تساؤلات شبل..قصة قصيرة

في ذلك المساء , إحتضنت اللبوة شبلها الصغير وهي تحاول جاهدة جعله يخلد للنوم ولكن..وكعادة شبلها دوما بادر بسؤالها

قائلا:- ماما.. ماما..منذ متي وأبي يحكم الغـــابة؟

أجابت اللبوة بلطف :- ليس أباك وحده . أجدادك جميعهم حكموا هذه الغابات
طولا وعرضا

الشبل:- إذن فأبي لم يكن أول ملك لهذه الغابة..!

اللبوة:- لم ينافس أجدادك علي الحكم سوي حيوان واحد ,كان يسمي الإنسان و..

قاطعهاالشبل:- وهل مات هذا الإنسان يا أمي؟

اللبوة:- حكي لنا أجدادنا أن هذا الإنسان كان يعيش معنا هنا في الغابة,مثله مثل أي حيوان, بل كان مقربا جدا لأجدادك الأسود ولكنه خان قوانين الغابة و....

قاطعها أيضا الشبل :- و ماذا فعل هذا الإنسان يا أمي؟

اللبوة:- لقد قام بحركة إنفصالية داخل الغابة طمعا منه في الفوز بالسلطة ,بل وزرع الفتنة بين معشر الحيوانات ,وإستطاع كسب ود بعض الحيوانات الغبية,ولكن باءت محاولته بالفشل فطرد من الغابة هو ومن معه شر طردة.
الشبل :- من كان معه يا أمي؟
اللبوة:-إن معظم من كان معه من الحيوانات الغبية والضعيفة ,مثل الحمار وهو أغبي الحيوانات , والبقرة وهي من أكسلها, والفئران وغيرهم يا صغيري. و لكن حتي بعد أن طردوا جميعا بسبب هذا الإنسان فإنه لم يعطهم قدرهم ولامكانتهم التي كانوا يجدونها هنا في الغابة, بل أصبح يستغلهم أبشع إستغلال فيركب علي الحمار والحصان ويجبر البقر علي إعطائه حليب صغارها ويقتل الفئران ..إنه خبيث إلي أبعد درجة .

الشبل:- هل هذا سبب أننا نصيد البقر والحمير؟

اللبوة بحدة :- لا.. بل أكثر من مجرد الصيد ,إننا نقطعهم إربا إربا. إنهم خانوا قانون الغابة.
إن هذا الإنسان يا صغيري يقتل بني جنسه. لذا يستحق أن يقتل وهو لا يتورع في قتل غيره,

أنه ذكي جدا, ولكن يستخدمه فقط لما يضر غيره , أو حتي نفسه.فبعد أن خرج من الغابة حاول تدميرها بكل ما أوتي من قوة فأصبح يقطع الأشجار التي هي منازلنا نحتمي بها ,ويصيدنا ليحبسنا في السجون , او يقتلنا, ولقد بني لنفسه مملكة كبيرة خارج الغابة ولكنها وبالرغم من جمالها إلا أنها تفتقد الصدق والأمانه. . . مملكة بنيت بنفس قوانين الغابة التي تعلمها الإنسان هاهنا..ولكنها تفتقد الشرف الذي ما زال موجودا عندنا نحن, بعض الحيوانات حاولت العودة إلي الغابة ولكن الإنسان لم يتركها و...... هل نمت يا صغيري؟ أجاب الشبل الصغير وكان يتكلم أثناء نومه بصوت واهن:- إن وجدت هذا الإنسان يا أمي أقسم أنني سوف أمزقه إربا إربا

..
الليث الأبيض

إهداء للشبل.