي ان المياه العكرة التي أبدى المواطنون تخوفهم منها باعتبار انها تسبب أمراضاً ترجع لعدة أسباب ذكر منها: بداية فصل الخريف في الجنوب وحركة المياه بالاضافة لحركة البواخر النيلية، وأكد المبارك ان المياه تعالج بشكل كامل ولا تشكل خطراً على صحة الانسان، ولمزيد من التأكيد نهض المهندس سليمان من خلف مكتبه وقدم لي كوب ماء من حافظة ماء موجودة بجواره، كان الماء الذي شربته نقياً بدون شوائب إذاً لماذا تصل المياه للمواطنين بتلك العكورة؟ يقول مدير مياه كوستي ان المياه تضخ نقية ولكن تتعكر في الخطوط الناقلة بسبب وجود تراكمات من الطمي داخلها، يقول أبوعبيدة ابراهيم وهو من سكان حي النصر (درجة ثانية) ان الخطوط الفرعية التي تمدهم بالمياه قديمة وانهم إذا طالبوا بتغييرها فسيلزمون بدفع التكاليف، ولكن المهندس سليمان المبارك يوضح الأمر بقوله هيئة مياه المدن تجري تغييرات للخطوط الرئيسة قدر استطاعتنا ويشكو من ان امكانات مياه المدن محدودة مبيناً ان تغيير الخطوط الفرعية هو تحسين للخدمة ويلزم المواطن بدفع التكاليف ويقتصر دور مياه المدن في توفير الكوادر الفنية التي تقوم بعملية تغيير الخطوط، ويقول في رده لسؤال (السوداني) عن مشاكل العطش وقطوعات المياه غير المبررة ان الأوضاع تحسنت كثيراً في الأسابيع الأخيرة وان الأحياء التي تعاني من القطوعات تتبع للشبكة القديمة، ويوضح ان الخطوط القديمة مقاومة لضخ المياه في حين ان الخطوط الجديدة لا توجد بها أي مقاومة وهي ذات سعة أكبر وتسهل عملية مرور المياه داخلها.



مواصفات عالمية للمياه



يقول الدكتور عامر حسن محمد احمد نائب اختصاصي الباطنية بمستشفى الشعب التعليمي ان الامراض المنقولة بواسطة المياه والتي يمكن ان تسببها الباكتيريا وأخطرها باكتريا (الضمة الهيضية) تسبب الكوليرا، مؤكداً ان الاصابة بالاسهال لا تعني انها مرتبطة ارتباطاً مباشراً بالتايفويد أو الدوسنتاريا، مشيراً الى أن بعض الاسهالات يكون سببها المياه الملوثة بالفيروسات أو الديدان التي تعيش في المياه، ويقول ان منظمة الصحة العالمية حددت مواصفات معينة للمياه الصالحة للشرب من حيث كمية الأملاح ودرجة حموضة معينة، مؤكداً أن تجاوز هذه المواصفات قد يؤدي الى حصاوي في الكلى أو انسداد في مجرى البول، واضاف الدكتور عامر: (الماء يتلوث نتيجة لممارسات غير صحيحة كقضاء الحاجة بالقرب من محطات المياه)، وعما إذا كانت عكورة المياه تتسبب في الاصابة بحصاوي الكلى أكد ان العكورة عبارة عن طمي ولا يسبب حصاوي، لكنه عاد وقال إن أي زيادة في نسبة الأملاح تؤدي للاصابة بالحصاوي.

تحقيق:راشد أوشي-حنان كشة

صحيفة السوداني
http://alsudani.info/index.php?type=3&id=2147508920

لا حول ولاقوة إلا بالله..
قريت التقرير كلو
أخطر حاجة أنواع التراكمات دي البي تعكر الموية داخل المواسير
الصحفي شرب الموية صافية في محطة الموية والمهندس قال ليهو التراكمات تعكرها لما تصل المواطنين..؟ التراكمات دي مع الخطوط القديمة الذكرتها..كلها صدا ووسخ ان كانت الخطوط حديد وان كانت بلاستيك كلها تفاعلات بلاستيكية قاتلة وان كانت الخطوط الكبيرة غير الفرعية من الظهر مع قدم الخط كلها مواد قاتلة وان كانت قلفنايز التراكمات دي كلها حا تكون من فصائل الرصاص المؤكسد.ز أضف لها طحالب البحر و ومصهورات القشة التي يشتهر بها النيل الأبيض..دي سموم قاتلة
.......
طيبة ساكت نحن السودانين لما نكون زايرين مدينة أخري ناس اسرتنا نسكت نشرب نسكت نجقم كان عصير كان موية ساكت من غير ما نعرف مصدرها وادب وتواضع ما بنسأل.. مع انو النيل جنبنا كان ممكن نشرب أنضف موية...
ليه نحن في الطريقة القديمة دي وضع خطوط السحب للطلمبات داخل النيل مباشرة؟
غايتو حاجة محزنة بجد يعني؟

قتلوا المدينة

و الآن أهلها ..