القاهرة، الرياض، عمان، والخذلان

القاهرة، الرياض، عمان، والخذلان


07-22-2006, 07:26 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1153549618&rn=0


Post: #1
Title: القاهرة، الرياض، عمان، والخذلان
Author: هجو الأقرع
Date: 07-22-2006, 07:26 AM

لم أجد في تاريخ الشعوب والأمم، على كثرة ما وعت من تجارب وحكم أسوأ من ما آل إليه حال حكامنا العرب من الذل والضعف والهوان. ولو أن عبد الرحمن الجبرتي صاحب (عجائب الآثار في التراجم والأخبار) لسجل مالم يكن يتصوره بشر ولاشك أن جانباً كان سيلفت نظر الجبرتي عن أنواع الضعف والخذيان الذي أصاب حكامنا. ولعل مرد هذا يرجع إلى أن كل من حكامنا بدأ بقوله (أيها الناس إني وليت نفسي عليكم وأنا أحسنكم، وأخيركم، سوف تعينوني شئتم أم أبيتم، فأنا طويل العمر الحسيب النسيب. تلفتوا معي في كل الإتجاهات، فلن تجدوا غير هؤلاء وأبنائهم المتوثبون للإنقضاض على الحكم متى ما أتيحت لهم الفرصة).

أترى لم يسمع ولاة أمورنا، تلك الأم الفلسطينية وهي تقول بلهجتها ( أطفالنا بيموتوا، نساؤنا بيموتوا، شبابنا بيموتوا)، ولكن أنى لهذه الآذان الصم أن تجيب. لأن قادتنا وهم صغار على مقاعد الدراسة لم يستوعبوا مقولة الفضيل بن عياض لهارون الرشيد: ( ياحسن الوجه، أنت مسؤول من هذه الأمة، فبكى هارون الرشيد، ولم يكف الفضيل بل واصل قائلاً: ( أن لك بين يدي الله مقاماً، فأنظر إلى أين منصرفك إلى الجنة أم النار. واسمعوا معي إن شئتم رد هارون الرشيد بعدها إلى نفقور ملك الروم حين هم بالتطاول ورفض دفع الجزية. " بسم الله الرحمن الرحيم، من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نفقور كلب الروم، قد قرأت كتابك يا ابن الكافرة، والجواب ما تراه لا ما تسمعه ولا سلام".

أرجو أن تفسحوا صدوركم قليلاً لما سوف أقول. هل فاتكم سماع كلمات بوش (النابية) لفتاه المدل بلير عن سوريا وحزب الله، من المؤكد أنكم سمعتموها، فلقد نقلتها صدور صحفكم. بعد هذا كله ألم يستبين لكم الأمر؟ وأن الكفر ملة واحدة، ها هو حبيبكم بوش يستلذ بخنذير مشوي في قمة الكبار وأمتكم تمزق أشلاؤها. وليت الأمر توقف عند هذا الحد يا قاهرة المعز ورياض الحجاز وعمان الهاشميين، لقد أفتى مجمع الحاخامات بجواز قتل المدنيين والأطفال والنساء في غزة ولبنان لأنهم مصدر مدد الأعداء. ما قولكم يا أصحاب الهامات والقامات السامقة؟ وعن أي المقامرات تتحدثون؟ وأي تكافؤ للقوى تهزلون؟ ألم تسمعوا قول المولى عز وجل " وأعدوا لهم ما استطعتم " – صاحب الجلالة والعزة يا أصحاب السمو طلب منا ما نستطيعه فقط وتكفل القاهر الجبار بالنصر، ولكنكم لم تستوفوا شروط النصر لذا أصابكم الوهن والضعف. لقد كانت نانسي عجرم أشرف موقفاً فرفضت الغناء – بل طالبت قنوات العهر بعدم إذاعة أغانيها طوال أيام العدوان.

لقد رأى العالم كله تدافعكم بالمناكب من كل حدب وصوب يوم دعت أمريكا لمؤتمر مكافحة الإرهاب في شرم الشيخ، ولكن نصرة المستضعفين شرفاً لن تنالوه، كيف تنامون ملء جفونكم وإخوانكم يذبحون؟

وفي خواتيم كلمي أهديكم قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم" أو كما قال.