من ياي إلى البيت الأبيض بين متآمر وغافل

من ياي إلى البيت الأبيض بين متآمر وغافل


07-15-2006, 01:39 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1152967169&rn=0


Post: #1
Title: من ياي إلى البيت الأبيض بين متآمر وغافل
Author: waleed500
Date: 07-15-2006, 01:39 PM

فريق ركن ابراهيم الرشيد
لا شك أن كل الناس تعلم أن الحركة الشعبية بعد موت زعيمها جون قرنق أصبحت مجموعتين مجموعة سلفاكير ومجموعة أولاد قرنق كما يطلق عليهم والبعض يطلق عليهم تسمية مجموعة الحمائم ومجموعة الصقور .. والمعلوم أيضاً أن الفريق سلفاكير وهو رجل عسكري ترعرع في ميدان القتال خلال التمرد الأول وتم استيعابه في القوات المسلحة السودانية بعد اتفاقية أديس أبابا 1972 م فصقلت قدراته العسكرية انضباطاً وسلوكاً وتشبعاً بقيم وأخلاق الجندي الملتزم بمهنيته واحترافه قبل تمرده وانضمامه للحركة الشعبية. وبرغم طول الحرب التي خاضها قائداً في الحركة الشعبية حتى وصل لمنصب الرجل الثاني بعد زعميها العقيد جون قرنق. حافظ على الشخصية العسكرية في سلوكه ومصداقيته لحد كبير أكثر من أنه سياسي متمرس كما كانت شخصية جون قرنق .. كلنا نعلم مواقف سلفاكير ضد سياسات جون قرنق وقد وضح ذلك جلياً في مؤتمر الحركة في رمبيك والذي سبقته اتصالات بمدينة ياي ورفضه لقرارات زعيم الحركة وقتها ضده.
كما أن سلفاكير كان له رأي واضح في سير المفاوضات وتشدد جون قرنق، وله رأي في خروج قضية الجنوب من حدودها، وله رأي مخالف لمشروع جون قرنق ومجموعته وهو مشروع السودان الجديد. ومعلوم أيضاً سياسة سلفاكير التحجيمية لمجموعة الصقور وإبعادهم من تشكيلة الحكومة الاتحادية الشئ الذي جعل مجموعة أولاد قرنق تلجأ للبيت الأبيض وتسفر عن تآمرها ضد حاكم الجنوب النائب الأول ورفضها لكثير من سياساته ووصل التآمر إلى خطوات عملية كما قرأنا في الصحف الأسبوع الماضي بقيادة ياسر عرمان نتيجة للخلاف بين باقان أموم من جهة وسلفاكير ورياك مشار من جهة، كما جاء في الصحف .. ولكن هل يستطيع الفريق سلفاكير الصمود أمام الضغوط الأمريكية وهل يستطيع احتواء عداء ذوي القربى مجموعة الصقور ضده؟
الفريق سلفاكير بمصداقيته التي نعرفها عنه كعسكريين وميوله للوصول إلى تقرير المصير دون مشاكل وبهدوء وعدم اعتراضه على نتائجه انفصالاً »وهذا في رأينا ما يريحه« أو وحدة وهذا ما سيقبله، كل ذلك نعتقد أنه يريده بهدوء وتراضٍ وتعاون بين الشمال والجنوب دون عداء أو عودة للحرب.
ولكن هذا الاتجاه لا تريده أمريكا التي تتبنى مشروع السودان الجديد الذي يقوم على طمس الهوية العربية وتحجيم العقيدة الاسلامية وهذا ما صرح به جون قرنق وقالها صراحة: »دخل العرب الاندلس وخرجوا بعد خمسمائة سنة وحان الوقت لخروج العرب من السودان« وظل يرددها الكثير من أبناء الجنوب وعلى رأسهم الفريد تعبان، بل أكثر من ذلك قالها عضو الكونغرس الأمريكي للدكتور قطبي المهدي :»أنتم العرب حكمتم السودان خمسين عاماً واستأثرتم بالسلطة والثروة وجاء دور العنصر الزنجي ليستأثر بالسلطة والثروة مثلكم« ولا أدري أين هي السلطة وأين هي الثروة، ولكن هذه هي رؤية أمريكا للمسألة السودانية زنوج وعرب ومسلمون مسيحيون وبينها سلطة وثروة، وهكذا غرست أمريكا جذور الصراع بين أهل السودان، وهكذا يرددها زعماء أبناء الجنوب مثل مارتن ملوال الذي وصل إلى أعلى مراتب السلطة ويقول »إذا أراد الشمال الانفصال فعليهم أن يتركونا نحكمهم سبعة وأربعون عاماً كما فعلوا«
ولكن دعونا نعود إلى سؤالنا، هل يستطيع سلفاكير الصمود أمام الضغوط الأمريكية بين العصا والجزرة »والحقيقة هي بين جزرة وجزرة« وهل يستطيع أن يرفض توجيهات البيت الأبيض وقد أصبح مفتوحاً على مصراعيه لأبناء الجنوب الذي يسوى والذي لايسوى؟ وهل ستترك واشنطن سلفاكير يتعامل مع الوضع بعيداً عن مشروع السودان الجديد الذي هو أصلاً مشروعاً أمريكياً صرف غزى به جون قرنق وأرضعه قبل رحيله لمجموعة الصقور بقيادة ياسر عرمان؟ .. لن تترك الحكومة الأمريكية مشروعها يموت على أيدي سلفاكير والعسكر ومجموعة الحمائم بعد أن أصدرت توجيهاتها الواضحة لربيكا قرنق وباقان أموم وادوارد لينو والفريد تعبان وكلهم استطعموا بالسم في الدسم على مائدة الغداء في البيت الأبيض وجورج بوش يصدر تعليماته وهكذا يفعل رؤساء أمريكا في البيت الأبيض منذ زيارات الرئىس جعفر نميري له ونحن شهود..
ولكن هل سيصمد الفريق سلفاكير وقد قدمت الدعوة له لزيارة البيت المشؤوم ومقابلة رئيسه المهزوم ، في ظل الجزرة التي بدأ عطاؤها يترى على الجنوب، إذ تقول الكندارايس العانس الشمطاء رفعنا عنك العقوبات وأعطينا بسخاء الدولارات ، وسنؤهل قواتك المسلحة بأحدث المعدات، فهل وصلت الرسالة، وتواصل حديثها، إذا عليك بمناوي وعبد الواحد واترك لنا الشمال فإننا نقلمه من أطرافه حتى ينهار من وسطه وأهله عنه غافلون !
وتصل الرسالة وتصدر الدعوة ! لقاء مفاجئ للجميع في مدينة ياي، والدعوة لمناوي وعبد الواحد وخليل ابراهيم والمكان ياي أقصى مدينة في غرب الاستوائية والحضور فقط سلفاكير وعقار وبينهما ياسر عرمان؟ وتنقل الفضائيات والهوائيات المسلكيات الخبر بكثافة فقط خبر اللقاء كأنه الحل لمشكلة السودان ولكن لم تقل لنا فضائية واحدة ماذا دار هناك؟
ولكن البيت الأبيض يعرف ما دار بالتفصيل ويقدم الدعوة مباشرة بعد ذلك لرئيس حكومة الجنوب بصفته المستقلة لزيارة البيت الأبيض ومقابلة الرئيس الأمريكي وتقدم الدعوة أيضاً لمناوي ويعلن عنها بفخر، ولا شك أن الدعوة قدمت أو ستقدم لعبد الواحد وخليل ابراهيم بالرغم من عدم حضورهم للقاء ياي فهم ضلعين أساسيين في اللعبة التي تجري على الساحة السودانية ونحن غافلون ؟
ولكن لماذا اللقاء في ياي ولم يكن في رومبيك أو نيو سايد أو جوبا أو في القصر أليس سلفاكير هو النائب الأول؟ هل لأن ياي بعيدة عن العين والأذن أم لأنها عصية على الاختراق فهي قيادة سلفاكير الذي احتمى بها عندما تمرد على الراحل جون قرنق؟ .. المهم كانت ياي وعليك أن تفهم ، ولكن لماذا فقط بحضور مالك عقار من مجموعة قرنق وإبعاد الآخرين باقان أموم وبقية الصقور حتى ياسر عرمان الذي حضر إلى ياي يقال إنه كان ديكوراً .. ولكن يظل السؤال لماذا لم يصدر بيان ليطمئن الشعب السوداني؟ لماذا التعتيم؟ عزيزي القارئ الكريم إن لقاء ياي لم يكن صدفة والدعوة إليه لم تأت صدفة، والدعوة للحضور للبيت الأبيض للمجتمعين لم تكن صدفة، والبيت الأبيض لم يكن غائباً والغرب لم يكن غائباً فقط نحن الغائبون حكومة وشعباً وإعلاماً ومعارضة وسنظل مغيبون وعلى حالنا تائهون، غافلون ولكن إلى متى؟ وسيظل السؤال قائماً هل سيصمد سلفاكير وهل سنظل نحن غافلون؟

Post: #2
Title: Re: من ياي إلى البيت الأبيض بين متآمر وغافل
Author: waleed500
Date: 07-15-2006, 05:44 PM
Parent: #1

ولكن يظل السؤال لماذا لم يصدر بيان ليطمئن الشعب السوداني؟ لماذا التعتيم؟ عزيزي القارئ الكريم إن لقاء ياي لم يكن صدفة والدعوة إليه لم تأت صدفة، والدعوة للحضور للبيت الأبيض للمجتمعين لم تكن صدفة، والبيت الأبيض لم يكن غائباً والغرب لم يكن غائباً فقط نحن الغائبون حكومة وشعباً وإعلاماً ومعارضة وسنظل مغيبون وعلى حالنا تائهون، غافلون ولكن إلى متى؟ وسيظل السؤال قائماً هل سيصمد سلفاكير وهل سنظل نحن غافلون؟