الدكتور عمر عبدالعزيز يكتب فى جريدة اخبار العرب الاماراتية عن " محنة النُخب فى السودان "

يواصل الدكتور عمر عبدالعزيز تداعياته فى جريدة اخبار العرب الاماراتية
عن السودان . ويعرض محنة النُخب فى السودان
الى نص المقال

محنة النُخب فى السودان

إذا اسقطنا المشهد الواقعي التاريخي فى السودان على ما يجرى خلال العقود الاخيرة من الحرب الاهلية المدمرة ، سنكتشف دونأدنى ريب أن النخن السياسية السودانية وقعت فى مطب المفارقة الاجرائية والسلوكية لطبيعة البلاد واهلها بل للتاريخ وحكمته ، فسار الجميع على درب الالالم ، وانتشرت المظالم ، وتحولت السوية الانسانية الى حالة من التعصب المتبادل ، واجتراح المبررات لتعميم المفارقه وصولا الى محطة "نيفاشا " التاريخية التى ما كان لها ان تكون لو لا كل البلايا والتضحيات والالام .

شكلت اتفاقية نيفاشا مخرجا افتراضيا للمحنة ووضعت ملامح نظرية تطبيقية لسودان جديد لا مركزي تكون المواطنة فية معيار الهوية ، والمشاركة طريق التسيير غير ان " نيفاشا " وقفت على ثنائية "السلطة /الجنوب " وبالتالي فإنها اعطت للجنوب ما تعطة لبقية أقاليم السودان التى دفعت بدورها ثمن المركزية الفجة للنظام الشمولي ، فإذا بنيفاشا الامل تتحول فى منظور المستقبل المرئي إلي خيار من أثنين : دولة كونفدرالية يكون الجنوب فيها طرفا ، أو دولة جنوبية تنفصل عن عن الشمال .

ومثل هذة السيناريوهات ستكون مفجعه على كل الاطراف ، ذلك أن انفصال الجنوب سيضع الجنوب على عتبة خلافات سياسية لن تكون أقل حده من تلك التي كانت بين المركز والجنوب ، وإذا سارت صيغة " نيفاشا " الحالية قدما فإن بقية أقاليم السودان التي تستشعر الغبن ستطالب بنصيبها فى السلطة والثروة ، مما يعيد العجلة الى الوراء . إن المطالبة بسودان جديد تقتضي " نيفاشا " متجددا تنزاح إلى كل اقاليم السودان وتحقق صيغة فدرالية اتحادية اساسها التشارك وعنوانها المواطنة المتساوية ورهانها الفصل الاجرائي بين العقيدة والحياة دوم ما مس بما يعرف عن التشريع الاسلامى بالضرورة وفى النطاق الذى لا يفرض على الاخر غير المسلم ما لا يرتضية من أحكام .