محطات استثنائية

محطات استثنائية


07-24-2006, 02:22 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1153747378&rn=53


Post: #1
Title: محطات استثنائية
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-24-2006, 02:22 PM
Parent: #0

.

إنطلاق
المحط الأول:

أمسكت التفاحة بيدي اليسرى
أمسكت السكين بيدي اليمنى
تورد خد التفاحة ، خجلا من عزمي
سألتني:
"أليس ثم طريقة غير هذي...


انتظر في المحطة القادمة، مع ملاحظة أن كل العمل رمزي بحت

إشارة خضراء.

Post: #2
Title: المحط الثاني، الزهرة
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-24-2006, 02:28 PM
Parent: #1

مددت يدي لأقطف الزهرة
مالت مع النسيم، حسبته دلالا، حياء وربما خوفا
أرضى ذلك هارون الرشيد في داخلي.
أمسكت بها وفصلتها عن النبتة.
عركتها بين يدي؛ ففاحت
كانت تعلمني درسا؛ حين ضمخت أنف الجزار بالعطر.

Post: #3
Title: Re: المحط الثالث، العصفور
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-24-2006, 02:34 PM
Parent: #2

اصطدت العصفور واشتريت له قفصا غالي الثمن.

أكرمته غاية الكرم.

كان يغني فقط عند الشروق؛ فيملأ بيتنا طربا.

أحسست يوما بالملل من طول المكوث بالبيت.

قرأت في الصحيفة: ملهى العائلة يقيم سيركا عالميا.

اشتريت ثلاث تذاكر،واحدة لي ،الثانية لزوجتي والثالثة لولدي.

أدرت المفتاح في ثقب القفل، مزمعا الخروج.

شقشق العصفور على غير عادته مساء.

قال لي ولدي: إنه يسألك يا والدي، هل اشتريت له تذكرة؟

Post: #4
Title: Re: المحط الرابع، ال ...
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-24-2006, 02:39 PM
Parent: #3

ناولته زوجته الوصفة ليحضر الدواء لأبنه الوحيد.

تلمس جيبه الخاوي، قطب جبينه ونوى أمرا.

تسلل إلى بيت تاجر غني؛ فقتل الحارس.

دخل مخدع التاجر. قتله. قتل زوجته و بنتيه.

قصد الصيدلية واشترى الدواء ورجع مبتسما.

حينما اقترب من منزله، سمع نائحة تقول:

" يا لوعتي وحسرتي، نسيت الغاز مفتوحا؛ فقتل أم أحمد وطفلها المريض"

Post: #5
Title: Re: المحط الخامس، التلميذة
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-24-2006, 02:46 PM
Parent: #4

وقف التلميذ أمام مدرسة البنات المتوسطة. رأته فتاة أحلامه. كان يحمل الظرف الوردي.
ألقى تحت رجليها الظرف. أسرعت الفتاة لتخطف الرسالة قبل أن يراها الناس.

امتدت في نفس اللحظة يد سمينة، فعرفت أنها مديرة المدرسة القاسية.

قالت للمديرة: " كنت أنوي أن أحمله إليك حتى توقفي هذا الفتى الصعلوك..."

ولكنها وجمت ولم تكمل حديثها؛ إذ سقط من وسط كتابها ظرف وردي آخر.
كان مكتوبا على الظرف:
( رد من أخلص حبيبة لأجمل حبيب. و لتهلك المديرة الغبية غيظا وليحترق الكون بأسره. المخلصة "س".)

Post: #6
Title: Re: المحط السادس، حلم قطة جائعة
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-24-2006, 02:53 PM
Parent: #5

كانت القطة الجائعة، تدور حول نفسها في المطعم الفاخر، تراقب الناس و هم

يأكلون أشهى اللحوم.

اقتربت من القمامة ، تبحث عن العظام؛ فانتهرها عامل المطعم.

جلست هادئة، في ركن قصي؛ فقد ظنت المسكينة أن العامل يستنكر أكلها للفتات.

حسبته سيكرمها بأكلة هنية ، فانتظرت.

تثاءبت ثم نامت على رائحة الشواء ، ممنية نفسها بدجاجة سمينة.

استيقظت ؛ فشكرت العامل الذي أهدى لها الحلم الجميل.

Post: #7
Title: Re: المحط السابع، إجابة على السؤال بسؤال
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-24-2006, 02:59 PM
Parent: #6

قلت يوما لصديقتي:

إنك تذكريني بمفكرة يهودية سألها أحدهم وقد أراد إحراجها في مؤتمر:

"لماذا أنتم يا معشر اليهود تردون على السؤال بسؤال ؟"
فردت المفكرة:
" ولماذا يفترض علينا أن لا نرد على السؤال بسؤال؟."
ثم التفت إلى صديقتي سائلا: "مار أيك أنت يا صديقتي؟"
ردت صديقتي:
"ولكن لي سؤالان. أولا لماذا تسألني هذا السؤال؟ ثانيا ما رأيك أنت شخصيا، فهو الأهم عندي."

Post: #8
Title: Re: المحط الثامن، لص يشتري ما سرق
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-24-2006, 03:04 PM
Parent: #7

قال الصبي للتاجر:" سأحكي لك طرفة على أن تعطيني قطعة حلوى"

قال التاجر: حسنا

قال الصبي: " إن صبيا لصا اعتاد ان يسرق تمرا من نخلة مزارع. شك المزارع لما رأي تمره يقل

يوما بعد يوم. صعد المزارع إلى قمة نخلته واختبأ فيها.. قدم اللص فتلفت يمنة ويسرى ولما لم ير

أحد صعد النخلة. ارتبك اللص لما وجد المزارع أمامه ، أعلى الشجرة. فكر وأخرج عملة نقدية من

جيبه. مدها للمزارع وقال له: بعني تمرا بهذه العملة.

صمت الصبي برهة ثم قال للتاجر: هيا أعطني الحلوى التي وعدتني بها.

قال التاجر: ولكنك لم تقل لي أهم شيء، أباع الرجل التمر لذلك اللص أم ....

Post: #9
Title: لحظة للنوم فقط، الشاشة سوداء
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-24-2006, 03:16 PM
Parent: #8

كنت أشاهد معها الفضائية، وكان البرنامج مملا.

لم أشأ أن أصارحها بعدم رغبتي في المشاهدة. فكرت أن اقترح لها شيئا آخر نفعله.

فجأة انقطع الإرسال. ظهرت كرات من الضوء كانها كرات ثلج وعلت وشة من المجهار.

حمدت الله الذي قيض لي المخرج؛ فقمت إلى الجهاز لأغلقه.

مالت وضحكت في لذة بالغة.

نظرت إليها مستغربا ضحكها.

نظرت إلي و قالت : " لحظة من فضلك، فهذا هو أحب برنامج لدي، في هذه القناة.

Post: #10
Title: المحط قبل الأخير - خيانة بالدليل -
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-24-2006, 03:24 PM
Parent: #9

قالت له:
" أنت تخونني ... ولم يمض على زواجنا شهر...

- أنا؟ . إنك تعلمين جيدا أنني لم أعرف في حياتي أنثى غيرك. ولكنهم حدثوني أنك... وهذه هي الصورة، يا خائنة.

قالت: إنني إن خنتك كما يقولون فلم أضرك . ولكنك رحت تحدث الناس عني وتروي للملأ.

أنت الذي خنتني. شوهت سمعتي. هذا الذي تحمل صورته في يدك هو أخي لأبي ولم يشأ أن تعرفه لأنه

يعمل ضابطا في المباحث، وجاء لمهمة خاصة. ولكنه اليوم قادم للغداء معنا لأن مهمته انتهت.

Post: #11
Title: إشارة حمراء، قصة واقعية
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-24-2006, 03:39 PM
Parent: #10


.

المكان إذاعة أم درمان
اسم البرنامج...
اسم المذيعة...

استضافت المذيعة اللبقة اختصاصيا في المسالك البولية.

تحدث الطبيب عن مرض البروستاتا وخطورته وتطوره إلى أورام خبيثة.

كانت المذيعة الثرثارة تقاطعه بعد كل كلمة يقولها..

قال الطبيب: " وصيتي للرجال أن...

قاطعته المذيعةقائلة:

" والله أنا أحتج، لماذا هذا الحياد (وهي تقصد الانحياز) يا دكتور؟ أراك تكثر من ذكر الرجال ولا تذكر النساء مطلقا. لماذا هذا الظلم؟...

بث في هذه اللحظة المخرج أغنية ( أمي الله يسلمك)


.
تم تعديل الخط وتنسيقه.
.

Post: #12
Title: Re: إشارة حمراء، قصة واقعية
Author: غادة عبدالعزيز خالد
Date: 07-24-2006, 03:46 PM
Parent: #11

الاستاذ الكريم
ابي عزالدين البشري

انها حقيقة,,
محطات,,
استثنائية,,

معك اتابع
خالص الود
غادة

Post: #14
Title: أم هاشم، هو حسن تذوقكم لا جمال صنعتي
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-25-2006, 00:06 AM
Parent: #12

الأخت غادة

بل زيارتك هي التي كانت فوق كل استثناء. سعدت بها ؛ فلك شكري.

أختي:
العمل برمته رمزي بحت، وهو الذي دفعني لاستعمال الداكن والتسطير، وأرجو أن لا يحمل الرمز
فوق طاقته – فوق طاقتي.
تركت عملا واحدا واقعيا، من حيث حدوثه، في الإذاعة، و الرمز فيه لا يحتاج إلى ذكاء.

و لأنك أول زائرة سأخصك بمحط خاص، هدية مني.


ومرحبا بك.

Post: #16
Title: Re: إشارة حمراء، قصة واقعية
Author: أحمد الشايقي
Date: 07-25-2006, 00:44 AM
Parent: #11

أستاذي الكريم

أبي عز الدين البشـرى


((((((((( رد من أخلص حبيبة لأجمل حبيب. و لتهلك المديرة الغبية غيظا وليحترق الكون بأسره. المخلصة "س".) )))))))))


ربما هذه هي الرسالة التي لم تصـل ....

للأســف حتى الآن,




أتابعك بتشــوق


أحمـد الشايقي

Post: #18
Title: عزيزي الشايقي ، الذاكرة يم لا قرار له
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-25-2006, 01:07 AM
Parent: #16



أخي الأستاذ أحمد

يعرف الذين يجنون ثمر الصمغ من الهشاب أن عود الهشاب يقطع من شجرته ولكن العام القادم وفي

موسم الثمر ، تسيل دمعة العود صمغا أحمر، يقولون إنه أحلى من صمغ الأم. أهو الحنين؟

ذاكرة الهشاب مؤهلة للحنين. الهشاب لا يضن في غربته.

من قال إن الأغنياء لا يعرفون جوع الفقراء ومن قال إن الحكام يجهلون ذلة الشعوب؟ ومن قال إن

المحبوبة باتت تجهل تحرق العاشق الوله؟

الطفل يفهم وبطريقته. والأمي يعلم أن الذين تعلموا لا يدركون مدى جهلهم، ولكن ( لا حوار). ويظل

الحكيم في شوق إلى المعارف. ولكن التأمل درجة سامية ، هي أس المعرفة، ولولاه لجهلنا نيوتن

و لظلت طائراتنا تحلق إلى أسفل الأرضين ولظللنا نهوي ونسقط في السماء، ولو فرضا.

جاذبية الأشياء في تلك الرسائل. وكل الرسائل قد وصلت ولكنهم (يتجاهلون) وليتهم كانوا يجهلون.

عبرك أقول لهم.. لـ (( تعيها أذن واعية))


Post: #37
Title: رسالة الشايقي
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-25-2006, 11:54 AM
Parent: #16

أأسف سادتي لتكرار الرسالة لعيب بالشبكة فالمعذرة

Post: #38
Title: رسالة الشايقي
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-25-2006, 11:56 AM
Parent: #16

أكرر أسفي لتكرار الرسالة الغير مقصود

Post: #39
Title: رسالة الشايقي
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-25-2006, 11:56 AM
Parent: #16

عزيزي أستاذ أحمد


من طرائف هذه الرسائل، في تلك الفترة، أنها معدة مسبقا. وأجمل ما عرفت من زميل لي أنه ينسخها

مرات ومرات. أحيانا منقولة من كتاب. وفي ذات مرة تصادقت فتاتان ، وفتحت كل منهما رسالتها،كانت

الرسالتان بالقلم الأخضر نفسه، نفس العبارات، فقط تغير الحرف في أول الرسالة. كانت هنالك ثالثة

تتلصص عليهما . شهقت بالدهشة واستخرجت ( معروضها الغرامي) ، كان هو نفس نص الرسالة.

الطعم لايعد لسمكة مخصصة.

الرسالة التي وصلت يد المديرة، قطعا تسامع بها القاصي والداني ولكن من يوصل رسالتي ورسالتك.

أهنئك ، فقد أصبت.

ولك حبي

Post: #52
Title: Re: إشارة حمراء، قصة واقعية
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-26-2006, 08:39 AM
Parent: #11


Post: #53
Title: شكرللأخ لؤي محمد عثمان ريحانة المنبر
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-27-2006, 09:42 AM
Parent: #52


اتصل بي على الهاتف، لما وجد رسالتي ؛ و لم يجدني. اتصلت به فرد علي. رحب بي وكأنه يعرفني منذ سنين. وجدت الرجل طيبا غاية الطيبة. تحدثنا لساعتين. تكلمنا عبر الماسنجر. علمني كيف أصحح الخطأ الذي حدث مني، وعلمني خطوة بخطوة كيف أحمل أغنياتي وأُفَعِّلُها على البوست. وجدت الرجل عالما. موسيقارا حقيقيا. واكتشفت ذلك بالصدفة لما كان يحاكي صوت النغمة على الجهاز. فسألته. عرفت أنه يعزف أكثر من آلة وعرفت أنه شقيق موسيقار زميل لي، عازف الفلوت بنمارق. كان معي كريما صبور، طيبا، مثقفا فهو باختصار شخص استثنائي، في معرض محطاتي الاستثنائية. فهو محط هام في هذا البوست وفي المنبر كله. له شكري وله حبي


Post: #64
Title: Re: المحط الثالث، العصفور
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 08-02-2006, 01:33 AM
Parent: #3

الأستاذ أبي
سلام واحترام
مساكين زوجاتنا وأطفالنا نحبسهم في الشقق التي إيجارها يقصم ظهورناونعمل على توفير وسائل الراحة فيها وفقاً لاستطاعتنا، لكن رغم ذلك لا تنقطع شكاويهم من الحبس الإختياري. إنهم يريدون الإنطلاق في الفضاء الفسيح وقد تعودوا على حياة الحيشان، ولكن هيهات والعمل مأخذ كل أوقاتنا وحتى الحيشان في الوطن لم تعد فسيحة كما كانت. حفظ الله لك إبنك الذكي الذي إستطاع إيصال الرسالة إليك بألا تنسى شراء تذكرة رابعة لصديقه العصفور.

Post: #65
Title: إسحق وتعب المحطة الثالثة
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-02-2006, 02:05 AM
Parent: #64

أستاذ إسحق

المشكلة الحقيقية هي أن العصفور لا زال حبيسا. هون الله عليك. أفهمك ولا أباشر

ولك شكري ، ونلتقي

Post: #13
Title: Re: المحط الثاني، الزهرة
Author: Nazar Yousif
Date: 07-24-2006, 05:22 PM
Parent: #2

الأعز بالله أستاذ ابى
لكم هى مرهفة هذه الاشارات وهى تستدعى أحساسيس
وقيم حجبتها التخمة..
" نتجشأ حتى التخمة جوعا"
ومضت فى ذهنى اشارات المصطفى ..
* ظلم أهل الطائف ورحمته..
* اليهودى والأذى..
* وأخيرا دمعته و الحسين فى حجره فقد علم بمصرعه على يد أمته ..

واصل لعلنانفيق ..

" دنيا لا يملكها من يملكها
أغنى أهليها سادتها الفقراء
الخاسر من لم يأخذ منها
ما تعطيه على استيحاء
والغافل من ظنّ الأشياء
هي الأشياء!
تاج السلطان الغاشم تفاحه
تتأرجح أعلى سارية الساحة
تاج الصوفي يضيء
على سجادة قش
صدقني يا ياقوت العرش
أن الموتى ليسوا هم
هاتيك الموتى
والراحة ليست
هاتيك الراحة"

Post: #15
Title: نزار لم تبق مساحة للتعبير فلتكن إشارات
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-25-2006, 00:35 AM
Parent: #13

Quote: " نتجشأ حتى التخمة جوعا"

و
واصل لعلنانفيق ..


أخي درويش الصحو، في زمن السبات.

أشتاق إليك وتحن خرقة كلماتي لترصيع يراعتك وتوشية لسانك.

أحن كالثمل إلى القنينة التي كانت هي السبب. أموت دفئا والبرد لا يصبر على اشتعال فكري في

حضرة التأمل (في حضرة من أهوى).
أتوق إلى فاصلة عارية تستر عري المعاني ، حين يعز ثوب الفضيلة. أوائم أوصال التناقض في كلامنا

الأجوف. استرق النظر إلى حسناء المعاني وهي راقدة في حجر صعلوك التمعك والثرثرة اليبوس.

ثمة طريقة توصل المعاني إلى بر أمانها ولكن الزورق المثقوب لا يحمل قربة من هواء.

وسيظل الخواء هو الخواء. لن أطعن في ظله محاربا، استسلم لإغواء صانعة الإشارة . دعنا نناجيها

سويا ، فقد أرهقت الفيتوري مقصلة التعبير فأسلم عنقه طائعا مختارا وأنشد أنشودة الموت في حضن

الإبداع.
Quote: دنيا لا يملكها من يملكها
أغنى أهليها سادتها الفقراء
الخاسر من لم يأخذ منها
ما تعطيه على استيحاء
والغافل من ظنّ الأشياء
هي الأشياء!


لك شكري حبيبي، صديقي، وابن أستاذي وصديقي

انتظرني هناك... أعرف أنك تفهم، ولكني قررت أن لا أفهم.

Post: #17
Title: هدية لمن تستحقها، الســدرة جدتي
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-25-2006, 00:46 AM
Parent: #15

سمعت أمها و جدتها تقرعان أختها الكبرى، التي اعتلت صحتها فجأة، وضاقت عنها ملابسها.

منعتاها أن تخرج من المنزل و... ولكن الحديث كان دائما همسا. الصغيرة لا تفهم و لا تجرؤ على

السؤال.

في ليلة شتائية باردة سمعت صوت حفر خلف حجرتها، وكانت أختها تصرخ في الغرفة المجاورة

متألمة، ولكن صوتها كان مكتوما. نظرت من ثقب بالنافذة. سمعت صوت طفلة تستهل صارخة ، ولكن

جدتها كتمت أنفاسها ، سريعا، بملاءة خضبها الدم.

في الصباح كان التراب قد أعيد إلى الحفرة وروته الأم بالماء. مرت الأيام و نبتت سدرة، تحمل

نبقا أحمر كلون الملاءة نفسها ، في موضع الحفرة ولكن الصبية لم تذق طعم النبق.

كبرت الطفلة وولدت بنتا ، وولدت بنتها حفيدة سمتها أمل.

دخلت أمل على جدتها ، يوما، تحمل في يدها كيسا من النبق، قدمته لها ولكن الجدة اعتذرت

وشكرتها.

قالت الطفلة:
" جدتي، صارحيني. إنك لا تحبين النبق مثلي."

أومأت الجدة بالإيجاب، فقالت الطفلة:

" جدتي لا أدري لماذا لا أحب النبق؛ إنني أحس بالذنب لشيء لم أفعله. أحس أن هذه السدرة جدتي؟

و أنت لا تأكلين النبق ، هل أكله حرام؟

.... .... ....؟؟؟؟؟

Post: #19
Title: Re: محطات استثنائية
Author: خضر الطيب
Date: 07-25-2006, 01:11 AM
Parent: #1

استاذي الفاضل / أبي عزالدين البشرى


ما اروعك .... وادي قعده ...

Post: #20
Title: خضر، الروعة هي أنتم
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-25-2006, 01:29 AM
Parent: #19

حبيبي الغالي،الفنان خضر


الشكر لك ، و لكن الروعة كلها حينما تبدون رأيا في عمل. أملي أن لا نعقد الكف ونرفع الإبهام،

وهو إشارة، لنقول حسنا، تعبيرا عن رأينا. ولكن أن تنعقد كتل قلوبنا مثل ما انعقدت أكفنا على

القضية المحورية.

أقول لك.. دعك من هذا كله يا(عريس)، هل أخذت الإذن من (الجماعة) لتدخل البوست؟

ما(تنفخ جضومك ساكت ، كلنا كنا عاملين فيها.. و البالونة طرشقت)

أمنياتي السعيدة لك وأتمنى وصول حرمكم المصون قريبا، ولكما الود.

Post: #21
Title: Re: خضر، الروعة هي أنتم
Author: غادة عبدالعزيز خالد
Date: 07-25-2006, 01:51 AM
Parent: #20

Quote: أقول لك.. دعك من هذا كله يا(عريس)، هل أخذت الإذن من (الجماعة) لتدخل البوست؟




انا حقيقة مستمتعة

خالص الود
غادة

Post: #23
Title: أم هاشم، المهم أن نجد قدرة على ممارسة المتعة، نفسها
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-25-2006, 03:50 AM
Parent: #21

أختي أم هاشم

لم أسألك قبلا هل تعجبك الكنية أم أنك تحبين الاسم مباشرة. فالمعذرة.

ولكن ..

ليس المهم أن نجد فرصة للمتعة، فحسب. ولكن الأهم أن نجد قدرة لممارسة هذا الحق. وأن لا نغمطه

يوما، وأن نهيئ دواخلنا لتستقبل ذلك الطائر الغريد.

والأهم من ذلك كله أن نشيع عطره بين من نحب ومن يحب. بل نرغم الأنوف الزكمة أن تشمه ثم تحاول

فيما بعد أن تشتمه.

الامتاع يصير غاية الشخص الفاعل إذا صار الملل داء، ويكون نزهة محببة في زمن (الخيارات

الصعبة)، (من نافذةالغربة) علها تتم (فصول المسرحية التي لم تكتمل).

ومعك يا أستاذة
( إن شاء الله الهدية وصلت؟)

Post: #22
Title: Re: محطات استثنائية
Author: yasiko
Date: 07-25-2006, 02:00 AM
Parent: #1

تسلم يا ملك متابعين
ويقول عبد الله محمد خير
يا ريت لو الوابور يمد ينسى السليم لو بالعمد
نحن ما دايرين نوادعك ودا القصد
واصلو لو ما تم القصد نلبس سواد شهرين نحد

ارجو ان تمد وتزيد المحطات

Post: #26
Title: Re: محطات استثنائية
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-25-2006, 04:23 AM
Parent: #22




الأخ يس

مالك تثير في اللواعج والحينين للــ (القرير النبحن بوابيرها) ، (يوم بابورو صفر)

ود محمد خير، السبق شيخو عوض

قال الحبيب:

يازينوبة

أبوك هو أصلو حالو بره

لو قاري العلم ولا هو سيد خبره

ومو زول غربة لكن الظروف جابره

مالو إن كان صبر كل الخلوق صابره

والصابرات روابح لو يجن قماح

يا قمره

أقلبي السنسنه الحمراء

شوفي أبوي وين ما جاء

برجاه كل صباح

هو أصلو متين نساكم يمه عشان يطره

يتنفس هو ذكراكم العطرة

رهيف إحساس حنين قلبو بالفطره

نديمه بقت دموعه الديمة منقطرة

وعارف نفسو هو من غيركم و مابيرتاح

ياقمره

جاهو العيد كمان زاد القليب حسره

سادي العبره حلقو نفسو منكسره

هو لا لم القروش لا حصل المسرى

بلد ما فيها زول مات من عدم كسره

فراقكم لينا يا أحبابنا ما كان صاح

ندمانه

ندماني وبقت محتاره في أمرها

بعد قسن الدرادر قصرن عمرها

الشوق فاض وعمانا الحنين غمرها

يا قمره

الشوق للبلد ولي يبهجتها وسمرها

الشوق لي مقيلا ضماه تمرها

والشوق لي حديثا ضماها وغمرها

ومشتاق للجزيرة وهكرها

كان الشوق يخخف ولا يبري جراح

أنا مشتاق للبلد جابريتها وكفرها
ومشتاق للحسيناب السقا وبكرها

ومشتاق لي القبيل اتربو فوق حكرها

ومشتاق للدميرة ومويتها العكره

ومشتاق لي الجزيره وكشقها وهكرها

مشتاق لي قطع بحرها ودخول وكرها
يا قمره
أقلبي السنسني الحمرا

أنا مشتاق للأبى يفارق الفؤاد ذكرها

و مشتاق للعلي مشغول دوام فكرها
ومشتاق لي الصبح بي دم غناي شكرها

ياريت لو كت بقدر أسوي شوقي جناح
يا قمره

صبي السنسني الحمرا

أقلبي السنسني الحمرا

شوف أيوي شان برجاه كل صباح

أما أنا يا زينوبه أسأل الله أن يتوب على الغربة ، لأني غير قادر على هذه التوبة.


Post: #28
Title: الأخ يس ، هل سمعت اللحن ؟
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-25-2006, 04:58 AM
Parent: #26

http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/uploadvideo/upload.cgi
إن شاء الله يا دكتور كدة اللحن واضح
اللحن أروع ما يقال في هذه الصفحة، والكلمات أبهى وأنا في حيرة!

Post: #24
Title: Re: محطات استثنائية
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 07-25-2006, 03:55 AM
Parent: #1

الأستاذ أبي
سلام واحترام
محطاتك جميلة ياأستاذ جمال محطات المترو في باريس.
ياخي حرام عليك سكاكين شنو المع التفاح، التفاح كان شافتو العين الشبع بحصل.

Post: #27
Title: إسحاق، صدقني لم وردت التفاحة ولم ترد السكين
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-25-2006, 04:44 AM
Parent: #24

صديقي الغالي أبا أحمد
لك ودي

وصباح باريسي حــــــــــــــلو

أنزل من الميترو وتعال لأهمس لك بسر:

وردت التفاحة ولم ترد السكين في نصي. ولا أريد أن أقول كما قال البرعي:

"ألوذ بسعدى وليلى تنصلا * * * وما قصدي سعاد ولا لبنى"

نحن من ( دوخنا) التفاحة، المشتهاة منذ القدم، فزلت الأقدام و اصطرع الجبابرة في دروبها ولا

زالت بكرا تشرئب إلى عناق الرجال الصادقين. التفاحة ذلك التعبير الكاثلوكي عن الخطيئة الأولى،

يظل رمزا. وعند غيرهم رمزا للحرام كله. ولكني تنصلت عن ذلك كله. بين (يدي اليمنى) ، ويدي (

اليسرى). ولا زلت أشتهي طعم التفاح، رغم أني آكل التفاحة (الفاكهة) كل يوم. أين هي التفاحة؟

أخي إسحق:

قيل مرة لبيكاسو:" لو تحدثت لنا قليلا عن هذه اللوحة". فرد الفنان:

"أنا لست شاعرا، الشاعر وسيلته

الكلمات ، ووسيلتي الريشة والألوان ، دونكم عملي فقد قلت كل ما عندي".

وأنا أرجو أن لا تستدرجني ، بذكاء، وأن لا تفضحني. أنا عار أمام نفسي ولكني استقبلت اتجاها آخر

غير وجه المرآة.
ونواصل- إن شاء الله -

Post: #31
Title: Re: إسحاق، صدقني لم وردت التفاحة ولم ترد السكين
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 07-25-2006, 09:16 AM
Parent: #27

أستاذي أبي
سلامي واحترامي
حيرتنا معاك ودا لغز ما قدرت أحله "المتاهة" المرة دي أعقد من متاهتك الأولى.
التفاحة الرمز عرفناها والتفاحة الفاكهة خبرناها وما فضل غير تفاحة واحدة بس دي الما فهمناها. أصلي بليد ومخي تخين خاصة في مادة الرياضيات دحين دي ما رياضيات؟!.
ودمت مبدعاً.

Post: #36
Title: تفاحة أستاذ إسحق
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-25-2006, 11:36 AM
Parent: #31

أستاذ إسحق العفو، ياحبيبي أنت الذكاء نفسه. ولكني أقتطف من كلامك هذا الجزء
Quote: وما فضل غير تفاحة واحدة بس دي الما فهمناها


إذا أنت وصلت بذكائك لتفاحة فلماذا ضعفت هذا الاحتمال، وإنك لتشهد أنها التفاحة الوحيدة

الباقية.؟

قلت إن التفاحة رمز ، مثل القتل في محط آخر جعلته داكنا. ولا تستدرجني.

الكلمة عندي ما هي إلا قالب لمعنى (ماعون) فإن كانت سعته ثلاثة أرطال أمكنه حمل الرطلين ولن

يصيح مطالبا بالمزيد، وإن حملته رطلا واحدا حمله ولكنه يبدو في قعر الإناء ولن يرضيك. عبيء أخي

مواعين الألفاظ ، تبدو زاهية ومقنعة. و الرياضيات ضرورية لحساب الأرطال.

الألفاظ والمعاني اصطلاحاتنا نحن، فلو كنا سمينا الكرسي مروحة فعندما تسمع كلمة مروحة يتبادر

إلى ذهنك ذلك الشيء المصنوع من الخشب، الحديد أو غيره والذي أعتدت الجلوس عليه، ولن يضرك

حينها أن يكون السرير سيارة أو المرأة قنبلة. فقط يجب أن نصطلح على ذلك

ولك كل حبي وشكري

Post: #50
Title: Re: تفاحة أستاذ إسحق
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 07-26-2006, 06:18 AM
Parent: #36

أستاذنا أبي

سلام واحترام

((الكلمة عندي ما هي إلا قالب لمعنى (ماعون))

كل يوم أتلقى منك درساً وازداد معك معرفة ، وهذا مصدر سعادتي وفخري بك.
إذا كانت الكلمات مواعين المعاني، فكلماتك دائماً من الذهب الخالص ومواعينك دوماً من الألماس الأصلي. وكلماتي لم ترقى بعد إلى مستوى المعادن النفيسة( يعني فضة وبرونز) . زد القاً

Post: #51
Title: ذوقك أنفس، أستاذ إسحق
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-26-2006, 06:27 AM
Parent: #50


الأستاذ إسحق

و ذوق من أنفس معادن ( الجنة) التي لم توجد في حياتنا بعد.

Post: #25
Title: Re: محطات استثنائية
Author: الطيب برير يوسف
Date: 07-25-2006, 04:16 AM
Parent: #1

(1)
لم يكن مهماً أن تعبر ملامحه "أسوار القبول"
شيء ما كان يحرضه لتغيير سلوك "المرآة"
فجل ما تحتاجه "ضوء" و"منظور" لتمارس "لعبتها" بتحويل اليمين يساراً واليسار يميناً
ونحن منهمكون في "ترتيب" "الغرور" فيها كيفما كانت نزعة "الاعجاب" وشهوة "التزيين"!!
ولا زال هناك شيء يضحك في "نبض المرآة"!!
(2)
غنّى..
وانصرف..
"الرقص" في "سعاره وهياجه" "لم يؤسس معادلاً موضوعياً "لوحشة" اللحن الأخير
لم يكن حائط "يرقص مذبوحاً من الألم" كافياً ليسند "الفهم" ظهره المتعب عليه!!
بعض "العطور" صافحت "خياشيماً" اتسع الفضول فيها بأكبر من اتساع فتحات الأنوف
انتهى بعضها إلى "الفراغ".. وأثمر الآخر "مواعيد" توزعت بين "الرخيص" والغالي!!
"الطرقات" ابتلعت الأجساد في هروبها نحو "مخادع" تنأى وتتقترب
وحده "الساوند" بدا مرتبكاً مما حدث..
أما "الصدى" فقد كان مشغولاً بترتيب "الحنين" في الكراسي الفارغات!
(3)
"الصباح" لم يكن يعنيه غياب "النجم" عن "حضرته"..
اهتمامه كان منصباً نحو تعزية "الغروب"..
"فهم" نائمون صباحاً.. "ولاهون" غروباً!!
(4)
أوغل في التيه..
الطرقات بدأت في عينيه أضيق من حرج "قلم" فاقد للحبر
أوصله التطواف إلى الشاطئ
ضحك..
حين أدرك أن "الموج" لم يزل يقوم "بنسخ" ما يكتبه الشاطئان
ضحك..
عاد إلى الكتابة على "البياض"!!



Post: #29
Title: Re: محطات استثنائية
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-25-2006, 05:47 AM
Parent: #25

Quote: (1)
لم يكن مهماً أن تعبر ملامحه "أسوار القبول"
شيء ما كان يحرضه لتغيير سلوك "المرآة"
فجل ما تحتاجه "ضوء" و"منظور" لتمارس "لعبتها" بتحويل اليمين يساراً واليسار يميناً
ونحن منهمكون في "ترتيب" "الغرور" فيها كيفما كانت نزعة "الاعجاب" وشهوة "التزيين"!!
ولا زال هناك شيء يضحك في "نبض المرآة"!!

أخي ود البرير

أنت معي على الدرب، (يمينا ويسارا). المرآة كانت محايدة قبل الافتتان بالألق المسروق من جبهة

الدر المزيف. لنضحك على أنفسنا ، أولسنا نخرج ألسنتنا سخرية من الناس؟ إذا أخرجنا ألسنتنا

أمام المرآة ، أخرجناها لأنفسنا. حق كلامك عن المنظور ولكنه هذه المرة أبعد من البعد البؤري،

أبعد من تصوراتنا، والمرآة لا استوت ،تقعرت أو تحدبت. إنما صارت مسخاهندسيا،أمام الكوفير. تعرف أن


الضباب يشل قدرة المرآة على طرح نفسها لمتعة النظر.
وحلق المراية قد يرجع الرنين إذا طرقت عليه وغابت الرؤية.

Post: #40
Title: Re: محطات استثنائية
Author: الصادق خليفة
Date: 07-25-2006, 12:44 PM
Parent: #29

استاذي ابي
شوق كثيف
هي محطة استثنائية لدرويش اضيفها لمحطاتك التي انتقلناعبر اشارتها الخضراء مشياً على الأقدام او زحفاً على الأيدي الي حدائق وازهار اهدتنا من فلها روائح طيبة وأشجتنا عصافيرها وبلابلها بطيب اللحن , الى كابوس عارض ليته حلم لم يتحقق بموت الجميع و تظل المأساة في الفقر و الحوجة و التي لا ادري أهي بالفعل تجعلك ترتكب الحماقة ؟ (مجرد سؤال) (أم ان حب الرجل لأبنه الوحيد اعطاه العذر ليفعل فعلته وجعلنا نردد (الحب ما قتل) ، وانا ايضاً اردد مع صديقي الشايقي (و لتهلك المديرة الغبية غيظا وليحترق الكون بأسره. المخلصة "س".) و دعني اردد مع القطه ليس بالخبز وحده تحي القطط و هنيئاً لها بحلم جميل ، وانا اسألك استاذي ابي كما سألت اليهودية هل كل هذا الجمال و الحروف المموثقة التي خطاها بنانك في لحظة صفاء ام شوق ام إلتياع ؟ مسكين الصبي لم يدري بخلده ان معظم التجار اشحاء ولو لا ذلك لما كونوا ثروة ، انه التهور بعينه توفر الثقة بين الطرفين امر لا بد منه و ان اطلاق التهم جزافاً قبل التأكد و التحري من الأمر يرجعك الى الخلف مليون عام فقط كانت صورة لشقيقها ليته لم يجدها (غبي) ، استاذ ابي دعني اطلب من المخرج بث اغنية بكتب ليك رسالة طويله يا أمي و سوف أعود
اتركك مع درويش

حدتني عن حبه الأول
فيما بعد
عن شوارع بعيده
وعن ردود الفعل بعد الحرب
عن بطولة المذياع و الجريدة
وعندما خبأ في منديله سعلته
سألته:
أنلتقي ؟
اجاب في مدينة بعيده

Post: #41
Title: الصادق خليفة ، في مدينة بعيدة والشايقي في الأسمال
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-25-2006, 03:08 PM
Parent: #40

العزيز الصادق

أولا شكرا لك و ابتهجت بزيارتك
Quote: سألته:
أنلتقي ؟
اجاب في مدينة بعيده


لا أدري أأبدأ معلقا على ما سبق ، أم أن أعرج على الدرويش. في عالمهم

(سحر، غموض وبهاء). كلمات تحسب أنهم يلقونها جزافا فإذا أمعنت فيها النظر، شلت خلايا المخ من كد

التفكير. أحيانا نحسبهم مجانين ، تظهر عليهم علامات ( الجذبة) الكبرى بلا استئذان.

مجانين إلا أن جنونهم عجيب *** على أعتابهم يسجد العقل

وهم أيضا من:

دخلوا على الدنيا فقرا *** وكما دخلوا عنها خرجوا

من هؤلاء نتعلم عبارات الإشارة، قصرها لا تقصيرها عن البيان. اشتغالهم بما لا يشغل الناس عادة و

زهدهم فيما رغب فيه الناس. هذا التناقض بين فئتين، هو معرض للتأمل والغوص العميق.

العبارة المنصصة أعلاه هي بعض من أقوالهم، تحمل رمزية عميقة. هذه المدينة البعيدة قد تكون

الآخرة، قد تكون البرزخ ويعني بها الدرويش الموت، ففيه يلتقي ويتساوى كل الناس. وقد تكون إشارة

عقدية صوفية خاصة من قبيل ( الحضرة) و ( العروج) وقد تكون لا شيء ، لا شيء مطلقا؛ إذ أنه يعني

أن مصيرهم بيد الله.

انظر معي إلى الشايقي في رمزيته مكتوم:

أم.... (الدرويش في الأسمال.. يعتنق الطهارة) ولا يكاد الناس يوفقون في الموازنة بين الرجل

الطرير، رث الهيئة والثوب ، متسخها والطهارة ( المعنوية). فكم من صاحب ثوب نظيف فقد (طهارة)

الوجدان.

الكلام في هذا المقام سيرهق فاصلة الحروف ، فعذرا

ولكن أحلام القطط لا تختلف عن أحلامنا بني البشر. بل حتى سلوكها، ألا ترى القطة إذا أرادت سرقة

اللحم جاءت متلصصة ، حتى إذا رأت شخصا هربت؟ أو ليس هي نفس القطة التي إذا رميت لها بقطعة

لحم، كرما منك وتفضلا، جاءت بثقة و لم تخش شيئا؟ أولا تميز بين الكسب المشروع وغيره؟

ورغم ذلك كله تظل قطتي رمزا...

ونلتقي

Post: #42
Title: الأخ عادل، وصلتني رسالتك وهذا هو عنواني
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-25-2006, 03:23 PM
Parent: #41

الأخ عادل

لك خالص الود ولكل الأسرة، وصلتني رسالتك وسأرد عليها إن شاء الله. وهذا هو بريدي الخاص


[email protected]
وعندما تصلك رسالتي ستجد بها كل أرقام الهواتف وعناوين البريد الأخرى. ولكني أفتح البريد أعلاه أكثر من غيره.

رجاء المراسلة وقبلة للصغيرة لينا

Post: #32
Title: محط الطيب برير الثاني
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-25-2006, 10:56 AM
Parent: #25

المحط الثاني
Quote: "الرقص" في "سعاره وهياجه" "لم يؤسس معادلاً موضوعياً "لوحشة" اللحن الأخير
لم يكن حائط "يرقص مذبوحاً من الألم" كافياً ليسند "الفهم" ظهره المتعب عليه!!
بعض "العطور" صافحت "خياشيماً" اتسع الفضول فيها بأكبر من اتساع فتحات الأنوف
انتهى بعضها إلى "الفراغ".. وأثمر الآخر "مواعيد" توزعت بين "الرخيص" والغالي!!
"الطرقات" ابتلعت الأجساد في هروبها نحو "مخادع" تنأى وتتقترب
وحده "الساوند" بدا مرتبكاً مما حدث..
أما "الصدى" فقد كان مشغولاً بترتيب "الحنين" في الكراسي الفارغات!



صدقني لو كانت هنالك خاطرة أجمل من هذي لكانت هي نفسها.

بح صوت المغني ، يشق هدوء خلوتنا، مكرهين نسمع. تراقصت أشباح الحضور، كما الفوضي.

وكلهم بالرقص يتناسى أن يحك جراحا بالفؤاد. ويخيم جو معطر بالنفاق والعطر الرخيص أكثر ضجيجا

ولكنه سرعان ما يزول. تسيطر وحشة خفية على جو احتفال ولكن العيون الغامزات بموعد جديد ، تحمل

أملا في الخروج. فلتسخر من المواعيد نفسها ، و ليتعب الفهم ، فالدرس هذا اليوم للقلب وحده . و

لتصفق ( الكراسي) بعودة المهرجين و ليهتف لهم ( الشعب) ولينتظر السكين.

Post: #33
Title: Re: محط الطيب برير الثالث
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-25-2006, 10:59 AM
Parent: #32

المحط الثالث



كلنا ، نشيد فرحة يومنا بالتأسي على غربة الروح ، وغروب المرام، بتطارح الغرام و ابتذال

الكلام. بدائل التعب هي نفسها ثمار الرهق، و تسارع الرمق. نبطئه بشيء من شروق أمنية كذوب.

لتصدق الحكمة:

والطير يرقص مذبوحا من الألم

انتظار النجم تلو النجم هو تواتر الهموم ، فما ذا يعني الفجر من ثريات تضيء وتخبو وهو يرقب

الشمس، تبدد ظلام ( الحقيقة)، و تفضح عري الدجالين؟

Post: #34
Title: محط الطيب برير الرابع
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-25-2006, 11:07 AM
Parent: #25


المحط الرابع
Quote: ضحك..
عاد إلى الكتابة على "البياض"!!



كتبت الطفلة على الشاطئ كلمة البحر فلم تجدها، محاها الموج. كتبت كلمة السماء فلطمتها

موجة غاضبة ، فانمحت. يئست من الكتابة فكتبت أحبك يا أمي. جرف الموج

الطفلةبعيدا؛ فصرخت . امتدت إليها يد

أمها لتنقذها، فعلمت أن كلمة أحبك أمي كلمة لا تنمحي.

المهم فقط ، ماذا نكتب. يمحو الموج ما نكتب و تسمعنا رمال الشاطئ . فأقول للطفلة:


هزي إليك بجذع نخلة

تشبثي بأسباب الرجوع

و أعلني صوما إذا

نطق اليسوع

هذا السري هدية ( السري بتشديد السين المفتوحة، كسر الراء و تشديد الياء)

يغنيك من ظمأ وجوع

الموج يغسل دمعتي

يخفي تفاصيل الدموع

Post: #30
Title: Re: محطات استثنائية
Author: خضر الطيب
Date: 07-25-2006, 07:02 AM
Parent: #1



الاساتذه : -

ابي عز الدين البشرى + الطيب برير = ابداع بلاحدود




كت اووت :


بالمناسبة يا استاذ ابي المدام لما دخلت البورد دا عملت دراسة كامله عن احوال البورد

وقدرت تعرف الصالح من الطالح والنتيجة الطلعت بيها اني اترك البورد دا نهائيا دا

طبعا لما شافت نوعية الشتائم والسباب وبالذات بين بعض النسوان والاطفال الخدج الذين

امتلأ بهم البورد في الاونة الاخيرة , فوجدت ان الحق معها في كثير مما ذهبت اليه

فوافقتها الراي .. خلي الامور تعدي على خير


ذكرت لها بان علاقتي بالبورد لاني اجد نفسي في كثير مما يكتب فيه من ادباء وشعراء

وزملاء دراسة وعمل ولكن كل هذا لم يقنعها فاعطتني مهلة للتفكير ( امريكا بس ), مش

التفكير في الاستمرار , لا التفكير في المغادرة النهائية والمهلة المحددة ليست

بالقصيرة تجعلنا نتمرق في بوستكم هذا حتى يجعل الله امرا كان مفعولا ..





حكمة اليوم : -


المدام دائما معاها الحق في ماتقول !!!

Post: #35
Title: خضر يرفع الراية البيضاء ، فهنيئا له بالسلام
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-25-2006, 11:21 AM
Parent: #30

1
Quote: كل هذا لم يقنعها فاعطتني مهلة للتفكير

2
Quote: فوافقتها الراي .. خلي الامور تعدي على خير

3.... .... ...
و الله أنا أهنئك بشجاعتك والاستسلام برجولة، وما بقول أي كلمة تلومني مع المدام، لكن ولا يهمك كلهم كده بس قدام الناس حاجة تانية. حتى أستاذ ... أخوي الكاشف.
خضر
كتر خيرك ولنا لقاء خاص ، إن شاء الله أتوقع زيارتك الكريمة، في نهاية الأسبوع.

Post: #43
Title: Re: خضر يرفع الراية البيضاء ، فهنيئا له بالسلام
Author: غادة عبدالعزيز خالد
Date: 07-25-2006, 11:49 PM
Parent: #35

الاستاذ الكريم

يسير بى قطار القراءة
كل صباح و عشية
و اسألة فى كل لحظة,
ان يقف بى
لدى المحطات الاستثنائية
املى عينىّ
و ارى كل جديد
و اطلع على
كل غريب

Quote: أختي أم هاشم

لم أسألك قبلا هل تعجبك الكنية أم أنك تحبين الاسم مباشرة. فالمعذرة.


ان ناديتنى غادة
فلا امانع
فلوقع اسمى قى اذنى
تغم جميل
و ان قلت لى
يا ام هاشم
فهذا ايضا
رهيب,,
و لك ان تختار
فانا لا املك المقدرة
على اتخاذ هذا القرار

خالص الود
غادة

Post: #44
Title: Re: خضر يرفع الراية البيضاء ، فهنيئا له بالسلام
Author: ابوبكر الامين يوسف
Date: 07-26-2006, 03:44 AM
Parent: #43

تلك هى محطاتى العابرة

غير قابلة للتوقف او الانتظار ...تحلم بالوصول ..

فتحت ابوابى هنا ولم اقوى على مواصلة المسير ...

امنحنى منفذا كى ارى ..ومنفذا للضوء واخر للرحيل ...

كى اعود اليك فاردا مساحة اكبر بالشوق واللقيا

فلابد من مساحات اكبر فى حضرتك ايها الوطن الجميل ...

ففتحت عينى وافقت من حلمى وادركت هنا ...

هنا عزيزى ابى الصديق معنى الوصول ...

Post: #47
Title: أبا بكر ود فداسي، نفس صوفي
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-26-2006, 04:03 AM
Parent: #44

عزيزي الغالي ود فداسي



تلك الفرس المطهمة بجمال رجالها، المزينة بعظمة نسائها. تلك العروس التي تحلم بدنو

زفافها إلى المجد. تلك

الجنة التي أفردت لها مساحة من العشق في نفسي، وهي الأنثى الوحيدة التي لا يثير عشقي لها غيرة

شريكتي. الدار العامرة بالذكر بين القرى الخراب. لهم حبي جميعا.

Quote: امنحنى منفذا كى ارى ..ومنفذا للضوء واخر للرحيل ...



لم استغرب أن أشتم هذا النفس الصوفي منك باختيار مفردات الوصول ، السير والحضرة.

مرحبا بك و أدعوك لمحطة ( الساندويتش) القادمة، فهي أهون من الحديث عما سبق.

وها انا ذا أفردت لك كل مساحات الشوق.

Post: #45
Title: أم هاشم، ذوق استثنائي
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-26-2006, 03:48 AM
Parent: #43

الأخت الأستاذة

حتى في ما يخصك وحدك، تمدين لي الخيار؟ في معرض الاستثناءات والمحطات الاستثنائية، ها أنت

تفتحين نافذة الذوق الاستثنائي.

نعم

كأنك توافقيني الرأي أن (المعاني) هي المرادة، إن فهمت، ولا اعتداد بالكلمات. ويحضرني هنا قول

الأستاذ محمود محمد طه - رحمه الله - :

" الألفاظ قوالب والمعاني تنزلات" .

ولكن فوق ذلك منهج نفسي هام ، استعمله هنا استشفافا من العبارة.

Quote: و ان قلت لى
يا ام هاشم
فهذا ايضا
رهيب,,


فكلمة رهيـــب ، كشفت الرغبة ولكن قد استعمل الخيار الآخر أيضا، استنادا إلى

Quote: فانا لا املك المقدرة

إذن ليس المهم الاسم بل المسمى. فهل هذا رأي الطفل في محطتي القادمة؟ وما هو الأهم عنده؟

و لتتقدمي معي إلى محطات الرجوع و(الساندويتش هو المهم)

على اتخاذ هذا القرار


Post: #46
Title: Re: محطات استثنائية
Author: AMNA MUKHTAR
Date: 07-26-2006, 03:59 AM
Parent: #1

مددت يدي لأقطف الزهرة
مالت مع النسيم، حسبته دلالا، حياء وربما خوفا
أرضى ذلك هارون الرشيد في داخلي.
أمسكت بها وفصلتها عن النبتة.
عركتها بين يدي؛ ففاحت
كانت تعلمني درسا؛ حين ضمخت أنف الجزار بالعطر.



أستاذنا..

متابعين معك هذه المحطات ..

واصل

وسنواصل..

Post: #48
Title: آمنة مختار، نفدت أعواد الند..
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-26-2006, 04:40 AM
Parent: #46

أستاذة آمنة

زيارة كريمـــــــــــــــة


أقول لك ، بكل أسف ، نفدت أعواد الند التي أشعلها لزواري ، أصدقائي . نفد البخور،

ولكني أشعل لك فتيلة من المشاعر الصادقة؛ فلتقبليها مني متكرمة ولك الاحترام.

أشكرك

Post: #49
Title: محط للرجوع ( الساندويتش هو الأهم)
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-26-2006, 04:45 AM
Parent: #48

دخلت الأم ، جزعة متقطعة الأنفاس، مرتبكة مما رأت. رأت طفلا تدهسه سيارة مسرعة بالطريق العام.


قالت لزوجها: " كنت بجوار الطفل الذي مات، في المتجر. اختار قطعة خبز ، قدمها للتاجر وطلب منه

أن يحشوها بالطحنية. جادل التاجر، طلب منه أن يحسن حشو الرغيف؛ ففعل. طلب منه أن يضع عليها

زيت السمسم؛ ففعل. طلب منه المزيد من الزيت. مانع التاجر، فاستعطفته أن يرق للطفل ؛ فزاد

الزيت.

لف الصبي الساندويتش في ورقة نظيفة، ووضعها في كيس ولفه جيدا حتى لا يبرد الرغيف الحار، ولا يجف.

خرج الصبي من المتجر، فرحا بفطوره؛ فدهمته سيارة مسرعة. أصابته في رأسه ؛ فانفجر كالبالون

وتناثر مخه في الطريق. رأته والدته فأصابها الجنون".

كانت الأم تحكي والزوج يقاطعها محوقلا ، مبسملا و مههللا .

اكملت الزوجة قصتها ؛ فانفجر زوجها باكيا.

ولكن ولدها الصغير صاح فجأة:

Quote: - ماما ، و من أخذ الساندويتش المحشو جيدا؟

Post: #54
Title: Re: محطات استثنائية
Author: أحمد الشايقي
Date: 07-28-2006, 07:56 AM
Parent: #1

أسـتاذي أبي,

Quote: خرج الصبي من المتجر، فرحا بفطوره؛ فدهمته سيارة مسرعة. أصابته في رأسه ؛ فانفجر كالبالون

وتناثر مخه في الطريق. رأته والدته فأصابها الجنون".

كانت الأم تحكي والزوج يقاطعها محوقلا ، مبسملا و مههللا .

اكملت الزوجة قصتها ؛ فانفجر زوجها باكيا.



كان الطفل سيتقاسـم الساندوتـش مع أمـه المقعدة في البيت.....





أحمـد

Post: #55
Title: ذكاء استثنائي ، أستاذ أحمد
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-28-2006, 02:41 PM
Parent: #54

أستاذ أحمد

Quote: كان الطفل سيتقاسـم الساندوتـش مع أمـه المقعدة في البيت.....


أهنئك على الغوص في روح النص، لا في القصة الظاهرية. أبارك لك فهمك للنص ورمزيته.

وأتساءل هل هذا ذكاء (قانوني) من ممارسة المهنة، أم أنه ذكاء فطري عادي، أم أنه تذوق الأدب

وحسب؟

أتساءل ولا أطمع في الإجابة من قانوني، يعرف كيف يسوق الكلام ويلوي رقبة الحقائق إن شاء.

وهذا ليس طعنا في رجال القانون، ولكنهم يملكون القدرة.

ما شاء الله ، ووفقك الله

Post: #56
Title: Re: ذكاء استثنائي ، أستاذ أحمد
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-29-2006, 00:39 AM
Parent: #55

الغراب النبية

(عرض جديد)

يحكى أن غرابا كان يجلس على شجرة عالية، ويأكل قطعة جبن. مر الثعلب ورأى قطعة الجبن ؛

فأراد أن يحصل عليها. فكر الثعلب ثم قال للغراب:

" يا غراب إن صوتك جميل فغن لي؛ حتى أسمعك".

فتح الغراب فمه ليغني وأسرع الثعلب ليلتقط قطعة الجبن التي ستسقط من فمه.

تعلقت قطعة الجبن في الجو ؛ إذ كانت مربوطة بخيط رفيع.

قال الغراب مخاطبا الثعلب:

" أو تظنني ذلك الغراب الغبي الذي درسوكم عنه في كتاب المطالعة الابتدائية.

Post: #57
Title: محط الرجوع الثالث، التلميذة والكيمياء
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-29-2006, 00:57 AM
Parent: #56

التلميذة و الكيمياء

كانت تحب مادة الكيمياء ومعلمها. هي التي تذكر المعلم بدرسه وتساعده في إحضار الأدوات.

كانت حصة الكيمياء في ذلك اليوم هي الأخيرة، في يوم الخميس. ساعدت الأستاذ

وحملت معه القناني والقوارير. في تلك اللحظة ارتبكت ،هوى الدورق المخروطي الأجوف

وتحطمت قنينة الاختبار.

يوم السبت، بداية الأسبوع، كانت تشرب مع أمها الشاي ولم تقل لها كعادتها، إن الشاي يعد

مخلوطا كيميائيا، وهنالك فرق بين المخلوط والمزيج. لم تثرثر، بل لم تتكلم قط.

وقفت أمام المرآة تستعد للخروج للمدرسة؛ فعبست لها المرآة. سرحت تستعيد درسا في

الكيمياء. الهيدروجين خانق والأوكسجين ضروري للإنسان ؛ليتنفسه. ولكن اتحادهما

يعطينا الماء وهو سر الحياة. عجبت أن الخانق يشكل نسبة أكبر من الأوكسجين، ذرتين لذرة. بصقت أوكسجينا وبقي

الهيدروجين في فمها. رقدت على السرير وفي ذهنها مزيج من الحيرة والدهشة والانفعال.

Post: #58
Title: Re: محط الرجوع الرابع، حاجة
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-29-2006, 01:13 AM
Parent: #57

حاجةللنظر

كانت سعيدة لأنها خرجت مع خطيبها ، ليشتريا أغراض المناسبة السعيدة. كان ممسكا

بها
. كانت راحتها في بطن كفه. أحست بالأمان والسعادة.

طالت الرحلة، وأكرمها غاية الكرم. أكلت كثيرا وشربت كثيرا من الماء والعصير. أحست فجأة

بالضيق. تلفتت حولها فرأت منزلا قريبا. استأذنته أن ينتظرها، وادعت معرفة أهل البيت.

سألها:

- "ما ذا تريدين منهم؟" واستغربت نبرة صوته.

قالت له:

" لا تشغل نفسك ، هو أمر خاص. لحظات وأعود، فلن أتأخر.

طرقت الباب ودخلت بسرعة. استقبلتها سيدة كريمة في أربعينات العمر.

استغربت صمت صاحبها، لما رجعت، فلم يتحدث طوال الطريق. أوصلها بيت أهلها ثم قال لها:

" لو كنت أعلم أنك تعرفين صاحبة ذلك البيت، لما أضعت وقتي معك. لو استحيت أن تحدثي أهلك بأنك

عرفت أني لست مغفلا، فقولي لهم فقط إن خطيبي رحل"

Post: #59
Title: Re: محط الرجوع الثالث، التلميذة والكيمياء
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 07-29-2006, 09:42 AM
Parent: #57

الأستاذ أبي
سلام واحترام
لم يعد الشاي خليطاً كيميائياً كما أعتادت القول بعد أن انكسر الدورق المخروطي وتحطمت قنينة الزجاج، وبعد أن عبست في وجهها المرآة. عبس المرآة ينبيء عن اللوم وربما والتوبيخ الذي يفسر لنا سر ذلك السرحان لاستعادة درس الكيمياء. أصلو الكيمياء من يومها معقدة وهي سبب السقوط في جميع الإمتحانات!.

Post: #60
Title: عزيزي إسحق، لك الشكر ولكنك كشفت الامتحان
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-29-2006, 02:33 PM
Parent: #59

أخي إسحق

هذه المداخلة هي نقد غير مباشر. نعم أوافقك الرأي ولكن الكيمياء من المواد المحببة لدي.

حتى كيمياء اللفظ تأسرني.

Post: #61
Title: Re: عزيزي إسحق، لك الشكر ولكنك كشفت الامتحان
Author: لؤى
Date: 07-31-2006, 06:55 AM
Parent: #60



الأخ أُبَي
تحيّة طيّبة


Quote:
اتصل بي على الهاتف، لما وجدت رسالتي ؛ فلم يجدني. اتصلت به فرد علي. رحب بي وكأنه يعرفني منذ سنين. وجدت الرجل طيبا غاية الطيبة. تحدثنا لساعتين. تكلمنا عبر الماسنجر. علمني كيف أصحح الخطأ الذي حدث مني، وعلمني خطوة بخطوة كيف أحمل أعنياتي وأفعلها على البوست. وجدت الرجل عالما. موسيقارا حقيقيا. واكتشفت ذلك بالصدفة لما كان يحاكي صوت النغمة على الجهاز. فسألته. عرفت أنه يعزف أكثر من آلة وعرفت أنه شقيق الموسيقار بكري عازف الفلوت بنمارق. كان معي كريما صبور، طيبا، مثقفا فهو باختصار شخص استثنائي، في معرض محطاتي الاستثنائية. فهو محط هام في هذا البوست وفي المنبر كله. له شكري وله حبي
أشكرك أخي الكريم على سطورك الأنيقة ..
ما قُمت به ليس إلاّ واجب ولا يخدم إلاّ مصلحتنا جميعنا
لك تقديري ووُدّي

ما وددت الإشارة إليه
هو ما ذكرته أنت أعلاه عن الأخ بكري
فليس لي أشقّاء ، ولي شقيقة واحدة
والمقصود بالطّبع ليس بكري
فبالتأكيد تعني كمال
والدّكتور كمال يوسف هو أخي إبن خالي يوسف


أكرّر شُكري وتقديري




وخالص الوُد

ـــــــــــــــــــــــــــــ

وأنا في البعيـد مشتـاق لهمسة من الوطن يـا نسمة
[email protected]


Post: #62
Title: لؤي، لك العتبى حتى ترضى
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 07-31-2006, 08:20 AM
Parent: #61

أخي الأستاذ الفنان لؤي

أرجو المعذرة، ربما بدأت الذاكرة تشيخ وحمانا الله من شيخوخة المشاعر. ومعذرة للدكتور كمال

يوسف، فقد طال الزمن. ولكن تبقى منهم الذكريات الحلوة.التحية لك ولابن خالك.


وهات المزيد فأنا في انتظار الجديد من الدروس، حفظك الله ورعاك وأبقاك لنا مبدعا.

Post: #71
Title: Re: عزيزي إسحق، لك الشكر ولكنك كشفت الامتحان
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 08-05-2006, 01:29 AM
Parent: #60

أستاذي أبي
سلام واحترام
يامن جعلت للألفاظ كيمياء،أسرتني كيمياء ألفاظك مما جعلني أعيد النظر في عقد صداقة مع الكيمياء التي بيني وبينها ود مفقود منذ أمد بعيد، أليست الكيمياء "بت عم" الرياضيات؟
ودمت مبدعا.

Post: #63
Title: محط الرجوع الرابع، المنافسة
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-01-2006, 02:36 PM
Parent: #1

المنافسة بين رسام صيني وآخر روماني

قالوا: إن مباراة جرت، في الزمن الغابر بين رسام صيني وآخر روماني. كانت المسابقة تجرى

على جدارين متقابلين وبينهما مسافة مترين. شرع الفنان الروماني في رسم لوحة لفارس يمتطي جوادا

ذي رأسين ويمتشق سيفا له لسان تنين. لاحظ المراقبون أن الصيني لم يرسم شيئا، بل كان يجلو

الجدار ويجلوه حتى صار كالمرآة تماما. انعكست صورة الفارس على الجدار المعد للصيني. زادت

اللوحة اشراقا. انتهى الزمن و أعلن الحكم عن فوز الصيني بالجائزة.

Post: #66
Title: Re: محط الرجوع الرابع، المنافسة
Author: Muna Khugali
Date: 08-02-2006, 04:12 AM
Parent: #63

Quote: " والله أنا أحتج، لماذا هذا الحياد (وهي تقصد الانحياز) يا دكتور؟ أراك
تكثر من ذكر الرجال ولا تذكر النساء مطلقا. لماذا هذا الظلم؟...

بث في هذه اللحظة المخرج أغنية ( أمي الله يسلمك)




شـكرا أسـتاذ أبي عـزالدين علي 'حكـم' تفتح آفـاق التفـكير والتعقـل ..

بوسـت جميل ومواقفه حية ..

مـني

Post: #67
Title: أستاذة منى، شكرا
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-02-2006, 04:48 AM
Parent: #66

الأستاذة منى خوجلي

صاحبة القلم الذي يقبل الأوراق بلا صرير، ويحيل مداده عطرا

أشكرك وأدعوك معي إلى المحطات الإستثنائية التي لم تأت بعد. شرعت في رحلة ذهاب وتلتها محطات

الرجوع وستأتي المحطات الاستثنائية تباعا.


و أكرر شكري

Post: #70
Title: Re: محط الرجوع الرابع، المنافسة
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 08-05-2006, 01:08 AM
Parent: #63

الأستاذ أبي
سلام واحترام
هل رأيت منظراً أجمل من إنعكاس القمر ليلة تمامه على سطح الماء؟

Post: #73
Title: نعم أستاذ إسحق
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-05-2006, 04:55 AM
Parent: #70

هو منظر فعلا رائع ، ولكن الأجمل منه انعكاس المشاعر التي يفيض بها القلب، على العينين. فذلك سحر آخر ولا سيما إن كان حياء.


Post: #75
Title: Re: نعم أستاذ إسحق
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 08-06-2006, 09:03 AM
Parent: #73

الأستاذ أبي
سلام واحترام
سحر الحياء ما أجمله، ما أروعه ما أنبله،الحياء الذي هو شعبة من شعب الإيمان ‘ أصبح عملة نادرة. أسأل الله أن يهدي القلوب رشدها فيعود الحياء ثوباً يجمل النفوس.

Post: #77
Title: Re: نعم أستاذ إسحق، حياء وخجل وخفر
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-07-2006, 01:19 AM
Parent: #75

جميل وقد جاء في الأثر: الحياء كله خير، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: إنما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فافعل ما شئت.
وقالت عائشة رضي الله عنها في وصف المصطفى صلى الله عليه وسلم: كان أشد حياء من العذراء في خدرها.

و الحياء صفة كمالية وجمالية ومثلها الخفر ( بفتح الخاء والفاء) وهو خاص بالنساء، قال الأستاذ عمران العاقب في وصف الغار الذي أوى إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبوبكر رضي الله عنه، في قصة الهجرة، وهو يصف خيط العنكبوت الذي يستر من بداخل الكهف، وهو قطعا واهِ ضعيف.

وهي الفتاة وإن لم يحمها نفر فدونها الزائدان الدين والخفر

والاثنان يمنعان صاحبهما من ارتكاب المستكره في عرف الناس، أما الخجل فهو أقل درجة لأن الخجل يصيبنا عند ارتكاب القبيح، أكثر من غيره أو هو خشية اللوم.
قال المجنون:

وقالت لأتراب لها تشبه الدمى تنكبن شيئا والدموع سجوم
وقالت لهن اربعن شيئا لعلني وإن لامني فيما ارتأيت مليم
فقالت ترى مستنكرا أن تزورنا وتشريف ممشانا إليك عظيم


فليلى هنا لم تخش إلا اللوم، وهذا هو الخجل، لا الحياء ولا الخفر.

Post: #68
Title: محط الرجوع الخامس، تعريف كلمة الحب
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-05-2006, 00:54 AM
Parent: #1

تعريف كلمة الحب

جرت في زمن غابر ، مباراة في اليونان. حاول الجمع من الفلاسفة أن يضعوا تعريفا لكلمة الحب. أسهب

الفلاسفة في الشرح و أبدعوا في وصفه. ولكن فيلسوفا شابا كتب ثلاث كلمات وطوى رقعة الورق. أعلن الحكم

عن فوز الشاب الذي كتب على ورقته، الحب هو الحب.


Post: #69
Title: Re: محط الرجوع الخامس، تعريف كلمة الحب
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 08-05-2006, 01:02 AM
Parent: #68

الأستاذ أبي سلام واحترام
ثلاثة كلمات برضو كثيرة ما رأيك لو كانت ثلاثة حروف؟
ودمت بخير

Post: #72
Title: إسحق و تعريف الحب
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-05-2006, 04:42 AM
Parent: #69

الله الله، أأنت معي على نفس الطريق؟

وماذا لو كانت من حرفين فقط، حاء وباء؟

Post: #74
Title: Re: إسحق و تعريف الحب
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 08-06-2006, 07:42 AM
Parent: #72

الأستاذ أبي سلام واحترام
هذا ما عنيته بالضبط وافتكر أني أخطأت في عدد الحروف، ما قلت ليك أخوك شاطر جداً في الحساب !!

واحد زي أخوك الكاشف شاطر جداً في الرياضيات إستهل قصيدته مخاطباً أستاذ الحساب:

إسرافيل لا ينفخ على بوق القيامة مطلقا
حتى أكون مع حسابك مؤتلف

Post: #76
Title: أخي،ليس ثمة أي خطأ
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-07-2006, 01:01 AM
Parent: #74

أستاذ إسحق

كلا لم أظن قط أنك كنت مخطئا في حساب الحروف، ولكني ظننتك ربما انصرفت إلى مرادفات أخرى ذات ثلاثة أحرف. مثل عشق، غرم (الذي هو أصل الغرام)، وجد. والجميل في (صرف) الأسماء في العربية، أن كلمة حب نفسها ثلاثية ، فالباء مضعفة و أصلها حبب . و الهيام مادته في القاموس (هيم) هاء ياء وميم. وكلمة ( ود) ثلاثية أيضا والدال مضعفة. والصبابة كذلك أصلها ثلاثي. وحتى ما يقاربها من المعاني مثل ( الشوق)، التوق فهي ثلاثية أيضا.
قد تختلف المفردات في معانيها، ولكن العشاق أصروا أن يأخذ كل منهم ما يحلو له من هذه المعاني. فمنهم من (هام) بمحبوب، فسمى حبه هياما، والهيام هو حالة تنتاب الناقة إذا أبعد عنها فصيلها، فتظل هائمة على وجهها في الصحراء، تبحث عنه وتصدر صوتا يعرف به رعاة الإبل شدة حنينها. ومنهم من غرم من صحته الكثير فسماه غراما، ومنهم من وجد في نفسه منه أذى فسماه ( وجدا) ، و إذا أظهر شدة حبه سمى ( متواجدا) أي مظهرا للوجد، ومن غريب ما نقرأ هذه الأيام أن يقول أحدهم : " فلان متواجد بالمحل الفلاني" وهو قطعا يقصد موجود، لأن المتواجد هو الذي يظهر الوجد لمن يحب.

قال مجنون ليلى:
أحبك حبا لو تحبين مثله أصابك من وجد علي جنون

حليف مع الغزلان أما نهاره فحزن و أما ليله فأنين

فيا نفس صبرا لا تكوني لجوجة فما قد قضى الرحمن فهو يكون

لم تخطئ أخي، وسينفث طائر الغرام آهة عشقه ويظل يغني لمن يحب إلى أن ينفخ إسرافيل ويتوج غرامه في جنة ، لا يموت فيها العشاق، ولا يفنى الحب.
انثر أخي أصول مفرداتك، حبب ، ودد، عشق، غرم ، هام، وجد، ... فكلها ثلاثية ، لأن الحب ثلاثي العناصر. محب صادق ومحبوب يجزي محبه حبا بحب و حب شفيف يستحق أن يحيا المرء لأجله. و أهدي إليك أول محط استثنائي ، وهو قصيدة بعنوان (أحبك فوق مستوى الكلام)،بعد اكتمال محطات الرجوع، فانتظرني.


Post: #78
Title: Re: أخي،ليس ثمة أي خطأ
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 08-07-2006, 01:58 AM
Parent: #76

الأستاذ أبي
سلام واحترام
الله الله على المعرفة الموسوعية الشاملة
ليتني أخطأ في كل مرة ليجد خطئي من يعالجه بهذه الطريقة الناجعة الشافية ، وكما يقولون من أخطائنا نتعلم. حسبت نفسي في قسم اللغة العربية بجامعة أمدرمان الإسلامية في محاضرة في مادة النحو والصرف يلقيها علينا شيخنا الجليل محمد مصطفى رملي رحمه الله. عجببت أنى لهذا الأبي كل هذه المعرفة والتدفق ، ومن يعرفه لايستغرب تعمقه في اللغة العربية وعلومها . هنيئاً لك أستاذي على هذه المعرفة الشاملة النافعة .

هل من باب الصدف أن يكون مصدر مفردات كلمة الحب بمراتبه التي ذكرتها ثلاثي الحروف، أم لأن الحب شيء فطري لا لبس فيه ولا تعقيد ، لذا كان مصدره ثلاثياً سهلاً. زادك الله علما أستاذنا أبي وزادنا بك معرفة وماأجمل التتلمذ على يديك. ودمت مبدعا

Post: #79
Title: Re: أخي،ليس ثمة أي خطأ
Author: Muna Khugali
Date: 08-07-2006, 12:54 PM
Parent: #78

Quote: المكان إذاعة أم درمان
اسم البرنامج...
اسم المذيعة...

استضافت المذيعة اللبقة اختصاصيا في المسالك البولية.

تحدث الطبيب عن مرض البروستاتا وخطورته وتطوره إلى أورام خبيثة.

كانت المذيعة الثرثارة تقاطعه بعد كل كلمة يقولها..

قال الطبيب: " وصيتي للرجال أن...

قاطعته المذيعةقائلة:

" والله أنا أحتج، لماذا هذا الحياد (وهي تقصد الانحياز) يا دكتور؟ أراك تكثر من ذكر
الرجال ولا تذكر النساء مطلقا. لماذا هذا الظلم؟...


محطـاتك غنية ماعرفت أقيف وين ولا وين فيها..قبـل يومين غرقت في احـدة منهم وبـديت
اكتب احـساسي بيها وسـرحـت فيها كـتير..ولما خلصـت الهايزة اقـوله عملت copy & paste
ثـم شـاء الكمبيوتر ان يعلق واتعلقت معاه ..

وخـلاص ضاع الكـلام!

والمـذيعة دي في منها كـتير.... في واحـدة في احـدي القنوات العربية عنـدها برنامج
عن المـرأة وبتـدعـو في برنامجـها نساء واعيات جـدا مـن كـل الـدول العربية ..
بتطـرح علي ضـيفاتها اسئلة كـويسـة .. بس كـان في مشـكلة كـبيرة بتخليني أغـير القناة
طـوالي..
صـاحبتنا ماكـانت بتقـدر تنتظـر تسـمع الإجـابة... وباين عبيها كـان عنـدها احـساس
قـوي بأنها ضيفة كمان في البرنامج بتسـأل وتقاطـع... وتعلق ..وضـيوفها محتاسين!

بس مـن ناحـية ....هي احسن برضـو من بتاعة مؤتمـر بانـدونج دي...فاهمة كـويس في قضـايا النسـاء..يعني ما بتردد سـاكـت أي كـلام ...ولا بتهجم في نص الكـلام بكـلمات بره الموضـوع..وعارفة السياق العام وعارفة الكـلام اتقال في ياتو سـياق ..

انتو البيخـتار المذيعات والمذيعين ومقـدمي البرامج ..بيكـون معتمـد علي شـنو في
قبـولهم ?

حـاجـة تحـير... يا تلقاهم كـويسـين خـالص... ياعكس كـده خـالص!



Quote: بث في هذه اللحظة المخرج أغنية ( أمي الله يسلمك)


وبعـد ما اتـذاعت الأغنية قالت لنفسـها فرحـانة..

بس الحمـدلله....نهرتي نفعت!

وماكـان لها أن تـدري!

Post: #80
Title: Re: أخي،ليس ثمة أي خطأ
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-07-2006, 03:58 PM
Parent: #78

(يا أخوي ما زودتها حبتين). كلامي فقط انطباع عابر سجلته لك ، ولك شكري وتقديري
وبمناسبة اللغة والنحو أدعوك لمحط نحوي بحت، هو المحط القادم


Post: #81
Title: Re: محط الرجوع السادس ، شكوى نفطويه
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-07-2006, 04:04 PM
Parent: #1

محط الرجوع السادس
شكوى نفطويه
دخل نفطويه ، النحوي المشهور على سيبويه وسيبويه يدرس تلاميذه ، فسلم عليه وجلس. نادى سيبويه غلامه وأمره أن يحضر الطعام لنفطويه . أكل نفطويه، ثم رفع يديه داعيا لأهل الدار كما في السنة:
" أكَــلَ طـَعامــُــكم (بضم الميم) الأبرارَ (بفتح الراء)، وصلت عليكم الملائكة وذكركم الله فيمن عنده"
انتبه سيبويه للرجل وفهم قصده، فقال لولده:
" ارفع الصحاف ، يا بني و اطلب له من أمك طعاما، وقل لها أن لا تضع عليه تبلا حارا، فإنه قد آذى الشيخ ما وضعت في الطعام.


Post: #82
Title: محط الرجوع السابع، لا فائدة في النحو
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-07-2006, 04:09 PM
Parent: #1

محط الرجوع السابع

قال القاضي عياض لنحوي:
" إنكم أضعتم الوقت في ما لا يجدي وشغلتم بالنحو وعلومه"
سأله النحوي:
" ألا ترى لذلك ضرورة يا شيخ؟"
قال القاضي:
" لا، ولا أرى له فائدة تذكر"
قال النحوي:
" إذا قال لك أحدهم
( إني لقاتلٌ محمداً )
وقال آخر:
( إني لقاتلُ محمدٍ )
فمن هو القاتل فيهما؟ "
فانتبه الشيخ و اعتذر


Post: #83
Title: Re: محط الرجوع السابع، لا فائدة في النحو
Author: غادة عبدالعزيز خالد
Date: 08-07-2006, 04:23 PM
Parent: #82

محطة قصيرة,,
كتبتها فى احد البوستات قديما
ما رأيكم؟؟ اتصلح لان تضم,
محطة, من ضمن المحطات
الاستثنائية؟؟
________________________

جلس يرقبها و هى تدخل و تخرج. طفق ينظرها بعين العاشق الولهان و هو يتنهد. نظرت الية, فانتفض قلبة و رقصت مشاعرة طربا. انزلت عينيها و رفعتها ثانية, فكاد يطير عقلة. اقتربت منة, فغاص فى مقعدة. مدت الية وردة يانعة, فعجب انة لا زال فى كامل و عية. راى شفتيها و هى تتحرك, و هى تهمس. لم يسمعها, حاول ان يركز اكثر حتى لا تضيع منة ثانية بصحبتها و سمعها و هى تسأل بحدة " جبت اللبن؟" هز راسة ليتخلص من سيطرة الافكار و الخواطر, اجابها و هو جاريا صوب الباب "لسة, حسة حامشى اجبية"!


ودى
غادة

Post: #85
Title: غادة، ضمن الاستثناء
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-07-2006, 04:56 PM
Parent: #83

أختى الفاضلة

(طولنا ما سمعناك، زرناكم في البوست حقكم ومشكلين غياب) حمدالله على سلامتك.

محط غادة ، سأسميه استثنائي رغم أنني لم أصل بعد إلى المحطات الاستثنائية.
Quote: حاول ان يركز اكثر حتى لا تضيع منة ثانية بصحبتها


وهذ هو سر الأسرار

لك خالص شكري ومساهمتك وحكمتها أكبر من المقام
.

Post: #84
Title: منى خوجلي
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-07-2006, 04:43 PM
Parent: #1

أستاذة منى

سبحان الله ، كنت أفكر في أمر ما (موضوع الغنماية) وفجأة طلعت لي من وين ما عارف. لكن الظاهر ما

مشيت البيت عشان ما غيرت هدومك في الصورة. حاولت أن أرسل إليك رسالة في المسنجر وحلف بي دين

أبوه ما يوصلها ليك. قال شنو، الشخص ما معروف، يا راجل طولك في عرضك، وبرضو..

على العموم بريدي هو [email protected] أو حاولي الماسنجر.

يبدو أنك تؤيدين زوجة الرجل و تحبذين معها (نفس البرنامج) عندما يقطع التلفزيون.

خطرت لي خاطرة عجيبة والكمبيوتر يمسح كل ما كتبت ويصادر متعتنا، ألا وهي:

عندما نكتب شيئا ، في لحظة شعورية معينة ويضيع منا النص، هل نكون قادرين على استعادة نفس

اللحظة؟ وهل يمكن أن نكتب نفس النص، أم هل يمكن أن يكون النص الجديد أجمل؟

وموعدنا في المحطات الاستثنائية.

Post: #86
Title: Re: منى خوجلي
Author: Muna Khugali
Date: 08-07-2006, 05:55 PM
Parent: #84

Quote: خطرت لي خاطرة عجيبة والكمبيوتر يمسح كل ما كتبت ويصادر متعتنا، ألا وهي:

عندما نكتب شيئا ، في لحظة شعورية معينة ويضيع منا النص، هل نكون قادرين على استعادة
نفس اللحظة؟ وهل يمكن أن نكتب نفس النص، أم هل يمكن أن يكون النص الجديد أجمل؟

وموعدنا في المحطات الاستثنائية.



بالنسبة لي أري التكرار يقتل الإحساس الاول ..لحظـة الغرق في كتابة خـاطـرة معينـة
تفقـد خصـوصيتها عنـدما نريـد إعـادة كتابتها...
تصبح مرتبة وتبـدو جـامـدة...ويفقـد كـاتبها الرغبة في البنـاء عليها..

ان ضـاع مـني ماكتبته بإحسـاسي.... فإنني علي الأغلب لا أرجـع له ..أو ربما ارجـع في وقت
ما واتناوله مـن زاوية أخري وايضـا باحساسي..

وعامة ان ضـاع الشعـور مـني ضـاع النص ايضـا!

وربما كـان تمتع القارئ بالنص الجـديـد اكـبر مـن كاتبه.. ان كـان كـاتب السطـور قـد
غاص فيه بروحـه أكـثر... فأصبغ علي الكتابة صـدقا يحسه القـارئ بشـكل فـوري..
ولكن هـذا ايضـا يعتمـد علي نوعية موضـوع الكتابة..فان كـانت تعتمـد مثلا علي مادة
سـياسـية او اكـاديمية.... فإن وجـود المادة مـع الفكـرة الموضـوعية.. يسـاعـد علي
توصـيل الموضـوع للقـارئ... ولا يحتاج الأمـر في رأيي الي الإحـسـاس أكـثر من التحليل
للمادة المجـلوبة وبالتالي الاعـادة او التكرار تساعـد علي إتقانه ..

وصـلتني الرسـالة ويبـدو ان السنجـر من عشـاق إغاظـة الأعضـاء..
يغالطـك في اي حـاجـة وبعين قـوية...

أشـكرك أسـتاذ أبي عـزالدين

Post: #92
Title: منى خوجلي والخواطر
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-09-2006, 04:43 AM
Parent: #86

.

الأستاذة منى خوجلي

سلام


Quote: التكرار يقتل الإحساس الاول ..لحظـة الغرق في كتابة خـاطـرة معينـة
تفقـد خصـوصيتها عنـدما نريـد إعـادة كتابتها...
تصبح مرتبة وتبـدو جـامـدة...ويفقـد كـاتبها الرغبة في البنـاء عليها..


Quote: وعامة ان ضـاع الشعـور مـني ضـاع النص ايضـا!


Quote: ولكن هـذا ايضـا يعتمـد علي نوعية موضـوع الكتابة..فان كـانت تعتمـد مثلا علي مادة
سـياسـية او اكـاديمية.... فإن وجـود المادة مـع الفكـرة الموضـوعية.. يسـاعـد علي
توصـيل الموضـوع للقـارئ... ولا يحتاج الأمـر في رأيي الي الإحـسـاس أكـثر من التحليل
للمادة المجـلوبة وبالتالي الاعـادة او التكرار تساعـد علي إتقانه ..


الذي أقصده بالضبط هو الخاطرة الأدبية، ولا كبير خلاف في شأن الكتابة الأكاديمية.
فعلا، ضياع الخاطرة، يشكل مشكلة ، قبل تدوينها. ربما لأننا لم ننشط ذاكرتنا كما كانت تفعل العرب، أعني تمرين الذاكرة. فقد كانوا يسمعون القصائد الطوال وينشدونها دون النظر إلى الورق. وربما كان هذا هو السبب في أن هذه الأمة (الأمية، التي لا تكتب) حفظت لنا كل هذا الإرث الأدبي، بكل ضخامته. و لكن في عصرنا هذا ما عاد الناس قادرين على إجراء أقل العمليات الحسابية إلا بواسطة الآلة ولا هم قادرون على حفظ الكلام والخواطر.

ولكني سألت السؤال بقصد. فقد مررت بتجربة عجيبة. وفي الغالب الأعم أنا لا أحفظ أشعاري، بل أعتمد على الرجوع إلى المدون إذا أردت أن أنشد أصدقائي شيئا، عكس اهتمامي بحفظ أشعار الغير، فلا تضيع من ذاكرتي. وربما يحدث هذا لسبب نفسي، يعبر عن عدم رضاي عن أشعاري.
ولكن الحادثة الغريبة التي مرت بي، أنني كنت جالسا على جبل صغير بالشمالية. أطالع القرية الوادعة وكأنها تحت قدمي. غربت الشمس وأنا سارح مع شتى ألوان الخيال، فذكرت لحظة معينة قبل عشر سنوات وأنا على قمة جبل بالدلنج. وذكرت نصا كاملا قلته في تلك اللحظة والنص غير مدون عندي، أو فقدت الورقة التي سجلت عليها القصيدة. أخرجت ورقة من جيبي وقلما، وكانت معي (بطارية) صغيرة معلقة في ميدالية المفاتيح. شرعت أكتب النص وهو من ثلاثين بيتا ، كما هو . بنفس الترتيب. ولما بقي لي أربع أبيات، جاءني قريبي الذي رآني في الجبل و البطارية بين يدي وأنا أكتب، وقال لي:
يا أخينا، مالك جنيتا ولا شنو؟ اتلفت وراك وشوف الناس ديل بعاينولك كيفن؟ التفت إليهم و حييتهم وحاولت أن أشرح لهم، ولم أوفق.
- قوم يا زول اتراوح على البيت ، الدنيا عيد والناس يتونسوا ويشربوا في الشربوت وأت ماسك لك سيرة ميتي. قوم قوم بلا جن.
مضيت معهم ووضعت الورقة في جيبي، ولا زال البيتان الأخيران يرنان في أذني. انقضت سهرتنا ورجعت إلى الورقة في عجل لأدون البيتين ولكن دون جدوى.
رجعت إلى ذات الجبل وذات الموضع ولم يفتح الله علي بشئ أكمل به قصيدتي ولم أتذكر، ولكن في الواحدة صباحا كان ميلاد نص آخر ، ومن نوع آخر.
فيا للعجب.
شكرا لك أختى الكريمة
ونلتقي


.

Post: #87
Title: المحطات الاستثنائية (1)، Monika
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-07-2006, 11:03 PM
Parent: #1

Monika (Nadia)
A short story
28/03/1996 – 03:00 P.M
K.T.H. (Khartoum Teaching Hospital)
Written by Obai Eizzed –Deen Al-Bushra

It was the nineteenth of July, one of the hottest months of the year. The very large ward in K.T.H seemed to me like a stove. It was really a yard of tremendous endless, noises. Though it was a hospital but it was built in a noisy area. The roaring of the traffics, the outcries of the marching sellers, who call for their goods, the endless sirens of the ambulances, the shouting of the vulgars and homeless boys, the unbearable whistles of the trains, the howling of the dogs and the chatting of the many co-patients and visitors inside the ward itself.
The colic pain that burned my side, the headache that damaged the whole of my scull and the Epigastric pain increased my sufferings.
I have been diagnosed, from the primary symptoms, with Duodenal Ulcer. Two days later, after many investigations, X ray, two GI. Endoscopies, widal tests, Urine test…, the Registrar admitted me for follow up. But there were no vacant beds, so they borrowed a bed, from a surgical unit, so I've been, temporarily, charged in a surgical ward.
For my good luck, it was the happiest fate, that thrown me there, and threw her to meet me.
While I was suffering the undiagnosed pain, waiting for the Boss to come, after a long, bad night, a very tall girl burst in, dressed in white. As tall as a palm tree. As black as charcoal. Slim with very beautiful wide eyes, and a set of precious pearls, formed her teeth. A young beautiful lady, whom you could never turn your eyes away from, or neglect her glorious attendance. She looked like a fashion model or a movie star, from Holly Wood. When I saw her, I thought that her face was familiar to me, but at that time I couldn't remember. I was lying in the first bed, so I was the first patient she visited.
The nurse cheered me happily: (Sabah al Keir) - Good morning.
(Sabah an-Nour), I replied her cheering gaily.-
- How are you today?
- Very well sister, thank you.
She went back three steps to pull a trolley with a tray on it. A tray covered with white cloth and she uncovered it. I saw many scissors, bottles of many Antiseptics and cotton… She really aroused my old Phobia of syringes, and all my fears from the hospital surroundings. I was astonished, what the use of all these things for me, and exclaimed what she was going to do.
- That's well. Please lie on you back and take of your clothes, she said.
- But, why sister?
She laughed a very sweet laughter I've ever heard and sat near me.
- Do you afraid or shy of a female to see you naked?
- Neither nor, my...
- Listen, my dear. You have to confess, that you are court enough to bear the pain. Let me dress your
- Oh, no …
She laughed again and said:
- Three years before, I worked in a Pediatric unit. I noticed that, the kids do that, because …
- Oh God, believe me sister, I'm...
Again she interrupted me
- Ok. What am I going to write on that damned report attached to the trolley?
- There are many other patients waiting for dressing. Please do a favour to me. The doctor and the students will come for the weekly around at ten O'clock.
She threw a white shade on my bed and said:
- Take off your clothes and be brave .I will come back after ten minutes.
Then she pulled her trolley towards the other patient, who had a septic diabetic wound, who died four hours later with Septicemia.
Again I heard the trolley creeping towards my bed. She came with a sarcastic smile, but when she saw my pale face, she laughed loudly, and addressed me:
- Mr. Adam please help me to do my work…
But I angrily shouted on her face:
- Sister. First of all my name is (…), not Adam, and I have no any wounds or any cut to dress.
- What?! You are not Adam? Who are you then, and what was you surgical operation?
I answered:
- No any operation done to me.
-By the lord, why are you here Mr. Adam? I'm sorry you said your name's (…).
The young nurse, poured a hot stream of questions, but she didn't wait me to reply. But she went to the Matron of the unit, to know that Mr. Adam was an other patient, who escaped yesterday night, to leave his bed empty for me. My own name wasn't listed.
The lady returned, smiling, and said:
- Oh, Am sorry Mr. (…). That's not my fault. Why didn't you tell me …?
- You didn't wait for any explanations, sister.
I told her the whole story. She laid her apologies again and marched towards an old patient.
I thought that, that matter has completely passed, and forgot it. But at three O'clock, the young lady came again, carrying two bottles of juice and some sandwiches.
She came in cinereous dress to combine between the lovely dark colour of her derm and the whit colour of her teeth. A dress that seemed to me sewed on her body, not dressed by any. No inch of the cloth was wider than her body.
The beautiful nurse leaned towards me to test my temperature with her hand. Her short hair threw some drizzles of water, on my forehead, for her hair was still wet after washing. My nose caught a rosy perfume. A precious perfume was definitely expensive.
The sweet creature sat beside me calmly. After a declared pause, but a serious eye's conversation, she tapped my left hand, as if she was an old friend and said, in a curious tone:
- Mr. (…) - she knew only my first name- Please forgive my curiosity, I want to know every thing about you.
- I think I've met you before, in spite of my deep sure, that I didn't see you before.
I assured to her that, that was my own feeling too. I liked the way she was speaking. She spoke in local Arabic called, Arabic of Juba, but in lovely accent. She was saying (Humang- the Arabic Hum- that means they are-) she pronounced it in full nasal cavity sound, but lovely. When she noticed me following her pronunciation she asked me if I can speak English.
- I answered: Yes, I studied in English.
Then she spoke in fluent English.
Very frankly she spoke about herself. Her mother died when she was delivering her forth baby. So she was very sorry to lose her mother and sister, because of poor medical care, so she intended to be a midwife. Her father, who was a soldier, in the armed Opposition army in southern Sudan, has been killed, two years later. The orphan traveled to Khartoum with her uncle, who was a minister.
Later her uncle the minister convinced her to study Nursing, instead of midwifery. He changed her country name from Monika to Nadia, but she liked Monika, the real name.
She spoke about her hobbies, for she was a good basket ball & volley ball player and a swimming hero. Lastly, she told me that she was engaged to a relative, called Jack Agway Pick.
When I heard her pronouncing the name, I jumped from my bed saying:
- Oh, Lord!
- Don’t tell me that …, but I couldn't complete, for her amazement I was weeping.
- Now I know you lady, don't complete. Your sister Rebecca died when she was eighteen years old. Your father's name was Samuel John Beeb. You were born in a small village near Rumbeik. Your tribe is Dinka. But jack was engaged to your dead sister Rebecca.
- Yeeees, but how did you know all of that, by the name of the ( Kujour) or even the Devil you believe in? She shouted.
I embraced her and increased her astonishment. And we wept together. The whole staff in the hospital was looking in spy glances and surprise, without daring to ask a question.
I told her that I met Rebecca many years ago, when she was a student, and she was the first girl I loved. (I ask Allah to forgive her). And I cried again.
Monika asked me: Do you ask Allah to forgive her though she was a Christian?
- (Yes, though she was a Christian). I confirmed, and showed her Rebecca's ring.
- Don't cry dear baby, Rebecca, before her death, left a message for you , but she died before she could send it, or even I could ask her how to find you. Now the message is still in it's envelope, inside my cupboard. I didn't open it or show it to any one, as if I was sure to meet you, one day. Thanks God... Your full name is (…).
I agreed. Then we departed together to her home.
A new escape from the same bed was reported that night, as she told me later. In side the bus I looked behind me, searching for the ticket seller, to buy two tickets for Monika & me. I saw Jack, who was lost in the forest for about two years, and no body knew where he was, as Monika told me. He was laughing. He saw us when we got up into the bus, but he kept silent. When I told Monika, whom I saw, behind us, she didn't turn her face, but touched my forehead and said:
- Dear (…), it is better to take two tabs of Aspirin, you are feverish.


Notice:
The characters of this story are real persons still alive, and real names.






Post: #88
Title: المحطات الاستثنائية (2)، المتاهة..
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-07-2006, 11:17 PM
Parent: #1

المتاهة
الخميس 13 جمادى الأولى 1417 هـ
26 سبتمبر 1996 مـ
مستشفى الخرطوم التعليمي
أبي عز الدين البشرى أحمد

... مجلة التسلية ، وسيلة لإطَراح الهموم مؤقتا. الكلمات المتقاطعة ، المتقاطعات المصورة ، الحسابيات ، الفوارق(1) ، الأبراج والحظوظ ، المتاهات و ...
المجلة بين يدي أدون عليها حلولي وإجاباتي بقلم الرصاص –الذي أحرص عليه دون غيره ، وهذي صحبة طويلة - . القلم الجاف و ذو الحبر السائل يلزماني أن أكتب – فقط – الإجابات التي أتأكد من صحتها ؛ عكس الرصاصي الذي يعطيني فرصة المحو – إن شئت -. وجميل جدا أن يجد الإنسان فرصة لمحو أخطائه ثم تصحيحها. أتوه في هذه الخاطرة حينا وأتمنى لو أنني استطعت تطبيق ذلك ( المنهج الرصاصي) على سلوكي كله. طمعت في ذلك وسرحت ، نسيت المجلة و ألغازها . نبهني خرير المياه من الصنبور الذي نسيت إغلاقه ، عقب انقطاع الماء؛ فنهضت لإغلاقه وعدت إلى مجلتي من جديد ؛ محاولا حل المتقاطعات. أسماء لمدن تاريخية ، قادة من غور التأريخ ، مدن النحاس والقصدير والذهب ، أسماء ممثلين أجهلهم ، أسماء مواقع حربية . أكتب وأمحو ، أمحو لأكتب ويستفزني الذي لا أعرفه (آهـِ) . المتقاطعات كثيرة كثرة طلاسم الكون الفسيح. الأسئلة أكثر . أكثر من تسعمائة مربع في الصفحة الواحدة . أدع صفحة و أفتح أخرى . أمحو ، أمحو و أمحو ؛ حتى صار الورق ناصعا كما كان إلا من حبر المطبعة. أنتقل إلى لون آخر من الألغاز . مللت المتقاطعات ، بعد أن حيرتني ، بعد أن زادت ضيقي . لا فرق عندي بين المهرجَين الذين يدعي المؤلف أن ثمة عشرة فوارق بينهما . يزداد ضيقي , آلام الصداع، ألم في كتفي الأيسر ، عشى أو شبه عشى في عيني اليسرى. الحر ، ضجيج الناس ، مرضى و زوار وآخرين لا هدف لهم ، أو ربما ... . ضجيج المولد الكهربائي ، ضجيج النجدة ، ضجيج المذياع الذي يبث كوميديا سخيفة ، زاد من سخافتها قبح صوت أحد الممثلين، الذي بدا لي مثل عواء كلب ضال. وزاد الضجيج في كتفي ورأسي من جديد .
أغلق المذياع ، أغلق الباب . أفتح صفحة أخرى ربما تكون خيرا من غيرها أو مثيلاتها. الصفحة الجديدة بعنوان ( المتاهة ). قررت مساعدة فأر أحاطت به الحبال ؛ حتى يصل إلى القارب الشراعي كما طلب مؤلف المتاهة في المجلة. ساعدني إيقاف المذياع وإغلاق الباب وحبتا الآسبرين أن أبدأ بروح جديدة محاولا إخراج الفأر من سجنه.
أبدأ بطرف الحبل الأول ودون جدوى. أدعه واختار حبلا آخر . الحقيقة هي مجموعة حبال لا حبل واحد. أختار وأحتار . أسرح. أناقش نفسي . أظن أن الفأر أقدر مني على الخروج من المتاهة وحل مشكلته بنفسه دون مساعدتي التي باءت بالفشل. الفأر يستطيع قرض الحبال بأسنانه – ولا أستطيع – لماذا لم يفطن مؤلف هذا اللغز لذلك؟ ولماذا يورطني في مشكلة لا تخصني؟ ولماذا يريد الفأر الوصول إلى القارب؟ وماذا يبحث الفأر في القارب؟ هل ينوي الرحيل؟ وقد يموت الفأر في قارب وسط اللجة من الجوع . وماذا لو رآه صاحب القارب ذو السروال الأحمر. فرصته في الحياة بقاؤه خارج القارب لا داخله و ...
ها أنا ذا أسرح من جديد رغم قراري الساق أن لا أسرح. أضحك على نفسي لأني أسرح و أضحك على نفسي لأني أناقش نفسي وأنتقد المؤلف، مؤلف المتاهة . أسبه وهو لم يجبرني على شيء . أنا من اشترى المجلة و بكامل اختياري وأنا الذي يملك قرار تركها متى شئت. وأنا الذي ... و باختياري أيضا. ولكن لا يمكنني أن لا أسرح باختياري أو ربما ...
... عرفت أني بانفعالي ذاك وبحالتي النفسية تلك ، لا أصلح لحل الألغاز ، فقررت ترك المجلة جانبا ولم أستطع. ماذا أفعل لو تركتها؟ أأرجع إلى الوحدة والوساوس والهموم؟ كلا.
أخرجني من ورطتي تلك الطبيب الشرعي يدعوني لتركيب ثلاجة جديدة بالمشرحة وصيانة أخرى لا تعمل. تركت المجلة ... أخيرا... استطعت الهروب . نهضت ويممت شطر المشرحة وأنا لا زلت أفكر في المتاهة ، في الفأر، القارب والحبال. انطبعت الصورة في رأسي كاملة. جذبت الحبل الأول ، الثاني ، الطرف الثالث ، الرابع . ولا شيء ، لا شيء مطلقا. الفأر لا زال حبيسا . نشرت كل الحبال فطوقتني من كل جانب. أفكر ، أفكر و أفكر وكأنني قد صرت أنا الحبيس لا الفأر الوضيع.
أحيي عامل المشرحة وأدخل. أدخل المشرحة التي تشبه كهف دب . وهناك على (عنقريب ) دون سائر الجثث، شدني منظر فتاة غير مغطاة . بيضاء البشرة . جميلة أو هكذا كانت- .كانت راقدة في تراخ واستسلام. على عنقها جرح كأنه قناة واسعة من آثار ذبح سكين. بطنها مبقورة ومحشوة بقطعتي قماش من لونين مختلفين ، رغم اصطباغهما بلون الدم الذي تعددت ألوانه ، حسب درجة جفافه وثخانته. تظهر لي أحشاء الفتاة من خلال الجرح الذي بدا لي مثل طول حجرة المشرحة، بل أطول من مأساتي. أمعاؤها معقدة وفي طول لا نهائي مثل مجموعة من الحبال. لعن الله الحبال . تقززت ، دهشت . بل الحق لا أعرف حقيقة شعوري في تلك اللحظة. فقدت الحيوية التي جئت بها للعمل. أغمضت عيني علي أستوعب الذي حدث لي. أتحسس موقعي من الكون . أفتحهما ؛ لأرى الأمعاء من جديد. أتذكر الحبال، المتاهة، المجلة، الفأر، القارب، الهروب والرحيل وسرحت. كل شيء مطابق تماما لما يحدث. رجعت لمناقشة نفسي من جديد. فكرت في القارب . نعم القارب. هل هناك صورة رمزية للقارب؟ هل تحس الجثة (الآن ) بجو ( المتاهة).؟ هل كانت تنشد قاربا ؟ هل كانت تنوي الرحيل؟ هل في أمعائها فأر. هل يتربص بها رب القارب؟ هل؟ ... هل؟..
دارت بي المتاهة بين الأمعاء والحبال، المجلة، الفأر، الرمزية، المشابهة، الصدفة، الخيال، البشاعة، الموت، الحياة، الجثة، الجثث، موقعي في المشرحة، الصداع، ألم الكتف، ارتفاع الضغط ثم ضغط الفضول.
في قلب المشرحة ، ذقت طعم الدم في حلقي، رائحة الموت ، رائحة الغرور البشري الذي يختلف في المشرحة عن الغرور في الحياة العامة.
يسقط قلم الرصاص من يدي بين طيات أمعاء الجثة . في نفس الموقع الذي كنت أتوقع أن أجد فيه الفأر. ألتقط القلم من طرفه البعيد عن الدم والماء. أقذفه بعيدا. أراقب عيني الجثة ، الفتاة الجثة. كيف فاتني ذلك . عيناها مفتوحتان في استرخاء؛ كأنها كانت راضية بذبحها. خطر لي أن أسألها عن الذي قتلها ، عن الذي ذبحها ، ولماذا بقر بطنها بعد ذبحها .. قد يكون ذلك قبل ذبحها .. عم كان يبحث في بطنها ؟ أعن الفأر كان يبحث؟ أمتلئ بالفضول. أغرق في لجة الأسئلة وأسرح. أحس بحركة خلفي . فكان خفير المشرحة. أسأله عن الفتاة . يقول، إن قاتلها هو والدها وهولا يعرف السبب. يتكهن ويخمن الأسباب . يتحدث بمتعة كأنه يتحدث عن زواج الفتاة لا موتها. يلقي الطرفة تلو الأخرى أثناء حديثه ثم يضحك مثل موتور شاحنة خربة. يسأل بطريقة وقحة : (( تري لو كانت بنتا شريفة أيقتلها والدها؟)). ويجيب نفسه : (( كلا ! والسبب واضح ؛ فالبنت عندنا تقتل لسبب واحد ولا يشفي الصدور غير القتل. تغيظني طريقته في الحديث ؛فألعنه سرا و أود إسكاته ولكن ينقذني دخول بعض رجال الشرطة.
شرع رجال الشرطة يصورون الجثة من كل جانب،ثم يدونون في الأوراق ملاحظاتهم. يلاحظ أحدهم أثر السكين فوق الحاجب – أعتقد أنه الأيسر أو هو الأيسر، الذي على يمينها. لا أذكر. يصورون الجرح ، يقيسون الطول والعمق والفتاة لا تكترث . نفس النظرة الأولى . العينان مفتوحتان في استرخاء، في تأمل ؟ في تعجب؟ . ربما.
ينتقل رجال الشرطة بآلة التصوير إلى البطن . يصورون ويدونون ويصورون ولا يتكلمون.لا أدري إن كانوا يحترمون الموت أم يخشونه. أو ربما يحترمون عملهم. لا يسألون عني أو عن سبب وجودي جوار الجثة. أمر عجيب. كنت أتوقع منهم حسا أمنيا يدفعهم للسؤال. كنت أتوقع ذلك لأنهم دائما يسألون. يسألون عن الذي يعرفون والذي لا يعرفون وفي الغالب هم لا يعرفون و..
أسأل الشرطي عن الحادث . هم لا يعلمون شيئا عن الحادث ولكنهم لا يعترفون حين يجهلون. يقترح سببا ويدعي أنه يستطيع بخبرته الطويلة معرفة السبب. يلاحظ ضيقي من تفسيره الذي لم يراع فيه حرمة الموتى ؛ فينتبه و كأنه يتبرأ مما يقول ويضيف قائلا: والله أعلم.
زاد فضولي لمعرفة الحقيقة. و راودتني رغبة في أن أدلق كل محتويات البطن، أطرحها أرضا وأبحث عن الفأر ثم أساعده ليصل إلى القارب اللعين. أسائل نفسي ، لماذا اقتنعت أخيرا بمساعدة الفأر؟ تراودني الرغبة ولا أجرؤ. أعللها بوجود رجال الشرطة. أراقب الأحشاء من جديد ، أتذكر الحبال ، العـُقـَد المتاهة ، المجلة ، رجال الشرطة ، المشرحة ، الفأر ، أنا ... المرهق، المريض وتدور بي المتاهة من جديد.
أقرر ترك ذلك كله والانصراف لعملي ، فالثلاجة التي جئت لأجلها في الغرفة المجاورة.أنصرف، أفتح الباب؛ فأخرج إلى عالم جديد ينسيني كل أحداث اليوم. أفتح الباب وبمحض الصدفة يقفز داخل غرفة الثلاجة فأر مذعور، فاجأه قدومي إلى هذا الموقع الذي يندر فيه الأحياء. يتردد الفأر لحظة ، يراقب حركتي بل جمودي. أتحرك خطوة للإمام. يسرع الفأر ويختبئ في ركن قصي. أعجب لوجوده ، أتابعه . أبحث عنه بين حطام الأخشاب وأنا أتحدث معه. أطمئنه بصوت عال وأوضح له أن غرضي ليس إلحاق الضرر به . لا يفهمني الفأر ذو الشارب الطويل. يشك في صدقي ولا يخرج. وأظل أبحث عنه بلا جدوى. أوحى لي وجود الخشب بأنه من الممكن صنع قارب. يدخل أحدهم، لا أذكره الآن- يسألني:عم تبحث؟
فأجيبه دون وعي بكلام غير مترابط :
(( الفأر، نعم الفأر. إنه كان هنا منذ لحظات. لم يأت بالصدفة . إنه ينشد القارب . إنه مثلي ومثلك يرجو النجاة؛ فلا بد من مساعدته. الحبال ليست كثيرة ولكن العقد كثيرة . ولكن يجب أن لا يخاف الناس من الذبح أو بقر البطون . حتى الجثة تفكر في ذلك ولكنها لعجبي راضية. أظن يا سيدي أنها كانت تبتسم. قطعا هي تسخر ممن ذبحها وممن يصورون ومني ومنك. الجثة كأنها جماد ولكنه تفكر. أي أنها فقط تدخل في متاهة جديدة . فهمت معنى اليوم الآخر ومعنى عذاب القبر. كل رجال الدين لم يستطيعوا أن يشرحوا لي ذلك. إنني لم أكن مؤمنا بذلك.
دعنا من هذا ولنبحث عن الفأر. أبدأ بالحبال التي على الطرف الأيمن . لماذا تراقبني في بلاهة . آه .. أنت واقف كأنك تصور ، تؤدي واجبك ولا تتكلم. تدعي أنك تفهم وتستطيع أن تتبرأ مما تقول. أنا لست مثلك. دورك يبدأ بعد الموت بعد الذبح فقط. الذبح فقط هو الجريمة في نظرك. أما البحث عن الفأر أو القارب شيء آخر. لكنه واجب أمثالي . وغالبا ما يتهمون بالجنون. و... ))
أتذكر الآن أنني كنت أتحدث مهتاجا وبحماس شديد والرجل يصغي إلي محاضرتي بنفاد صبر ودهشة.
يسألني الرجل : أي فأر وأي قارب وعم تتحدث؟
ينظر إلى عيني المحمرتين وشكلي المجهد ويطالعني من عينيه تحليله للأمر. فقد ظن أنني في حالة سكر. ضحك الرجل وكأنه يبتسم ثم انفجر ضاحكا وخرج لا يلوي على شيء وهو يقول: ((مسكين من يدمر شبابه بالكحول والمخدرات)).
غضبت لأنه يتهمني ، بل غضبت لأنه لم يفهمني وكثيرا ما يعجز الناس عن فهمي ربما لعجزي عن شرح أفكاري وربما.. كرهت أفعالي و أفكاري . كرهت وجودي بالمشرحة وربما كرهت وجودي . قررت الهروب مرة ثانية وخرجت من حجرة الثلاجة أنوى العودة لمكتبي. ورأيت الجثة مرة أخرى ولم أملك أن أغض عنها البصر وإن كان ذلك ما في نفسي. رأيت الأحشاء، الأمعاء، الحبال. تذكرت المتاهة، هروب الفأر، القارب ، الحبال. الحبال تطوقني الآن من رأسي حتى أخمص قدمي. أسرع خارج المشرحة متعثرا، مضطربا، مشتتا، حائرا، خائبا، خائفا أترقب.
قابلني الكثيرون في طريقي من المشرحة للمكتب. بعضهم حياني. بعضهم أراد أن يستوقفني، بعضهم حملق في وجهي كأنني شيطان أو كأنني الفأر. الفأر الملعون. ولم أرد على من سلم علي ولم أرد عليه السلام .ومن استوقفني ولم أستجب له. ومن بحلق في ولم أكترث لذلك. المهم عندي أنني خرجت من ضيق المشرحة إلى وسع الشارع . إلى ساحة تقرب من القارب. لعنة على القارب. هل أنا الفأر . هل ، هل وهل..؟ المتاهة والدوار، الصداع، والصراع، الغثيان.
حمدت الله أنني وصلت إلى مكتبي . جلست على الكرسي. أخذت نفسا عميقا واكتشفت أنني كنت أجري. أغمضت عيني ورأسي بين كفيّ، ساعة من الزمان.
فتحت عيني مرة أخرى لتطالعني المجلة ، مجلة التسلية في موضعها السابق. الصفحة ذاتها مفتوحة. المتاهة، الحبل، القارب، الفأر. حملت حقيبتي ورحلت مسرعا صوب محط البص وظننه الهروب أيضا، قاصدا البيت.
في البص أغمضت عيني . تحرك البص مما ساعد في سرعة حركة الرياح داخل البص . لفحني هواء رقيق كالنسيم . غفوت. وفجأة تحركت يد الفتاة الجثة لتلمسني ، امتدت اليد النحيلة لتربت على كتفي . قفزت صارخا، هلعا . وودت أن أقفز خارج البص لو لا أنني اكتشفت أن الذي لمسني كان صبي البص (الكمساري) يطالبني بثمن الرحلة. ضحك الصبي وضحك آخرون ثم ضج البص بالضحك والتعليقات. انتهرتهم جميعا وسببتهم سبابا مقذعا. أوقف السائق المركبة ، مستوضحا الأمر، فقفزت منها دون وعي. وكان هروبا جديدا. ومشيت باقي الرحلة على قدمي إلى البيت. وأنقذتني فورة غضبي من الركاب من سطوة التفكير في الجثة و...
لما أويت إلى فراشي كنت متعبا. و أحاطت بي في أحلامي الحبال من كل جانب. استغثت ولكن الحبال طوقت عنقي، خنقتني ومات صوتي في حلقي.
أيقظني أخي من نومي في منتصف الليل ، يسألني عن سبب صراخي ، عن معاني كلمات بعينها ، الفأر ، الجثة ، الحبال ، القارب ، الهروب و.. لم أرد عليه وتظاهرت بالنوم من جديد ولما تأكدت أن أخي قد نام ، فتحت الباب وخرجت قاصدا المكتب. كنت أنوي تمزيق المجلة و تمزيقها من ذاكرتي. مشيت برجلي ، فتحت المكتب وجمدت في الباب.
كان هنالك فأران ضخمان . كانا يقرضان في ورق المجلة . توقفا برهة حين فتحت الباب. لاحظت أن الورقة المفتوحة هي نفسها صفحة المتاهة. زال عني خوفي أو ربما وصل فصولي حدا يفوق الدهشة والخوف وسائر ألوان الشعور. خطوت إلى المجلة غير مكترث لوجود الفأرين. كنت أود محادثتهما ولكنهما خذلاني حين فرا أمامي. اختبأ أحدهما تحت الدولاب يمين الغرفة. والآخر في الجانب الأيسر من الغرفة تحت السرير.
نظرت إلى الصفحة لأرى فعل الفأرين . قرض الفأران شبكة الحبال ولم يبق من الورقة إلإ القارب والفأر . موضع شبكة الحبال أصبح حفرة. و نظرت من خلال ا لحفرة التي صنعها الفأران إلى الصفحة التي تليها. كانت هناك صورة ممثلة مصرية كنت قد رأيتها في الصباح . والآن خلال الثقب أرى صورة الفتاة ، الفتاة الجثة، بطنها مفتوحة، أمعاؤها مندلقة. الحبال من جديد ، الحبال ، الفأر ، القارب ،ال...، الــ.. المتاهة. المتاهة من جديد . أدهش ، أخاف ، أتقيأ وهي تنظر إلي . نفس النظرة . العينان المفتوحتان في استرخاء ، في تأمل . نظرة الرضى . شبه مبتسمة ، كأنها تسخر مني.
الآن لا أذكر تماما ولكني كنت أفكر في الذهاب إلى المشرحة ، لأغتال الفتاة الجثة ، لأسكت نظرتها ، لأمزق الحبال. ولكني في النهاية حرقت المجلة بعد أن مزقتها . ولم أبحث عن الفأرين المختبئين. ولكني ارتكبت جريمتيَّ في صمت ولم يسألني أحد. ولم يعرفني أحد .
إني الآن لا أعاني عذاب الضمير لارتكاب جريمتي ولكني لم أعذر والد الفتاة الجثة و إن شابهت فعله. ولكني سألقي في رقبته الحبال. سأرميه في عمق المتاهة . أرضي ضميري ولا أحفل بصبي البص ولا من يتهموني بشيء . وإن اغتالوني أو ذبحوني سأرقد في المشرحة أنظر إليهم في سخرية. عنيان مفتوحتان في استرخاء و أهز عروش الكبرياء . أخلع عنهم ثياب الغرور. الغرور البشرى الذي يختلف تماما داخل المشرحة عن الغرور الذي يعفن أركان الحياة.


Post: #89
Title: نفس المحط، المتاهة..ودكتور علي كوباني
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-07-2006, 11:47 PM
Parent: #88

.

(1) الهامش الأول إشارة إلى كلمة فوارق التي استعملتها كما

وردت في المجلة. وإن كانت الكلمة هي فارق فجمعها صحيح ؛ مثل طارق وطوارق. وإن كانت الكلمة

المفردة ( فرقا)؛ فالصحيح فروق. والله أعلم.

(2) الأحداث حقيقية وكذلك الأشخاص المذكورون. الطبيب الشرعي المقصود هو صديقي الفنان ، الشاعر،

الموسيقار والرياضي الفذ، دكتور علي الكوباني. الذي نعمت بصحبته زمنا، وكان مكتبه الذي

إلى جوار مكتبي بالمستشفى مسرحا لكثير من الأحداث، والجلسات الفنية. أشتاق إليك يارجل.

(3) حادثة البنت التي قتلها أبوها أيضا صحيحة بالتاريخ المشار إليه، وقد قام دكتور كوباني و

دكتور عبد المطلب بتشريحها.


(4) أسماء العمال هي نفس الأسماء، سوى آدم الذي أعدم باليمن.

القصة بكاملها مجرد دثار لأفكار أردت أن أبثها من خلال النص ولا يغيب ذلك على ذكاء القارئ.



.

Post: #90
Title: المحطات الاستثنائية (3)، قصة آفريقية
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-09-2006, 03:54 AM
Parent: #1

.


المنزل الملعون
أبي عز الدين البشرى
الرياض
15 فبراير2006- 16 محرم 1427 هـ

(نوقوما ) بنت الأثني عشر خريفا صارت حديث القرية كلها. لم تكن الغرابة في أنها كانت صغيرة وأمَّـاً حسناء، أو أن زوجها (كانو) يكبرها ، بسبعة عشر عاما. ولكنه ذلك الهمس الذي كان يدور بين فتيات القبيلة. همس يلج كل بيت في القرية ولكنه ظل حبيسا على عتبة (أكاري) الوالد المريض وزوجته (باريا) الأم الحزينة.
باريا التي يقال إنها أجمل نساء نيجريا ، لم يرث منها حسنها ودماثة خلقها ، غير بنتها نوقوما . لذا ظلت نوقوما البنت الأثيرة عند والدتها رغم أنها لم تكن الصغرى بين ثمان بنات وولدين ذكور. كانت الصغرى (بانا) الدميمة التي تجلب المشاكل عادة لهذه الأسرة الهادئة.
عندما خطبها كانو أستاذها في المدرسة، فرحت الأم لذلك فوهبت بنتها كل ما تملك ، حتى قلادة جدتها الرابعة والتي اشتراها جدها من تاجر مسلم اشتراها من مكة، فظلت كل أم تهديها بنتها يوم زواجها . وكانت نوقوما هي التي حظيت بها لأنها هي الأولى التي تزوجتها بين أخواتها.
اعترض العم هذا الزواج لأنه يرى أن نوقوما لا زالت صغيرة ، كما قال. ولكنه في خفية نفسه كان يتمنى لها أن تكمل دراستها؛ فتصير ممرضة مثل (يوري) بنت مدير المدرسة.
احتج آخرون بفرق السن بينهما. وطعنت نساء في القرية في الزواج وهن يعلن الدهشة ويتساءلن : لماذا يزوج أكاري بنته لرجل من قبيلة أخرى ، لا يعرفون عنها شيئا،. كانوا يطلقون عليه الغريب وقصدهم النيل منه بهذه العبارة ، رغم طول المدة التي قضاها بينهم، في قرية تقدس القبلية. ومانع خالها معللا ذلك بغرابة أطوار كانو.
كانو لا يخوض في أحاديث القرية ولا يشهد الصلاة في الكنيسة إلا نادرا. ينفق سحابة نهاره، يرسم لوحاته ثم يحملها في فترة الصيف ويسافر بها إلى أبوجا ويرجع بدونها. وأحيانا يأتي إليه رجل أبيض يجلس عنده ساعة ثم يخرج محملا سيارته بلوحاته ، ملفوفة بقماش سميك وكرتون‘ ولا يعرف أحد ماذا رسم فيها.
كان خالها يقول وهو غاضب: ((رغم أن هذا الغريب يملك آلافا من فرش الرسم إلا أنه يستعمل أعواد مثل أعواد السواك يبريها ويرسم بها. يستعمل في لوحاته التراب والصمغ والألوان والخشب. ))
لم تكن الفتاة متحمسة للزواج ولم تكرهه . كما أنها لم تمانع لأنها لا تملك حق الرفض، حسب التقاليد، فانتظرت ما يفعله الله بها.ولكن الحوارات التي كانت تدور بين أهلها، جعلها تتوجس من مقبل الأيام. ولكن الصغيرة سرعان ما نسيت ذلك ، لأحاديث أمها التي كانت تدخل السرور على قلبها. حدثتها أمها عن أولادها ، وبناتها في مقبل الأيام.وصورت لها أنها ستلد لها أحفادا صالحين. واخترعت الأسماء لكل ولد وبنت . حددت لها وظيفة كل واحد منهم. البنت الكبيرة ستكون طبيبة ، تعمل في مستشفى الإرسالية الوحيد أو في العاصمة.
ضحكت البنت وسألتها: ولماذا تكون الكبيرة بنتا يا أمي؟
ردت الأم لأنها ستكون جميلة تشبه أمها وجدتها. ولذلك سنسميها الطبيبة ( ليكتا).

خيب القسيس (أقالي) آمال الجميع لما بارك الزواج وأتمه قبل صلاة الأحد وأخرج من جيبه عملة أجنبية لا يعرف عنها الحاضرون شيئا فدفعها مهرا للزواج.
عجبت الأم وساورتها الشكوك لما رأت كانو يبنى بيت الزوجية بعيدا عن مساكن الناس ، على قارعة الطريق الغربي، المتاخم للغابة. والغابة مليئة بالدواب والوحوش والثعابين. ولكنها لما زارت بنتها بعد الزواج تبددت كل الظنون. كان البيت مبنيا من لبن أجيدت صناعته وأبوابه مؤمنة وجدرانه عالية ولا يمكن اقتحامه.
فرحت نوقومو بزيارة أمها وظلت تتحدث عن زوجها الذي يحبها ولا يغادر المنزل إلا لمدرسته. رأت اللوحات المعلقة على الجدران، كلها لبنتها الجميلة، فأعجبت به، ووثقت في حب الزوج الغريب لبنتها .
قادتها البنت إلى غرفة النوم فوجمت الأم لما رأت لوحة من الجبص الملون؛ فحسبت أن بنتها أمامها. شرعت الأم تتلمس التمثال بيديها مذهولة ، تجري يدها في النحر مرة ، ومرة تمسح الساق والعجب يملؤها فظلت تنقل عينيها بين البنت والتمثال ولا تجد كلمة تقولها.
حدثت أكاي بعد رجوعها المنزل بكل ما رأت ؛ فبكى قائلا : ليت ساقي تقدران على المشي فأرى مصدر سعادة بنتي. ليحرسها الله. ثم بكى ثانية؛ فسألته زوجته عن سبب البكاء، وقالت له: ((إن موقفا مثل هذا ، يفرح له أيها الجندي العجوز فلماذا تبكي؟.))
رد أكاي الذي غلبه البكاء:
- قلبي ينبئني أن شيئا ما سيحدث يا عزيزتي. ستتسارع الأحداث ، غير ما تتوقعين. وسنرى ذلك بأم أعيننا.
أجهشت الأم بالبكاء فهي تؤمن بنبوءات أكاي التي تتحقق دائما. فقد حدثها مرة أن أمرا عظيما سيحل بالبلاد؛ فدخل المستعمرون البلاد وهدوا ببتهم وحرقوا ماشيتهم. وقال لها مرة:
- اليوم يموت عظيم فمات بعد أقل من ساعة والدها القسيس الأعظم ، وهو في كامل قوته. ولحقت به زوجته في نفس اليوم.
كثرت زيارات الأم لبنتها، حتى أنجبت ولدها [نونو ] ولكن البنت لا تزور أهلها ولم تسألها الأم عن السبب. علمت الأم بنتها كيف تربط ولدها بخرقة على ظهرها. ولامت باريا نفسها على تقصيرها تجاه بنتها، إذ لم تعدها لحمل المولود من قبل زواجها، حتى إن نوقومو كادت أن تسقط الوليد مرة، لولا وجود الأم. وطوال فترة زياراتها المتكررة لم تقابل، زوج بنتها، غير مرتين.ولكن الفتاة أعلنت سعادتها وهذا كان كافيا لتهدئة روع الأم. وسعدت الأم بعد الولادة لما أرسل إليها الأستاذ كانو بهدية جميلة كانت عبارة عن سوار من الذهب الخالص، فنسيت كل هواجسها.
انقضت الفترة الدراسية الأخيرة . كان الصيف هذه المرة قاسيا لم تشهد القرية مثله من قبل عشرين عاما. جفت مصادر المياه ، قل الكلأ ونفقت الماشية. مات أربعة رجال وطفلان من شدة الحر. أضحى الناس غير قادرين على العمل ، يشكون من الحر في نهارهم ويبللون الخرق يمسحون بها وجوه الصبية . حتى إذا دخل المساء ، قلت درجة الحرارة ، وأحس الناس أنهم قادرون على الأنس والزيارات القريبة. كثرت الأمراض والأوبئة وامتلأ المستشفى بالمرضى. صلى القسيس كثيرا حتى يرفع الله البلاء، ولم يستجب الله لصلواته ولا صلاة الناس. سألوه عن السبب فصدمهم برده:
((إن الله غاضب عليكم لسوء فعالكم. طهروا أنفسكم، دعوا العداوة بينكم ودعوا فعل الذنوب. تصدقوا بمالكم على المحتاجين وصوموا لله شهرا... ))
خرج المصلون من الكنيسة وكل واحد منهم يلوم نفسه على تقصيره تجاه ربه. كانوا يستغفرون لذنوب قد اعترفوا بها للقسيس. أطاع القوم القسيس، لما طلب منهم الصيام لمدة شهر عن اللحم ومنتجات الحيوان، التي جفوها أصلا، قبل زمن الجفاف.
قال أحدهم ضاحكا: (( القسيس يحسب أننا نأكل مثله كل يوم لحما ونشرب لبنا. إن اللحم والتونا والمعلبات وكريم الطعام الذي يرسل له من الأسقفية في العاصمة، لن يذوقه غيره وزوجته البدينة وقطته الشرهة)).
تطير الناس من كلام [ بالي] السكير، المستهتر واستغفروا وحذروه من عاقبة ذلك ولكن الرجل كان غير مبال، فقد شرب كثيرا ذلك المساء. لم يسمع بالي ما قاله المصلون لأنه كان يتغنى بلحن شعبي قديم، فانفضوا عنهم مخافة أن تحل عليهم اللعنة.
هبت الأم من نومها مذعورة ، إثر صياح زوجها المقعد. حمدت الله أنه كان نائما. كان الأمر كابوسا. أيقظته من نومه ، فصحا وكل جسده يرتعش. زائغ العينين ، وقد سقط فكه الأسفل كأنه انخلع من مكانه، مبينا لثة خالية من الأسنان. حاولت أن تعرف منه سبب ذلك الفزع. ولكن أكاي العجوز لم يكن قادرا على الحديث ، فأشار بيده طالبا ماء. أحضرت له الماء فشربه كله في جرعة واحدة، ولكن روعه لم يزل عنه. عاودت السؤال مرات ومرات، ولكن العجوز بكى حتى أغمي عليه. ولولت الأم وهي ترى زوجها قد سقط من سريره، لما كان يتلوى من الألم. أشار لها بيده لتسنده وكأنه هم بأن ينهض من سريره. رأت الدم قد غطى وجهه وعم جلبابه الوحيد. اجتمع الجيران، لما سمعوا صراخ باريا الجزعة. واستدعوا الممرضة يوري. جهدت الممرضة حتى عاد للعجوز وعيه، ولكن العجوز كانت حرارة العجوز كانت قد ارتفعت إلى حد أقلق الممرضة وكان كله جسمه يرتعش وفكاه مطبقان على بعضهما بقوة. استخدمت الممرضة ضمادات مبردة، لتخفف درجة الحرارة وأعطته محلولا بالوريد، فتحسن الحال ونام المحارب العجوز. أوصتهم الممرضة قبل مغادرتها بنقله إلى المستشفى ، فجرا كي لا تسوء حالته. لم تنس الممرضة أن تحضر من بيتها قليلا من السكر والحليب. وقال والدها مدير المدرسة للأم الحزينة، كما كان يسميها: ((إذا احتجتم لأي شيء فلا تترددوا في طلبه.))
شكرته الأم وشكرت بنته الممرضة وأوصدت الباب الذي لم يكن غير أربعة أعواد ربطت جيدا مع بعضها ، فأمالتها نحو الباب.
علا شخير العجوز فحمدت الأم ربها وظلت تصلي، حتى داهم سلطان النوم عينيها فنامت على نفس الحجر الذي اتخذته مقعدا للضيوف، موسدة ظهرها سرير زوجها الذي كانت تأسى لعجزه وقد كان أقوى شبان البلد كلها.
صحت القرية ‘ غير عادتها على رنين جرس الكنيسة المتلاحق الرنين، ولم يكن جرس صلاة الأحد. أسرع الكثيرون من سكان القرية نحو الكنيسة يستجلي الخبر وجرى بعضهم نحو منزل أكاي الذي تركوه مريضا ليلة الأمس. ولكن الأم جرت نحو الطرف الغربي من القرية، ناحية منزل بنتها ، مصطدمة بالداخلين إلى دارها.
لأول مرة منذ أن أقيم منزل بنتها نوقومو ، رأت بابه مفتوحا على مصراعيه ، فانفتحت كل مداخل الظنون إلى عقلها. تعثرت عند رؤيتها الباب مفتوحا، فسقطت على الأرض. دميت قدمها. حاولت النهوض، فعجزت من شدة التعب ، فقد ركضت كل المسافة بين بيتها وبيت بنتها دون توقف. أحست برأسها تدور ، فحاولت النهوض مستعينة بجذع شجرة قطعت منذ زمن بعيد. فجأة تراخت يدا الأم الحزينة قبل أن تمسك بالجذع وقفزت من مكانها وبثت في جسدها قوة خيالية وانطلقت كالبرق. لم تميز أنها كانت تعدو عكس المنزل وجهتها. كانت الأم قد رأت حية رقطاء تعرف أنها خطرة. كانت الحية قد تخذت لها جحرا تحت جذع الشجرة المقطوع فخرجت من جحرها والتفت حول الجذع. لما مدت الأم يدها كان لسان الحية على بعد سنتميترين من يدها، وكانت الحية تحرك لسانها بسرعة وكأنها تشم رائحة الغريب الذي زارها في جحرها وتقدر حجم الخطر. ولكنها حتما لم تكن جائعة لأن المنطقة غنية بالجرذان وربما كانت تأكل من أغنام القرية التي كانت تختفي في كل مرة ولا يعلم أحد أني تذهب.
انتبهت الأم المسكينة إلى أنها ظلت تعدو حتى غادرت حدود القرية فوقفت علها ترتاح أو تعرف وجهتها. خرت على الأرض ، تحمد الله لنجاتها. هذا هو نفس نوع الحية التي قتلت الطبيب الإنجليزي الذي بعث من العاصمة ولم يمكث معهم غير شهرين.
سمعت باريا جرس الكنيسة يرن مرة أخرى في هذا الصباح، فكأن رنين الجرس قد رد أعاد لها قوتها، فركضت من جديد نحو الكنيسة وهي الأقرب لموقعها. سمعت القديس الأكبر وهو في كامل لباسه الكهنوتي يقول:
(( باسم الأب والروح القدس أعلن لكم أن المدعو كانو ذلك المدرس البائس، لم يكن مؤمنا. ولن يدفن في مقابر الكنيسة المقدسة ولن يقام له قداس في هذه القرية. إنه مسلم ، أعلم مديره مرة بذلك ، عند رجوعه من رحلاته الشاذة المريبة التي يقوم بها إلى العاصمة . وزوجته اعترفت بذلك وقد سمعته يقرأ كتاب المسلمين المقدس. ولهذا فلابد أن الرب قد غضب عليه وأهلكه. لو رأيتم جسده مسودا ومنتفخا لعلمتم أن الله قد انتقم منه شر انتقام. إنه لم يكن مؤمنا ولم نره يشهد الصلاة في الكنيسة. وقد ذكرت لنا زوجته المسكينة أن منزله مسكون بالشياطين وأنه كان يكلمهم في مرسمه وكانوا يعدون له اللوحات التي لا يقدر علي رسمها بشر. ولهذا لم تدخل زوجته هذا المرسم قط . ولكنها كانت تحس بالحركة تموج في تلك الغرفة وتسمع اللغط . كما أنه حذرها من دخول المرسم معللا ذلك بأنها ربما أفسدت لوحاته التي لم تجف . ولكن لنصلِّ جميعا من أجل القسيس (آقاي) الذي أمضى هذا الزواج رغم اعتراض خالها وعمها، ولو كنت حاضرا لما زوجت الصغيرة المؤمنة لهذا الفاسد. ليباركها الرب آمين))
صعقت الأم باريا لتوالي الأخبار وذكرت توالي الأحداث الذي ذكره أكاي ، فأسرعت نحو المنزل لترى بناتها وقد أحطن ببنتها نوقوما وهن يبكين مر البكاء . حسبته كان بكاء على لحظة لقاء بعد فراق طال فالبنات لم يرينها منذ مغادرتها المنزل قبل عام ونصف. ولكنها ألجمت لما سمعت نوقوما تولول وتقول:
أرحل أبي في نفس اللحظة التي كنت أحتاج لحنانه؟ أو لم يجدر به أن ينتظر ليواسيني في مأساتي؟ أيرحل في نفس يوم رحيل زوجي؟ ألن يكون ابني قادرا على رؤية جده المحارب ، ليحدثه عن معاركه؟.....
أقيم القداس وصلى القديس الأعظم على العجوز ودعا له بخير. أعيد جثمان الأستاذ الغريب إلى داره ودفن فيها وكتب القديس على باب المنزل ، هذا المنزل ملعون وليكن عبرة لكل كافر.
سكنت نوقومو مع أمها وأخواتها ولكنها كانت في حالة يرثى لها. اعتل جسدها وذبلت نضارتها وغشيتها الهموم. كان كلما رن جرس الكنيسة أصابتها الرعشة ، حتى يغمى عليها. وأحيانا تهذى في منامها بكلام كثير. والأم تأسى لذلك وتتحدث معها حتى تنسى كل ما حدث. عجز القسيس وكل مداوِ أن يعالجوا الصغيرة، فأوصوه بإرسالها إلى المستشفى. زارت الطبيب في مستشفى الإرسالية،الذي يبعد عنهم مسيرة يومين. وظلت به ستة أشهر دون فائدة تذكر. شخصها الطبيب فقال:
((إنها مصابة بمرض نفسي ، من أثر الصدمة وستتعافي منه ولكن بعد زمن طويل ، لتخلد إلى الراحة وأحسنوا تغذيتها.))
كانت نساء القرية والفتيات منهن خاصة، يزرنها، ويجلسن معها ،فإذا غابت عنهن لحظة أطلقن ألسنتهن هامسات بحديث يقطعنه إذا دخلت عليهن. خيل للأم أنها مرة سمعت طرفا من ذلك الحديث ، فاستفهمت جارتها تويو النمامة . إلا أن المرأة أنكرت أنها قد قالت شيئا. ذكرت الأم الحزينة هذا الأمر لبنتها فلحظت أنها دخلت في نفس النوبة التي تنتابها إذا سمعت جرس الكنيسة. ارتفعت هذه المرة ،حرارة البنت ، فبكى الطفل بين يديها من شدة الحرارة فأبعدته الأم الحزينة، واستدعت الممرضة.
رقدت نوقومو على نفس سرير والدها وشرعت الممرضة في علاجها وهي غائبة عن الوعي. أفاقت من غيبوبتها ولا زال على وجهها غبرة تحكي قصة ألم رهيب. ثم نامت كالطفلة ، ووالدتها إلى جانبها في السرير وطفلها بين يديها. كانت نوقوموا تهذى في نومها فقالت:
(( الكلب قال لي إنه سيأخذني معه إلى بلد بعيدة وسيترك العمل في المدرسة. ولكنه لن يخبر أحدا لأن أهلي سيمنعوني من الرحيل معه خصوصا خالي. لم يحدثني عن إسلامه ولكني ضبطته يتلو القرآن وهو يجيد العربية. ولكني لم أخبره بما سمعت)). ثم صمتت نوقومو عن الحديث
بدا للأم أن البنت في وعيها فحاولت أن تستحثها، فقالت لها : وماذا بعد؟
فصحت البنت من نومها ورأت أمها تكاد تلتهمها بعينيها ، فقالت الأم : وماذا بعد أن أخبرك بأنك سترحلين معه؟
كنت أحس بوشاية النساء حولي ولا أعرف شيئا، فماذا حدث؟. حدثيني يا بنتي.
شرقت الفتاة بالبكاء وقالت لأمها : نعم قتلته بنفس السم الذي كان يضعه للكلاب الضالة .. نعم دسسته له في الطعام ، الذي سرى في جسده أثناء عمله في المرسم . سمعته يستنجد بي فلم أهب من سريري لأني كنت خائفة. أتعلمين أنه كان على علاقة بآشي مربية الطفل الإنجليزي؟ . الفتيات في القرية يقلن إنه زوجة المدير هي التي ظل يلهث خلفها طوال فترة عمله بالمدرسة وربما نوى مغادرة القرية لما يئس من النيل منها. ولقد وجدت تمثال كاملا لزوجة المدير في مرسمه. أتريدينني أن أغض النظر عن كل ذلك؟
ظلت نوقومو تبكي حتى أشرقت الشمس ، و أمها تحاول جاهدة أن تسكتها ولكن أنفاسها أسكتها جرس الكنيسة، رن هذه المرة لصلاة الأحد في عيد الفصح. لم ترتعش هذه المرة ولكنها ظلت تضحك بصورة هستيرية، ثم تغرق في الضحك شأن السكير. ثم سقطت من سريرها في حالة تشبه حال مرضى الصراع.
لما استدعت الأم الممرضة للمرة الثانية ، كانت الأم باريا، في إعياء تام ، حتى أنها لم تع بما فعلته الممرضة مع بنتها ؛ فقد غاب عنها وعيها . سمعت الأم صرخة الطفل هذه المرة حينما أفاقت، والممرضة تمسح وجهها بقطعة مبللة . وقبل أن تسأل عن بنتها التي تأكدت من أن مرضا عضالا أصاب عقلها، رن جرس الكنيسة مرة أخرى في هذا الصباح. ولم تشهد الأم قداس نوقوموا ولا زال حالها كحال بنتها يرتعش جسدها كلما رن جرس الكنيسة.


.

Post: #91
Title: المحطات الاستثنائية (4)، المقابر
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-09-2006, 04:01 AM
Parent: #1

.

المقابر

الدويم – شندي فوق
أكتوبر 1985 م

كانت الدويم جزءاَ من مديرية النيل الأزرق ، وعاصمتها مدني. كان خالي (قريب الله عمر)، يعمل بمكتب إعلام الدويم. كنت أستمتع كثيرا بمتابعة خالي في كل خطوة يخطوها. أحفظ برنامجه اليومي، الذي كنت أشارك في صنعه. أنا من يرسله خالي يوميا ؛ لأحضر له جريدتي الأيام والصحافة، من العم( بخيت) بمكتبة غانم. وكل أسبوع أحضر له ، مجلتي صباح الخير والأهرام. ونهاية كل شهر تصل إلى المكتبة، روايات الهلال. أترقب رجوع باص رمبيك من الخرطوم ، بشوق غير عادي ، فهو الذي يجلب الجرائد والبريد.
أحاول جهدي أن ألتهم السطور، قبل وصولي للمنزل، أو بعد خروج خالي في المساء. خاصة أخبار فريقنا المحبب (الهلال). و الحظ الأكبر لي إذ أجمع الصحف وأبيعها بالكيلو للمحلات. يرسلني لإحضار سجائره المفضل (شامبيون)؛ فيبقى في يدي باقي المبلغ ، الذي غالبا ما يتنازل عنه خالي ، ولم يكن أكثر من تعريفة أو قرش .
يملك خالي جهاز تسجيل (جرامافون) ، ذي اسطوانات. كنت أطرب كثيرا و أنا أستمع إلى أغنية ( إلى مسافرة). أعجب لجميع أهل بيتي وهم يبكون ، إذا سمعوها ويدعون بعودة خالي بكري من (الميجر). فقد كانت الأغنية تثير فيهم مشاعر شتى. وكان أكثر ما يدهشني في هذا الجهاز الساحر؛ أن أسمع صوتي يسجله خالي الذي لا تنقضي عجائبه. أستعيد صوتي المسجل مرات ومرات.
كان خالي يقيم عروضا سينمائية ، في حينا (حي المعلمات). يعرض الأفلام على جدار بيتنا، فأعجب ، حتى إذا انصرف الفنيون بعربتهم ، لم يبق شيء ، مما كان يعرض على جدار بيتنا.
كان كل ذلك، بالإضافة لحبي الخالص لخالي وإعجابي الزائد به؛ السبب الذي جعلني أشارك خالي غرفته المجاورة للصالون. تهيئ لي الجو المناسب بعيدا عن رقابة النساء. وهن غالبا ما يمكثن بالبيت.
كان خالي يسافر سفرات متباعدة ويسمي السفرة ( مأمورية) وعلمت أن معناها رحلة عمل. كنت أمكث في انتظاره على أحر من الجمر؛ حتى إذا رجع لم أهمل شاردة ولا واردة، إلا وسألته عنها. عن الخرطوم ، سياراتها الكثيرة و أضوائها الباهرة، السينما وعن خلقها الذين لا يحصون. عن مدني ... وخالي دائما ما يرجع بهدية تملك فؤادي، و تأسر لبي . و أشهد له أنه كان يفتن في ذلك . ولم أشعر بعدم الرضا مطلقا عن إحدى هداياه. حتى حديثه وسرده عن رحلاته، كان شيقا، بالنسبة لي، ممتعا حد المتعة. ولا يبدأ الحديث إلا إذا اغتسل و لبس (العراقي) . يستلقي على ظهره، يشد نفسا عميقا من سيجارته ثم يبدأ سرده ببادئة لا بد منها: " تعرف.." . كان يخلص في مؤانستي، حتى تعجب أخواتي أو يغرن مني ، فيتهامسن بذلك. كثيرا ما تمنيت، أن أرافقه في السفر؛ لأرى تلك العوالم، التي يبيعون فيها هذه اللعب الفريدة والأشياء العجيبة.
في إحدى أجازات منتصف العام . توقفت سيارة أجرة( فيات) أمام المنزل. دخل خالي البيت في غير ميعاده المألوف. في العاشرة والنصف صباحا. متأبطا ملفات كثيرة. ضحك لما رآني ، و من عينيه يطل فرح، قصد أن يعديني به. ولج غرفته ، و وضع ما يحمل على دولاب مربع، بارتفاع متر كان فيما مضى صندوق الراديو (المذياع) ، وكانت جدتي مصرة على وجوده؛ فاتخذته خزانتي . التفت إلي مبتسما ابتسامة مبهمة زادت اللغز عقدة في ذهني. كان الفضول يملكني، ولكن دهشتي كانت أكبر من كل رغبة في الاستفسار. عرف أنني فوجئت بكل ذلك ؛ فأضاف للمفاجأة عنصر جديدا. إذ ابتدرني قائلا:
(( جهز حقيبتك، و ضع فيها ملابسك. ولا تنس فرشاة الأسنان – حفظه الله- ، فله عناية خاصة بنظافة الأسنان- . ستسافر معي إلى مدينة واد مدني)) . ولم يزد.
شلتني المفاجأة ، و أنا أراقب خالي، ينتقي أغراضه من الدولاب ، ويضعها في حقيبة ضخمة ، راعى فيها أنها ستسع الملفات الضخمة. فرغ خالي ، من مهمته تلك . لاحظ وقوفي إلى جنبه، جامدا متحيرا؛ فهتف يستحثني:
(( أسرع يا بني ؛ لأننا سنتأخر عن المعدية)) . انتزعني صوت خالي، من الجمود والحيرة؛ فأسرعت، أعد أغراضي، في الحقيبة اليدوية، التي جلبها والدي، من مكة المكرمة، خلال رحلة الحج الأخيرة.
كنت أعاني شعورين متناقضين، ونحن ننتظر، سائق السيارة الحكومية . شعور بالفرح؛ لأنها أول مرة، أغادر فيها ، مدينة الدويم ، مسقط رأسي وكل حصاد معرفتي من الدنيا. وشعور بالخوف من المجهول ، يحشوني قلقا وترقبا. لم أكن قادرا، على تصور ، فكرة أننا سنعبر النيل، بهذه المعدية ( البنطون). ولا أستطيع تصور المخاطر التي تتبع ذلك. ولكن كل ذلك الخوف تبدد ، بمجرد تحرك السيارة ، من المنزل. شرعت ألوح لكل صبية الحي وهم مذهولون . بل صرت ألوح لكل من أعرف. انطلقت السيارة تطوي بنا الأرض. وكنت سعيدا رغم طول الرحلة. نسيت كل تعب الرحلة، لما دخلت بنا السيارة مدينة مدني و رأيتها تنزلق على الطرق الإسفلتية، كملا ينزلق ثوب الحرير على الكتف.
رغم أنني كنت فرحا، بهذه الرحلة الفريدة في حياتي، إلا أنني مللتها من اليوم الثاني، لوصولي، إلى مدينة الأحلام، واد مدني. كان خالي ، يخرج كل يوم ، في الثامنة صباحا، لعمله و إذا رجع مساء ، أوى لفراشه منهكا مهدودا. لا يطالع صحفية ، ولا يقرأ مجلة. حتى التلفزيون، الذي كان في غرفة الاستقبال، بالفندق ، و الذي رأيته لأول مرة. لم يعد كافيا ليبدد كآبتي ، حين يتركني خالي ، وحيدا. واجهت خالي قائلا له بكل جرأة:
(( أنا لم أحضر، لمدينة مدني؛ لأسجن في هذه الغرفة. أريد أن أخرج، وأن أركض وألعب)). ابتسم خالي، ابتسامته الحلوة، و التي تخرج، من قلبه، إذا صفا لي. طمأنني ، بأن مهمته ، في العمل ، قد انتهت، بأسرع ، مما توقع. وأن باقي أيام الأسبوع ، ستكون للنزهة فقط. ودعاني في تلك الليلة ؛ لأرافقه لدار الخيالة( السينما).
خرجنا، في الخامسة والنصف، مساء راجلين. طاف بي خالي، بشارع النيل، أجمل بقعة في مدني. كحلنا أعيننا، بمنظر المباني الحجرية القديمة، الجديدة ، التي بناها الإنجليز وكأننا في قلب لندن. التفت الأشجار، الخضر،الباسقات، حول المباني في ألفة رائعة. منظر ،لا يشنؤه ، شيء من القبح ، إطلاقا. ثم عرجنا على السوق. كانت مشاعري تقترب ، من السينما، قبل أرجلي وأنا أشتاق لرؤيتها.
حينما وصلنا دار السينما. كان هناك طوفان من البشر. كان الناس متحلقين حول شباك التذاكر. خلق ، لم أر لهم مثيلا. و لم يستطع خيالي الصغير، تصوير المشهد، إلا بيوم القيامة، الذي اجتهد أستاذ عبد الباسط في وصفه لنا.
صاح خالي فجأة:
((يا للمفاجأة ! عرفت سبب التجمهر غير العادي. اليوم يعرضون فيلما ، هندي ، بطولة شامي كابور. وهو العرض الأول بالسودان ويعرضونه ليوم واحد فقط)). صمت خالي برهة ثم استطرد:
(( اسمع يا بني، إنني لن أتمكن، من دخول الحفل الأول، ولكنني، قطعا، سأجد فرصة لدخول، الحفل الثاني. ولو حاولت مرافقتي؛ فستسحقك أقدام المتزاحمين. اقترح عليك أن تمكث في هذا الكرسي تنتظر أوبتي.)) . ولم ينتظر خالي ليسمع رأيي . بل أسرع يطلب لي ، الآيس كريم والباسطة والبيبسي . ضقت بتصرف خالي، ولأول مرة في حياتي، أحسست أحساسا جديدا، بأن في نفس خالي، شيئا من الأنانية. و لكني سرعان ما نسيت ذلك لما أن أحضر النادل الطلبات. وشرعت ألتهم الباسطة ، وألعق الآيس كريم ، بمتعة فائقة. طلب مني خالي أن لا أغادر مقعدي، ذاك، مهما كان السبب. ودس في يدي مبلغا من المال، أغراني بالتضحية. كان المبلغ جنيها كاملا فوافقت. ثم انصرفت لآكل الطيبات. غاب خالي ، بين جموع الناس ، قاصدا دار السينما. وكنت ، لحظتها ، في السينما ، من الزاهدين ، أمام إغراء الأكل الذي رصه النادل أمامي. وكان لحظتها ، قد أحضر لي زجاجة البيبسي البارد، الحار معا. و الذي أمتعني وأسال الدموع من عيني.
مضى الوقت ، وأنا في مقعدي ذاك. أراقب الأنوار الحمراء، الصفراء والخضراء تنطفيء وتضيء آليا. تمر السيارات أمامي في سرعة ينخلع لها فؤادي. كانت النساء، لعجبي ، تقود السيارات. البنات يخرجن ،لا يرتدين الثياب السودانية . بل يقتصرن على الفساتين. الساتر منها، عند الركبتين حده. كثير من الناس يلبسون كسوات برد رائعة. يطوقون أعناقهم ، بربطات عنق زاهية. ولكني لا أعرف لها قيمة.
مرت الساعات سريعة، و أنا لا أحس بها. خرج كل من في السينما. ولكن خالي لم يعد. شرع أصحاب المحلات يغلقون دكاكينهم ، الواحد تلو الآخر. ولا أثر لخالي. قصدت دار السينما التي صارت خاوية . رأيت بالداخل، رجلا طويلا. كان الرجل ، ينظف السينما ، الخالية من البشر. رآني العامل . صاح في وجهي، مستنكرا دخولي وطاردني. رجعت إلى مقعدي بالمقهى وجلست ساكنا، متظاهرا بالهدوء. لاحظت أن المقهى الذي أجلس فيه ، أطفأت أنواره الخارجية. ثم قصدني صاحب المحل. سألني الرجل، عن سبب جلوسي، منفردا في هذه الساعة المتأخرة من الليل. بكيت بحرقة ، ولم أستطع أن أنبس ببنت شفة . وضع صاحب المحل كفه، على كتفي وربت عليه، قائلا: " حسنا يا بني. من أنت ؟ ومن أين أتيت؟ "
شرحت له كل شيء بالتفصيل.
رفع الرجل رأسه ، بصورة تمثيلية رائعة. أستطيع أن أقيمها الآن ، و بعد مرور ثلاث وثلاثين سنة. ثم قال لي بصوت حنون:
((إذا أنت ابن أخت قريب الله عمر. لا تجزع يا بني. أنا أعرف مكانه. انتظرني ؛ أقفل المقهى. وأصحبك إليه في الحال)) . ثم مد يده إلى ، بصندوق بسكويت من ماركة (جكسا) ، الذي أحبه. مصادرا ، بذلك الفعل كل شكوكي.
حمل الرجل البدين، ذو الكرش، معه سراجا رخيص الثمن، تقليديا. وانطلقنا صوب المجهول.
لاحظت أننا ابتعدنا ، عن المدينة ، التي خبأت أنوارها في ناظري. طال بنا المسير ؛ حتى خرجنا إلى العراء الطلق. ازدادت سرعة الرياح، انطفأ السراج ونال مني التعب . فقد كان الرجل ، رغم بدانته، يخب في عجل ، وجلبابه يجاذب الريح. كأنه شراع سفينة في عرض البحر. استعلمت الرجل، عن وجهتنا، و قد اعترتني الظنون. فقال لي وهو غير مكترث للإجابة : (( حيث خالك قريب الله موجود. اسرع يا ولدي ، ولا تضع الوقت يا شقي)) .
سرنا في دربنا ذاك ، والطريق منبسط أمامي. ولكن بعد مسير قصير، أصبحت الأرض أكثر وعورة . وابتعدنا كثيرا جدا، عن المدينة . التفت لأراها فبدت لي ، كأنها سفينة أبحرت منذ يوم أو يومين. سألت صاحبي عن سر الوعورة تحت أقدامي وعن هذه القطع الحديدية التي نصطدم بها بين الفينة والأخرى. تجاهل صاحبنا سؤالي مرتين. أخيرا ضحك الرجل، ضحكة مجلجلة، انخلع لها فؤادي ورجفت منها أقدامي الصغيرة المنهكة. كانت ضحكته غريبة. صورها لي خيالي بضحكة المارد الذي كانت (حاجة أم الحسن بنت أب ورقة، رحمها الله)، تحكي لي عنها. حتى إذا ماتت الضحكة في صدره، شهق ضاحكا، بأخرى، ذات لون آخر. يقطعه شهيق ؛ كأنه عواء ذئاب. وكركرة أشبه بصوت الخشب، تحت المنشار الآلي. و صوت أنفاسه كأنه موتور شاحنة ضخمة ، غرقت في الوحل. ثم أجاب وصوته لا زال يتقطع بالضحك:
- (( في المقابر أيها الغـِرُّ، الغبي الصغير. والقطع الخشبية والحديدية التي تصطدم بها هي شواهد القبور يا أحمق)).
كان في صوت الرجل، حقد دفين ، لا أعرف مصدره. كراهية سافرة وشر وشيك. خانني جلدي وكل بقية من تصبري الواهي وبقية أمل في أن ألقى خالي في ما سيبقى من عمري. إن كانت لا تزال هناك بقية منه. دارت بي الدنيا و أظلم الكون في عيني ، ظلمة فوق ظلمة الليل البهيم . ثقلت رجلاي وارتجف جسدي النحيل. وحـِـرْت ُ ما ذا أفعل ، حيال موقفي هذا.
ارتميت على الأرض، منفجرا بالبكاء. أعلنت له عدم رغبتي في اصطحابه، أو مواصلة الرحلة وهممت بالرجوع . ولكني أيقنت أن لا سبيل لي للرجوع ، وقد عرفت موقعي من الكرة الأرضية، قلب المقابر. التقدم انتحار والرجوع، سقوط في فك المجهول.
توقف الرجل البدين برهة ، يراقبني ، وهو يضحك. ثم استدار متابعا السير، قائلا لي: (( إذاً، كن رجلا إذا خرج لك أحد ساكني القبور، محتجا على رقادك فوق قبره))
أعادني صوت الرجل، إلى كامل وعيي، وقد نبهني إلى أنني، كنت فعلا أرقد على قبر، تلمست شاهده بيدي. هببت كالملسوع لا ألوي على شيء ، و أسرعت من جديد ، أركض ، خلف الرجل . و أوحى لي عقلي الصغير، أن صحبة بشر أعرفه، خير لي من صحبة ميت، لا أعرفه. وأنا الذي سمع عن الأشباح و( البعاتي) ، الذي يلحس البشر؛ فيتركهم عظما. أو يختطفهم إلى عالمه ، يستخدمهم عبيدا ، حتى الممات . تمنيت لو أنني كنت أحمل معي إبرة. فقد كانت جدتي تقول إن الأشباح تخاف من الإبرة، خاصة إذا غرسها الشخص في كعب حذائه. أمسكت بجلباب الرجل ، استوقفه. ولكن الرجل كان كالقاطرة التي انطلقت؛ فلا شيء يستطيع إيقافها . ولم يطل بنا المسير كثيرا هذه المرة؛ فقد وصلنا إلي موقع، قطعا هو مقصد الرجل.
توقف الرجل أمام غرفة، متوسطة الحجم، في قلب المقابر، وكنت خلفه، ممسكا بتلابيبه. أتلمس الدفء ، في جبل الجليد.
أخرج الرجل مفتاحا من جيبه ، وأداره في القفل فانفتح الباب. فاحت رائحة العفونة والرطوبة ، من الغرفة. أطلت النظر في وجه الرجل والحيرة تلفني. فقد اعتادت عيناي الظلام وارتفع القمر ، قليلا في الأفق. قلت للرجل القصير، ثقيل الدم والبدن معا:
- (( بربك أين خالي؟ )).
وقبل أن يجيبني كان قد جذبني بحركة مفاجئة وسريعة. ولأول مرة عرفت أنه يملك قوة بدنية لا مثيل لها. رمى بي صاحبنا في قلب الغرفة، وأغلق الباب بسرعة. وأدار المفتاح في القفل . ثم سمعت خطواته تبتعد بسرعة. لم يشفع لي نشيجي ولا استرحامي ؛ عند الرجل. حاولت المستحيل معه، ممنيا نفسي بعودته. ضربت الباب بيدي الكليلتين وحاولت جهدي زحزحته . ولكن الباب كان صلدا، عاتيا، مصمتا، لا يبدي صوتا و لا يتحرك، كأنه جبل عظيم.
بحثت عن قطعة من الخشب أو الحديد؛ لأكسر بها الباب. ولم أفكر حينها أين أذهب ، بعد خروجي. ولكني قررت الخروج . درت بعيني في الغرفة الصغيرة، مفتشا؛ فلم أجد إلا صندوقا خشبيا على أحد جانبي الغرفة. كان الصندوق مغلقا، ولكن ليس عليه قفل؛ ففتح أمامي شرفة الأمل. على الجانب الآخر ستار معلق ، وخلفه مساحة ، أقدرها بثلاث أمتار مربعة. ولا شيء آخر في أرض الغرفة. صعدت فوق الصندوق الخشبي ؛ عليِّ أجد ما أستعين به وأطللت من النافذة الوحيدة في الغرفة. نافذة يحيط بها شبك من الحديد. مساحة النافذة كان حوالي قدم واحد مربع . من خلفها كان يطل القمر. ولكن كل سحره الفضي كان قد ذاب في ظلام خوفي. أطللت من النافذة ويا ليتني لم أفعل. كانت المقابر أمامي واضحة. وهي المرة الأولى التي أرى فيها المقابر. و لكن ما سمعته عنها لم يشجعني قط أن أزورها مرة.
كان منظر القبر الذي أمامي مباشرة ، عبارة عن كوم من التراب، مُـسَـنـَّـمَـاً إلى أعلى. سمعت صوتا تحت التراب. وبدأ التراب يتهدل على جانبي القبر. مشهد لن أستطيع نسيانه ما حييت. انشق القبر، فجأة، وأنا أنظر إليه كما تنشق البيضة عن الفرخ. ثم لم يلبث قبر آخر أن انفرج عن صاحبه. وقف على بعد مترين من النافذة،هيكلان عظميان. دخلا في عراك حام ، يخلع قلب الفارس الضرغام. تصارعا ساعة من الزمان، وأصوات عظامهما تحتك ببعضها ، مصدرة صوتا يروع الفؤاد. لكن الصراع لم يسفر عن فوز أحد الخصمين. عرج أحدهما ، وكان الأطول قامة، إلى ناحية لا أراها . جاء الهيكل العملاق ، يحمل قناة طويلة وفي قمتها مكنسة. صار يضرب بها الآخر، بقوه؛ حتى تحطمت عظامه وتناثرت أمام ناظري.
التفت الهيكل تجاه النافذة، وقد ندت مني صرخة عالية. مال الهيكل نحوي، بآلته تلك وقذفها تجاه وجهي. رغت من القناة فاصطدمت بحديد النافذة ، وفقدت توازني فسقطت على أرض الغرفة. قمت أبحث من جديد عن شيء ،أكسر به الباب. يدفعني حب الحياة ويطغى على الخوف. هداني تفكيري؛ لأفتح الصندوق. كان باب الصندوق ثقيلا جدا؛ فاستعنت عليه، بالصبر والعزم؛ فانفتح. ولكني بسرعة أعدت الغطاء مكانه، محدثا صوتا خفت أن يؤلب علىَّ الهيكل العظمي بالخارج أو أخوته. كان في الصندوق فتاة راقدة، رائعة حلوة المنظر. عيناها الواسعتان مفتوحتان . بيضاء وشعرها أسود طويل يصل إلى ركبتيها. كان عليها فستان ، أبيض ناصع البياض ، لا يعكر بياضه إلا بقعة من دم كانت على صدرها وجرح غائر، سمح للقماش أن ينغرس فيه.
اتجهت إلى الجانب الثاني من الغرفة. الجانب المغطى بالستار. و أنا أدعو الله أن يكون حظي أحسن من سابقه. رفعت طرفا من الستار. لا حول ولا قوة بالله العلي العظيم . كان خلف الستار عدد من الهياكل العظمية، لأطفال في سني. عدد ضخم من جماجم الأطفال، مصفوفة على رف خشبي مثبت على الجدار. كأنها معدة للنقل أو التجارة.
رأيت ذلك كله؛ فأصبت بالدوار وأغمي علي . لا أدري كم مر علي من الزمان. ولكنه لم يكن وقتا قصيرا بأي حال من الأحوال. مكثت زمنا آخر بعد إفاقتي من الإغماءة. غير قادر على التفكير، خائفا مترقبا. ولسوء حظي اكتشفت أن الغرفة تعج بالصراصير ،الديدان والنمل. فسألت الله أن تكون خالية من الثعابين والعقارب.
سمعت فجأة بالخارج، أصوات بشر، يزيدون على العشرة. سمعت أقدامهم تخطو نحو الغرفة. كنت حذرا أن لا أبدي أي حركة حتى أتبين الأمر. رغم إحساس غامر بأنهم بشر، لا سكان المقابر. اقتربت الأصوات من الغرفة أكثر. ميزت من بينها صوتا طربت له. كان الصوت صوت خالي يصيح في الرجل :
((افتح الباب يا كلب)).
نظرت من ثقب الباب . نعم كان خالي قريب الله ، بشحمه ولحمه. معه جماعة ، لا أعرفهم ومعهم شرطيان. كان الرجل، أمامهم، يبدو كالقط المذعور وبوجهه آثار ضرب. بدا لي الرجل البدين، رجلا آخر، ضعيفا ،يرتجف من الذعر ويطلب العفو والرحمة.
تردد الرجل للحظات؛ فحفزه الشرطي، بركلة قوية، جعلته ينتفض و يصيح من الألم. ثم أدار الرجل المفتاح في القفل فانفتح الباب اللعين. قفزت من مكاني، غير مصدق. مرقت كالسهم قافزا على ظهر خالي ، مطوقا رقبته بيدي و رجلاي ملتفتان في وسطه.
احتضنني خالي وقبلني . ثم قال لي ، بغيظ ظاهر : ((اضرب هذا المجرم على وجهه)).
رفعت يدي النحيلة لأضرب الرجل على وجهه وزيادة في الاحتقار له صفعته بظهر كفي. طاشت يدي وضربت الباب بدل الرجل. وهو سبب ورم كفي وساعدي، اللذين ألزماني المستشفى، بعد أن صحوت من نومي.



.

Post: #93
Title: Re: محطات استثنائية
Author: أحمد الشايقي
Date: 08-09-2006, 05:23 AM
Parent: #1

استاذي الكريـم


أفيئ إليك هـنا , فكل أصدقائي هنا معك وهـذا ما يجعلني أعتقد أنك شخصياً (محطـة استثنائيـة) لأني في محطتك مقيم وليس عابر عبور المسافرين,

من يحسـن قراءتي ســواك , من يفهمني سـواك, مـن يشخص إخفاقاتي قبل نجاحاتي ســواك..

هذا المكان ملؤه الدفء نوقوما هنا والحبيب قريب الله عمر, الرجـل المثال العف نظيف القلب واليد وطيب اللسان,

لك الشكر على منحنا متعـة التواجـد , لن أعــود لأنني سأبقى...


أحمـد الشايقي

Post: #94
Title: الشايقي، لن تذهب ولن تعود..
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-10-2006, 02:39 AM
Parent: #93

.

الأستاذ أحمد محمود

عشت يا غالي ولا شكر لأنك (ود البيت)، لا بل أنت (سيد البيت).


Quote: لك الشكر على منحنا متعـة التواجـد , لن أعــود لأنني سأبقى...


أنت لن تذهب ولن تعود.. أنت ستظل في مكانك لأنني لم أتخيل يوما وجودك إلا جواري، وجودك الذي يعطيي القدرة على النظر للأمور من حولي، بتبصر وحكمة
لك حبي ولكل أصدقائك
والمحطات كلها مهداة لك ولأصحابك


.

Post: #95
Title: المحطات الاستثنائية (6)، وداع ورجاء
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-13-2006, 11:09 AM
Parent: #1

.


وداع و رجاء
أبي عز الدين البشرى
1995 مستشفى الخرطوم

لا تنبشي مقـابر الصدر الكئيـبْ
..هذا رجاءْ
بردت براكـيني تملكـني العـياءْ
قدري البكاءُ إذا عجزت عن البكاءْ
سـأظل أبكي ما حييـت مهـانتي
وكفـاك عندي أنت سيدة النسـاءْ
*
والعـذرُ لي .. لم أفهـمِ الفصـل الأخـيرْ
يا ليتني أشري هواي على محطات الضميرْ
لا وعـدَ ..لا إيمـانَ .. لا نفـسٌ خطـيرْ
*
مـات الهـوى وكذلك انطفـأ الحـريقْ
دوسـي على الرمـاد قد خبـأَ البريـقْ
بعضي امتهانْ ..
كلي هوانْ ..
أترينه بشعا إذا وقع النعال على الطريقْ؟
*
الصمتُ مـُزرٍ فاعتـذري ..حالا ولو على حيـاءْ
لا تشتري صمتي بإهمالي و دقي لي نواقيس الغباءْ
ذكراك شلال الضياء بخاطري..يبقى ونهزةُ كهرباءْ
*
يا آخـر الأنفـاس لا تخشـى الـوداعْ
فلن أقودك مكرها نحوي إذا جفَّ العطاءْ
إن أنجُ من وخز التذكر فاعلمي ..
أني كفيل بالضميرْ
*
حظـي مشـاوير الحـيارى للضـياعْ
وسأرتضي فرحي المشادَ على مناراتِ الفناءْ
فرحـي مشـادٌ فـوقَ أرصـفة الفناءْ
لكن مثلي في النهاية سوف يدمنُ الغناءْ


Post: #96
Title: Re: المحطات الاستثنائية (6)، وداع ورجاء
Author: ابوبكر الامين يوسف
Date: 08-13-2006, 02:58 PM
Parent: #95

تدفق حد السيل ...

دسامة حد التخمة ...

وانا الجسم الذى لايتحمل كل الارتواء

ومن هنا وهناك ساغرق...

ودى واحترامى

Post: #97
Title: الأخ أبو بكر، أنتم أهل الود والاحترام
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-14-2006, 00:10 AM
Parent: #96

.

أخي وحبيبي ود فداسي
كنت أحس بكل ضمأ الدنيا يسعر حلقي، وبمقدمك كان ارتوائي. و غرقت قبلك في يم كرمك
والود والاحترام أنتم أهل له.


Post: #98
Title: Re: المحطات الاستثنائية (6)، وداع ورجاء
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 08-14-2006, 09:56 AM
Parent: #95

الأستاذ ابي

سلام واحترام

واليوم ألقاك شاعراً وماأعذب الشعر الذي تجود به قريحتك. ودمت دائماً بحر إبداع بلا ساحل.أهديك هذا النص:

(أفرغت قلبي بين يديها إلاّ أن ذلك لم يشفع لحبي عندها .. فهي مكابرة عنيدة وحق لها أن تكابر وتعاند .. أو ليس الغرور والكبرياء من صفات البشر؟ .. أومثل هذا الجمال كيف يكون له وقع السحر في النفس إن كان في الطبع شيء من التواضع! .. عجيب أمرك أيها الحب لا يطول الليل إلا بك ولا يستساغ العذاب إلا فيك .. فالسعادة والهناء ترفرف بهما جناحاك .. البؤس والشقاء تلوح بهما كفاك).


(لكن مثلي في النهاية سوف يدمنُ الغناءْ)

وأنا مع أخوي الكاشف بغني وأردد::

الليلة ما جاء سيد ريدي ما جاء

Post: #99
Title: إهداء [المحطات الاستثنائية (6)]
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-14-2006, 10:52 AM
Parent: #98

.

الأخ إسحق
كنت بصدد كتابة الإهداء الذي كان مثبتا مع القصيدة في دفتري، ووجدت ردك أمامي



الأهداء
إلى التي كنت نصف عمرها وكانت كل عمري، فباعت عمرينا معا، بلحظة إنفعال ،إلى عاذلينا وحسادنا.



قلت أنت




Quote: (أفرغت قلبي بين يديها إلاّ أن ذلك لم يشفع لحبي عندها .. فهي مكابرة عنيدة وحق لها أن تكابر وتعاند


ألا ترى أننا نتفق، أو كأنك كنت تعرف ماكنت سأكتب؟
غير أنك وجدت لها العذر


Quote: وحق لها أن تكابر وتعاند

وأنا أود فقط أن أفهم..



Quote: الفصل الأخير

ولفتك قولي



Quote: (لكن مثلي في النهاية سوف يدمنُ الغناءْ)

وكانت قصيدة وداع ورجاء، أولى هذه الغنائيات.
و لكن الروح الانهزامية في النص لم تعجب أستاذنا محمد حسن خضر، فأرسلي لي نقده ، في العام المنصرم على بريدي. احترم رأي الأستاذ، ولكنني أصررت أن أنزل النص القديم كما هو رغم أن قلمي قد عدل فيه الكثير؛ حتى غدا نصا آخر. ولكني لم أجد فيه نفس الصدق، وأنا أول الشاهدين على ميلاد النص وقصته.
هي مشاعرنا فلندونها كما هي، وستجد من عاش نفس اللحظة ( الشعورية) وقطعا يستطيع أن يتذوقها، كأنها كتبت له. ولن أحرمهم من ذلك.
التحية لك ولصاحبة النص.
ولك شكري
وأواصل



.

Post: #100
Title: Re: محطات استثنائية
Author: Sana Khalid
Date: 08-14-2006, 10:57 AM
Parent: #1

أستاذ أبي..

ركبت قطارك متاخرة..

و لم أنجز كل المحطات بعد..

غير أنني استمتعت جداً في المحطات التي زرتها..

كانت استثنائية بحق..

سأبقى هنا..

و سأعيد زيارة كل المحطات مرات و مرات..

Post: #101
Title: Re: محطات استثنائية
Author: غادة عبدالعزيز خالد
Date: 08-14-2006, 11:06 AM
Parent: #100

الكريم
ابى عز الدين

وقفة اجبارية
بسبب جمال هذة المحطات الاستثنائية

كل الود
غادة

Post: #102
Title: أستاذه غادة، ولك العذر والأجر
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-14-2006, 11:42 AM
Parent: #100

.

الأخت الفاضلة غادة
لا عليك، والمشاغل كثيرة وعند عودتك، فاعلمي أننا ندفع عنك ثمن التذاكر، ولك خالص الشكر.


Post: #103
Title: أستاذة سناء، و حدث اللبس
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-14-2006, 11:58 AM
Parent: #1

الأخت سناء
سلام عليك وعلى كل آل فداسي. طوقتموني بالكثير فأنا مدين لكم.
سبحان الله ، كانت زيارتك مع زيارة الأخت غادة، وأظن أن خلطاما قد حدث ، ولكن ليس ثمة مشكلة فسناء أختي وغادة أختي، ولكما الاحترام. ولعنة على كثرة المشاغل.
تحية خاصة للصغار


Post: #104
Title: المحطات الاستثنائية (7)، صعبة الوصال
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-19-2006, 06:30 AM
Parent: #1


الدويم – بخت الرضا
15/09/1984
أبي عز الدين البشرى

صعبة الوصال

يا دارها ماذا حويت فخبري
أو فاسفري عن بضة كالجوهرِ
واغرِ السلام خريدة فرعاء عا
طـرة الثيــاب كـأنها من عـنبرِ
***

بهنانة فتانة ممشوقة
كالـبــان بل محلــوة كالـســكــــرِ
رعبوبة موهوبة في الحسن كا
ملة النعــوت طهــــورة كالكـــوثرِ
***
عفيفة الأسماع سمحة الطبا
ع بديعــــة الإيقــــاع مثل المـــزهرِ
حميدة الخصال صعيبة الوصا
ل نـقــــيـة الجـــمـال لـم يـتـكـــدر
حفيظة الجنان حلوة اللسان سهـ
ــلـــة البيــان بغــيـة المتبصــــرِ
***
قد أكملت من كل ناحية كما
لا في الخصال وروعة في المظهرِ
فلا تداني حسنها ليلى ولا
تـسـمــو لـمثــلـــها عــبـيلـة عــنترِ
كأن رب الخلق زين صورةً
لتكـــون إعجــــــازا لكل مصــــورِ
معذرة:
إن كان النص غير منسق إلكترونيا فذلك لصعوبات تواجهني حاليا بالسيرفر المحلي، فأكرر أسفي


.

Post: #105
Title: استراحة مع لؤي شمت، مع الشكر
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 08-31-2006, 04:48 AM
Parent: #1


Post: #106
Title: استراحة
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-13-2006, 04:46 AM
Parent: #1


Post: #107
Title: Re: محطات استثنائية
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-16-2006, 08:39 AM
Parent: #1

.

أعتذر لكل الأصدقاء عن انقطاعي عن المحطات وغدا ، بإذن الله أواصل.


.

Post: #108
Title: المحطات الاستثنائية (8)، ندوة الشيخ عبد الله البشير (1)
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-18-2006, 04:03 AM
Parent: #1

.

ندوة الشيخ عبد الله البشير (1)

جاء الناس من كل حدب وصوب، يحدوهم الشوق إلى ندوة بمقر إتحاد الكتاب (بنادي ناصر الثقافي). كان عنوان الندوة هو القصيدة النثرية. فرح الحضور لما عرفوا أن المعلق على الندوة هو شيخ العربية ، الشيخ عبد الله البشير، وكانوا يتمنون أن يسمعوا الشيخ يستطرد في الحديث عن هذا الموضوع. ولكن الشيخ لم يكن يعلق على الندوات إلا بجملة واحدة أو اثنتين ولا يزيد.
صعد الشيخ المسرح، فقال :
الشِّعْرُ هُوَ الشِّعْرُ وَ النـَّـثـْرُ هُوَ النـَّـثـْرُ.
والسـَّلامُ عليكم.
ونزل من المسرح.


.

Post: #109
Title: المحطات الاستثنائية (8)، ندوة الشيخ عبد الله البشير (2)
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-18-2006, 04:09 AM
Parent: #1

.

ندوة الشيخ عبد الله البشير (2)
في نفس الدار السابقة ، والتي انتهكت حرمتها ، فصارت مبنى للمالية، مثلما حدث لنادي العمال ودار الخريجين. أقيمت ندوة عن شعربدر شاكر السيابي. وكان الشيخ معلق تلك الندوة. والشيخ مشهور بعدم تقبله للشعر الحديث بكافة تسمياته، ويؤثر التقليدي.
كانت هنالك فتاة حسنة الصوت تلقي على السامعين مقاطعا من أنشودة المطر. كان صوتها جميلا وإلقاؤها رائعا مما زاد الليلة بهجة. فإذا قالت الفتاة مقطعا، رقصت الكراسي معها قبل الجالسين عليها.
عيناك غابتا نخيل ساعة السحر
عيناك شرفتان ينأى عنهما ضوء القمر
... حتى إذا وصلت إلى قول السياب
مطر... مطر... مطر
قاله الناس بدلا عنها، فتصمت لتستأنف مقطعا آخر.
ولما انتهت الندوة وصعد الشيخ عبد الله البشير المسرح. خالف هذه المرة نهجه وأسهب في الحديث ولم يقف على الجملتين أو الثلاث.
قال:
الآن حضرتني ربة القريض فقلت شيئا أجاري به القصيدة السابقة.
نظر أمامه فرأي امرأة كانت تبيع (الفول والتسالي). فقال:
حاجة تبيع الفول
تسالي .. تسالي .. تسالي
وتذهل العقول
تسالي .. تسالي.. تسالي
اشتريت منها بقرشين
تسالي .. تسالي.. تسالي
ردت ليَ الباقي
تسالي .. تسالي .. تسالي
... وهكذا...
...
و ظل ينشد والناس تكاد تموت من الضحك، ويرددون معه المقطع الأخير
تسالي.. تسالي.. تسالي
إلى أن قال :
عذرا فالقصيدة طويلة جدا وأشفق عليكم من التأخير، فالسلام عليكم ورحمة الله.
ونزل من المسرح.


.

Post: #110
Title: محطات خاصة (1)
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-18-2006, 04:20 AM
Parent: #1

.

محطات خاصة (!)
ابتلاني الله سبحانه وتعالى بمرض زوجتي في نفس الوقت من العام السابق. سقطت على الأرض وكسرت رجلها كسرا أقعدها عن الحركة. وحمدت الله أنها استطاعت انقاذ ابنها من السقوط.
كنت مشحونا بالتوتر والترقب والأسئلة تدور في رأسي من مقالة الطبيب. فقد همس لي بأن الكسر في هذا الموضع مؤلم وخطر، وربما تحتاج إلى عملية جراحية.
رجعنا من المستشفى و الرجل ملفوفة بجبس أبيض، جعلني أكره ذلك اللون الحبيب إلى نفسي.
مرت الأيام بكل ما فيها من قسوة وبقيت الذكريات. منها المؤلم وبعضها مفرح وبعض مضحك، وبعض يثير في النفس أحاسيس متباينة فلا تستطيع الحكم عليها مطلقا. وسأحاول حكاية بعض منها.
سلمت لنا (أم عمر) وعافاها الله، وكذب الله نبوءة الطبيب. وسافرت في إجازة إلى السودان، فكان ذلك أكبر فرحة لنا جميعا، فنسينا كل مؤلم من تلك الأيام العصيبة.
فالحمد لله من قبل ومن بعد، على السراء والضراء. وأسأله أن لا يبتلي حبيبا بما ابتلانا به.
وإلي أول محط بالمحطات الخاصة.


.

Post: #111
Title: محطات خاصة (2)
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-18-2006, 04:07 PM
Parent: #1

.

2)
لا يستطيع الرجل أن يقدر المرأة حق قدرها، ويكون واعيا بما تقوم به من دور عظيم، إلا إذا مر بنفس الظروف. فكان هو الذي يقوم بكل شيء حتى خدمة التي كانت تقوم بكل ذلك.
وعيت لذلك الأمر من أول يوم. جئت بأم عمر إلى البيت بعد أن وضعوا الجبس على قدمها. كانت كالطفل الذي يتعلم المشي، وهي تفف وسط ذلك الكرسي العجيب.تدفعه أمامها لتضعه على بعد قدم. ثم تحرك الرجل السليمة. تضعها على الأرض ثم تسحب الرجل المكسورة ، التي أثقلها الجبس ووجهها يتقطع من الألم.
كان علي أن أساعدها بل وأشجعها لتتمرن على طريقة المشي الجديدة. وللحركة داخل البيت ، يجب أن تستعمل العصي المعدنية ذات الوسائد التي توضع تحت الإبطين. وبحمد الله ، بعد جهد جهيد وصلنا إلى السرير.
وهنا بدت لي المسئولية العظيمة التي يجب أن أقوم بها.
أولا علي أن أهتم بالمريضة، وأشرف على مواعيد الدواء بدقة. ولم يكن الأمر شاقا أول الأمر، إلى أن تبع ذلك مهام أخرى.
وإلى المهام


.

Post: #112
Title: محطات خاصة (3)
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-19-2006, 00:08 AM
Parent: #1

.


المهام
(3)
و بالنظر إلى قائمة المهام اتضح لي أنها دوامة لا نهائية.
1 – علي أن أنظف البيت كله، لأن زميلاتها و الأقارب حتما سيزوروننا.
2 – ترتيب البيت كله ، وغيار الملاءات .
3 – إعداد طعام لي وطعام لطفلنا الصغير – عمر- وطعام خاص لها، علاوة على أشياء أخرى مثل الترمس، الموز ، الحلبة.
4 – الاهتمام بالطفل ، ملابسه ، نظافته و... وتلبية طلباته التي لا تنتهي. والأهم مراقبته حتى لا يضر نفسه، فهو يستعين بالكراسي للوصول إلى قمة الدولاب و... و...
5- غسل الملابس وكيها .
6- غسل الأواني والأطباق.

7 – استقبال الضيوف والقيام بواجب الضيافة.
8– الرد على سيل المكالمات من ثلاثة أجهزة، موبايلي الخاص، موبايل (المريضة) التي كانت تحت تأثير المنوم وهاتف المنزل.
9 – جلب الاحتياجات من خارج المنزل وهو دوري فيما سبق، إلا أنني أصبحت لا أجد الوقت له.
10 – رعاية ( المريضة)، ومحاولة التسرية عنها وتسليتها، حتى أنسيها الألم. ولكن الألم الحقيقي كنت أحس به أنا أكثر منها. لم أستطع أن أتخيل أنها ستظل راقدة هكذا لمدة شهر على الأقل، وهو فترة بقاء رجلها في الجبس. هذا إذا سارت الأمور على ما يرام ولم تحدث تلك التطورات التي حدثني عنها الطبيب وكأنه ينتقم مني.
شهر آخر بعد فك الجبس، للعلاج الطبيعي. والحركة في هذا الشهر بحذر شديد مع ممارسة التمارين.


.

Post: #113
Title: محطات خاصة (4)
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-19-2006, 00:24 AM
Parent: #1

.


(4)
كان أول سؤال سألته لنفسي حين تولي مهامي الجديدة في جمهورية (البيت). كيف كانت زوجتي تجد الزمن الكافي لفعل كل ذلك؟ وتلاه سؤال آخر، كيف كانت تصبر على كل هذا الجهد ولا تشكو ولا تتزمر؟ وتوالت الأسئلة على ذهني ولكنها ظلت بلا إجابات ، لأنه لم يكن لدي الزمن الكافي لمناقشة أي أمر.
بدأت بأول المهام، حملت المكنسة الكهربية وشرعت في النظافة. كان من الممكن أن يكون الأمر سهلا لولا بعض المنغصات. الطفل يعاكسني ويجر سلك الكهرباء وأنا أحاول ابعاده عن موقع الخطر، فلا أستطيع أن أنظر إلى موضع المكنسة على أرض الغرفة أمامي والنظر خلفي لمتابعة ( عمر ) وهو يمارس (شقاوته) بتلذذ بالغ. تذكرت أنني كنت لا أرضى إذا احتدت أمه معه يوما ولا أرضى أن تنهره أو تحاول إخافته . لم تقتصر مصيبتي على عمر وحده ، فهاهو جرس الهاتف يرن. إذا أردت الرد على الهاتف يجب أن أفصل المكنسة عن الكهرباء، مخافة أن تؤذي الطفل. أفصل التيار وأمسك بسماعة الهاتف، فتقول صاحبة صوت لم أسمعه من قبل:
" ألو"
- أهلا
فتقول صاحبة الصوت بلهجة شامية:
- " لو سمحت ممكن أكلم أبو إياد؟"
- عفوا يبدو أنك أخطأت الرقم ، فلا يوجد أحد بهذا الاسم.
- لا ، لا تكذب علي ، أنا زوجته .
- أختي لا داعي لهذه اللهجة فأنا لا أعرفه ولا دخل لي في أنك زوجته أم أمه.
- شــــــــو، كمان بتقل أدبك علي، إنت مجرد عامل. بدي أكلم غالب يفصلك من الشغل.
- طيب كلميه....
تقول بحده:
- شو أنت ، سوداني؟
- لا موريتاني...
- ما فرقت ، كلكم عبيد أولاد كلب.


.

Post: #114
Title: Re: محطات خاصة (4)
Author: عماد محمود علي
Date: 09-19-2006, 01:20 AM
Parent: #113

عزيزي ابي عز الدين

يسعد صباحك سيدي


إشتقت لشخصك الكريم ، وإنتظرتك في محطة " لحظة من فضلك " فلم أجدك فركبت القطار لألحق بك في محطتك الخاصة ، وسعيد جداً بنزولي هنا وفي إنتظارك عزيزي .

Post: #115
Title: أخي عماد محمود
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-19-2006, 02:01 AM
Parent: #114

.

أخي عماد
والله أنا المشتاق، وبحثت عن هاتف لك في الملف أو بريد الكتروني ولم أجده.
أشكرك وأتمنى أن أقابلك، وأما الأخ (أبو بكر سيدأحمد)، وكنت تسأل عنه فهو بخير واتصلت به والرجل مشغول ببداية العام الدراسي الجديد.ورأفت لا أعرف عن أخباره شيئا، ولكني أزور (لحظة من فضلك يوميا)، والتحية لأختي منى خوجلي وكل من يكتبون بالبوست.
ولا ترحل، بنفس القطار.
ولك ودي


.

Post: #116
Title: محطات خاصة (5)
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-19-2006, 03:55 AM
Parent: #1

.

(5)
ويرن جرس الهاتف اليدوي..
أغلق الخط وأنا أغلي من الغضب، متجاهلا أم إياد، وانظر إلى الهاتف الجوال، لأعرف الرقم وقد عرفته. فهي محادثة من السودان من أخت زوجتي.
أرد عليها وأطمئنها ولكن كان صوت الهاتف الأول يرن بصورة مزعجة، وكانت زوجة أبي إياد مصرة على إهانتي وتلقيني درسا في الأخلاق وطريقة التحدث مع الأسياد. تخلصت من الموبايل وحولته لزوجتي لترد على أختها وسيل المنتظرين إلى جنبها.
كان جرس الباب يرن، فأسرعت إليه. كانت زوجتي تومئ لي وهي تتحدث في الموبايل و وجهها تغسله دموعها ودموع أخواتها. فهمت من إشارتها أنها لا تريدني أن أفتح الباب قبل أن أخبئ المكنسة التي كانت وسط الغرفة، في دولابها. ففعلت والجرس اللعين يصك الآذان.
أسرع إلى الباب ، أنظر من (العين السحرية)، لأكتشف أنها امرأة في كامل حجابها، لا يبين منها سوى العباءة السوداء. أفتح الباب وتندفع المرأة متحدثة، لا يوقفها شيء مطلقا:
- أنا أختكم من فلسطين، زوجي.. وأولادي .. ولا نجد ما نأكله و..
- حسنا انتظريني لحظة.
ودخلت إلى البيت ولكن جرس أم إياد لا زال يرن، فتجاهلته؛ لينطلق جوال زوجتي يرسل رنينا متصلا.
- ألو .. لحظة أم عمر في محادثة مع أهلها بالسودان.
- نعم صحتها جيدة. يمكن أن تحدثيها بعد خمس دقائق.
وعاد جرس الباب يرن لأن الفلسطينية استبطأتني ، وقبل أن أفكر في الرجوع إليها، كانت بجانبي، منطلقة في الحديث كالسيل:
- الله يخليلي إياكم ، سودانية أصحاب كرم... شو صاب الحرمة.. بسم الله ما شاء الله.. أكيد عاملنك عمل.. مكسورة ومكسورة الخاطر.. يا حبيبتي..
أغدقت وجلست بلا استئذان.
أخرجت من حقيبة كانت تحملها معها، أدوات العمل،وخلعت عنها غطاء وجهها ورأسها ، استعداد للعمل. وأشحت عنها قليلا ولما التفت كانت قد خلعت عباءتها وعلقتها في المشجب المقابل لها، كأنها ربة الدار.
وأواصل..


.

Post: #117
Title: شكرا أم عمر، ففي الليلة الظلماء يفتقد البدر
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-19-2006, 05:07 AM
Parent: #1


.

محطة استثنائية خاصة جدا.
وفــــــــــــــــــــــــــاء لزوجتي أم عمر، في عيد ميلادها
وقبلة للعزيز عمر.
(أبو عمر)








شكرا أم عمر وديمه بعافية









وكل عام وأنتِ بألف خير


.

Post: #118
Title: Re: شكرا أم عمر، ففي الليلة الظلماء يفتقد البدر
Author: عماد محمود علي
Date: 09-20-2006, 02:36 AM
Parent: #117

أخي الحبيب أبي عز الدين ( أبو عمر )

تحياتي يا غالي ، وألف سلامة لأم عمر وربنا يديها الصحة والعافية ويخليها ليك ولعمر ويطول لكم في عمرها ويعمر بيتكم إن شاء الله وكل سنة وأم عمر وعمر بخير وعافية , وما تشوفي شر يا أم عمر ، وسلامة الماما يا عمر .

هاتفي يا عزيزي هو 502900523 00966 ، وتركت القطار ينطلق نحو " لحظة من فضلك " وإنتظر على رصيف المحطة الاستثنائية .

Post: #121
Title: Re: شكرا أم عمر، ففي الليلة الظلماء يفتقد البدر
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 09-20-2006, 07:32 AM
Parent: #117

صاحب المحطات الإستثنائية أستاذي أبي عزالدين
سلام واحترام
بمناسبة عيد ميلاد أم عمر في محطتك الإستثنائية الخاصة جداً بقول لأم عمر عقبال الشمعة المائة وليك يا أستاذ طول العمر وموفور الصحة والعافية ولصغيري عمر " ذلك الشبل من ذاك الأسد" خالص الأمنيات الطيبات بالحفظ والصون ومزيد من النبوغ والتفوق.
وبهذه المناسبة السعيدة أهديك هذه الأبيات من الدوبيت:
البارح حبيبي كلمني بالتلفون
ناعم صوتو دافي جاني حنون
قمر 14 الحاجبو حاكى النون
راجي الكريم الأمرو بين الكاف والنون
حبو لي يدوم وعهدو ليهو أصون


Post: #122
Title: اسحق بله ، ما بنقبل بي التلفون..
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-20-2006, 08:55 AM
Parent: #121

.

Quote: راجي الكريم الأمرو بين الكاف والنون
حبو لي يدوم وعهدو ليهو أصون





p>حبيبنا الغالي (أبو أحمد)
شكر لك مني ، شكر من أم عمر وشكر خاص من (عمر الأسد)، ونتوقع زبارتك. وما بنقبل بي التلفون
ويديك كل الفي مرادك ويحفظ عيالك ورمضان كريم.
تحية لأم أحمد، أحمد وتقوى



.

Post: #119
Title: الأخ الرائع عماد، وإن شاء الله ما تشوف شر يا غالي
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-20-2006, 06:58 AM
Parent: #1

.

الحبيت عماد
ولك شكر خاص من أم عمر وسنهاتفك في المساء، لأن هاتفك الآن لا يرد








(1)
شكرا يا عماد..
وما تشوف أبدا..
شر ..


Post: #120
Title: Re: محطات استثنائية
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-20-2006, 07:09 AM
Parent: #1

.


(6)
كانت الحقيبة تحتوي على مجمر ، سبحة ، خيوط ومجموعة من الأعشاب والأبخرة. ولدهشتي الشديدة، ناولت زوجتي خيطا أبيضا وطلبت منها أن تعقد فيه سبع عقد؛ ففعلت. أمسكت المرأة الخيط ووضعته في كفها و نفثت فيه ثلاث نفثات، وتلت شيئا، لم أسمعه ثم فتحت كفها، عن خيط سليم بلا عقد.
تابعت (الساحرة) نظراتنا ، لتقرأ ردة فعلينا، فعلا وجهها البشر، لأنها استيقنت من أن الدهشة قد نالت نصيبا طيبا منا. ثم قالت:
- في عمل معمولك ، يا ستي ، من قبل عام وفي نفس المواعيد، حطته لك الحرمة السوداء الطويلة، في موية و كشحتها قدام الباب . وانت يا ست وطيت عليه. فشان هيك في نفس المواعيد من السنة دي ، اتسلط عليك الجان وكسر رجلك.
قلت لها مستدرجا، لأخبر كذبها ولأقنع زوجتي بدجلها:
- وانتي صادقي ، ده كان في زيارتنا للسودان ، السنة الفايتة، حتى الحرمة اسمها عفاف مو هيك؟ - ولم نسافر إلى السودان كما ادعيت-.
كانت المرأة تنظر إلى محفظتي التي جهزتها مسبقا لأدفع لها صدقة، ورأت الأوراق المالية، فقالت بذكاء:
- لحظة بسأل شيخة الجن. ثم أخرجت خرقة من القماش مزقت أطرافها ، فوضعت فيها تمرة، ثم طوتها. وشرعت تتلو :
- لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله ، حارس الجن.. لا إله إلا الله. بسم الله أدخل عليكم، وأكلم سيدتي ، بإذن همروش ، همروش وعلا صوتها همروووووووووش.
نعم نعم ستي ، أنا صالحة خادمتكم.
- شو ، مو سامعي... أي بنطيكي المعلوم، الحرمة حبيتنا. تقولي إسمها عفاف؟
الله يلعنها ، أدخلوا بإذن الله لي الجسد المسكين. ناطراكم.. مدد ..
وهنا لم تملك زوجتي نفسها من الابتسام خفية، والدجالة في شغل عنها.
اعترت المرأة حالة من الهياج ثم شرعت ترقص وتهز رأسها يمنينا ويسارا، ثم تهز رأسها ووجهها إلى الأرض ، حتى تدفق شعرها على مؤخر رأسها ولامس أرض الغرفة.
خافت زوجتي وأشارت إلي بيدها أن أخرج الدجالة من البيت بعد أن اكتشفت كذبها ورأت سحرها.
انتظرت حتى هدأت المرأة، ثم طلبت ماء.
وشرعت تتحدث من جديد:
- عباد الله ما يخلوا الخلق في حالهم..
أعطيتها الماء فشربت ، ثم دفعت إليها بصدقتها التي كنت قد نويت أن أعطيها إياها. ثم قلت لها :
- يلا يا صالحة، مع السلامة.
نظرت إلى المال وقلبته في يدها ثم قالت:
- بس هذا ما يساوي شي . الشيخة تبغى حقها و الحراس اللي فتحولي الباب و....
وفقدت صبري ، فقلت لها:
- بتطلعي ولا أكلم الشرطة؟!
وخرجت قبل أن أكمل كلمة الشرطة، وهي تتوعد بكسر رجلي على يد (الشيخة).
خرجت المرأة و انتبهت إلى أنني لم أنجز شيئا مما ووددت القيام به، فشرعت في العمل من جديد.
وكم هو كثير ذلك العمل الذي كان ينتظرني.


.

Post: #123
Title: إهداء أول إلى إسحق بلة
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-21-2006, 03:39 AM
Parent: #1

.

قـُبْلَةٌ من شيخ عمر (الأسد).






Post: #124
Title: Re: إهداء ثاني إلى إسحق بلة
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-21-2006, 03:53 AM
Parent: #123

.

و قـُبـْلةٌ أخرى من ابنكم، أحمد إسحق بله الأمين.
وكل عام وأنتم بخير، ورمضان كريم.






.

Post: #126
Title: Re: إهداء أول إلى إسحق بلة
Author: إسحاق بله الأمين
Date: 09-24-2006, 09:12 AM
Parent: #123

الأستاذ أبي
سلام واحترام
جميع القبلات الحلوات أطبعها على خد إبنكم الصغير عمر مع خالص دعواتي له بالحفظ والصون وتحيات ابني أحمد لأخيه عمر وربنا يديم عليهما المحبة والصداقة.


Post: #125
Title: رمضان كريم..
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-24-2006, 05:52 AM
Parent: #1

.

كلَّ

عام وأنتم بخير

رمضان كريم
.

Post: #127
Title: Re: محطات استثنائية
Author: salma subhi
Date: 09-25-2006, 03:32 AM
Parent: #1

الأستاذ أبي

لك التحية

أتلون بلون التفاح. فالتفاح الأخضر حدائق في كياني ومكنوني تلهمني هدوء النفس وتأمل جمال الطبيعة، والأحمر يلون دمي و يثير فيّ الشجون وينتزع الكلمات من وجداني، والأصفر يدفئني بشعاع ذهبي تناسل من أصل الشمس .

salma subhi

Post: #128
Title: Re: محطات استثنائية
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-25-2006, 06:26 AM
Parent: #127

.
Quote: أتلون بلون التفاح. فالتفاح الأخضر حدائق في كياني ومكنوني تلهمني هدوء النفس وتأمل جمال الطبيعة، والأحمر يلون دمي و يثير فيّ الشجون وينتزع الكلمات من وجداني، والأصفر يدفئني بشعاع ذهبي تناسل من أصل الشمس


عاشقة الألوان
سلمى صبحي
تحية وسلام
التفاح أخصر، أصفر ، أحمر أو .. هو التفاح ولكن للطبيعة فلسفة أخرى. التفسير الذي يفسره العلماء أن الشمس ترسل كل الألوان فتمتصها الأجسام، واللون الذي يعجز الجسم عن امتصاصه ينعكس على سطحه فيبين كذلك... ورغم أنه تفسير قد يكون معقولا في المعامل، ولكن لماذا يعكس التفاح الأخضر، الأخضر.. الأخضر.. أن يمتص اللون الأخضر بالذات؟
الأخضر في الثمار مظنة أن الثمرة لم تنضج ولكن التفاح الأخضر (الإيراني) أحلى تفاح.
فليت التفاح الإيراني قد خادعنا فامتص كل الألوان و عجز عن امتصاص الأحمر... لا ..لا
حتى يستطيع الدم (القاني) أن يتبرأ من ألوانه ونحقنه بلون آخر،
الأصفر، التفاح الأصفر.. ولم أر اللون الأصفر يجمل يوما إلا في التفاح. أصفر كلون الدهشة والحيرة في صحراء واسعة الأطراف. وللذهب قصة أخرى غير لونه..
وأعود أختي سلمى
وأشكر لك الزيارة الكريمة


.

Post: #129
Title: Re: محطات استثنائية
Author: Muna Khugali
Date: 09-25-2006, 06:39 AM
Parent: #128

رمضـان كريم...

مني

Post: #130
Title: Re: محطات استثنائية
Author: عماد محمود علي
Date: 09-25-2006, 07:31 AM
Parent: #129

عـزيـــزي أبـــي عـز الـديـــن البشـــري والأســـرة الكريمــــة


رمضـــان كــريــــــم تصـومـــوا وتفطـروا علـــى خيــــر ، وكـــل عـــــام وأنــتـــــم بألف صحـة وعافيـــة . وشـكراً لكـم علـــى إتصالــــكم الكـريـــــــم . دمتم .

Post: #132
Title: عمدة، خبر القدامك..
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-26-2006, 02:44 AM
Parent: #130

.

العزيز الغالي/عماد محمود
على خبر القدامك دي - والدنيا رمضان- الشايقي وكت تم اليوم الأول في رمضان قال:
- الحمد لله قطعنا راسو فاضلنا عشرتين وتسعي بس. و زولتك القدامك من أول يوم قفلت الموبايل. انا خايف اليوم التاني تكون (اشترت لصقتين) من الصيدلية ، واحدة لي الأذنين والثانية لي الخشم. وربنا يستر من جرس أهل الزمن ده.
دي كمان قايلنها بريطانيا؟ السودان يا عمدة ، حر ولا أقول نار عديييييييييييل كدي.


.

Post: #131
Title: منى .. الشوق....
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-26-2006, 02:31 AM
Parent: #129

.

أختناالغالية علينا كلنا/ منى
جيتيني إنت وعماد متبارين كدي من وين؟
واحد في السودان والتاني في السعودية وبصكم واحد.
و إن شاء الله رمضان كريم علينا وعليك يتبارك وتصومي وتفطري على خير.
مقدم سعيد وعودة أسعد.
ومشتاقيـــــــــــــــن.


.

Post: #133
Title: Re: منى .. الشوق....
Author: عماد محمود علي
Date: 09-26-2006, 06:20 AM
Parent: #131

Quote: جيتيني إنت وعماد متبارين كدي من وين؟



عزيزي الراقي أبو عمر


يسعد صباحك سيدي ، ،


القلوب شواهد عزيزي والبنية دي لها معزة خاصة عندي . وطبعاً الجرسة حاصلة بس الله يدي العافية ساكت . وتوقع زيارتنا عزيزي . تحياتي لأم عمر وعمر الشجاع . ودمتم .

Post: #134
Title: Re: منى .. الشوق....
Author: اسماء الأمين
Date: 09-26-2006, 05:22 PM
Parent: #133

كل عام وام عمر بالف خير وعافيه وربنا يحفظها من كل مكروه التهنئة جاءت متاخره
وذلك لانشغالي في رمضان وكنت ادخل مرورا سريعا .

رمضان كريم وتصوموا وتفطروا على خير واحمد الله على سلامة ام عمر مره ثانيه احمده على ان
وعكتها ما كانت في رمضان.لان ما عانيته انت من ذلك كان سيكون اصعب بكثير.

Post: #136
Title: الأخت أسماء الأمين.. ما تشوفي شر
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-27-2006, 04:00 AM
Parent: #134






الأخت أسماء
لك تحية خاصة من (أم عمر) وشكر وعرفان. ولك التجلة مني والاحترام.
معذرة أن أهديتك الوردات فكن بلون (الذكريات) في تلك الفترة.
ولكني قصدت بها بريق الذهب، فلك البريق والنضار ولي (الصفار).
أحمد الله على سلامة أختكم وهي بأرض الرياض.
وأدعوك لبقية الذكريات التي ستأتي تباعا.
و لا أجد عبارة لأشكرك.. أرحل عنك بعجزي عن شكرك.
ولكني سأعود لأعتذر عن عجزي
و أواصل


.

Post: #135
Title: Re: منى .. الشوق....
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 09-27-2006, 03:26 AM
Parent: #133

1 -
Quote: القلوب شواهد


2 -
Quote: وطبعاً الجرسة حاصلة


عماد يا راجل (يا إحساس

(

برة الخط): غايتو أنا وقلبي ما شواهد على الجرسة.
(في الخط): الله يدي العافية مطبوقة وحبابكم و مرحبتين بزيارتكم. لن أتوقعها بل أفرش كل مشاعري متقدة بترقب خطوكم في الفؤاد قبل الأرض.
وأنتظركم.


.

Post: #137
Title: محطات خاصة (6) ساع سجن في المطبخ
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 10-18-2006, 04:43 AM
Parent: #1

.


ساعة سجن في المطبخ


دخلت إلى المطبخ استعدادا لبقية البرنامج. حاولت أن أضع قائمة محددة للمهام في المطبخ وترتيب أولوياتها.
1 – إعداد الماء المغلي (للمكمدات الدافئة) ؛ فما أسهلها من مهمة، فقط تملأ الإبريق وتضعه على النار، ثم تصبه في الحافظة.
2 – غسل وتعقيم زجاجات الحليب للطفل، ثم تعبئتها بالحليب، وهذه سهلة أيضا ، فبدلا من غلي الماء مرتين ، يمكن غلي كمية كافية، للأمرين معا.
3 – طبخ طعام للغداء، وهذه كانت الطامة، .....
.....
أحضرت السكين وكومت البصل إلى يساري ، وهويت على البصل تقشيرا وتقطيعا. كانت هذه هي المرة الوحيدة التي بكيت فيها لغير ما حزن أو حتى فرح.
كانت الوقفة شاقة ، فجذبت كرسيا ومنضدة. تصبب جسدي كله بالعرق، والجو في الغرفة الأسمنتية حار جدا، وتذكرت أن زوجتي كانت تطلب مني أن أصلح المروحة في المطبخ فكنت أتناسى ، بل أحيانا أرد عليها قائلا:
- إنت عايزه تنومي جوه، ما تسوي شغلتك وامشي على المكيفات.
ندمت لذلك ، ولكني لم أعتذر لها.
دخل علي ابني؛فرأى دموعي وعرقي ولم يسر بمظهري كله.
قال: " بابا إنت بتبكي عشان بقيت مره؟" يعني امرأة.
ضحكت وقلت : " أنا ما زعلان يا عمر.
- لكن بتبكي مالك؟
رددت: " أنا ما قاعد أبكي"
- بابا اعمل حسابك ما تكذب، الكذب حرام.
وسرعان ما أضرب عما كان فيه وقال لي:
- " انت بقيت مره صاح؟
قلت: " لا ، لا يا عُمَر. عيب تقول لي بابا إنت مره .
- لكن بتلبس (مريلة) النسوان وبتشتغل في المطبخ زي النسوان ليه؟
قلت للصغير:
" عشان ماما عيانة وأنا عايز أسوي ليكم الأكل"
سرح الصبي، ثم قال لي:
" بطل حركات النسوان دي وأمشي السوق اشتري أكل"
وبقدرة قادر تخلصت من الصغير؛ إذ رن جرس الهاتف، فأسرع ليرد عليه. وكنت قد وضعت الهاتف جوار أمه ، فحمدت الله أن التي عطبت هي رجلها لا يدها.

قمت إلى القدر، وصببت فيه الزيت وألقيت البصل، و لكني كنت أعجب كيف (( تموت البصلة)) وكلما قلبتها في النار ازدادت حمرة إلى أن اكتست أطرافها بالسواد؛ حتى خشيت أن تحترق.
كانت وجبة الغداء طعاما ازدرته، على حياء، وأنا أراقب وجه زوجتي. ولما لم يبدُ في وجهها شيء مما كنت أخافه، سألتها صراحة عن رأيها في ما طهوت.
ضحكت لأول مرة في هذا اليوم ثم قالت:
" أهم حاجة رأي الزول القام بي الطبيخ، أنت رايك شنو؟"
قلت: والله ما بطال
ردت وقد علت الجدية وجهها:
"لا، يا عزيزي بل هو جيد ، طالما أنها التجربة الأولى. وكل يوم بكون أحسن من غيره. بس دايما أطبخ على نار هادية"
أصابني الإكتئاب، لأن عبارة كل يوم ذكرتني بطول المشوار، فقمت من المائدة المتواضعة ، لأجهز الشاي الذي كنت قد وضعت إناءه على النار ليغلي. دخلت المطبخ؛ فوجدت براد الشاي قد نفد ماؤه و احترق. احمرَّ وتثنت أطرافه واحترقت اليد المصنوعة من اللدائن. أطفأت الموقد، وأخفيت آثار جريمتي واستخرجت برادا آخر وكانت التجربة الثانية أفضل، وأثنت زوجتي على الشاي.
جمعت الأواني لغسلها. وبالمناسبة فإن المطبخ يلد الإناء تلو الإناء، ورحلة الغسيل في المطبخ لا تنتهي إلا لتبدأ.
غسل الأواني، وما أدراك ما غسل الأواني. أخبثه غسل القدر الذي كنت تطبخ عليه، خاصة إذا احترق بعض الطعام فيه. وأسهله غسل كؤوس الماء والشاي. على أن يتم غسلها قبل الأواني التي بها دهون. ومن خبرتي بالمطبخ، عرفت أفضل حكمة. ( ما تبيت عدة اليوم لي باكر).
وبعد هذه التجربة القاسية وددت سادتي أن أهدي لكم مؤلفي الأول لسيدات البيوت، وللمبتلين من الرجال، بعنوان ( المباني في غسيل الأواني)، وسيليه كتاب آخر بعنوان ( السياسة في عواسة القراصة). وأثق أنه سيكون لي مؤلفات أخر، لها قيمتها ، لأنها مبنية على التجريب، وأتوقع عناوينها كالأتي:
1 – فعل الحريف في سِـخـّيْن الرغيف
2 – كاشف الهموم في غسيل الهدوم.
3 – الموجة في تمريض الزوجة.
4 – التشذيب في تقشير البصل العجيب.
5 – أدب العسرة في عواسة الكسرة.

6 – المأمون في طنيش التلفون.
7 – موسوعة العناد في تربية الأولاد.
8 - مغني الملة في أدب الحلة وهو من أعظم مؤلفاتي.
وسأورد عناوين الكتب الجديدة ما تيسر لي ذلك
وكل هذه الكتب ستكون مجانا ، مساهمة مني في حل ضائقة كل من عاش ظرفي الخاص جدا.




.

Post: #138
Title: Re: محطات استثنائية
Author: MaxaB
Date: 10-18-2006, 08:14 AM
Parent: #1





شي .. عجيــــــــــــب .. يا أبي !

نعم .. هكذا يأسر الكاتب قلوب القراء

جميل .. ممتع .. شيق .. حي .. لذيذ .. طريف .. أحسنت سبك " القطر قام " من الإبداع



رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات

مكسب

Post: #141
Title: باشمهندس MaxaB، تحية
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 10-20-2006, 04:09 AM
Parent: #138

.
Quote: هكذا يأسر الكاتب قلوب القراء


وهكذا تأسرون قلوبنا بالإحسان لنا دوما



Quote: جميل .. ممتع .. شيق .. حي .. لذيذ .. طريف .. أحسنت سبك " القطر قام " من الإبداع



باشمهندس MaxaB.. سلامات
جميل مجيئك ممتع تعليقك شيق توقع حضورك حي كل كلامك لذيذ دفق عباراتك طريف كل ما تأتي به



Quote: أحسنت سبك " القطر قام " من الإبداع


أحسنتُ – أنا – سبك القطر في قِدْرِي ولكن القطر لم يقم إلا للحظات ثم احترق ، كنموذج لأسوأ سائق قطار.
بعد أن قمت بكل الإستشارات اللازمة لصنع – الحَلـَّة – من كبار مستشاري – عزَّابة – الرياض سابقا، قال لي بالهاتف:
" ما تشغل بالك كتير، قطِّع الحاجات كلهن في حلَّة (البرستو) ، البصل واللحم والخضار وصب فيهن الموية وختهن في النار واضغطهن لي مدة ربع ساعة. بي قدرة قادر تلقى حلتك ولا أحسن حلة سوتها أحسن مرأة في الدنيا. وبالمناسبة، ممكن تسوي ملاح عدس لأنو ما فوقو تلتله ."
أحضرت الحلة سابقة الذكر ووضعت عليها كل شيء ، حتى العدس اللئيم. ولم تمضِ ثلاث دقائق حتى (( قدَّت ما كينة حلتي)).
لعنة الله على القطر قام. (( سكة حديد المطبخ ما فيها عربية فرامل)).
لذا لم أهمل بعد ذلك حادثة القطر قام ولم أهمل (( ملاح العدس)) وفكرت جديا في تأليف مصنف علمي، من طويل خبرتي وسأسميه (( المختبر في حلَّة القطر))
((( وبالمناسبة ما تتغشى القطر قام أصعب حلة)))، راجع هذا في كتابنا المذكور صفحة 150 طبعة البيت.
و أشكر لك زيارتك الكريمة.


.

Post: #139
Title: Re: محطات استثنائية
Author: Amin Elsayed
Date: 10-18-2006, 04:23 PM
Parent: #1

Quote: 1 – فعل الحريف في سِـخـّيْن الرغيف
2 – كاشف الهموم في غسيل الهدوم.
3 – الموجة في تمريض الزوجة.
4 – التشذيب في تقشير البصل العجيب.
5 – أدب العسرة في عواسة الكسرة.

6 – المأمون في طنيش التلفون.
7 – موسوعة العناد في تربية الأولاد.
8 - مغني الملة في أدب الحلة وهو من أعظم مؤلفاتي.


انا حاجز من الان ؟؟؟؟

Post: #140
Title: Re: محطات استثنائية
Author: Mohamed Abdelgaleel
Date: 10-19-2006, 03:37 AM
Parent: #139

Quote: وحتى الحيشان في الوطن لم تعد فسيحة كما كانت


محطات لها إيقاع .. شكراً جزيلا يا أستاذ

Post: #143
Title: أستاذنا الغالي محمد عبد الجليل
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 10-20-2006, 04:29 AM
Parent: #140

.
Quote:

وحتى الحيشان في الوطن لم تعد فسيحة كما كانت




وهذا الذي أشرت إليه لا يفهمه إلا من عاش في ضِيق الشقق ؛ فيعرف عافية وسع الحيشان.
أما ما الذي ضيقها على أصحاب الحيشان في السودان فأنت تعرفه وأعرفه ونمسك.


الأستاذ الغالي/ محمد عبد الجليل
رغم أن الأمر كله في قالب الطرفة والهزل إلا أنه أمر جاد فعلا. ولن يحس أحد بجديته ما لم يعش نفس الظروف، أسأل الله أن يوقي إخوتي كل مكروه.
هي تجربة حلوة ومريرة معا، قاسية ومفيدة. من أكبر قيمها عندي أنني أحسست بحجم المسئولية الملقاة على النساء. عاش أحد أصدقائي تجربة مشابهة فقال لي:
" حرَّم النسوان ديل أرجل من الرجال مية مرة" ولم أشغل نفسي حينها بمعنى ما قال، حتى مررت بنفس ظرفه.
هذه المرأة كائن ذو قدرة خرافية وطاقة خيالية، وفوق ذاك فهي ذات صبر واحتمال لا يوصفان. كيف كانت تصبر على طفل يسأل طوال اليوم.
- بابا إنت الله بلبس جلابية ولا بنطلون؟
- بابا، ليه نموت؟... من الذي يقتلنا؟ ولماذا؟ هل تحب الله الذي سيقتلك؟
- بابا، ليه أنا راجل وأنت راجل وأختي بنت وماما إمراة؟
- بابا، .....
ثم طلبات لا تنتهي، تبدأ بالمعقول:
بابا ، أنا عايز جلابية زي حقت السودان ومعاها عمة. عايز بندقية، عايز مسدس....
وتنتهي قائمة الطلبات بأشياء غير معقولة:
- أنا عايز أطير زي سوبرمان
- أنا عايز طيارة أسوقها وأمشي بيها السودان..
- و.......
و كل هذه الطلبات والأسئلة في وقت يختاره صاحبنا الصغير، في أوقات غير مناسبة.
أستاذي الخلوق / محمد
لك ودي و امتناني و نلتقي.


.

Post: #142
Title: Re: محطات استثنائية
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 10-20-2006, 04:18 AM
Parent: #139

.
.

صديقي العزيز / باشمهندس أمين
مرحبا بك و أنت من يقدر العلم والعلماء، وهذه الكتب ما هي إلا قطرة من محيط ( المطبخ). وهنالك مؤلفات أخرى خاصة بالأصدقاء. مثل ؛ ( الرقة في تنظيف الشقة) و (البوبار في بيت الإيجار) ( مقنع العزابة في محاربة الرتابة) و ( الكنز الدفين في مختلف الأفانين) و ( الهرجة في تسكيت الزوجة) ولن أهمل في كتاباتي القادمة حال الأزواج في السودان، حتى لا أنسى من واجبات البيت (البلاغات في غرف البلاعات) و ( الميزان في قش ورش الحيشان) ( الشدة في غسيل العدة) (كاشف الهموم في غسيل الهدوم)و (الاختصارات في مشكلة المواصلات) و.... حتى لا يغضب مني أصدقائي بالسودان.
وحتى أكرمك يا أخي ، فإن كتابي المسمى ( الشدة في غسيل العدة) به فصل هام وهو يتحدث عن أدق تفاصيل الغسيل، فهنالك عدة الشاي وهذه يجب أن لا يصل إليها الزيت من أواني الطبيخ، فعليه يجب فصل المواعين المتسخة والمثقلة بالدهون.
قم بغسل الأسهل أولا من أواني الشاي وما شابهها
قم بغسل عدة الدهون بليفة أخرى
وحتى لا أفسد عليك متعة القراءة أتوقف.
و ما أسعدني بزيارتك أخي.


.

Post: #144
Title: التحية لكل إمرأة
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 10-20-2006, 04:47 AM
Parent: #1

.

التحية لك إمرأة




والتحية
لكل أم..
الفخر والإعزاز..
القابضات على الجمر.. لكل نساء بلادي ..


Post: #145
Title: العيد مبارك عليكم
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 10-22-2006, 11:40 PM
Parent: #1



Post: #146
Title: بمناسبة عيد الفطر ،أعاده الله علينا وعليكم بالخير
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 10-23-2006, 01:43 AM
Parent: #1



Post: #147
Title: Re: محطات استثنائية
Author: MaxaB
Date: 10-23-2006, 06:08 PM
Parent: #1


Post: #148
Title: شكرا مكسب
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 10-24-2006, 01:37 AM
Parent: #1


الأخ العزيز الباشمهندس مكسب
متعك الله بالصحة طول دهرك وبارك لك في عمرك
وعاجز عن شكرك
مع خالص ودي
[email protected]


Post: #149
Title: محطات خاصة، محطة الحريق
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 12-06-2006, 11:08 AM
Parent: #1


مضت الحياة بين عجزي عن إدارة البيت وخصوصا المطبخ، ولكني اكتشفت جهلي، تفريطي وتقصيري وربما تعزى كلها إلى الأول.
قمت في ذلك اليوم بإعداد الشاي، وقبل أن أحمله لأضعه على المائدة، رن جرس الهاتف. كانت المكالمة مكالمة مسجلة من إدارة الهاتف، الذي نسيت أمره تماما: عزيزي المشترك ، لقد بلغ حسابك الحد الائتماني؛ فسارع بتسديد فاتورة الهاتف قبل أن تنقطع عن الخدمة. و قبل أن أضع سماعة الهاتف إلى مكانها، سمعت صرخة مرعبة تصدر من المطبخ. كان الصبي قد تسلل إلى المطبخ ، لما غفلت عنه واشتغلت بالهاتف. هرعت إلى المطبخ ؛ فصعقت بما رأيت. كان الصبي يتلوى من الألم، و قد ابتلت ملابسه. نظرت إليه و إلى كأس الشاي الفارغة الملقاة إلى جنبه، فعلمت السبب. و انقذتني أمه التي كانت قد توكأت على عصيها و لم تنتظر رد سؤالها ، الذي سمعته وكأني لا أسمعه:
" الحاصل شنو يا ناس؟"
شرعت والدته في نزع القميص عنه، ثم تطبيبه بمرهم نسيت اسمه، ثم نقلته إلى المستشفى، والندم يقتلني. لماذا تركت الشاي في طرف المنضدة؟ وكيف فاتني أن أسعفه؟ و...
رجعت بالصبي من المستشفى، فنام أسوأ ليلة نامها في حياته. كان يبكي حتى إذا تعب من البكاء شرع يئن كالملدوغ، حتى إذا استسلم للنوم ، هب مذعوراً وهو يردد: " النال (النار) " وبين فينة وأخرى يبرطم بكلمات في عز نومه لا أفهم منها إلا بعض المفردات، مثل النار ، الشاي، بابا حرقني بالشاي. وهو يرددها – قطعا – بلا وعي وأنا أتابعها بلا وعي أيضا. وقضيت شهراً من العذاب ولكنه مرّ والحمد لله.



الطفل وتبدو عليه آثار الحريق








ثم عادت البسمة للطفل من جديد




Post: #150
Title: Re: محطات خاصة، محطة الحريق
Author: ابوبكر يوسف إبراهيم
Date: 12-07-2006, 03:05 AM
Parent: #149

أخي الحبيب أباعمر

متعكم اله جميعاً بالصحة والعافية الوافية

من يدانيك منا يا أخي الحبيب وقد تأسيت بالمصطفى الحبيب الذي كان يعمل في صنعة أهله .. إنه الكمال لا النقيصة كما يعتقد بعض الذكويين الذين يمارسون الجهالة وهم مسلمون!! دائماً يا أبي الحبيب تفحنا بكرم نوراني من أدب النبوة علنا نرعوي!!
أخوك
ابوبكر

Post: #152
Title: Re: محطات خاصة، محطة الحريق
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 12-07-2006, 04:38 AM
Parent: #150


خليلي الغالي/ دكتور أبو بكر
مرحبا بك
الذي لا يدانى حقا في كل شيء هو سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان يخصف النعل ويرقع الثوب و يورد الماء للمنزل، كما حكت لنا أم المؤمنين رضي الله عنها، وذلك مثل سامي. ولو كان لأحدنا مثل عدد نساء الرسول أو فلقة واحدة من مسؤولياته لبان الفرق بينه وبين سائر الوجود، وإن كان لا يحتاج لدليل.
أخي ، صدقت فلا زال في ثقافتنا أن العمل بالمطبخ عيب ومنقصة، وحتى صغيري عمر لم ينجُ من ذلك ، فالطفل يختزن، وقد استنكر علي ذلك.
أذكر كل ذلك لذكر مفارقات تمر بنا في حياتنا ولكن العبرة تمر مثلها دون وعي بها ودون التفات لها. المحزن أن لا يتوقع الإنسان ما يجب توقعه، فالحياة لا تعطي المرء كما يتمنى ، ولكن لأن الإنسان لا يعد عدته للكوارث، فإنه يفاجأ بها ويحار وييأس ويسب ويسخط. وفي الوعي والإيمان منجاة له من كل ذلك.وأشكرك صديقي على حسن ظنك فيَّ.
ولك ودي.



Post: #151
Title: محطات خاصة، محطة الموت..
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 12-07-2006, 04:17 AM
Parent: #1




مرت شهور آخرى قضيتها في عافية – أنا و أهلي – إلى أن غزت موجة الأنين دارنا من جديد.
صحوت على أنين بجواري، يحاول صاحبه أن يتكتم على ألم شديد. أضأت النور وقمت إلى مصدره. كانت أم عمر تزمَّ كل وجهها الذي غمرته الدموع، وهي ممسكة ببطنها و تتلوى كالحية.
و لكني هذه المرة كنت أبرع ؛ فاستفدت من تجربتي السابقة مع الطفل و سارعت لأسعفها. حملتها ونقلتها إلى المستشفى. قضت ليلة مريرة رغم المسكنات. بل قضت أسبوعها في المرارة إلى أن أدخلت حجرة العمليات، وتقطع قلبي وأنا أرى ابني التؤام في كامل هيئتهما و جمالهما بدون حراك، ولكن هوّن الأمر علىّ أن الطبيبة تبشرني بسلامة أمهما ، فالحمد لله من قبل ومن بعد.
ما أقسى الموت حينما يقتلع نُزعة من الفؤاد، ويمنعنا الرقاد. للحادثة الواحدة قدرة عجيبة على أن تجعلك تجتر كل ذكرياتك السابقة في لحظة واحدة. تذكر كل عزيز لديك قد سلفَ، ورحل إلى نفس المصير، ولكن تختلف الطرق والظروف.
قد يفهم العبد حكمة أن يرحل كبير السن، ولكن عقله يتوقف عند (محطة) موت الصغار برهة أو دهراً. بعض الناس يتكونون في بطون أمهاتهم ويرحلون قبل بداية المشوار، وبعضُ يعيش لحظاتٍ ، قبل أن تتم فرحتنا بميلادهم. بعض يموت في عز الشباب وبعض يرحل بعد أن ييأس من الحياة أو تيأس منه.
هذان الصغيران ، لم أتعرف عليهما بعد، ولم أبلَّ شوقي منهما، وأنا الذي كنت أترقب مقدمهما بفارغ من صبر.
و ينتزعني ابني الذي كان يمني نفسه بأختٍ حلوةٍ، هادئة طيبة، تلعب معه وتملأ عليه الدار بهجة ، من وسط حيرتي و تأملاتي التي صبغها الحزن و حاولت غسلها بالتصبر. ينتزعني من فكرة ولكنه يرمي بي إلى فكرة أخرى ، ويهتف قائلا:
" بابا هي (حاجة ثريا) لسع ما جات؟"
ويقصد الصغير أخته المرتقبة، وسماها (ماما ثريا) على جدته (الحاجة ثريا بت أبو ورقة) عليها وعلى والدي الرحمة.
ويستطرد الصغير لما لم يسمع رداً:
" أنا حا أديها لعبات كثيرة و أنوِّمها معاي في أودتي، أشغل ليها توم وجيري وأشتري ليها حاجات البنات البسرحو بيهن و.. و...."
ولم أسْطِع أن أوقف دفق الكلام من شفتي الصغير ولم أستطع أن أحبس سيل دموع دفق من عيني، لا أدري رحمة بالصغير، الذي أراه قرة عيني أم رحمة على الصغيرين الذين عجزا من تفيؤ ضمة إلى صدر والدتهما ، فينسيا غربة الرحم. اصرَ الصبي على أن يصادر كل تصبري، و يغري بي إلى جحيم الجزع، فقال:
" بابا إنت زعلان مني ولا من ماما عشان ما جابت ليك ماما ثريا؟"
ورحمتني أخت فاضلة، كانت قريبة مني. ألهت الصبي عن السيرة الأولى و استدرجته إلى أمر آخر، ولكني كنت أعلم أن الصبي سيظل دهراً طويلا، يفتأُ يذكرها أو يذكرني بها. فحمدت الله أنه إلى جنبي، رغم أنه ينكأُ مغرس الحزن القديم.
خرجت الأم بالسلامة من المستشفى، وبزّتني للمرة الألف بحكمتها، لما قالت للصبي بكل بساطة:
" ماما ثريا اتأخرت شوية عشان هي صغيرة لسه، لما تكبر شوية بتطلع لينا حلوة وشاطرة. عشان كان مرقت هسع حتمرض وتموت."
وأحس الصغير بالراحة و شرع يعدُّ الجديد من اللعب والبرامج للصغيرة القادمة.
لم يكُ ثمة علاج غير أن يسافر الصغير إلى السودان، عله ينسى مرارات الأيام السابقة ، وتقضي أمه فترة نقاهة وسط الأهل، تخفف عنها ألم الغربة، الفراق والمرض.
و وسط الإعداد للسفر نسي الصبي كل شيء و طفق يجهز نفسه لرؤية بلد، يرى فيها الأغنام والحمير بأم عينه، ويتحسسها بيديه، وهو الذي لم ير حيوانا قط إلا في التلفزيون. أصبح كل حديث الصغير عن بلد يلعب فيها بالتراب، ويجد فيها مساحات شاسعة، ينطلق فيها، بدلا عن حبسه في شقة، مغلقة الأبواب دوما، ولا تدخلها الشمس إلا حياء من منور صغير أعلى السطوح.
و لما حان يوم السفر، ولم أسافر معهم ، استخرج صورة قديمة له وهو في المهد وقال لي :
" خلي دي معاك ، ده أنا لما كنت نونو قدر ماما ثريا، بعد نجي من السودان تكون ماما ثريا طلعت ونجيبها ليك معانا. خليك شاطر و ما تخاف يا بابا نحن بنمشي وبنرجع على طول . لكن المرة الجايية بنسوقك معانا"





Post: #153
Title: الأخت أم نضال، الكلمة صحيحة
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 12-08-2006, 11:31 AM
Parent: #1

Quote: الذي لا يدانى حقا في كل شيء هو سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان يخصف النعل ويرقع الثوب و يورد الماء للمنزل


أرسلت إلي أم نضال رسالة ، تستنكر فيها ذكري لكلمة يخصف وكان الأولى بي أن أقول إنه كان يرقع نعله وهي تظن أن كلمة يخصف تعني يخرق أو شيئا من هذا القبيل.
أختي الكريمة أم نضال، برجوعك إلى المعاجم يتضح لك أن المفردة صحيحة الاستعمال كما أوردتها. واستدل أولا بمختار الصحاح

Quote: مختار الصحاح ج: 1 ص: 75
خ ص ف خصف النعل خرزها وقوله تعالى وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة أي يلزقان بعضه ببعض ليسترا به عورتهما


ومن القاموس المحيط
Quote: القاموس المحيط ج: 1 ص: 1040
الخصف النعل ذات الطراق وكل طراق خصفة وخصف النعل يخصفها خرزها و الورق على بدنه ألزقها وأطبقها عليه ورقة ورقة كأخصف واختصف و الناقة خصافا بالكسر ألقت ولدها وقد بلغ الشهر التاسع والخصوف التي تنتج بعد الحول من مضربها بشهرين والخصفة محركة الجلة تعمل من الخوص للتمر والثوب الغليظ جدا ج خصف وخصاف وخصفة أيضا ابن قيس عيلان وكجمزى ع والأخصف الأبيض الخاصرتين من الخيل والغنم و من الجبال والظلمان الذي فيه بياض وسواد وع وكتيبة خصيفة ذات لونين لون الحديد وغيره والخصيف كأمير الرماد والنعل المخصوفة واللبن الحليب يصب عليه الرائب وابن عبد الرحمن محدث وكشداد الكذاب ومن يخصف النعال وشيخ شروطي حنفي وكقطام فرس كانت لمالك بن عمرو الغساني ومنه أجرأ من فارس خصاف وككتاب حصان لسمير بن ربيعة الباهلي ويقال فيه أيضا أجرأ من فارس خصاف وحصان آخر لحمل بن زيد بن عوف من بكر بن وائل كان معه هذا الفرس وطلبه منه المنذر بن امرىء القيس ليفتحله فخصاه بين يديه لجرأته فسمي خاصي خصاف ومنه أجرأ من خاصي خصاف وعبد الملك بن خصاف ابن أخي خصيف محدث وسماء مخصوفة ملساء خلقاء أو ذات لونين فيها سواد وبياض والخصفة بالضم الخرزة وأخصف أسرع والتخصيف سوء الخلق والإجتهاد في التكلف بما ليس عندك وخصفه الشيب تخصيفا استوى هو والسواد

وقد وردت الكلمة في موقعين من كتاب الله
أولا:
Quote: فدلاهما بغرور فلما ذاقا الشجرة بدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين [ الأعراف 22 ]


ثانيا:
Quote: فأكلا منها فبدت لهما سوآتهما وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة وعصى آدم ربه فغوى [ طه 121 ]


وقد ورد في التفاسير
Quote: ابن كثير 2\207 وقال الثوري عن ابن أبي ليلى عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ( وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ) قال ورق التين صحيح إليه وقال مجاهد جعلا يخصفان عليهما من ورق الجنة قال كهيئة الثوب وقال وهب بن منبه في قوله ينزع عنهما لباسهما قال كان لباس آدم وحواء نورا على فروجهما لا يرى هذا عورة هذه ولاهذه عورة هذا فلما أكلا من الشجرة بدت لهما سوآتهما رواه ابن جرير بإسناد


Quote: القرطبي 7\181 وشدة الصاد والأصل يختصفان فأدغم وكسر الخاء لالتقاء الساكنين وقرأ بريدة ويعقوب بفتح الخاء ألقيا حركة التاء عليها ويجوز يخصفان بضم الياء من خصف يخصف وقرأ الزهري يخصفان من أخصف وكلاهما منقول بالهمزة أو التضعيف والمعنى : يقطعان الورق ويلزقانه ليستترا به ومنه خصف النعل والخصاف الذي يرقعها والمخصف المثقب قال ابن عباس : هو ورق التين ويروي أن آدم عليه السلام لما بدت سوأته وظهرت عورته طاف على أشجار الجنة يسل منها ورقة يغطي بها عورته فزجرته أشجار الجنة حتى رحمته شجرة التين فأعطته ورقة ف طفقا يعني آدم وحواء يخصفان عليهما من ورق الجنة فكافأ الله التين بأن سوى ظاهره وباطنه في الحلاوة والمنفعة وأعطاه ثمرتين في عام واحد مرتين الثالثة وفي الآية دليل على قبح كشف العورة وأن الله أوجب عليهما الستر ولذلك ابتدرا إلى سترها ولا يمتنع أن يؤمرا بذلك في الجنة كما قيل لهما : ولا تقربا هذه الشجرة وقد حكى صاحب البيان عن الشافعي أن من لم يجد ما يستر به عورته إلا ورق الشجر لزمه أن يستتر بذلك لأنه سترة ظاهرة يمكنه التستر بها كما فعل آدم في الجنة والله أعلم قوله تعالى : ( وناداهما ربهما ألم أنهكما عن تلكما الشجرة وأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين )


Quote: . # خصف : قال تعالى : ( ^ وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهمَا ) أي يَجْعَلانِ عليهما خَصَفَةً وهي أوْراقٌ ومنه قِيلَ لِجُلّةِ التَّمْرَِ خَصَفَةٌ وَلِلثِّيَابِ الغَلِيظَةِ جَمْعُهُ خَصَفٌ ولما يُطْرَقُ به الخُفُّ خَصْفَةٌ وَخَصَفْتُ النَّعْلَ بالمِخْصَفِ . وَرُوِيَ " كان النبيُّ يَخْصِفِ نَعْلَهُ" وخَصَفْتُ الخَصْفَةَ نَسَجْتُهَا والأخْصَفُ وَالخَصِيفُ قيل الأبْرَقُ منَ الطّعَامِ وهو لوْنانِ مِنَ الطَّعامِ وَحَقِيقَتُهُ مَا جُعِلَ من اللَّبَنِ ونحوهِ في خَصَفَةٍ فَيَتَلَوَّنُ بِلوْنِهَا . # خصم : الخَصْمُ مَصْدَرُ خَصَمْتُهُ أي نازَعْتُهُ خَصْماً يقال خاصَمْتُهُ وَخَصَمْتُهُ مُخاصَمَةً وَخِصاماً قال تعالى ( ^ وَهُوَ أَلَدُّ الخِصَامِ - وَهُوَ في الخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ ) ثم سُمِّيَ المُخَاصِمُ خَصْماً وَاسْتُعْمِلَ للواحِدِ والجمعِ ورُبَّمَا ثُنِّيَ وأصل المُخاصَمَةِ أَنْ يَتَعلَّقَ كلُّ وَاحِدٍ بخَصْمِ الآخَرِ أي جانبِهِ وأنْ يجذِبَ كلُّ واحِدٍ خُصْم الجَوالِقِ منْ جانِبٍ ورُويَ نَسِيتُهُ في خُصْمِ فِراشِي والجمعُ خُصُومٌ وَأَخْصامٌ وقولُه ( ^ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا ) أي فريقَانِ ولذلك قال اخْتَصَمُوا وقال ( ^ لاَ تَخْتَصِمُوا ) وقال ( ^ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ ) والخَصِيمُ الكثِيرُ المُخَاصَمَةِ قال ( ^ وَهُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ) والخَصِمُ المُخْتَصُّ بالخُصُومَةِ



وما ذكرته تاج عز لنا نحن في وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم وكونه كان يرقع النعل ويرفأ الثوب ويرقعه وكان يحلب الشاة و...
هذا والله أعلم.
أما حديث عائشة فسأذكره كاملا إن شاء الله.


Post: #154
Title: Re: الأخت أم نضال، الكلمة صحيحة
Author: ابوبكر يوسف إبراهيم
Date: 12-08-2006, 02:03 PM
Parent: #153

الخل الوفي الحبيب أبا عمر

عجباً للمؤمن فأمره كله خير.. لله ما أعطى ولله ما أخذ ولله ما أبقى يا أخي الحبيب.. الله سبحانه وتعالى من إسمائه العدل ومن صفاته الرؤف والرحيم.. عدله تجلى في أن تكابدا مرارة الفقد لتعرفا نعمته التي أبقى -أقر الله به أعينكما- وحفظه لكما .. ورحمته التي أخفى فلربما كانا مثل الغلام الذي أشقى والديه الصالحين( قصة موسى والرجل الصالح)..ولعلمي أنكما أهل دين وطاعة متأصل جذوره وأحسب أنكما صبرتما واحتسبتماعلى الإبتلاء .. فماجزاء الصابر المحتسب غير البشرى يا إبن إبن البشرى؟!! ألم يعد ووعده الحق في محكم التنزيل (وبشر الصابرين)؟!!
أخي أبي
سامحني أخي وخليلي إن إتكأت في إغفاءة تحت فيء تلك النخلة التي شبهت بها تلك المقل.. أغفر لي ذلتي فكان لزامٌ عليّ الإستئذان من مالك البستان ، ولكن ما عساي أن أفعل وقد خلب لبي بذياك الفيء الفائض الغامر فأخذتني سنة من نوم رأيت فيها تلك الأنوار التي تنير ظلام النفوس.. اغفر ذلتي فالنفوس النبيلة لا تمل الغفران!!.. أخالني أن قد تمثل لي صديقنا اللدود إبن عبدالله المفتاح يناوشك مما يجعلني مطمئناً عليه وأنا أبحث عنه بين الخرائد والعقيق والمرجان في شواطيء الكلمة ومنافي الإغتراب حيث يكون صقيع ما دون الصفر قد فعل به فعلته ولكن عزءنا أن دفء روحه يذيب ذاك الجليد. ( مجرد مناوشة لكما في نهاية الإسبوع) .. ترفقا بي في الرد رجاءً وفضلاً

أخوكم
ابوبكر

Post: #155
Title: Re: الأخت أم نضال، الكلمة صحيحة
Author: Nazar Yousif
Date: 12-08-2006, 02:16 PM
Parent: #154

الأعز بالله أبى عمر البشرى
"الكلام ده تيرابو وين"

Post: #157
Title: عزيي نزار ابن استاذي وصديقي
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 12-09-2006, 05:51 AM
Parent: #155


عزيزي نزار
يا ابن استاذي (الخواجة الأزرق) وصديقي العزيز، والله زيارتك منية وجيتك فرحة وتعليقك (دنيا).
(تيرابو وين؟)
ذكرتني صاحب العبارة (اللهلبة غرب)، عمنا المرحوم حاج أحمد إبراهيم، عليه ألف رحمة، فهو جزء من ذاكرتي عن الدويم.
كنت أحسب أن الرجل ( مجنونا)، إلى أن رأيته يوما وأنا راجع من ميدان المولد النبوي قرب الفجر، وكان يحدث نفسه حديثا لا يتحدث به العقلاء والكحماء. كان يفسر سر اضطهاد الناس لمثله وسوء ظنهم في عقله؛ فذهلت لما سمعت. دنوت منه ولما رآني رجع إلى (سيرته القديمة)؛ فهتف (دب الهلبة غرب).. الحديد دي تيرابو وين، عربات دوووووووو طيارات دوووو وضرب العصا بعصاته، ثم انتهرني فمضيت. وبعد شهرين رأيته أمام دكان جبري وقد قدم أبناؤه ليأخذوه إلى الهلبة. رأيت أجمل وأوسم رجل في حياتي. كان قد اغتسل وحلق لحيته ولبس جلابية بيضاء نظيفة جديدة. وحييته فحياني بأحسن منها، سلم عليه عمنا الشيخ سيد مختار وسأله : لي وين يا حاج أحمد؟
رد عليه والله ماشي أسلم على أهلي، باقي طولت منهم.
وأذهلني الرجل مرة أخرى لأنه قال للعم سيد مختار:
نسيت أعرفك بي أولادي، ده فلان وده فلان...
وعرفت من بنته التي تعمل بمصنع النسيج بالدويم أن أباها يعاني من مرض نفسي ولكنه أعقل ما يكون.
أخي نزار تحياتي وأشواقي
والقاك إن شاء الله
أشكرك لإهدائي هذه (المحطة) الإجبارية.
ولك مودتي


Post: #159
Title: Re: عزيي نزار ابن استاذي وصديقي
Author: Nazar Yousif
Date: 12-12-2006, 07:23 PM
Parent: #157

الأعز بالله أبى عمر البشرى
هل الأحداث تصنع حركة الشخوص؟
أم حركة الشخوص تصنع الأحداث؟
ضع هذا على الهامش ..

جلست أستمع الى أستاذ أزهرى عبد القادر
بعد نسجك لخيوط الذاكرة المثقلة بالشجن..
الترزى فى يوم الوقفة ...
كان قد طوى المسافة والزمن وهو يردد
" الجنى ده بدور يقتلنى"
واصل حفظك الله.
محطة قادمة :
واصل بن عطاء..

Post: #160
Title: نزار، قرّب تعال ما تبتعد..
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 12-13-2006, 05:31 AM
Parent: #159

Quote: جلست أستمع الى أستاذ أزهرى عبد القادر
بعد نسجك لخيوط الذاكرة المثقلة بالشجن..
الترزى فى يوم الوقفة ...
كان قد طوى المسافة والزمن وهو يردد
" الجنى ده بدور يقتلنى"
واصل حفظك الله.
محطة قادمة :
واصل بن عطاء..



الحبيب نزار
و الله إنت البتدور تسل روحي، وقت تجيب زي السِيرة دي.
ملف الترزية الآن مكتمل وأرجو أن يكون نشره في مطلع العام الجديد، فقد كتبت لأستاذي أزهري أستشيره في نشره ولم يرد علي، ولم أستطع تجاوز الرجل. هذا الرجل له في نفسي فعل السحر، وهذه قصة قديمة، كنت أزور بيته وأنا طالب صغير، استرق لحظة جميلة لأدخل إلى الصالون طالبا مجرد النظر إلى آلة الأكورديون. أنتحل الأسباب لزيارتهم وأمتع نفسي وأنا أراقب ذلك الفتى (بشعره الخنفس) و لا ينتابني شك في أن (التفه) محشوة بالموسيقي. كان في نفسي مرة أن أسأله عن سر المفاتيح السوداء التي على اليسار، فانتهرني أحدهم:
" يا ولد أمش شوف قرايتك"
كنت أراه على المسرح، بالتلفزيون وهو ينفذ مع الكورال عملا راقيا (عازة في هواك) وأهتف مزهوا لمن حولي:
"ده قريبي، شايفنو"
و مارست عزف الموسيقى أول الأمر سرا، ولما وصلت المرحلة التي احتاجه فيها، كان قد اختفى مثلما اختفى الكثيرون عن الدويم في تلك اللحظة. فمارستها (بجهالة) بعد غياب الفطاحلة.
الأستاذ أزهري رقم لا يمكن تجاوزه، فله حبي. وسأعود لهذه الذكريات لاحقا.
[نزار كتر خيرك]، فنحن من نصنع الأحداث، ونحن من نصنع الظروف التي تحيط بنا. ونحن الذين يجب أن نُسأل لماذا حجَّمنا أنفسنا فلبثنا في نفس المكان والتاريخ، ونحن الذين يجب أن نحمد لأنفسنا أنا (انطلقنا) إلى الآفاق الرحبة التي يجب أن نحلق فيها.
الأحداث تنطبق عليها المحايدة المطلقة، والشخوص هم الذين يديرون عجلة التاريخ.

ملاحظة:
صدقني يا نزار ليس أزهري وحده، كمال الرفاعي أو غيره هم من يشكلون لون ذاكرتي، بل إن الدويم كلها بعلمائها ومجانينها وكامل سحرها، لا تفارق مخيلتي لحظة واحدة. و جمعت زوجتي المقالات التي كتبتها عن الدويم، غير المدونة في الكراسات، فوجدتها ألفا وخمسين مقالة.
فحدثني كيف أنجو من عشق الساحرة الدويم، بل هل يجوز لي أن أتمرد على هذا العشق طالما أنه لا يقتات من لحمي، بل يمدني بالدم الذي يجري في شراييني؟
و آه يا زمن!



Post: #156
Title: عزيزي دكتور أبوبكر، جزاك الله خيراً
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 12-09-2006, 05:29 AM
Parent: #154


أخي ود يوسف
جزاك الله خيراً، وما ذا يفعل العبد في حكم ربه؟ هذا زمان ولى بحمد الله وبقيت منه العبرة فقط.
ولن ينال أحد كل ما يريد من الدنيا ، ولا...
لا تلم كفي إذا السيف نبا
صح مني العزم والدهر أبى
و لا أفسر فالبيب (حتى وإن صمتُ) يفهمُ، وإنك لقادر على ذلك.
تحية لك ولأخي الفذ منصور مفتاح. ولا تستأذن صاحب البستان وأنت تغرس فيه طيب النخل.



Post: #158
Title: طبل العز ضرب، بمناسبة عيد الإستقلال..
Author: ابي عزالدين البشري
Date: 12-12-2006, 04:13 PM
Parent: #1