صلاح عووضة يكتب عن ذكري يوم انقلاب الانقاذ: وفي إسكندرية جانا الخبر شايلو تيتاوي!!

صلاح عووضة يكتب عن ذكري يوم انقلاب الانقاذ: وفي إسكندرية جانا الخبر شايلو تيتاوي!!


06-30-2006, 03:42 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1151635360&rn=0


Post: #1
Title: صلاح عووضة يكتب عن ذكري يوم انقلاب الانقاذ: وفي إسكندرية جانا الخبر شايلو تيتاوي!!
Author: مكي النور
Date: 06-30-2006, 03:42 AM

وفي إسكندرية جانا الخبر شايلو تيتاوي!!

صلاح الدين عووضه

[email protected]


* المرة الأولى - والأخيرة - التي يتم توقيفي فيها في مطار القاهرة كانت حين سافرت إلى مصر برفقة صديقي وزميل دراستي العليا للإعداد للماجستير النجومي بشرى.. فقد كان صديقي هذا منتمياً للجبهة الإسلامية - آنذاك - وكان من القيادات الطلابية البارزة بجامعة طنطا خلال فترة دراسته الجامعية بمصر.. نظر إليّ الضابط المصري، ثم نظر إلى النجومي ثم طلب مني أن (أوقف على جنبة!!).. مجرد نظرة إلى صديقي الـ(ملتحي!!) كانت كافية لكي يقرر الضابط بأن عليّ أن أنتظر.. أو أن (أوقف على جنبة) حتى يراجع اسمي في الكشف (إياه!!)... ثم لحق بي النجومي كما هو متوقع.. أو بالأحرى أنا الذي لحقت به حتى وإن جاء (تجنيبي!!) بالـ(مقلوب).. أي جاء أولاً... ثم بعد فترة ليست بالقصيرة سُمح لنا بأن ندخل مصر بـ(سلام آمنين) بعد أخذ بيانات تفصيلية من النجومي حول المكان الذي يقصده، والجهات التي سيزورها، والفترة التي ينوي قضاءها هناك...
*كان ذلك في أواخر شهر يونيو من العام 1989م...
*توجهت أنا إلى الإسكندرية للحاق بالأسرة في الشقة التي استأجروها بحي (الرمل).. وتوجه النجومي إلى طنطا على أن يلحق بي بعد زيارة بعض الـ(أخوان!!)..
*بعد يوم من إقامتي بالرمل جاء الأخ محيي الدين تيتاوي ليجاورنا في العمارة نفسها بصحبة أسرته... والدكتور تيتاوي ينتمي أيضاً إلى الحركة الإسلامية.. أي أن اثنين من كوادر الجبهة الإسلامية كانا في صحبتي بمصر.. وإلى الرجلين هذين يرجع فضل اكتشافي المبكر لـ(لونية!!) الانقلاب العسكري الذي وقع في السودان بعد أيام قليلة من وصولنا إلى مصر رغم أنه اكتشاف ليس بذي قيمة خارج الإطار الشخصي..
*فصباح اليوم الثاني أو الثالث من إقامتي بالإسكندرية أتى إلينا الأخ تيتاوي - في شقتنا - مبكراً جداً وأساريره تتهلل فرحاً ليخبرنا أن انقلاباً عسكرياً قد أطاح بحكومة الصادق المهدي.. هو أقسم لي بعد ذلك انه لم يكن يعلم (طبيعة) الانقلاب آنذاك وإن لم يستطع أن يفسر لي أسباب (فرحه!!).. صديقي النجومي بشرى كان أكثر منه (وضوحاً).. قال لي بصريح العبارة: (جماعتنا نجحو!!!)، ثم بدا متعجلاً بعد ذلك للعودة إلى السودان..
*لم أكن أشارك تيتاوي والنجومي فرحتهما.. ليس لأن الانقلاب كان لصالح حزب الجبهة القومية الإسلامية وإنما لرفضي القاطع لمبدأ استلام السلطة بالقوة العسكرية مهما كانت الأسباب والمبررات والدوافع..
*صباح اليوم التالي كانت الصحف المصرية - باستثناء (الوفد) - تبرز خبر الانقلاب بمينشيتات تكاد تستشف من بين ثناياها (فرحاً) لا يقل عن فرحة كل من تيتاوي والنجومي.. مينشيتات صيغت بشكل أقرب إلى الـ(شماتة!!).. وإذا كان لصديقيّ الإسلاميين أسبابهما فإن لصحافة مصر الـ(رسمية!!) أسبابها كذلك.. فالحكومة المصرية كانت ترى أن حكومة الصادق المهدي تتعامل معها من منطلق الـ(ندية!!) والـ(تحدي!!) وليس كما كان عليه الحال إبان نظام جعفر نميري..
*الطريف في الأمر أن فرحة صحافة مصر الـ(رسمية) لم تدم طويلاً بعكس فرحة تيتاوي والنجومي التي ما تزال (مستمرة!!) إلى يومنا هذا.. وربنا (يديم!!) الـ(أفراح!!).. فقد اكتشفت الحكومة أنها (خدت بُمبة) جراء تقرير مضلل - أو غير دقيق - من تلقاء سفيرها بالخرطوم آنذاك (الشربيني).. اكتشفت أنها دعمت انقلاباً يقف وراءه الإسلاميون.... وما أدراك ما الإسلاميون بالنسبة للنظام المصري...
*الطريف في الأمر أن صديقي النجومي بشرى كان دائم الـ(وقوف على جنبة!!) في مطار القاهرة منذ أيام دراسته بمصر وحتى لحظة زيارتنا لها في أواخر شهر يونيو من العام ..89 بعد أيام قليلة صار النجومي محسوباً على النظام الجديد في السودان الذي (باركته) الحكومة المصرية، و(دعمته) إعلامياً وسياسياً، وعبرت عن فرحتها به عبر صحفها الـ(رسمية)...
*هذه مجرد خاطرة عنت لي بمناسبة حلول ذكرى انقلاب الإنقاذ من منظور توثيقي.. تاريخي.. (شخصي).... الآن - وبحمد الله - فإن علاقة حكومة مصر بحكومة الخرطوم (سمن على عسل).. وعلاقة حكومة مصر وصحافتها الـ(رسمية) برموز العهد الحزبي السابق (سمن على عسل).. وعلاقتي أنا بكل من تيتاوي والنجومي هي - أصلاً - (سمن على عسل)...
*كله (سمن على عسل) والحمد لله.. فنحن - وكما يقول أهلنا بشمال الوادي - (أولاد النهارده).
www.alsudani.info