المواطن بين همبتة الحكومة والمعارضة

المواطن بين همبتة الحكومة والمعارضة


07-10-2006, 07:08 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1152511689&rn=0


Post: #1
Title: المواطن بين همبتة الحكومة والمعارضة
Author: msd
Date: 07-10-2006, 07:08 AM

لا يخفي علي احد ما يتعرض له الوطن من مخاطر، فحتي المتفائل لا يمكن ان يتجاهل ان الوطن معرض للتقسيم والتشرذم، فالجزء الجنوبي منه يتحرك بسرعة الضوء للانفصال رغم احلام الحالمين والجزء الغربي منه ينزف كل يوم دماء طاهرة لا ذنب لها الا وقوعها في دائرة صراعات السياسة المريرة، والجزء الشرقي منه يدخل في دائرة النزف ايضاً، ولكن يبقي السوال اين المواطن من كل هذه الصراعات التي لا تنتهي، ان الحكومة وهي ليست اكثر من انقلاب عقائدي اغتصب الحكم بليل، وشرد كل الشرفاء من ابناء الوطن تضع مصالحها فوق كل مصلحة وتضع الوطن في دائرة الخطر بضمير منعدم ودم بارد، اما المعارضة فانها لاتهتم الا بزعزعة هذا النظام وتفكيكه حتي لو كان التفكليك يؤدي الي ضياع الوطن وتشرذمه الي دويلات منعدمة الحاضر والمستقبل، ولكن لا يهم فكل شي يهون في سبيل السلطة حتي لو كان الوطن نفسه. ولكن الم يحن لتلك القوي الصامتة ان تتحرك، فليس كل السودانين ينتمون لتلك الاحزاب البالية سواء كانت معارضة او حكومة. فالمتابع يدرك بسهولة ان هناك اغلبية صامتة تريد لهذا العبث ان يتوقف ولكنها للاسف تفتقد الفعالية والتنظيم ولكن هذا التوقيت لا يحتمل هذا الصمت، فمستقبل الاجيال القادمة في المحك، والخيار واضح اما ان يكون هناك وطن اسمه السودان او لا في المستقبل، فالحكومة بايمانها المطلق بقدرتها اللانهائية بحسم كل شي عسكريا والمعارضة بسعيها اللامسئول لجلب كل القوي الخارجية للعب دور في اسقاط النظام الحاكم في الخرطوم يدفعان الوطن دفعاً الي حافة الهاوية.
الحكومة همبتتها معروفة لكل من يعيش في السودان، فبالاضافة لسرقتها للسلطة بليل، فانها فرضت علي الناس الضرائب الباهطة وحرمت المواطن في فرص العيش الكريم باستثارها بالسلطة وتوزيعها علي اساس الولاء قبل الكفاءة فصار الوطن كانه ضيعة خاصة لابناء الجبهة الاسلامية فعاثوا في الارض فساداً واغتنوا من اموال الشعب، ولكن اين همبتة المعارضة، وللاجابة علي السوال نحتاج الي مراجعة اداء المعارضة وبعض الاحاطة النسبية بالماضي القريب، اولاً انقلاب الانقاذ هو انعكاس حقيقي لفشل احزاب المعارضة في ادارة حكم ديمقراطي ونظيف في البلاد، فشعارات الانقاذ في ايامها الاولي هي اجتثاث فساد الاحزاب الذي فاحت ريحته في الفترة الديمقراطية والتي لا يمكن نفيه بسهولة مثل الرخص التجاريه وغيرها، وضعف الجيش وسقوط المدينة تلو الاخري في ايدي الحركة الشعبية بالاضافة لضيق المعيشة المحسوس الذي كان يعانية المواطن، مما ادي الي عزوف المواطن من تلك الحكومة واستعداده لقبول اي بديل يرفع عن كاهله تلك المعيشة الضنكة، فكانت الانقاذ بالنسبة للمواطن فرصة للعيش الكريم، هذا دور المعارضة الحالية عندما كانت حكومة، ولا يمكن تجاهل دور الحركة الشعبية في التمهيد لانقلاب الانقاذ فقصر النظر السياسي للحركة الشعبية في ذلك الوقت دفع الاحداث دفعاً لهذا الانقلاب، فاصرار الحركة علي اذلال الحكومة الديمقراطية كان واضحاً برفضها المطلق للتحاور مع الحكومة وقصر ذلك علي الصفة الحزبية، مما عرض امن الوطن في الجنوب والشمال لعمليات الكيد السياسي الذي تجيده تماما الاحزاب السياسية السودانية، فتم التحاور مع رئيس الوزراء بصفته الحزبية عوضاً عن صفته الحكومية مما اضعف قوة تلك المفاوضات ووضعها في دائرة الانجاز الحزبي عوضاً عن الوطني، واعتقد ان لهذا التعنت من الحركة الشعبية اكبر الاثر في التعجيل بالانقاذ، ولا يمكن ايضاً تجاهل تدخل الجيش من خلال روية حزبية لاسقاط حكومة الوحدة الوطنية التي كانت الجبهة الاسلامية احد اطرافها مما اورث مرارة في عضوية الجبهة ودفعهم لتفعيل دورهم في الجيش وقلب الطاولة علي الجميع، هذه محاولة متعجلة تفتقد التوثيق الدقيق للخلفية من الماضي لدور احزاب المعارضة لدفع الوطن لحافة الهاوية والهمبتة، ولكن دعونا ننتقل الان الي الواقع القريب بعد انقلاب الانقاذ ونحاول ان نري همبتة المعارضة.