مرتضي الغالي: الاحتفال بذكري رحيل جون قرنق سيكون ضربة لمن يريدون العيش علي الفرقة والضغائن

مرتضي الغالي: الاحتفال بذكري رحيل جون قرنق سيكون ضربة لمن يريدون العيش علي الفرقة والضغائن


07-26-2006, 05:49 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1153889367&rn=0


Post: #1
Title: مرتضي الغالي: الاحتفال بذكري رحيل جون قرنق سيكون ضربة لمن يريدون العيش علي الفرقة والضغائن
Author: مكي النور
Date: 07-26-2006, 05:49 AM

مسألة

مرتضي الغالي




الاحتفاء بذكرى مرور عام على رحيل الدكتور جون قرنق يشكل علامة مميزة يمكن ان تكون شارة عالية لتمتين نسيج الوحدة الوطنية وإعادة الإعتبار لهذا الوطن العظيم بتاريخه المجيد ومكوناته الباذخة التي ترفدها (التعددية الخصيبة) ويمكن ان يكون مثل هذا الاحتفاء بهذه الذكرى (ضربة موجعة) لدعاوى الجاهلية الأولى التي لم تعدم لها بعض المعاصرين الذين(يعيشون) بيننا ويزعمون انهم (من الأحياء) وفرق كبير بين الذين يريدون ان (يعيشوا) على الاحن والضغائن والفرقة وشهوة الاحتكار والاستعلاء الكريه والتفاخر بالالقاب وهدم صروح المواطنة وبين الذين(يحيون) في السودان على أمل تعلية رايات الحق والخير والجمال واحترام الأخر والانحياز للعدل والانصاف والمساواة..!! الجهل بتاريخ الحضارة السودانية وجغرافية هذا الوطن وتعدد ثقافاته ومراحل تطور مكوناته والتلاقح البديع والتراكم الخلاق لإسهامات عصوره المتعاقبة هو الذي يحرم صاحبه عن فهم مغزى ان يحتضن شمال السودان هذا الاحتفاء بجون قرنق ابن الجنوب الذي كان يقاتل من أجل العدالة حتى إنتهى إلى ذلك (الشغف العظيم) باقامة وطن يقوم على التسامح والمحبة.. ويكذب من يقول ان دعوة قرنق تنطوي على محاولة خسف الارض بالثقافة العربية الاسلامية او غيرها من ثقافات مناطق السودان واقاليمه وان كان الامر كذلك فما كان احد من الناس ليرغمه على مخاطبة أبناء السودان وبناته باللغة العربية التي يدعي الدفاع عنها الان اجهل الجاهلين بها وبآدابها من منطلق ضيق (منتن الاعطاف) لانه يقوم على دعوة عصبية منتنة وصفها نبي الاسلام بهذا الوصف .. لكن ماذا تفعل للذين لا زالوا يحتضنونها ويتأبطونها ويضعونهاعلى حجرهم كأنها ياقوته او زمردة خالصة (من سلالة الاحجار الكريمة)..!! ليرفع الله جهلهم ما دام الناس قد اختاروا في ذكرى الراحل قرنق شعارهم الذي يدعو إلى ايقاد (شموع التسامح والمحبة) وأعجب من هذا ان يسارع بعض الذين يكرهون كل سيرة للتسامح والمحبة إلى انتقاد فكرة ايقاد الشموع في كل دار وميدان ومسكن وباحة داخل السودان وخارجه حيث قالوا ان الشموع (غير قومية) !! وان لها دلالة (دينية كنسية خاصة) وكذبوا والله في ذلك وإنما في صدورهم (حنق وموجدة) ان يحتفل الناس في الشمال بذكرى هذا الراحل العظيم فماذا يصنع هؤلاء المعترضون الذين يريدون تهشيم الوجدان السوداني ؟ ماذا يصنعون اذا انقطعت الكهرباء عن دورهم ؟ ألاّ يوقدون الشموع؟ ام انهم (يتعففون) عن التعامل مع الشموع حتى لا يدخلهم احد في حظيرة تقليد النساطرة والرهبان؟! ولماذا لم يتم تجريم الفنان الكبير عبد الكريم الكابلي الذي جمع المشاعر السودانية في تساؤل سهر العشاق وأرق المحبين عن عدد الدموع التي سالت (فوق خدود الشمعة)..!!

alayaam.info