زهير السرّاج يكتب حول المؤسسات التعليمية التي تحولت لمؤسسات للجباية: لا نامت أعين المدراء!!

زهير السرّاج يكتب حول المؤسسات التعليمية التي تحولت لمؤسسات للجباية: لا نامت أعين المدراء!!


07-12-2006, 05:58 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1152680297&rn=0


Post: #1
Title: زهير السرّاج يكتب حول المؤسسات التعليمية التي تحولت لمؤسسات للجباية: لا نامت أعين المدراء!!
Author: مكي النور
Date: 07-12-2006, 05:58 AM

لا نامت أعين المدراء!!

زهير السراج

[email protected]


* في مسرحية (شاهد ما شافش حاجة) يسأل المحامي، الممثل الكوميدي (عادل أمام) الذي يقوم بدور الشاهد الرئيس.. لماذا لم (يعزل) من مسكنه عندما عرف أن التي تجاوره في السكن (رقاصة)، فيرد عليه عادل إمام.. (يا بيه لو كل واحد ساكنة جنبو رقاصة عزّل من بيتو، مصر كلها كانت نزلت الشارع)!!
* أتذكر هذا المشهد كلما سمعت وزير التربية والتعليم الاتحادي أو أحد الوزراء الولائيين يلوح بمعاقبة أي مدرسة تأخذ رسوماً من الطلاب.. وأكاد أقول (يا بيه لو عوقبت كل مدرسة تأخذ رسوماً من الطلاب، مدراس السودان كلها كانت مبطوحة في الشارع)!
* مدرسة كرري النموذجية الثانوية بنين بامدرمان، وهي نموذج لكل المدارس الحكومية، وزعت منشوراً لأولياء أمور الطلاب عنوانه (الامتحانات الدورية) تقول فيه.. (سعياً منا وراء مستوى طالب مدرستنا حتى يرتقي في سلم التفوق ليحجز له مكاناً بين النابغين، قررت إدارة المدرسة عقد امتحانات دورية لكل الطلاب لمتابعة مستوى التحصيل ومعالجة نقاط الضعف لتلافيها أولاً بأول... الخ).
* حتى هنا فالأمر مقبول بل مطلوب، فكل مدرسة يفترض أن تسعى لرفع مستوى طلابها، وجميل أن تهتم إدارة مدرسة كرري بإشراك أولياء الأمور في هذه المهمة النبيلة!!
* غير إننا نكتشف عندما نكمل قراءة النشرة أن المطلوب من أولياء الأمور تمويل تكلفة هذه الامتحانات ليس إلا، حيث وردت ملحوظة في نهاية النشرة بأن التكلفة النهائية لهذه الامتحانات خلال العام 125 الف جنيه سوداني، ولا أحد يعرف هل هذه هي تكلفة الرأس الوحد (عفواً.. الطالب الواحد).. أم الصف، أم المدرسة كلها؟!
* المهم، أن إدارة المدرسة أرسلت هذه النشرة لكل أولياء الأمور، توضح أن هنالك امتحانات دورية، وأن تكلفتها (كذا)، ولكنها وبذكاء شديد لم تطلب من (ولي الأمر) أن يسهم بشئ، أو يدفع مبلغاً معيناً، ولكنها تعاملت معه بطريقة (اللبيب بالإشارة يفهم)!!
* أحد أولياء الأمور تغابى، واتصل بي هاتفياً، ثم أرسل لي النشرة التي احتفظ بها لوزارة التربية. إذا أرادت أن تتأمل في حسن صياغتها أو حصافة وذكاء إدارات مدارسها التي أرهقها التفكير في ابتداع وسائل جديدة لارهاق أولياء الأمور، وممارسة الإرهاب الاقتصادي عليهم باسم الامتحانات، وبالطبع فإنها لن تجرؤعلى معاقبة المدرسة، وإلا فإنها ستواجه نفس المصير الذي ستواجهه الشقيقة مصر، لو (عزل) كل مواطن مصري تجاوره (رقاصة) من بيته على رأي الأخ عادل إمام.
* يؤسفني القول إن معظم إدارات المدارس استمرأت حكاية المساهمات التي تفرضها مجالس الآباء، مستغلة تهاون الجهات المسؤولة عن التعليم، وامتناع الدولة عن القيام بالواجبات المطلوبة منها، واتخذت من هذه المساهمات وسيلة للتسول واكتناز الأموال الضخمة، وقد بلغت الميزانية السنوية لإحدى مدارس الأساس بامدرمان مليار جنيه، لا أحد يعرف أين تصرف وكيف تصرف.
* وصارت المدارس الأعلى دخلاً قبلة المديرين والمدرسين، إذا دخلوها لم يخرجوا منها أبداَ. إن بعض مديري المدارس ظلوا في مناصبهم سنوات طويلة جداً، حتى أطلق عليهم البعض اسم (ديناصورات التعليم)، الذين لا يخرجون من مدارسهم، إلا حملاً على الأعناق بسبب الدخول العالية لتلك المدارس من (التبرعات) التي يدفعها أولياء الأمور عن يد وهم صاغرون!!
* ورغم كل ذلك سيخرج علينا غداً المسؤولون في التربية والتعليم ليعزفوا سيمفونية (التعليم المجاني) وأن كلاً من تسول له نفسه أخذ رسوماً من الطلاب سيكون مصيره العقاب الرادع.. ولا نامت أعين المدراء !!
www.alsudani.info