القوتلي وسوار الدهب.. من كراسي الحكم إلى مقاعد الحكمة !!!

القوتلي وسوار الدهب.. من كراسي الحكم إلى مقاعد الحكمة !!!


06-26-2006, 11:33 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=60&msg=1151317987&rn=0


Post: #1
Title: القوتلي وسوار الدهب.. من كراسي الحكم إلى مقاعد الحكمة !!!
Author: jini
Date: 06-26-2006, 11:33 AM

Quote: حينما تنازل الرئيس السوري السابق شكري القوتلي للرئيس جمال عبد الناصر عن منصب الرئاسة عام 1958 من أجل عيون الوحدة بين مصر وسوريا، حظي لفترة بلقب المواطن الأول.. وحينما سلم الفريق أول عبد الرحمن سوار الدهب الحكم إلى الأحزاب السودانية، نعتوه بمعاوية بن يزيد الذي تنازل عن الخلافة بعد أيام من توليه.. فمن غير المألوف في التجارب السياسية العربية، أن يغادر الرئيس موقعه طواعية في تداول سلمي للسلطة، لذا كان الذي يقدم على فعل كهذا، يعد حالة استثناء تثير أقصى حدود الدهشة، ولا يندرج ضمن الزاهدين في الحكم الرئيس العراقي السابق أحمد حسن البكر، فكل التحليلات تشير إلى أنه لم يتنازل، ولكنه أجبر على التنازل لصدام حسين، بعد أن جرد من قوته.

وأية قراءة لمصيري شكري القوتلي أو الفريق عبد الرحمن سوار الدهب، لا بد أن تصطدم بحقيقة أن الأول مات كمدا في بيروت، بعد فشل تجربة الوحدة، أما الثاني «سوار الدهب»، فلقد عاش ليرى الأحزاب التي سلمها الحكم تتناحر مع بعضها البعض، فتجنب مصير الأول، وشغل نفسه بالعمل في بعض المؤسسات الخيرية التطوعية.. وحتى لو أخذنا بالرواية العراقية الرسمية آنذاك بأن الرئيس أحمد حسن البكر، قد تنازل عن الحكم بمحض إرادته، فإن مصيره يظل الأسوأ، فلقد قضى الرجل ما تبقى من حياته وحيدا بعد أن غيبه النسيان والتجاهل والجحود.

وإذا ما استثنينا لبنان، فإن تلك الشواهد والأمثلة في تاريخنا العربي الحديث لا تشكل حوافز إيجابية تغري على ترسيخ نهج يقتدى، فنحن لم نمنح تجربة القوتلي أو تجربة سوار الدهب ما تستحقه من تقدير وتثمين وتعظيم، كما لم نحفظ للرجلين في أدبياتنا السياسية قدرهما وتاريخهما ومكانتهما، مع أن الاثنين في منظور العقلاء قد انتقلا بقدر كبير من الشموخ من كراسي الحكم إلى مقاعد الحكمة.

في الديمقراطيات الغربية الحديثة خرج تشرشل من الحكم ولم يخرج من وجدان الإنجليز، ورحل ديغول من القصر الجمهوري ولم يرحل من ذاكرة الفرنسيين.. وفي عالمنا العربي البعيد عن شاشات التلفزيون بعيد عن القلب والذاكرة والإنصاف.. فمن يجرؤ على الرحيل؟!

[email protected]




التعليــقــــات
د. عبد الله الملا، «المملكة العربية السعودية»، 26/06/2006
موضوع قيم وعقلاني وثري بمعلوماته. ويشكل قراءة موضوعية لغياب الممارسة الديمقراطية، فالعالم العربي حينما تبنى الديمقراطية الغربية أحدث ثقوبا بها افرغتها من محتواها، متأثرا بجمهوريات اليسار التي كانت سائدة في المعسكر الشرقي زمن الاتحاد السوفياتي التي تمنح الرئيس إقامة دائمة في السلطة غير محددة بسقف زمني وهذا يعوق الانتقال الآمن للسلطة من رئيس إلى آخر. وغالبا ما يزج بعواطف الشعوب لخرق السقف الزمني إن وجد.
وكنت أتمنى أن تضم القائمة أسماء أخرى زهدت في الحكم أمثال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق ميقاتي والرئيس فؤاد شهاب الذي كان بإمكانه الظفر بولاية ثانية لكنه أبى ترشيح نفسه وكذلك الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد. وإن كنت أظن أن المثالين اللذين اخترتهما شكري القوتلي وسوار الدهب يمثلان جوهر الزهد الحقيقي في السلطة.
أشكرك على هذا المقال الجميل الذي يتيح لقارئه إمكانية التفاعل والتواصل مع أفكاره.

maha noor، «المملكة العربية السعودية»، 26/06/2006
نعم من يجرؤ على الرحيل؟ من ينتقل من الضوء إلى الظل؟ ومن يهرول من الحضور إلى الغياب؟
فالمجتمع العربي مجتمع أصيب بالنسيان . مجتمع يعاني من ذاكرة هشة وآني لا يتذكر أبعد من اللحظة.
فمن يتذكر اليوم سوار الدهب؟ ومن سمع من أبناء الجيل الجديد عن اسم شكري القوتلي؟

علي أبو زريق، «الاردن»، 26/06/2006
ولماذا يترجل الفارس ما دامت الأرض وعرة مظلمة والسير عليها ثقيل على النفس. وصاحب الفرس الحقيقي لا حول له ولا قوة بل يستحق أن يكون بلا حول ولا قوة بما يشغل قلبه من حسد وفردية وأنانية. إن غياب الناطور هو أصل المشكل. وأزيدك بأني قرأت يوما ذماً للرجل الكريم سوار الذهب متعه الله بالصحة والعافية. وكان الذم من مفكر يكتب للناس يومياً ويشغل حالياً منصبا إعلامياً وفكرياً كبيراً. شبه في مقالته سوار الذهب بعيصو بن يعقوب الذي تنازل عن حقه في البكورية لأخيه يعقوب مقابل صحن من شوربة العدس.أرأيتم؟ هكذا تفكر الصفوة منا فكيف يكون مكان بيننا لنماذج ناضجة مثالية كسوار الذهب وشكري القوتلي؟

د. هشام النشواتي,CA، «المملكة العربية السعودية»، 26/06/2006
بارك الله فيك مقال أكثر من رائع.

هاشم بدرالدين، «كندا»، 26/06/2006
رؤية إخوتنا العرب للدور الذي قام به سوار الذهب عام 1985 سطحية تصوره كرجل مؤمن بالديمقراطية، أو إنسان متجرد و زاهد في السلطة، وذلك مجاف تماماً للحقيقة. فهو قبل كل شيء لم يتحرك لإزاحة نميري بوازع وطني، إنما لقطع الطريق على الثورة الشعبية، و خوفاً من انقضاض صغار الضباط عليه وعلى المؤسسة التي كان يحتل هو الموقع الثاني في هرمها. دور سوار الذهب كان إجهاض الإنتفاضة والحفاظ على مصالحه ومصالح المنتفعين من نظام نميري، والدور الأهم هو حماية سفاحي جهاز الأمن بتدمير المستندات وكل الأدلة المادية الموجودة داخل مباني الأمن. فأصبحت كل الشكاوى التي رفعت ضد جهاز الأمن أقوال مدعين لا يوجد لها شهود، وكيف للمعتقل الذى يتعرض للتعذيب أن يحصل على شهود إذا كانت هذه الممارسات تتم في داخل المعتقلات، ولا يوجد بين الجناة أصحاب ضمير يدينون تلك الأفعال كما حدث في أبو غريب وغيره.
ما كان بإمكان سوار الذهب البقاء في السلطة بإسم نظام فاسد فقد كل مبررات وجوده، وهو يواجه حربا أهلية في الجنوب، ومجاعة في غرب السودان، ومعارضة شعبية في أوجها. ودور الرجل في عهد الإنقاذ شاهد على عدم مبدئيته.

جورج رينه، «المملكة العربية السعودية»، 26/06/2006
سؤالك هام و يتداوله ملايين العرب يوميا، يوما ما سيعرفون اهمية ما قام به سوار الدهب، حيث فشلت تجربته بسبب قصور العقل العربي على استيعاب أهمية المشاركة في السلطة، و عدم اهتمامه بحماية ما منحه هذا الرجل العظيم و الإكتفاء بالتصفيق للدكتاتور القادم أو لعنه في الأروقة.
قام غورباتشوف بتجربة مشابهة، و بصرف النظر عن مرحلة ييلتسين و ارهاصاتها، فما انتجته روسيا حتى الآن يؤكد ان حياة الشعوب مرتبطة عضويا بحريتها و دفاعها عن هذه الحرية، و يوما ما سننظر إلى مرحلتنا الحالية بالكثير من الحسرة على زمن فقدناه بلا طائل أخر شعوبنا أزمانا.

د. هشام النشواتي,CA، «المملكة العربية السعودية»، 26/06/2006
بارك الله فيك. القوتلي وسوار الدهب شمعتان في التاريخ العربي الحديث التي ستنير لشعوب المنطقة المذلولة والمستعبدة من قبل النظم الشمولية أو الحزب القائد.

محمد حسن البشارى، «اوكرانيا»، 26/06/2006
ياسيدي العزيز وعلى الرغم من إتفاقي الكامل معك بأن القوتلي وسوار الذهب يعتبران استنثناء من هذا الزمن العربي الرديء إلا أنه من الإجحاف تشبيههما بتشرشل وديغول (وغيرهما الكثير ممن صنع المجد الإنساني في الغرب) فتشرشل صنع نصر الحلفاء على المحور وديغول قاد فرنسا العظيمة في المحنة العظيمة أما القوتلي وسوار الذهب فقد سلما كرسي الرئاسة فقط لا غير ولم يفعلا شيئا ملموسا يستحق الذكر غير هذا .

أبو بكر حامد دفع، «المملكة العربية السعودية»، 26/06/2006
يا سيدي نشكرك على إنصافك لسوار الدهب فهو شخصية تستحق التقدير والتبجيل والاحترام. فهو صاحب أسبقية لم يفعلها غيره في التاريخ العربي الحديث ولربما سنضطر للانتظار طويلا قبل أن يأتي سوار دهب آخر.
أشكرك أنك نبشت في ذاكرة التاريخ العربي عن مثالين رائعين وتوظيفهما لمواجهة الحاضر.
نتابعك يا أخ محمد ونقرأك جيدا ونفهم سطورك وما بين السطور . وفقك الله.

جيولوجي /محمد شاكر محمد صالح، «المملكة العربية السعودية»، 26/06/2006
هناك مثل من مصر استاذ محمد وهو اللواء محمد نجيب مؤسس ثورة 32 يوليو 1952 الذي آثر البقاء بعيدا عن معترك السياسة والصراعات. فهذا الرجل مثال ممتاز ولو كان في السلطة لربما تغيرت أحوال كثيرة في ذلك الوقت ولكن قدر الله وماشاء فعل.

بثينة حسين، «المملكة العربية السعودية»، 26/06/2006
في العالم العربي يا أستاذ محمد لعدم شفافية المواقف لا نعلم من تنازل ومن أجبر على التنازل. من زهد ومن أجبر على الزهد . فالأمور متداخلة جدا ومعقدة للغاية . وإذا ما كتب تاريخنا العربي ذات يوم برؤية محايدة قد نكتشف العجائب.

حمود غالب الحميرى، «المملكة العربية السعودية»، 26/06/2006
العبرة لمن يعتبر. لايزال هناك من يتشدقون بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة و عندما يحين وقت الجد والممارسة الحقيقية تراهم مختلفين كليا ويخلقون الحجج الواهية وكأنهم الوحيدين المخولين على تسيير الكون بعد الله سبحانه و تعالى. وكأن الخالق لم يخلق سواهم. ويا ليتهم عملوا شيئا يرفع من شأن بلدهم أو الرقي بمستوى معيشة مواطنيهم (سوى الحاشية، الزمرة والمقربون). ربنا يمهل ولايهمل وإن غذا لناظره لقريب. حسبنا الله ونعم الوكيل.

نبيل صبر، «المملكة المتحدة»، 26/06/2006
مقال قمة في الروعة ، كلنا كنا نترقب سوار ذهب جديد.. لكن وا أسفاه. كلنا بشر سواء كنا غربيين أو شرق أوسطيين أو عرب، لو كان عندنا مجموعة من السوارات الذهبية لكونا عقد ذهب يلبسه و يفتخر به و يقدره و يمجده كل عربي مثل الغرب، لكن من سيكمل بناء هذا العقد؟